دفن الزهراء (عليها السلام)
فلما توفيّت الزهراء (عليها السلام) بكت أسماء بنت عميس وصاحت ، الصيحة فجاءا مسرعين، وإذا باُمّهم قد فارقت الدنيا، فكثر بكاؤهما، واجتمع الناس حول الدار ما بين باكٍ وباكية، وبعدها صرَفهم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ بتجهيزها، ولمّا مضى من الليل الشطر الأكبر ونام الناس، أخرجها مع خلّص أصحابه، ودفنها في البقيع ، كما عليه أكثر المحدّثين.
وفي بعض الروايات أنّها دفنت في بيتها.
وفي بعض آخر دفنت في الروضة المقدّسة.
نعم دفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلاً، وأخفى قبرها ورجع إلى داره حزيناً كئيباً باكياً، إذ أنّه فقد ركنه الثاني بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، حيث كانت فاطمة (عليها السلام) سلوة له تنسيه مصيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولكن شاءت الأقدار أن يفتقد هذين الركنين وخلال فترة وجيزة.
فسلام على الزهراء يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّةً تطالب بالقصاص ممن ظلمها وغصب حَقَّها وأمعنَ في ظلامتها حتى لاقت ربها شهيدةً مظلومةً.
source : www.sibtayn.com