من مؤلفات الشیخ عبدالله علي أحمد الدقاق ، باحث اسلامي وعضو الجمعیة العامة للمجمع العالمي لأهل البیت(ع).
موقف الخلافة من المصحف العلوي ومصيره بعد ذلك
موقف الخلافة من مصحف الإمام علي(ع)
اختلفت مصادر الشيعة وأهل السنة في بيان موقف الخلافة من مصحف الإمام علي(ع)، فروايات الشيعة تشير إلى أن الخلافة قد رفضت المصحف العلوي، بل حاولت أن توجد البديل عن طريق جمع القرآن مرة أخرى لكي تستغني عن مصحف الإمام علي(ع)، بينما روايات أهل السنة تشير إلى إمضاء الخلافة للمصحف العلوي وتحاول أن تثبت أن الإمام علياً(ع) قد بايع أبا بكر عن اختيار خلافاً لروايات الشيعة التي تنفي مبايعته له، وإذا تمت فعن إكراه، ولا بأس بالتطرق إلى روايات الفريقين التي تثبت الموقفين، وهما:
1- رفض المصحف العلوي:
تؤكد الروايات الواردة في مصادر الشيعة الإمامية أن الخلافة قد رفضت مصحف الإمام علي(ع)، وإليكم بعض الروايات الدالة على ذلك، وهي:
1- ما جاء في رواية سليم بن قيس الهلالي: (فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله. فنادى علي(ع) بأعلى صوته: (يا أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله(ص) مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد. فلم ينزل الله تعالى على رسول الله(ص) آية إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد جمعتها وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله(ص) وعلمني تأويلها). ثم قال لهم علي(ع): لئلا تقولوا غدا: (إنا كنا عن هذا غافلين). ثم قال لهم علي(ع): لئلا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته. فقال عمر: ما أغنانا ما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه)(1).
2- ما جاء في رواية الصفار: (أخرجه علي(ع) إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه فقال لهم هذا كتاب الله كما أنزل الله على محمد وقد جمعته بين اللوحين قالوا هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه قال أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً إنما كان عليّ أن أخبركم به حين جمعته لتقرؤوه)(2).
3- ما جاء في رواية المسعودي: (ثم ألّف(ع) القرآن، وخرج إلى الناس وقد حمله في إزار معه، وهو ينط من تحته، فقال لهم: هذا كتاب الله قد ألفته كما أمرني وأوصاني رسول الله(ص) كما أنزل، فقال له بعضهم: اتركه وامضِ، فقال لهم: إن رسول الله(ص) قال لكم: إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فإن قبلتموه فاقبلوني معه، أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله. فقالوا: لا حاجة لنا فيه ولا فيك، فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك. فانصرف عنهم)(3).
4- ما جاء في رواية أبي ذر الغفاري: (لما توفي رسول الله(ص) جمع علي(ع) القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله(ص)، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه(ع) وانصرف ثم أحضروا زيد بن ثابت - وكان قاريا للقرآن - فقال له عمر: إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار، فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم؟)(4).
5- ما جاء في رواية الطبرسي: (ولقد أحضروا الكتاب كملاً مشتملا على التأويل، والتنزيل. والمحكم، والمتشابه، والناسخ، والمنسوخ، لم يسقط منه: حرف ألف ولا لام، فلما وقفوا على ما بيّنه الله من أسماء أهل الحق والباطل، وأن ذلك إن أظهر نقض ما عهدوه قالوا: لا حاجة لنا فيه، نحن مستغنون عنه بما عندنا)(5).
6- ما جاء في رواية ابن شهرآشوب: (يؤلف القرآن ويجمعه فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه ثم خرج إليهم به في ازار يحمله وهم مجتمعون في المسجد فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع اُلبَتِهِ، فقالوا: الأمر ما جاء به أبو الحسن، فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال: ان رسول الله قال: انى مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهذا الكتاب وانا العترة، فقام إليه الثاني فقال له: ان يكن عندك قرآن فعندنا مثله فلا حاجة لنا فيكما، فحمل(ع) الكتاب وعاد بعد ان ألزمهم الحجة. وفي خبر طويل عن الصادق (ع) انه حمله وولى راجعاً نحو حجرته وهو يقول: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}(6))(7).
فنلاحظ أن جميع هذه الروايات تؤكد إعراض الخلافة عن المصحف العلوي، ورفضها له، بل إن بعض روايات الوصية، يؤكد هذه الحقيقة قبل أن تقع، فقد ورد فيها أن النبي(ص) قد أعلم علياً(ع) بعدم استجابتهم، وأوصاه بالصبر على ذلك، كما جاء في رواية الشريف الرضي حيث يقول النبي(ص) لعلي(ع): (والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا ما افترض الله عليهم من حقك، وألزمهم من طاعتك، وكل أجاب وسلم إليك الامر، وإني لأعلم خلاف قولهم، فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيك به وغيبتني في قبري فالزم بيتك، واجمع القرآن على تأليفه، والفرائض والاحكام على تنزيله ثم امض على غير لائمة على ما أمرتك به، وعليك بالصبر على ما ينزل بك وبها حتى تقدموا علي)(8).
إذن إعراض الخلافة عن المصحف العلوي من مسلمات مداليل روايات الإمامية، لكن يا ترى هل السبب الحقيقي لإعراضهم هو وجود قرآن عندهم؟؟؟
الحق والإنصاف إننا لو تأملنا في الروايات السابقة لوجدنا عكس ذلك من خلال قرينتين:
القرينة الأولى: ما ذكر من أن الخلافة قد أعرضت عن المصحف حينما رأت الفضائح فخشيت من ذلك، كما في الرواية: (فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه)(9)، فنلاحظ أن الإعراض جاء كردة فعل على ما جاء في المصحف من فضائح، فكان الإعراض عنه لإخفائها.
القرينة الثانية: ما ورد من أنهم حاولوا جمع القرآن بعد إعراضهم عن مصحف علي(ع)، مما يعني أن القرآن لم يكن مجموعاً عندهم عندما اعترضوا على المصحف العلوي، حتى أن أسامة ابن زيد قال لهم ماذا ستفعلون لو جمعتم القرآن ثم أخرج لكم الإمام علي(ع) مصحفه مرة أخرى، بل أن بعض الروايات أشار فيها الإمام(ع) إلى أنهم بادروا إلى جمع القرآن فراراً عمّا جمعه(ع) من القرآن كما في رواية رواية الطبرسي: (فلما وقفوا على ما بيّنه الله من أسماء أهل الحق والباطل، وأن ذلك إن أظهر نقض ما عهدوه قالوا: لا حاجة لنا فيه، نحن مستغنون عنه بما عندنا، وكذلك قال:{فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}(10). دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عمّا لا يعلمون تأويله، إلى جمعه، وتأليفه، وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ مناديهم: من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به، ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، فألفه على اختيارهم)(11).
بما أن روايات الإمامية الدالة على إعراض الخلافة عن مصحف الإمام علي(ع) كثيرة، يحصل لدينا اطمئنان بأن اعراض الخلافة عنه كان قد وقع وتحقق، بخلاف روايات السنة الدالة على الإمضاء، فإنها قليلة، لاتصمد أمام روايات الشيعة كما سيأتي.
إذن الموقف الذي نرى صحته ووقوعه من قبل الخلافة هو الإعراض عن مصحف الإمام علي(ع) ورفضه، بل ومحاولة ايجاد البديل. وليس الإمضاء الذي لم نلمس له أثراً في حياتهم.
2- إمضاء المصحف العلوي:
تشير الروايات الواردة في مصادر أهل السنة إلى أن الخلافة قد أمضت مصحف الإمام علي(ع)، وقد وردت في سياق نفي إعتراضه على بيعة أبي بكر، وإثبات أنه(ع) قد بايع إختياراً، وإليكم الروايات الدالة على ذلك، وهي:
1- ما ورد في رواية ابن أبي شيبة: (لما استخلف أبو بكر قعد علي في بيته فقيل لأبي بكر، فأرسل إليه: أكرهت خلافتي؟، قال: لا، لم أكره خلافتك، ولكن كان القرآن يزاد فيه، فلما قبض رسول الله (ص) جعلت عليّ أن لا أرتدي إلا إلى الصلاة حتى أجمعه للناس، فقال أبو بكر: نعم ما رأيت)(12).
2- ما ورد في رواية ابن الضريس: (لما كان بعد بيعة أبي بكر، قعد علي بن أبي طالب في بيته، فقيل لأبي بكر: قد كره بيعتك. فأرسل إليه، فقال: أكرهت بيعتي؟ فقال: لا والله، قال: ما أقعدك عني؟ قال: رأيت كتاب الله يُزاد فيه، فحدّثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمعه، فقال له أبو بكر: فإنك نعم ما رأيت)(13).
3- ما ورد في رواية ابن ابي الحديد المعتزلي: (فقال أبو بكر: لقد أحسنت، قال: فكتبه عليه الصلاة والسلام كما أنزل، بناسخه ومنسوخه) (14).
4- ما ورد في رواية المستغفري: (فلما قبض رسول الله(ص) لزم علي بن أبي طالب بيته، فقيل لأبي بكر، إن علياً كره إمارتك، فأرسل إليه أبوبكر فقال له: تكره إمارتي؟ فقال: لا، ولكن كان النبي(ص) حياً والوحي ينزل، والقرآن ُيزاد فيه، فلما قبض النبي(ص)، جعلت على نفسي أن لا أتردى بردائي حتى أجمعه للناس، فقال أبوبكر: أحسنت)(15).
إذا تأملنا في هذه الروايات نلاحظ أنها تحاول بشكل واضح أن تبرر تأخر بيعة الإمام علي(ع) لأبي بكر، وتحاول أن تبرر ذلك التأخير بالتشاغل لجمع القرآن، مع أن امتناع الإمام(ع) عن بيعة أبي بكر من مسلمات مذهب الإمامية، كما أنها تنص على أن أبا بكر قد أثنى على جمع علي(ع) للقرآن بقوله: أحسنت أو نعم ما صنعت، والحال أننا لم نجد أثراً لهذا الإقرار والثناء في حياتهم العملية، فأين هو مصحف علي(ع) في حياة الخلافة؟؟ ولماذا لم تحمل الناس عليه، ولجأت إلى تكليف زيد بن ثابت بجمع وكتابة القرآن؟؟ إن دعوى إقرار الخلافة لمصحف علي(ع) يتنافى مع مضامين روايات جمع القرآن عند أهل السنة، فقد ذكروا أن السبب في إقدام أبي بكر على جمع القرآن هو خشيته على زوال القرآن بزوال حافظيه، بعد أن استشهد في واقعة اليمامة عدد كبير من حفاظ القرآن، فأشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن، فأجاب أبوبكر: كيف أفعل مالم يفعله رسول الله(ص)(16)، مما يكشف عن أن هذه الروايات لا تعترف بجمع للقرآن قبلهم، لأن الرسول(ص) لم يفعل ذلك، على أن أكثر روايات العامة التي تطرقت للجمع العلوي لم تذكر موقف الخلافة منه، فهي ساكتة بالنسبة إلى هذه الحيثية، ولم يرد الإمضاء إلا في الروايات المعدودة التي ذكرناها، لكن مضمونها يتنافى مع رواية البلاذري وابن ابي الحديد اللتين تنصان على الإقدام على إحراق دار علي(ع) إن لم يخرج لمبايعة أبي بكر، وبالتالي نلحظ أثر الوضع في الروايات الدالة على إمضاء الخلافة للمصحف العلوي، على أنها قليلة عدداً لا تصمد أمام تيار روايات الإمامية الدالة على إعراض الخلافة عن المصحف، كما أننا لم نلمس أثراً عملياً لهذا الإمضاء، بل إننا نجد بعض علماء أهل السنة، يسلم بإعراضهم، ويستنكر ذلك عليهم، فهذا هو الشهرستاني يقول:
(كيف لم يطلبوا جمع علي بن أبي طالب؟! أوَ ما كان أكتب من زيد بن ثابت؟! أوَ ما كان أَعرب من سعيد بن العاص؟! أوَ ما كان أقرب إلى رسول الله(ص) من الجماعة؟! بل تركوا بأجمعهم جمعه واتخذوه مهجوراً، ونبذوه ظهرياً، وجعلوه نسياً منسياً، وهو(ع) لما فرغ من تجهيز رسول الله(ص) وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، آلى أن لا يرتدي بُرداً إلا لجمعة حتى يجمع القرآن، إذ كان مأموراً بذلك أمراً جزماً، فجمعه كما أنزل من غير تحريف وتبديل، وزيادةٍ ونقصانٍ)(17).
وشهد شاهد من أهلها، وما ذلك إلا لوضوح حقيقة إعراض الخلافة عن مصحف الإمام علي(ع)، مما أوجب غيابه عنا، ويالها من خسارة كبرى قد منيت بها أمة الإسلام.
إذن قد ثبت أن الموقف الذي اتخذته الخلافة تجاه مصحف الإمام علي(ع) هو الرد و الإعراض لا الإقرار والإمضاء، على أننا لو سلمنا بروايات الإمضاء ودققنا فيها لوجدناها لاتنافي روايات الإعراض، فهي تثبت الإمضاء والتأييد أثناء قيام الإمام علي(ع) بجمع القرآن الكريم، أي أنها تثبت المقبولية قبل العرض على الخلافة، بينما روايات الإعراض الشيعية تثبت رد المصحف بعد عرضه على الخلافة، فلا تنافي بينهما بحسب التدقيق والتحقيق.
مصير مصحف الإمام علي(ع) وواقعه اليوم
سنتكلم في هذا الفصل حول نقطتين:
النقطة الأولى- مصير المصحف العلوي:
تكتفي بعض روايات الإمامية بالإشارة إلى أن الإمام علياً(ع) قد أخذ مصحفه وانصرف بعد أن أعرضت عنه الخلافة وردته؛ فهذه الروايات ساكته عن بيان ما آل إليه المصحف العلوي، ولنسمها بالروايات الساكته، بينما تصرح بعض الروايات بأن الإمام علياً(ع) قد صرح بعد أخذه لمصحفه وقبل انصرافه بأنهم لن يروا المصحف، وسيحتفظ به عند الأئمة من ذريته إلى أن يصل إلى الإمام المهدي المنتظر(عج)، فتجري به السنة، ولنسمِ هذه الروايات بالروايات المصرحة، فإذن روايات المصير على قسمين:
القسم الأول: الروايات الساكته عن إخفاء المصحف:
ويمكن أن نسميها بروايات الإنصراف؛ لأنها اقتصرت على ذكر انصراف الإمام علي(ع) عن القوم، من دون أن تصرح بمصير المصحف العلوي بعد ذلك، وإن كانت تفيد بقاء المصحف عنده(ع)، إلا أنها ساكته عن ذكر وبيان مصيره بعد استشهاد الإمام علي(ع)، وإليكم الروايات:
1- ما جاء في رواية المسعودي: (فقال لهم: هذا كتاب الله قد ألفته كما أمرني وأوصاني رسول الله(ص) كما أنزل، فقال له بعضهم: اتركه وامضِ، فقال لهم: إن رسول الله(ص) قال لكم: إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فإن قبلتموه فاقبلوني معه، أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله. فقالوا: لا حاجة لنا فيه ولا فيك، فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك. فانصرف عنهم فأقام أمير المؤمنين(ع) ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله(ص))(18).
2- ما جاء في رواية ابن شهرآشوب: (فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال: ان رسول الله قال: إنى مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهذا الكتاب وأنا العترة، فقام إليه الثاني فقال له: ان يكن عندك قرآن فعندنا مثله فلا حاجة لنا فيكما، فحمل(ع) الكتاب وعاد بعد ان ألزمهم الحجة. وفي خبر طويل عن الصادق (ع) انه حمله وولى راجعاً نحو حجرته وهو يقول:{فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}(19))(20).
القسم الثاني: الروايات المصرحة بإخفاء المصحف:
تصرح أكثر روايات الشيعة الإمامية بأن الإمام علياً(ع) لم يقتصر على أخذ مصحفه بعد أن أعرض عنه القوم، بل نص(ع) على أنه سيخفي مصحفه وسيتوارثة الأئمة من ولده إلى أن يصل إلى خاتمهم(عج)، وهذه الروايات أكثر عدداً من الروايات الساكتة، ومعتضدة بروايات العامة التي دلت على أن ابن سيرين وغيره قد سعى في طلب المصحف والبحث عنه فلم يجده، وإليكم الآن الروايات المصرحة:
1- ما جاء في رواية سليم في سؤال طلحة للإمام علي(ع): (قال طلحة: ما أراك - يا أبا الحسن - أجبتني عمّا سألتك عنه من أمر القرآن ألا تظهره للناس؟ قال(ع): يا طلحة، عمداً كففت عن جوابك. قال: فأخبرني عمّا كتب عمر وعثمان، أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال(ع): بل هو قرآن كله، إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة، فإن فيه حجتنا وبيان أمرنا وحقنا وفرض طاعتنا. فقال طلحة: حسبي، أما إذا كان قرآناً فحسبي. ثم قال طلحة: فأخبرني عمّا في يديك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام، إلى من تدفعه ومن صاحبه بعدك؟ قال(ع): إلى الذي أمرني رسول الله(ص) أن أدفعه إليه. قال: من هو؟ قال: وصيي وأولى الناس بالناس بعدي، ابني هذا الحسن، ثم يدفعه ابني الحسن عند موته إلى ابني هذا الحسين، ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين، حتى يرد آخرهم على رسول الله(ص) حوضه. وهم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم)(21).
2- ما جاء في رواية الصفار: (أخرجه علي(ع) إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه فقال لهم هذا كتاب الله كما أنزل الله على محمد وقد جمعته بين اللوحين قالوا هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه قال أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً)(22)
وهذه الرواية صريحة جداً في إخفاء المصحف؛ إذ ورد فيها لفظ التأبيد.
3- ما جاء في رواية الطبرسي: (فلما استخلف عمر سأل علياً(ع) أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه، فقال(ع): هيهات ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، قال عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم. فقال(ع): نعم إذا قام القائم من ولدي، يظهره ويحمل الناس عليه، فتجري السنة به صلوات الله عليه)(23).
4- ما جاء في احتجاج الإمام الحسن على معاوية: (نحن نقول أهل البيت أن الأئمة منا، وأن الخلافة لا تصلح إلا فينا، وأن الله جعلنا أهلها في كتابه وسنة نبيه، وأن العلم فينا ونحن أهله، وهو عندنا مجموع كله بحذافيره، وأنه لا يحدث شيء إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله(ص) وبخط علي(ع) بيده. وزعم قوم: أنهم أولى بذلك منا حتى أنت يا بن هند تدعي ذلك، وتزعم: أن عمر أرسل إلى أبي أني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القرآن، فأتاه فقال: تضرب والله عنقي قبل أن يصل إليك)(24).
وهذه الروايات تعضدها وتؤكدها روايات العامة التي تشير إلى عدم الحصول على المصحف العلوي بعد المشقة و التعب، مثل:
1- ما ورد في ذيل رواية المستغفري: (قال محمد: فطلبت ماألّف فأعياني، ولم أقدر عليه، ولو أصبته كان فيه علم كثير.)(25)
2- ما ورد في ذيل رواية ابن سعد: (قال محمد فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم، قال بن عون: فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب، فلم يعرفه)(26 )، فانظر إلى قوله ذلك الذي يدل على البعد ولعله يشير إلى بعد المنال، كما أن عكرمة لم يعرفه لعدم كونه في متناول اليد.
3- ما ورد في رواية ابن الضريس: (قال محمد: فقلت له: ألّفوه كما أنزل الأول فالأول؟ قال: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا)(27)، ولعل لفظ ذلك يرمز إلى بعد المنال، كما أن ظاهر العبارة النقل عن سماع لا عن معاينة، مما يكشف عن أن المصحف العلوي لم يكن بمتناول اليد حتى يصفه عن مشاهدة ونظر.
وبذلك نلاحظ أن روايات الشيعة المصرحة بالإخفاء أكثر عدداً، وهي مؤيدة بروايات العامة، ولا تعارض بينها وبين الروايات الساكتة، فيحصل لدينا اطمئنان بإخفاء المصحف العلوي.
إذن اتضح أن الصحيح في هذه النقطة أن الإمام علياً(ع) بعد أن أعرضت الخلافة عن مصحفه وردته، لم يكتفِ بأخذ مصحفه والانصراف، بل بين ووضح للقوم أنهم لن يروا المصحف العلوي، وسينتقل من يده إلى يد ابنه الإمام الحسن(ع)، ثم سينتقل إلى الأئمة من ذريته يداً بيد حتى يصل إلى القائم(عج)، الذي سيجري به السنة، وهذا الكلام يصلح للإجابة على الإشكال الذي يقول: ما الفائدة من جمع المصحف العلوي إذا كان الإمام(ع) قد غيبه عن الأمة الإسلامية كرد فعل على موقف الخلافة المعرض عنه؟؟؟
والجواب: إن المصحف العلوي، وإن كان قد غيب عن عموم الأمة، إلا أنه يشكل مصدراً من مصادر علوم الأئمة^ كما تقدم في احتجاج الإمام الحسن(ع) على معاوية، والأمة تنهل من عطاء الأئمة(ع)، فهناك فائدة إذن تترتب على جمع المصحف العلوي، ولعل الإمام علياً(ع)، قد احتفظ به بعد ذلك خشية تحريفه أو إحراقه وما شاكل ذلك.
إذن أسباب الإخفاء كانت متوفرة آنذاك، كما أن الثمرة من الجمع- كانتفاع الأمة- أيضاً متحققة، فلا إشكال في البين.
النقطة الثانية- واقع المصحف العلوي اليوم:
اتضح- من خلال مباحث النقطة الأولى- أن مصحف الإمام علي(ع) اليوم موجود عند صاحب العصر والزمان الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، كما اتضح أن المصحف العلوي لم يكن بمعرض عامة الناس بعد أن أعرضت عنه الخلافة وردته، وإنما أصبح من جملة مختصات الأئمة إلى أن يظهره قائم آل محمد#، لكننا نصطدم بجملة من المصاحف الموجودة اليوم في الكثير من متاحف إيران والعراق وتركية ومصر وغيرها من المتاحف العالمية، ونلاحظ أنها قد كتب عليها أن الذي كتبها علي بن أبي طالب(ع)، بل إننا نجد البعض قد نقل وصرح بأنه قد سمع أو رأى مصحفاً قد كتب عليه ذلك، ولنقتصر على ذكر ثلاثة نماذج على مر الزمان، وهي:
1- ما ذكره ابن النديم(ت380هـ): (وكان المصحف عند أهل جعفر. ورأيت انا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني& مصحفاً قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مر الزمان)(28).
2- ما ذكره ابن عنبة(ت828هـ): (وقد كان بالمشهد الشريف الغروي مصحف في ثلاث مجلدات بخط أمير المؤمنين علي(ع) احترق حين احترق المشهد سنة خمس وخمسين وسبعمائة، يقال إنه كان في آخره: وكتب علي بن أبو طالب. ولكن حدثني السيد النقيب السعيد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسنى النسابة، وجدي لأمي المولى الشيخ العلامة فخر الدين أبو جعفر محمد بن الحسين ابن حديد الأسدي: أن الذي كان في آخر ذلك المصحف علي بن أبي طالب، ولكن الياء مشتبهة بالواو في الخط الكوفي الذي كان يكتبه علي(ع). وقد رأيت أنا مصحفا بالمذار في مشهد عبيد الله بن علي بخط أمير المؤمنين(ع) في مجلد واحد في آخره بعد تمام كتابة القرآن المجيد: " بسم الله الرحمن الرحيم كتبه علي بن أبي طالب ". ولكن الواو تشتبه بالياء في ذلك الخط كما حكياه لي عن المصحف بالمشهد الغروي، واتصل بي بعد ذلك أن مشهد عبيد الله احترق واحترق المصحف الذي فيه)(29).
3- ما ذكره أبو عبدالله الزنجاني: (ورأيت في شهر ذي الحجة سنة 1353هـ في دار الكتب العلوية في النجف مصحفاً بالخط الكوفي كتب على آخره: كتبه علي بن أبي طالب في سنة 40 من الهجرة، لتشابه أبي وأبو في رسم الخط الكوفي قد يظن من لا خبرة له أنه: كتب علي بن أبو طالب بالواو)(30).
هذه ثلاثة نماذج للمصاحف المنسوبة لأمير المؤمنين(ع)، وقد نقل جملة من الباحثين(31) الكثير من المصاحف المنسوبة للإمام علي بن أبي طالب(ع).
فهل هذه المصاحف أو المنقولات أو المشاهدات تحكي عن عين المصحف العلوي الذي هو محل بحثنا أو لا؟؟؟
والجواب: لا يمكن أن تكون هذه المصاحف هي عين المصحف العلوي، لعدة أمور:
1- قد دل الدليل-وهو الروايات المتقدمة- على أن مصحف الإمام علي(ع) قد احتفظ به الإمام علي(ع) للأئمة من ولده(ع)، إلى أن يظهره الإمام الحجة#، فالمصحف العلوي ليس بمتناول عموم الناس، فكيف تعبر هذه المصاحف عنه؟؟!!.
2- القدر المتيقن من روايات مصحف الإمام علي(ع) أن الإمام(ع) قد كتب نسخة واحدة فقط، ولا يوجد دليل على أنه(ع)، أو غيره قد استنسخ عدة نسخ، فكيف تعبر جميع هذه المصاحف المتعددة عن المصحف العلوي.
3- لو تنزلنا وأنكرنا النقطة الأولى والثانية، لقلنا اننا نلاحظ الفارق الكبير بين هذه المصاحف، وبين المصحف العلوي الذي وصفته الروايات لنا، فالروايات تدل على وجود زيادات توضيحية على متن القرآن في المصحف العلوي، لكننا نلاحظ أن هذه المصاحف قد اقتصرت على ايراد نص القرآن فقط من دون أية زيادات توضيحية، مما يكشف عن مغايرتها له.
4- لو تنزلنا وأنكرنا النقاط الثلاث الأولى، وقلنا إن الإمام علياً(ع) لعله قد كتب بعض النسخ الخالية من التوضيحات، لقلنا إن هذه المصاحف هي على غرار المصحف العثماني المتداول، وليست مرتبة على وفق ترتيب المصحف العلوي الذي دلت الروايات على أنه مرتب على حسب النزول أو على غير ذلك، لكن جميع ما نقل عن المصحف العلوي يتفق على أن ترتيبه يختلف عن المصحف القرآني المتداول، فكيف تعبر هذه المصاحف عنه.
5- لو تنزلنا وأنكرنا جميع ما تقدم، وقلنا لعل الإمام علياً(ع) قد كتب نسخة من مصحفه على وفق ترتيب النزول، ونسخة منه على وفق ترتيب القرآن المتداول، لقلنا إن إثبات أن هذه المصاحف قد كتبها الإمام(ع) وخطها بيده، يحتاج إلى معرفة خط الإمام(ع)، ولكي نتعرف عليه، لابد من وصول عينة من خطه إلينا بسند قطعي أو لا أقل يحصل الإطمئنان بأنه خطه، لكي نقيس خطوط المصاحف عليه، حتى نثبت صحة نسبتها إليه من عدمها، والحال إن خطه(ع) لم يصل إلينا بوثيقة قطعية حتى نقيس غيرها عليها، فكيف تعبر هذه المصاحف المنسوبة إليه(ع) عن المصحف العلوي؟!
إذن اتضح أن هذه المصاحف أجنبية عن المصحف العلوي الذي وصفته الروايات، ولكن يا ترى، ما هي حقيقة تلك المصاحف؟ يمكن أن نتصور عدة تصورات بشأنها(32)، وهي كما يلي:
1- يحتمل أن الإمام علياً(ع)، قد كتب و استنسخ بنفسه عدة من المصاحف العثمانية المتداولة، ونشرها بين الناس لغاية معينة، مثل الإشارة إلى عدم تحريف القرآن المتداول على الرغم من مخالفته لمصحفه المبارك في الترتيب.
2- يحتمل أن يكون الإمام علي(ع) في أيام حكومته المباركة بالكوفة قد أمر بكتابة العديد من المصاحف، وقد زُينت تلك المصاحف باسمه الشريف والمبارك كما هو المتعارف في زماننا.
3- يمكن أن يكون قد كتبها شخص اسمه علي بن أبي طالب، لكنه شخص غير الإمام(ع)، فهو يشترك معه(ع) في الاسم، كما هو الحال في الكثير من الأشعار المنسوبة إلى الإمام(ع)، والتي يرى البعض(33) أنها في الحقيقة والواقع لعلي بن أبي طالب القيرواني، وليست للإمام(ع)، فالديوان المنسوب له انما هو ديوان القيرواني، وليس ديوانه.
4- يحتمل أن تكون بعض هذه المصاحف هي نسخ للمصحف العثماني قد كثرت وكتب عليها اسم الإمام علي بن أبي طالب(ع) للتغطية على مصحفه المبارك، والتمويه بشأنه.
على كل حال، سواء ثبتت نسبة كتابة هذه المصاحف إلى الإمام علي(ع) أم لم تثبت، فمن المسلم به أن هذه المصاحف تغاير المصحف العلوي المعهود، وليست نسخاً له، ولا تكشف عنه.
----------
(1) سليم بن قيس(ت76هـ)، كتاب سليم بن قيس الهلالي ص148، أحمد الطبرسي، الإحتجاج ج1 ص107، محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ج28 ص264، ج89 ص 40، الأحمدي الميانجي، مكاتيب الرسول ج2 ص81 .
(2) محمد بن الحسن الصفار(ت290هـ)، بصائر الدرجات الكبرى ص213، باب ان الأئمة عندهم جميع القرآن.
(3) علي بن الحسين المسعودي(ت346هـ)، كتاب إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب(ع) ص146.
(4) أحمد بن علي الطبرسي، الإحتجاج ج1 ص228، محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ج89 ص 42.
(5) أحمد الطبرسي، الاحتجاج ج1 ص383، محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج90 ص98، 126.
(6) سورة آل عمران، آية 187.
(7) محمد بن علي بن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب ج1 ص320، في المسابقة بالعلم.
(8) خصائص الأئمة ص72، محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ج22 ص483-484، تاريخ الأنبياء، باب وصيته عند قرب وفاته، حديث 30.
(9) تقدم المصدر فيما سبق.
(10) سورة آل عمران، الآية 187.
(11) أحمد الطبرسي، الاحتجاج ج1 ص383، محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج90 ص98، 126.
(12) عبدالله بن محمد بن أبي شيبة، المصنف في الأحاديث والآثار ج7 ص197، باب 53، حديث2.
(13) محمد بن أيوب بن الضريس، فضائل القرآن ص36، باب فيما نزل من القرآن بمكة، حديث22.
(14) ابن ابي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة ج6 ص40.
(15) جعفر بن محمد المستغفري، فضائل القرآن ج1 ص358، باب ماروي في جمع القرآن، حديث 420.
(16) ابن ابي داود السجستاني، المصاحف ص13، باب جمع ابي بكر، ولمعرفة التفاصيل راجع بحث جمع القرآن في مختلف كتب علوم القرآن تجد ذلك، وقد أشرنا إلى بعض المراجع في هامش سابق فراجع.
(17) مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار ج1 ص121، مقدمة الشهرستاني لتفسيره.
(18) علي بن الحسين المسعودي(ت346هـ)، كتاب إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب(ع) ص146.
(19) سورة آل عمران، آية 187.
(20) محمد بن علي بن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب ج1 ص320، في المسابقة بالعلم.
(21) سليم بن قيس الهلالي(ت76هـ)، كتاب سليم بن قيس ص212، أحمد الطبرسي، الإحتجاج ج1 ص222، محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ج31 ص423، ج89ص41، الفيض الكاشاني، تفسير الصافي ج1 ص41، السيدهاشم البحراني، غاية المرام ج6 ص107، محمد محمديان، حياة أمير المؤمنين عن لسانه ج3 ص18.
(22) محمد بن الحسن الصفار(ت290هـ)، بصائر الدرجات الكبرى ص213، باب ان الأئمة عندهم جميع القرآن.
(23) محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ج89 ص 42 الفيض الكاشاني، تفسير الصافي ج1 ص43، محمد تقي الأصفهاني، مكيال المكارم ج1 ص61، الأحمدي الميانجي، مكاتيب الرسول ج2 ص81،
(24) أحمد بن علي الطبرسي، الاحتجاج ج2 ص7.
(25) جعفر بن محمد المستغفري، فضائل القرآن ج1 ص358، باب ماروي في جمع القرآن، حديث 420.
(26) ابن سعد، الطبقات الكبرى ج2 ص338، باب ذكر من كان يفتي بالمدينة ويقتدى به، ترجمة الامام علي.
(27) محمد بن أيوب بن الضريس، فضائل القرآن ص36، باب فيما نزل من القرآن بمكة، حديث22.
(28) ابن النديم البغدادي، كتاب الفهرست ص30.
(29) أحمد بن علي ابن عنبه، عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب ص22.
(30) أبو عبدالله الزنجاني، تاريخ القرآن ص74-75.
(31) راجع: محمد حسين الجلالي، دراسة حول القرآن الكريم ص80-86، وقد نقل أحد عشر نسخة، مع ذكر وصفها والإشارة إلى بعض التصاوير، د. سيد محمد باقر حجتي، تاريخ قرآن كريم(فارسي) ص411، د. محمود راميار، تاريخ قرآن(فارسي) ص374، سيد محمد علي ايازي، مصحف امام علي ص189.
(32) راجع: د. محمود راميار، تاريخ قرآن ص377، سيد محمد علي ايازي، مصحف امام علي ص195.
(33) سيد محمد علي ايازي، مصحف امام علي ص195.
source : www.abna.ir