موقف الزهراء (عليها السلام) من الخلافة
لقد رأت الزهراء (عليها السلام) كغيرها من عامّة المسلمين أنّ عليّاً (عليه السلام) أحقّ الناس بالخلافة بعد أبيها، بل أنها كانت ترى أن خلافته (عليه السلام) امتداد لرسالة أبيها (صلى الله عليه وآله) وأنها بالجعل والنص، ولهذا نراها وقفت ذلك الموقف المتصلّب تدافع عن حقّ عليّ (عليه السلام) بالخلافة، وحاورت المهاجرين والأنصار في ذلك.
فقد روى سليم بن قيس الهلالي عن سلمان أنّه قال: لمّا فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من تغسيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتكفينه أدخلني وأدخل أبا ذر والمقداد ، وفاطمة وحسناً وحسيناً، فتقدّم وصففنا خلفه وصلى عليه ـ إلى أن قال ـ: فلمّا كان الليل حمل عليّ (عليه السلام) فاطمة (عليها السلام) على حمار، وأخذ بيد ابنيه حسن وحسين (عليهما السلام) ، فلم يدع أحداً من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلاّ أتاه في منزله وذكّره حقّه ودعاه إلى نصرته . فما استجاب له إلاّ أربعة وعشرون رجلاً.
فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلّقين رؤوسهم مع سلاحهم قد بايعوه على الموت.
فأصبح ولم يوافهِ منهم أحد غير أربعة. قلت لسلمان: مَنْ الأربعة؟
قال: أنا وابو ذر والمقداد والزبير بن العوّام.
ثمّ أتاهم من الليل، فناشدهم . فقالوا: نصبحك بكرة، فما منهم أحد وَفَى غيرنا. ثم ليلة ثالثة فما وفى غيرنا.
فلمّا رأى عليّ (عليه السلام) غدرهم وقلّة وفائهم لزم بيته ، وأقبل على القرآن يؤلّفهُ ويجمعه [1].
وورد في بحار الأنوار: عن ابن عبّاس ، قال: دخلن نسوة من المهاجرين والأنصار على فاطمة بنت رسول الله يعدنها في علّتها ، فقلن: السلام عليك يابنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) كيف أصبحت؟ فقالت:
أصبحت والله عائفة لدنياكن، قالية لرجالكنّ، لفظتهم بعد إذ عجمتهم ـ إلى ان قالت ـ : ويحهم أنّى زحزحوها عن أبي الحسن، ما نقموا منه إلاّ نكير سيفه ونكال وقعه، وتنمّره في ذات الله، وتالله لو تكافّوا عليه عن زمام نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا عتلقه، ثم لسار بهم سيرة سجحاً ، فإنّه قواعد الرسالة ، ورواسي النبوّة ومهبط الروح الأمين [2]...الخ
[1] ـ بحار الأنوار 22: 328ـ 329، ح35.
[2] ـ بحار الأنوار 43: 161، ح10.
source : www.sibtayn.com