عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

اخبار الامام الهادي (عليه السلام) مع المتوكل العباسي

اخبار الامام الهادي (عليه السلام) مع المتوكل العباسي

كان المتوكّل من أخبث الخلفاء العباسيّين، وأشدّهم عداءً لعليّ(ع)، فبلغه مقام عليّ ‌الهادي بالمدينة ومكانته ومـيـل الناس إليه ، فخاف منه ودعا ‌يحيى بن هرثمة وقال له: إذهب إلى المدينة وانظر في حاله وأشخصه إلينا.

قال يحيى: فذهبت الى المدينة، فلمّا دخلتها ضجّ أهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع ‌الناس بمثله ، خوفاً على عليّ ، وقامت الدنيا على ساق، لأنه كان محسناً إليهم، ملازماً للمسجد، ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا، . فجعلت أسكّنهم وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه ، وأنه لا بأس عليه ،ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم ، فعظم في عيني ، وتولّيت خدمته بنفسي ، وأحسنت عشرته.

فلما قدمت به بغداد، بدأت ‌بإسحاق بن إبراهيم الطاهري، وكان والياً على بغداد، فقال لي: يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول اللّه، والمتوكّل من تعلم ، فإن حرّضته عليه قتله، و كان ‌رسول اللّه خصمك يوم القيامة، فقلت له: واللّه ما وقفت منه إلا على كلّ أمرجميل .

ثمّ سرت به الى (سُرّ مَنْ رأى ) فبدأت بـ (وصيف) التركي ، فأخبرته بوصوله ، فقال : واللّه لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك ، فلمّا دخلت على المتوكّل سألني ‌عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته، وأني فتّشت داره فلم أجد فيها إلاالمصاحف وكتب العلم، وإن أهل المدينة خـافـوا عليه. فأكرمه ‌المتوكّل وأحسن جائزته وأجزل برّه، وأنزله معه سامرّاء.

ومع أن الإمام كـان يـعـيـش في نفس البلد الذي يسكن فيه المتوكّل، و كانت العيون والجواسيس تراقبه عن كثب فقد وُشي به إلى المتوكّل بأن في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم ، وأنه عازم بالوثوب على الدولة، فبعث إليه جماعة ‌من الأتراك ، فهاجموا داره ليلاً فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق ‌عليه ، وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى ، متوجّه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن الكريم، فحمل على حاله تلك إلى المتوكّل وقالوا له : لم ‌نجد في بيته شيئاً، ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة. وكان المتوكّل جالساً في ‌مجلس الشراب فأدخل عليه، فلمّا رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلى ‌جانبه ، وناوله الكأس التي كانت في يده ، فقال الامام(ع): «والله ماخامر لحمي ‌ودمي قطّ، فاعفني » فأعفاه ، فقال له: أنشدني شعراً، فقال عليّ (ع): «أنا قليل الرواية ‌للشعر» فقال : لابدّ، فأنشده وهو جالس عنده :

باتوا على قُلل الأجبال تحرسهم غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستُنزلوا بعد عزٍّ عن معاقلهم وأسكنوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهُمُ صارخ من بعد دفنِهمُ أين الأساور والتيجان والحُلل
أين الوجوه التي كانت منعَّمة من دونها تُضرب الأستار و الكُلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما أكلوا دهراً و قد شربوا فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا

فبكى المتوكّل حتى بلّت لحيته دموع عينيه وبكى الحاضرون ، ثم ردّه إلى منزله مكرَّماً .

 


source : www.alimamali.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أخبار الإمام الهادي ( عليه السلام ) مع المتوكِّل ...
أدعية الإمام الهادي ( عليه السلام )
تاريخ حياة الإمام الهادي (عليه السلام)(القسم ...
الإمام الهادي عليه السلام وقضية حفيده المهدي ...
مكانة الإمام الهادي ( عليه السلام ) العلمية
في ذکری استشهاد الإمام علي بن محمد الهادي (عليه ...
في ذكری‌ ميلاد الإمام علي بن محمد الهادي عليه ...
سیرة الامام علي الهادي(علیهم السلام)
سيرة الامام الهادي (عليه السلام)
شهادة الإمام الهادي ( عليه السلام )

 
user comment