عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

الامام الصادق (ع) في ذمَة الخلود

الامام الصادق (ع) في ذمَة الخلود

غدا ذکری استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق علیه السلام سادس الائمة الاطهار من اهل البیت المعصومین الذین نص الرسول الاکرم صلی الله علیه وآله وسلم علی خلافتهم من بعده.

بقلم: محمد بسطامي

الامام الصادق (ع) في ذمَة الخلود

وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا _

غدا ذکری استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق علیه السلام سادس الائمة الاطهار من اهل البیت المعصومین الذین نص الرسول الاکرم صلی الله علیه وآله وسلم علی خلافتهم من بعده.

غدا ذکری استشهاد من ترعرع في ظلال جدَه زین العابدین وابیه محمد الباقر علیهما السلام وعنهما اخذ علوم الشریعة ومعارف الاسلام، فهو یشکل مع آبائه الطاهرین حلقات نوریة متواصلة لایفصُل بینها غریب او مجهول، حتَی تصل الی رسول الله (ص) لذا فهو من معین الوحي ومنبع الحکمة الالهیة.

غدا ذکری استشهاد من شقق العلوم بفکره الثاقب وبصره الدقیق، حتی ملأ الدنیا بعلومه وهو القائل "سلوني قبل ان تفقدوني فإنه لایحدثکم احد بعدي بمثل حدیثي" ولم یقل احد هذه الکلمة سوی جده الامام أمیر المؤمنین علي بن ابي طالب علیه السلام.

غدا ذکری شهادة عظیم من ارتوی من بحر علومه اربعة آلاف طالب وقد اشاعوا العلم والحضارة والثقافة في جمیع الحواضر الاسلامیة ونشروا معالم الدین واحکام الشریعة.

غدا ذکری من اندی الناس کفا ومن کان یجود بما عنده لانعاش الفقراء والمحرومین.

غدا ذکری من کان علی جانب کبیر من سمو الاخلاق والتقوی والورع والتواضع والصبر والکرم.

نعم لقد کانت شخصیة الامام العظیمة بما تجسد فیها من هدي الاسلام وبما حملت من نور تجذب الناس الیه وکان بما حمل من علم وفهم وخلق واخلاص لله تعالی یذکرهم بسیرة الرسول الاکرم (ص) والسابقین من اهل بیته علیهم السلام. ولم یحتل احد المکانة المرموقة والمقام السامي في عصر الامام جعفر بن محمد علیه السلام کالمکانة التي احتلها هو.

فعامة المسلمین وجمهورهم کانوا یرون جعفر بن محمد (ع) سلیل بیت النبوة وعمید اهل البیت ورمز المعارضة للظلم والطغیان الاموي والعباسي وحبه والولاء له فرض علی کل مسلم مصداقا لقوله تعالی:
( قل لا أسالکم علیه أجرا إلا المودة في القربی ) الشوری /23.

لقد عایش الامام الصادق (ع) الحکم الاموي مدة تقارب اربعة عقود وشاهد الظلم والارهاب والقسوة التي کانت لبني امیة ضد الامة الاسلامیة بشکل عام وضد اهل بیت الرسول (ص) وشیعتهم بشکل خاص.

وکان من الطبیعي - بعد ثورة سید الشهداء الامام الحسین علیه السلام - ان یکون آل البیت هم الطلیعة والقیادة المحبوبة لدی الجماهیر المسلمة، ومن هنا بدأت فصائل العباسیین تتحرک باسم اهل البیت وتدعو الی الرضا من آل محمد (ص) وخلافة ذریة فاطمة بنت رسول الله (ع).

لقد انسحب الامام الصادق علیه السلام من المواجهة المکشوفة ولم تنطل علیه الشعارات التي کان یستخدمها بنو العباس للوصول الی الحکم بعد سقوط بني امیه بعد ان ازداد ظلمهم وعتوهم وارهابهم وتعاظمت نقمة الامة علیهم.

لقد سقط سلطان بني امیة سنة ( 132ه) ثم آلت الخلافة الی بني العباس فعاصر حکم ابي العباس السفاح وشطرا من حکم المنصور الدوانیقي بما یقرب من عشر سنوات.

لقد انصرف الامام الصادق علیه السلام من الصراع السیاسي المکشوف الی بناء الامة الاسلامیة علمیا وفکریا وعقائدیا واخلاقیا، بناءا یضمن سلامة الخط الاسلامي المحمدي الاصیل علی المدی البعید بالرغم من استمرار الانحرافات السیاسیة والفکریة في أوساط المجتمع الاسلامي.

لقد انتشرت الفرق الاسلامیة کالمعتزلة والاشاعرة والخوارج والکیسانیة والزیدیة في عصره واشتد الصراع بینها، کما بدأت الزندقة تستفحل وتخترق اجواء المجتمع الاسلامي فتصدی الامام الصادق (ع) للرد علی الملاحدة من جهة وتصدی لمحاکمة الفرق المنحرفة من جهة اخری.

لقد اهتم الامام علیه السلام ببناء الجماعة الصالحة التي تتحمل مسؤولیة تجذیر خط اهل البیت (ع) في الامة الاسلامیة الی جانب اهتمامه ببناء جامعة اهل البیت (ع) الاسلامیة ،وتخرج العلماء في مختلف فنون المعرفة ولاسیما علماء الشریعة الذین یضمنون للامة سلامة مسیرتها علی مدی المستقبل القریب والبعید ویزرعون بذور الثورة ضد الطغیان.

ولم یغفل الامام الصادق (ع) عن تقویة الخط الثوري والجهادي في اوساط الامة من خلال تأییده لمثل ثورة عمه زید بن علي بن الحسین (ع) ومن تلاه من ثوار البیت العلوي الکرام.

ولم یکن الامام علیه السلام لیسلم من هذه المحنة، محنة الثورة علی الظلم العباسي، فقد کان المنصور یطارده الخوف من الامام الصادق علیه السلام مما ادی الی استدعائه الی العراق اربع مرات وضیق علیه واجری علیه محاکمة یجل الامام عن مثلها لیشعره بالرقابة والمتابعة ثم خلَی سبیله.

واخیرا صمم الطاغیة المنصور علی اغتیاله غیر حافل بالعار والنار، فدس الیه سما فاتکا علی ید عامله فسقاه به ولما تناوله الامام السلام تقطعت امعاؤه واخذ یعاني الآلام القاسیة وانتقل الی جوار ربه في 25 شوال عام 148ه وکانت شهادته علیه السلام بالمدینة المنورة ودفن في مقبرة البقیع مع ابیه وجده وجدته فاطمة الزهراء وعمه الحسن السبط بن علي سلام الله علیهم جمیعا.

فسلام علیه وعلی الائمة الهداة المیامین من آبائه وأبنائه ، سلاما دائما مع الخالدین.

 


source : www.abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع رؤساء ...
مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع طبيب هندي
مناظرات الإمام الصادق (عليه السلام) مع الملحدين
نظرية الإمام الصادق(عليه السلام)حول أسباب بعض ...
مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع الزنديق ...
مواقف الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع حكام الجور
الأخلاق عند الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه ...
أعلام السنة الذين أخذوا عن الإمام الصادق (ع)
تعليم الإمام الصادق ( عليه السلام ) جابرا علم ...
السابع عشر من ربيع الأول ذكرى ولادة الإمام ...

 
user comment