عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

أسس تهذیب النفس

أسس تهذیب النفس

إنّ الإنسان ما دام حیّاً فی هذه الدنیا تتوفّر لدیه فرصة الارتقاء فی مدارج الکمال، فإن کان مبتلى بعیوب فعلیه أن یتخلّص منها ویُصلح نفسه، وإن کان موفّقاً بالتحلّی بصفات نفس جیّدة وأعمال جوارح حسنة، فعلیه أن یسعى نحو الأحسن، فالإصلاح وتهذیب النفس لا یأتیان صدفة، وإنّما هما نتیجة سعی الإنسان ﴿وَأَن لَّیْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾(1)، فما هو البرنامج الّذی یساعده على ذلک؟
إنّ البرنامج قد وضعه لنا الله تبارک وتعالى وأرسله مع الأنبیاء علیهم السلام وأنزله فی کتابه العزیز: ﴿إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِرًا وَإِمَّا کَفُورًا﴾(2) فالبرنامج متوفّر ومعروف، ولکنّ السؤال الحقیقیّ: کیف یُمکن أن نلزم أنفسنا بهذا البرنامج؟ یمکن ذلک من خلال محاسبة النفس ومساءلتها، کما فی الروایة عن أمیر المؤمنین علیه السلام: "من تعاهد نفسه بالمحاسبة أمن فیها المداهنة"(3).
وذلک باتِّباع الخطوات الآتیة:
أوّلاً: یشارط نفسه على ما تفعله وتترکه.
ثانیاً: یراقبها دائما وأبداً وفی جمیع الحالات لیمنعها من أیّ انحراف محتمل.
ثالثاً: یحاسبها لیرى مدى التزامها بما اشترطه علیها.
رابعاً: یعاتبها لو تبیّن له عدم التزامها بما اشترطه علیها.
خامساً: له أن یعاقبها بعد إدانتها، فیمنعها من تحقیق شهواتها سیّما فی موارد تقصیرها.
هذه الخطوات الخمس هی البرنامج الیومیّ الّذی یجب أن یلتزم به الإنسان.
هذا على نحو الإجمال وسنتحدّث عن هذه المراحل بشی ء من التفصیل.

المشارطة
فالمشارطة هی أن یشارط الإنسان نفسه فی أوّل یومه على أن لا یرتکب فیه أیّ عمل یخالف أوامر الله، ویتّخذ قراراً بذلک ویعزم علیه، وأمّا العزم فیکون عند کلّ شخص بحسبه، فمن کان تارکاً لبعض الواجبات فعلیه أن یعزم على أن لا یترک واجباً، ومن کان فاعلا للمحرّمات - والعیاذ بالله - فعلیه أن یعزم على ترکها، وأمّا من کان قد ترفّع عن هذین الأمرین بحیث کان یفعل الواجب ویترک المحرّم فعلیه أن یعزم على الثبات، وواضح أنّ ترک ما یُخالف أوامر الله تعالى لیوم واحد أمر یسیر للغایة، ویمکن للإنسان بکلّ سهولة أن یلتزم به، وإن اختلفت درجات یسره من شخص لآخر إلّا أنّه فی النهایة أمر یسیر، فاعزم وشارط نفسک وجرّب، وانظر کیف أنّ الأمر سهل یسیر، فإنّ الله تعالى إذا رأى من العبد سعیاً للتقرّب إلیه أخذ بیده ویسّر له أمره ﴿فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْرَى﴾(4)، ومن الممکن أن یصوّر لک إبلیس اللعین وجنده أنّ الأمر صعب وعسیر. فاعلم أنّ هذه هی من تلبیسات هذا اللعین، فالعنه قلباً وعملاً، وأخرج الأوهام الباطلة من قلبک، وجرّب لیوم واحد، فعند ذلک ستصدّق هذا الأمر.
وینبغی الالتفات هنا أن لا یثقل الإنسان على نفسه، کما ورد فی الروایة عن أبی عبد الله علیه السلام: (إنّ الله عزَّ وجلَّ وضع الإیمان على سبعة أسهم؛ على البرّ والصدق والیقین والرضا والوفاء والعلم والحلم، ثمّ قسم ذلک بین الناس، فمن جعل فیه هذه السبعة الأسهم فهو کامل، محتمِل، وقسّم لبعض الناس السهم ولبعض السهمین ولبعض الثلاثة حتّى انتهوا إلى سبعة، ثمّ قال: لا تحملوا على صاحب السهم سهمین ولا على صاحب السهمین ثلاثة فتبهضوهم)(5)

المراقبة
وبعد هذه المشارطة علیک أن تنتقل إلى "المراقبة"، وهی أن تنتبه طوال الیوم إلى عملک، وإذا حصل لا سمح الله حدیث لنفسک بأن ترتکب عملاً مخالفاً لأمر الله - وهذا أمر ممکن الحصول؛ لأنّ الشیطان وجنده لن یدعوک تهزمهم بهذه السهولة، فهم یریدونک أن تتراجع عمّا اشترطته على نفسک - فالعنهم واستعذ بالله من شرّهم، وأخرج تلک الوساوس الباطلة من قلبک، وقل للشیطان: (إنّی اشترطت على نفسی أن لا أقوم فی هذا الیوم، وهو یوم واحد، بأیّ عمل یخالف أمر الله تعالى، وهو ولیّ نعمتی طول عمری، فقد أنعم وتلطّف علیَّ بالصحّة والسلامة والأمن وألطاف أخرى، ولو أنّی بقیت فی خدمته إلى الأبد لما أدّیت حقِّ واحدة منها، وعلیه فلیس من اللائق أن لا أفی بشرط بسیط کهذا)، والمراقبة لا تتعارض مع أیّ من أعمالک کالکسب والسفر والدراسة، فکن على هذه الحال إلى اللیل ریثما یحین وقت المحاسبة(6).

المحاسبة
وأمّا "المحاسبة" فهی أن تحاسب نفسک لترى: هل أدّیت ما اشترطت على نفسک مع الله، ولم تخن ولیّ نعمتک فی هذه المعاملة الصغیرة؟ وقد ورد عن أمیر المؤمنین علیه السلام: (حاسبوا أنفسکم قبل أن تُحاسَبوا ووازنوها قبل أن توازَنوا، حاسبوا أنفسکم بأعمالها وطالبوها بأداء المفروض علیها والأخذ من فنائها لبقائها)(7)
وعنه علیه السلام: (ما أحقّ الإنسان أن تکون له ساعة لا یشغله شاغل، یحاسب فیها نفسه فینظر فیما اکتسب له وعلیها، فی لیلها ونهارها)(8)
وإذا کنت قد وفیت حقّاً فاشکر الله على هذا التوفیق، وإن شاء الله ییسّر لک سبحانه التقدّم فی أمور دنیاک وآخرتک، وسیکون عمل الغد أیسر علیک من سابقه؛ لأنّ النفس مطواعة لعقل الإنسان کالشمع فی یدیه لا کالحدید إذ من الصعب أن یُلوى، فعلى الإنسان أن یطوّع نفسه على الأمور الحسنة ولو کانت للشر أمیل منها للخیر، فالإنسان نفسه هو الّذی أوصلها إلى هذه الحالة، کما أنّ النفس فی صغر العمر أسهل إصلاحاً من الکبر، ولذا اشتهر القول "العلم فی الصغر کالنقش فی الحجر"، فعلى الإنسان المهتمّ بإصلاح النفس أن یجهد فی شبابه لاقتلاع الملکات الردیئة الّتی یصعب قلعها فی الکبر، وهذا ما حثّت علیه الروایات، منها قول الرسول الأکرم صلى الله علیه واله لأبی ذرّ الغفاریّ رضوان الله تعالى علیه: (یا أبا ذرّ، اغتنم خمساً قبل خمس، شبابک قبل هرمک...)(9)
وعلى کلّ حال فإن کنت مهتمّاً بإصلاح نفسک، فواظب على هذا العمل فترة، والمأمول أن یتحوّل إلى مَلَکَة فیک بحیث یصبح یسیراً للغایة، وستشعر عندها باللذّة والأنس فی طاعة الله تعالى وترک معاصیه.وإذا حدث - لا سمح الله - فی أثناء المحاسبة تهاون وفتور تجاه ما اشترطت على نفسک، فاستغفر الله واطلب العفو منه، واعزم على الوفاء بکلّ شجاعة بالمشارطة غداً، وکن على هذا الحال کی یفتح الله تعالى أمامک أبواب التوفیق والسعادة، ویوصلک إلى الصراط المستقیم للإنسانیّة.

المعاتبة والمعاقبة
بعد أن یشترط الإنسان على نفسه ویراقبها ویحاسبها فإن تبیّن له أنّها ارتکبت ما یخالف الشرط الّذی اشترطه علیها، فلا بدّ له من أن یعاتبها ثمّ یعاقبها من أجل أن تتمّ صفقته ویجنی ثمارها، وإلّا فإنّه یجد نفسه قد أهدر عمره وقد خسر رأس ماله فی صفقة خاسرة لم یتدارک الخسارة فیها من أوّلها، وفی الروایة عن الإمام الصادق علیه السلام: (حقّ على کلّ مسلم یعرفنا أن یعرف عمله فی کلّ یوم ولیلة على نفسه، فیکون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها وإن رأى سیّئة استغفر منها، لئلّا یُخزى یوم القیامة)(10)
یقول الفیض الکاشانی: والعجب أنّک تعاقب عبدک وأمتک وأهلک وولدک على ما یصدر عنهم من سوء خلق وتقصیر فی أمر، وتخاف أنّک لو تجاوزت عنهم خرج أمرهم من یدک وبغوا علیک، ثمّ تهمل نفسک وهی أعظم عداوة لک وضراوة، وأشدّ طغیاناً علیک، وضررک من طغیانها أعظم من طغیان أهلک، فإنّ غرضهم أن یشوّشوا علیک معیشة الدنیا، ولو عقلت لعلمت أنّ العیش عیش الآخرة، وأنّ نعیم الجنّة هو النعیم المقیم الّذی لا آخر له، ونفسک هی الّتی تنغّص علیک عیش الآخرة فهی أولى بالمعاقبة من غیرها(11).

العقوبة على قدر المخالفة
کان علماؤنا العظام، قدّس الله تعالى أسرارهم، یشارطون ویعاهدون الله تعالى على فعل ما أو ترک أمر ما وینذرون الصیام لأوقات محدّدة لو خالفوا ما شرطوه على أنفسهم، وبذلک یکون مثل هذا النذر مانعاً لهم عن مخالفة الشرط لأنّ ثقل العقاب یشکّل رادعاً عن ارتکاب الجریمة.
ومن المناسب أن یلتفت الإنسان إلى أنّ العقوبة یحسن أن تکون من صنف الخیانة الّتی قام بها الإنسان لشرطه، فلو کانت الخیانة مرتبطة بالطعام والشراب فلیکن العقاب بالمنع عنهما کالصوم، ولو کانت من صنف شهوة النساء فیکون العقاب للنفس بمنعها عن هذه الشهوة لمدّة یحصل بها الغرض من العقاب، ولو کانت بسبب کثرة الکلام، فلیعاقب نفسه بالصمت لفترة، وهکذا.

العقاب ضمن الموازین الشرعیّة
إنّ إیجابیّة أن یعاقب الإنسان نفسه لا تعنی أن یعاقبها بأیّ عقاب، کما قد یفعل بعض الناس کأن یعذّبوا أنفسهم بشکل مؤذٍ وخطیر، وإنّ الإنسان المؤمن بالله والیوم الآخر علیه أن یلتفت إلى حدود الشریعة فی هذا المورد کما فی سائر الموارد وکما هو معروف "لا یطاع الله من حیث یُعصى"، ولعلّ الصوم من أفضل الأمور الّتی یُستعان بها على النفس لقوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِینُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾(12)والمقصود من الصبر الصیام، کما تؤکّد الروایة عن الإمام الصادق(13).

خلاصة
- على الإنسان المکلّف أن یحاسب نفسه فی کلّ یوم، فیبدأ بالمشارطة فیشارط نفسه فی أوّل یومه على أن لا یرتکب فیه أیّ عمل یخالف أوامر الله، ویتّخذ قراراً بذلک ویعزم علیه .
- إذا حصل - لا سمح الله - حدیث للنفس بأن ترتکب عملاً مخالفاً لأمر الله، فاعلم بأنّه وسوسة الشیطان والنفس الأمّارة بالسوء، فخالفهما واستعذ بالله من شرّهما .
- حاسب نفسک آخر الیوم لترى: هل أدّیت ما اشترطت على نفسک مع الله، ولم تخن ولیّ نعمتک فی هذه المعاملة الصغیرة؟ فإذا کنت قد وفیت حقّاً فاشکر الله على هذا التوفیق، وإن شاء الله ییسّر لک - سبحانه - التقدّم فی أمور دنیاک وآخرتک، وسیکون عمل الغد أیسر علیک من سابقه .
- بعد أن یشترط الإنسان على نفسه ویراقبها ویحاسبها فإن تبیّن له أنّها ارتکبت ما یخالف الشرط الّذی اشترطه علیها، فلا بدّ من أن یعاتبها ثمّ یعاقبها من أجل أن تتمّ صفقته ویجنی ثمارها، وإلّا فإنّه سیجد نفسه قد أهدر عمره وقد خسر رأس ماله فی صفقة خاسرة، لم یتدارک الخسارة فیها من أوّلها .
- إنّ إیجابیّة أن یعاقب الإنسان نفسه لا تعنی أن یعاقبها بأیّ عقاب، کأن یعذّب نفسه بشکل مؤذ وخطیر، فإنّ الإنسان المؤمن بالله والیوم الآخر علیه أن یلتفت إلى حدود الشریعة فی هذا المورد، وکما هو معروف (لا یطاع الله من حیث یُعصى ) .
من عبادة الإمام السجّاد زین العابدین علیه السلام :
قال طاووس الفقیه: رأَیت الإمام زین العبدین علیه السلام یطوف من العشاء إلى السحر ویتعبّد، فلمّا لم یر أحداً رمق السماء بطرفه، وقال: إلهی غارت نجوم سماواتک، وهجعت عیون أنامک، وأبوابک مفتّحات للسائلین، جئتک لتغفر لی وترحمنی وترینی وجه جدِّی محمّد صلى الله علیه واله فی عرصات القیامة، ثمَّ بکى وقال: وعزَّتک وجلالک، ما أردت بمعصیتی مخالفتک، وما عصیتک إذ عصیتک وأنا بک شاکٌّ، ولا بنکالک جاهل، ولا لعقوبتک متعرّض، ولکن سوّلت لی نفسی وأعاننی على ذلک سترک المرخى به علیّ، فالآن من عذابک من یستنقذنی؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلک عنّی؟(14)
فوا سوأتاه غداً من الوقوف بین یدیک، إذا قیل للمخفّین جُوزوا، وللمثقلین حطّوا، أمع المخفّین أجوز؟ أم مع المثقلین أحطّ؟ ویلی! کلّما طال عمری کثرت خطایای ولم أتب، أما آن لی أن أستحی من ربّی؟! ثمّ بکى وأنشأ یقول:
أتحرقنی بالنار یا غایة المنى***فأین رجائی ثمّ أین محبّتی؟
أتیت بأعمال قباح ردیّة ***وما فی الورى خلقٌ جنى کجنایتی
ثمَّ بکى وقال: سبحانک تُعصى کأنّک لا تُرى وتحلم کأنّک لم تُعص تتودّد إلى خلقک بحسن الصنیع کأنّ بک الحاجة إلیهم، وأنت یا سیّدی الغنیُّ عنهم. ثمَّ خرَّ إلى الأَرض ساجداً. قال: فدنوت منه ورفعت رأسه ووضعته على رکبتی وبکیت حتّى جرت دموعی على خدِّه، فاستوى جالساً وقال: من الّذی شغلنی عن ذکر ربّی؟ فقلت: أنا طاوس یا بن رسول الله، ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن یلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون، أبوک الحسین بن علیّ وأُمّک فاطمة الزهراء، وجدُّک رسول الله صلى الله علیه واله ؟! قال: فالتفت إلیَّ وقال: هیهات هیهات یا طاووس، دع عنّی حدیث أبی وأُمّی وجدِّی، خلق الله الجنّة لمن أطاعه وأحسن، ولو کان عبداً حبشیّاً، وخلق النار لمن عصاه ولو کان ولداً قرشیّاً، أما سمعت قوله تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَلَا یَتَسَاءلُونَ﴾(15) .
المصادر :
1- النجم:39
2- الإنسان:3
3- مستدرک الوسائل، المیرزا النوری، ج12، ص153
4- اللیل:7
5- الکافی، الشیخ الکلینی، ج2، ص42
6- الأربعون حدیثاً، الإمام الخمینی ، الحدیث الأوّل بتلخیص وتصرّف
7- مستدرک الوسائل، المیرزا النوری، ج12، ص 153
8- میزان الحکمة، ج12، ص 154
9- وسائل الشیعة، الحر العاملی، ج1، ص114
10- مستدرک الوسائل، المیرزا النوری، ج12، ص 153
11- المحجّة البیضاء، الفیض الکاشانی، ج8، ص 169
12- البقرة: 45
13- الکافی، الکلینی، ج4، ص63
14- الصحیفة السجّادیة (أبطحی)، ص176
15- المؤمنون:101

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

نظرة قرآنية حول مفهوم الموت
کیف ندعو الله اذا مرضنا؟
وقفة بين يدي زِيارة الأربعِين
من هو النبي المرسل؟ ومن هم الأنبياء؟ وما هي ...
المُناظرة التاسعة/مناظرة السيد محمد جواد ...
الذنوب الكبيرة (3)
الفقه الشیعی مفتاح إصلاح البشر والوصول إلى ...
أهداف الفاروق
اليوم الآخر في القرآن الكريم
معنى الصفة

 
user comment