عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

فاطمة بضعة مني

فاطمة بضعة مني

إنه اسم عظيم ومقدس، ارتبطت به العظمة والقداسة منذ أن ارتبط هذا الإسم بشخصية هذه السيدة الطاهرة بنت رسول الله ورحمة للعالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقدسيتها عليها السلام ذاتية ، نابعة من أعماق كيانها النوراني الذي فطرها الله عليها، وعجنها بها حتى تأهلت لذلك أن تنال وسام سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين من أبينا آدم عليه السلام إلى قيام يوم الدين.

فهي سلام الله عليها بهرت العقول والألباب، وخسأت الأنظار والأبصار عندما أرادت أن تتطلع على عظمتها، وترنو إلى جلالها، لتعرف من هي فاطمة الزهراء عليها السلام، فإنه لا أحد يعلم من هي إلا ربها وأبوها وبعلها وبنوها الأئمة الأطهار عليهم السلام. يكفيها فخراً قوله تبارك وتعالى لوالدها:

 

(يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك.. ولولا علي لما خلقتك.. ولولا فاطمة لما خلقتكما)

 

ولادة فاطمة الزهراء ( ع )

وُلِدَت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في العشرين من جَمادي الآخرة ، من سنة خمس من البعثة ، و النبي ( صلى الله عليه وآله ) له من العمر خمسة و أربعين عاماً ، فأقامَتْ ( عليها السلام ) بمكة ثمان سِنين ، و بالمدينة عشر سنين ، ( بحار الأنوار 43 / 9 ح 16 ) .

 

لما حملت خديجة ( عليها السلام ) بفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كانت فاطمة ( عليها السلام ) ، تحدِّثُها من بطنها وت صبِّرها ، وك انَتْ تَكتم ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

 

فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً ، فسمع خَديجَة تحدِّث فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) لها : ( يَا خَدِيجَة ، مَنْ تُحدِّثِينَ ؟ ) .

 

قالت : الجنين الذي في بطني يُحدِّثني ، و يُؤنِسني .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا خديجة ، هذا جبرائيل يخبرني أنَّها أنثى ، و أنَّها النَسلَة الطَّاهِرَة المَيْمُونَة ، وَ أنَّ اللهَ سَيَجْعل نَسْلِي مِنْهَا ، و سَيَجْعَل مِنْ نَسْلِهَا أئِمَّة ، و يَجْعَلهُم خُلَفَاء فِي أرْضِهِ بَعْدَ انقِضَاءِ وَحْيِه ) .

 

فلم تزل خديجة ( عليها السلام ) على ذلك إلى أن حَضَرَت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش و بني هاشم ، أنْ تعالين لتلينَّ منِّي مَا تَلي النسَاءُ من النسَاءِ .

 

فأرسلْنَ إليها ، أنتِ عَصيتِنَا ، و لم تقبَلِي قولَنا ، و تزوَّجتِ مُحمَّداً يتيم أبي طالب ، فقيراً لا مال له ، فلسْنَا نجيء و لا نَلِي من أمرك شيئاً .

 

فاغتمَّت خديجة ( عليها السلام ) لذلك ، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوَة سُمْر طِوال ، كأنَّهُنَّ مِن نساءِ بني هاشم ، ففزعت مِنهنَّ لمَّا رأتْهُنَّ .

 

فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة ، فإنَّا رُسُل ربِّك إليك ، و نحن أخواتك ، أنا سارة ، و هذه آسية بنت مزاحم ، و هي رفيقتُكِ في الجنة ، و هذِهِ مريم بنت عمران ، و هذه كلثم ، أخت موسى بن عمران ، بَعَثَنا اللهُ إليك لِنَلي منك ما تلي النساءُ من النساء .

 

فجلسَتْ واحدة عن يمينها ، و أخرى عن يسارها ، و الثالثة بين يديها ، و الرابعة من خلفها ، فوضعَتْ فاطمةَ الزهراءِ ( عليها السلام ) طاهِرَة مُطهَّرة .

 

فلما فاطمةَ الزهراءِ ( عليها السلام ) سقطت إلى الأرض أشرق منها النُور ، حتى دخلَ بيوتات مَكَّة ، فلم يبْقَ في شرق الأرض ، و لا غَربها موضعٌ إلاَّ أشرق منه ذلك النور .

 

و دَخلْنَ عشر من الحُورِ العين ، كلُّ واحدة منهن معها طَست ، و إبريق من الجنة ، و في الإبريق ماء من الكوثر .

 

فتناولَتْها المرأة التي كانت بين يديها ، فغسَّلتها بماء الكوثر ، و أخرجت خِرقَتَين بيضائين أشدَّ بياضاً من اللَّبن ، و أطيب ريحاً من المسك و العنبر ، فلفَّتْها بواحدة و قنَّعَتْها بالثانية .

 

ثم استنطقتها ، فنطقت فاطمة ( عليها السلام ) بالشهادتين ، و قالت : ( أشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ ، وَ أنَّ أبِي رَسُولَ اللهِ سَيِّدَ الأنْبِيَاءِ ، و أنَّ بَعْلِي سَيِّدَ الأوصِيَاءِ ، وَ ولْدِي سَادَة الأسْبَاطِ ) .

 

ثم قالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهَّرة ، زكيَّة ميمونة ، بورِكَ فيها وفي نَسْلِها ، فتناولَتْها فرحة مستبشرة ، و ألقمَتْها ثَدْيها فدرَّ عليها .

 

و كانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر ، و تنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة ( بحار الأنوار 43 / 2 ح 1 )

 

عمرها

وكان عمرها عليها السلام مع أبيها (ص) بمكة ثمانية سنين وهاجرت إلى المدينة مع أبيها رسول الله (ص) فأقامت معه عشر سنين، فكان عمرها ثمانية عشر سنة، فأقامت مع علي عليه السلام بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً وفي رواية أخرى أربعين يوماً.

 

ألقابها

أما ألقابها عليها السلام فهي: أنسية - حوراء - عذراء - نورية - حانية - كريمة - رحيمة - شهيدة - عفيفة - قانعة - رشيدة - شريفة - حبيبة - محترمة - صابرة - سليمة - مكرمة - صفية - عالمة - عليمة - معصومة - مغصوبة - مظلومة - ميمونة - منصورة - محتشمة - جميلة - جليلة - معظمة - حاملة البلوى - الشاكية - حليفة العبادة - التقية - حبيبة الله - بنت الصفوة - ركن الهدى - آية النبوة - شفيعة العصاة - أم الخيرة - تفاحة الجنة - المطهرة - سيدة النساء - بنت المصطفى - صفوة ربها - موطن الهدى - قرة عين المصطفى - حكيمة - فهيمة - عقيلة - محزونة - مكروبة - عليلة - عابدة - زاهدة - قوامة - باكية - صابرة - صوامة - عطوفة - رؤوفة - حنانة - البارة - الشفيقة - أم السبطين - دوحة النبي - نور سماوي - زوجة الوصي - بدر التمام - درة بيضاء - بحر الشرف - ولية الله - سر الله - أمينة الوحي - عين الله - مكسورة الضلع - رضيض الصدر - مغصوبة الحق - حفي القبر. ومن أسماؤها: الزهراء - البتول - الصديقة - الطاهرة - المحدثة - المباركة - الرضية - المرضية - أم أبيها، أم الحسنين، أم الأئمة.

 

قبس من أسمائها ومعانيها

فاطمـــة عليها السلام: لأن الله قد فطم من أحبها من النار.

الزهـراء عليها السلام: لأن نورها زهر لأهل السماء.

الصـديقة عليها السلام: لأنها لم تكذب قط.

المباركـة عليها السلام: لظهور بركتها.

الـزكـيــة عليها السلام: لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية.

المرضية عليها السلام: لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة.

المحــدثة عليها السلام: لأن الملائكة كانت تحدثها.

الحــانيــة عليها السلام: لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وبعلها وأولادها عليهم السلام والأيتام والمساكين.

الكوثر عليها السلام: كما سماها الله جل وعلا في القرآن في سورة الكوثر.

الحوراء عليها السلام: لأن النبي قال هي الحوراء الإنسية (ولأن نطفتها تكونت من ثمار الجنة).

البتول عليها السلام: لأنها تبتلت عن دماء النساء.

 

إمامتها

كانت عليها السلام بنت نبي، وزوجة إمام، وأم أئمة صلوات الله عليهم أجمعين.

 

 

 

 

أصحابها

ومن اللواتي كن معها: أسماء بنت يزيد الأنصاري - أم سلمة - فضة - معاذة أم سعد بن معاذ - صفية بنت عبد المطلب أم أيمن ونساء المهاجرين والأنصار.

 

أبوها

فأبوها سيد العترة وسيد الخلق وسيد الأنبياء محمد بن عبدالله رسول الله الأكرم خاتم الأنبياء والمرسلين نور الهاشميين وسيدهم، وكان النبي (ص) يحبها كثيراً وكان يكنيها أم أبيها وكان يقبل رآسها ويقول: لها فداك أبوك كما كنت فكوني، وكان (ص) لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة وبين يديها وقال (ص): هي خير بناتي لأنها أصيبت في وهي مضغة مني وكانت عليها السلام تحب أبوها حباً لا مثيل له، فكانت تشم قميص أبيها بعد وفاته فيغشى عليها.

 

أمها

أمها خديجة عليها السلام، وهي أول إمرأة تزوج بها أبوها رسول الله (ص) ولدت سنة ثمانية وستين قبل الهجرة وقال عنها الرسول الأكرم (ص) أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب وعن أنس بن مالك عن النبي (ص) قال: حسبك من العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم وكانت أول من آمنت برسول الله (ص)، تزوجها وهو ابن 25 سنة وهي بنت 40سنة، وتوفيت في شهر رمضان سنة عشر من النبوة ولها من العمر 65 سنة.

 

زوجها

وفي زوجها وزواجها: عن جابر بن عبدالله قال: لما زوج النبي (ص) فاطمة من علي عليه السلام كان الله تعالى مزوجه من فوق عرشه وكان جبرائيل الخاطب وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفاً من الملائكة شهوداً، وقال (ص): إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء وكان بين تزويج فاطمة في السماء وبين تزويجها في الأرض أربعون يوماً وكان مهرها من علي عليه السلام 480 درهماً وكان لها من العمر 9 سنوات سلام الله عليها، وزوجها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام وقائد الغر المحجلين والعروة الوثقى وسيد قريش وضرغامها.

 

أولادها

أنها سلام الله عليها لم تتزوج غير أمير المؤمنين علي عليه السلام وأنجبت منه: سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين وأم المصائب زينب عليهم السلام وأم كلثوم الصابرة ومحسن الصغير أسقطته بعد الهجوم على دارها ومحاولة إحراقها.

 

وفاتها

عن أبي بصير: وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها ووجدت عليهم إلى أن توفيت.

 

وفي رواية أخرى: أخذت فاطمة عليها السلام باب الدار ولزمتها عن ورائها فمنعتهم عن الدخول فضرب عمر برجله على الباب فقلعت فوقعت على بطنها فسقط جنينها المحسن فمرضت منها وماتت منها.

وفي دلائل الإمامة للطبري: أن عمر بن الخطاب هجم مع 300 رجل على بيتها عليها السلام وقال المسعودي: لما قبضت عليها السلام جزع علي جزعاً شديداً واشتد بكاؤه وظهر أنينه وحنينه وبعد أن كفنها علي عليه السلام بسبعة أثواب وقبل أن يعقد الرداء عليها نادى: يا أم كلثوم يا زينب يا فضة يا حسن يا حسين هلموا و تزودوا من أمكم الزهراء فهذا الفراق واللقاء في الجنة فأقبل الحسنان عليهما السلام يقولان: واحسرتاه لا تنطفئ من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا الزهراء إذا لقيت جدنا فأقرئيه منا السلام وقولي له: إنا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا فقال علي عليه السلام أشهد أنها حنت وأنت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها ملياً وإذا بهاتف من السماء ينادي:

 

يا أبا الحسن إرفعهما فلقد أبكيا والله ملائكة السماء فرفعهما عنها وعقد الرداء عليها وصلى عليها ومعه الحسن والحسين عليهما السلام وعقيل وعمار وسلمان والمقداد وأبوذر ودفنها في بيتها وكان لها من العمر آنذاك 18سنة.

 

وأما بشأن قبرها فقد أخفاه علي عليه السلام بأمرها ثم أنه سوى في البقيع سبعة قبور أو أربعين قبراً، ولما عرف عمر بن الخطاب دفنها وفي البقيع قبور جدد أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي عليه السلام فخرج مغضبا عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة وبيده سيف ذوالفقار وهو يقسم بالله: لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم فتلقاه عمر بن الخطاب ومعه أصحابه فقال له: مالك والله يا أبالحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها!!

فأخذ علي عليه السلام بمجامع ثوبه وضرب به الأرض وقال له: يا ابن السوداء أما حقي فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فو الذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الأرض من دمائكم، وجاء أبوبكر وأقسم عليه برسول الله (ص) أن يتركه فخلى عنه وتفرق الناس.

 

فاطمة تخاطب أباها رسول الله (ص) بهذه الأبيات

 

نفسي على زفراتها محبوسـة ياليتها خرجت مع الزفـرات

لا خير بعـدك في الحياة وإنما أبكي مخافة أن تطول حياتي

 


source : www.aban.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

نبش قبر فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
ولادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
دفن الزهراء (عليها السلام)
سيرة السيدة فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء المرأة النموذجية في الإسلام
فاطمة الزهراء(عليها السّلام) ميزان الحقّ
علم فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
كرامات فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
مفاخرة بين فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) بمحضر ...
عبادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وزهدها

 
user comment