هل اغتمَّ الامام الحسين عليه السلام وحَزنَ لوقوع هذا البلاء العظيم عليه وعلى أهل بيته وأصحابه ؟
لعلّ من الواضح الجواب بالنفي ؛ لعدّة اعتبارات :
منها : إنّ الحُزن والبكاء فيه إشعار بالاعتراض على الله سبحانه وحاشاه .
ومنها : ما ذكرناه فيما سبق من أنّ للشهادة في سبيل الله جانبان : أهمّهما الاستبشار برحمة الله ولطفه ، واستشهدنا على ذلك بعدّة نصوص سابقة .
وأمّا الحُزن والبكاء المطلوب من مُحبّي الحسين ( عليه السلام ) في الشريعة ؛ فلأنّ تكليفه ( عليه السلام ) يختلف عن تكليفنا ، وتقديره غير تقديرنا ، ونظرهُ إلى الأمر غير نظرنا .
أمّا البكاء والحزن ، فهو لنا لأجل تربيتنا دينيّاً وثوابنا أخرويّاً ، وأمّا الاستبشار ، فلهُ ولأصحابه لأجل الشعور بالسعادة بنِعَم الله ورحمته.
وكلّما ازدادَ البلاء كان أكثر نعمة ورحمة كما سُئل ( صلّى الله عليه وآله ) : مَن أشدّ الناس بلاءً في الدنيا ؟ قال : ( النبيّون ، ثُمّ الأمثل فالأمثل ) (1) ، ووردَ ما مضمونه أنّه : لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق ، لَنَقلهم من الحالة التي هم فيها إلى حالٍ أضيَق منها (2) ، لمدى ما يريد أن يعطيه من الثواب إلى غير ذلك من النصوص .
ومن علامات ما قلناه : ما وردَ عن عليّ بن الحسين الأكبر أنّه قال لأبيه الحسين ( عليه السلام ) وهو في الرمق الأخير : ( هذا جدّي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأُ بعدها أبداً ) (3) .
ومن دلائل ذلك : أنّه وردَ عن العديد من الناس في التاريخ ، أنّهم كانوا يدعون الله عزّ وجل للحصول على الشهادة ، ثمّ يشكرونه حين يجدون أنفسهم عندها ، فكيف الحال في الحسين وأصحابه وأهل بيته ومقدار إدراكهم لذلك .
ومن دلائل ذلك أيضاً : ما وردَ عن أنّه ( عليه السلام ) كشفَ لأصحابه وأهل بيته ـ بعد أن اختبرهم وأحرز إخلاصهم ـ وأراهم مواقعهم في الجنّة ليلة مقتلهم (4) ، فهشّت نفوسهم إليها ورَغبت بها ، فكانوا فَرحين مستبشرين لذلك ، وهذا معنى ما سمعناهُ من قول أحدهم : ( ليس بيننا وبين أن نُعانق الحور العين إلاّ أن يَميل علينا هؤلاء بأسيافهم ) (5) .
وقد يخطر في الذهن : أنّ البكاء ليس دائماً على أمور الدنيا ، بل له مبرِّرات عديدة ممّا هو صحيح دينيّاً ، نذكر منها ما يلي :
أوّلاً : البكاء من الذنوب .
ثانياً : البكاء شوقاً إلى الثواب .
ثالثاً : البكاء خوفاً من العقاب .
رابعاً : البكاء لأجل قلّة الصبر على البلاء .
خامساً : البكاء لأجل إقامة الحجّة على الخصوم .
فمن هنا يمكن أن يكون بعض هذه الأسباب موجوداً لدى الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه .
جوابهُ : أمّا الأسباب الثلاثة الأولى فهي خارجة عن محلّ كلامنا هذا ؛ لأنّنا نتكلّم عن البكاء الناتج بسب الواقعة نفسها ، وأمّا البكاء لأجل قلّة الصبر فهو غير صحيح للحسين ( عليه السلام ) ؛ لأنّه معصوم ، وأمّا غيره فلعدّة أمور منها :
أوّلاً : قال تعالى : ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) (6) ، إذاً فالبلاء أو أيّ شيء آخر لا يكون إلاّ بمقدار التحمّل ، ويستحيل أن يكون أكثر من ذلك ، بمشيئة الله سبحانه .
ثانياً : الاستبشار الذي ذكرناهُ وكرّرنا الحديث عنه ، فإنّه ممّا يُقوّي العزيمة ويشدّ الهمّة ويمنع الانهيار ، فلا يكون لقلّة الصبر مورد بالنسبة لهم ، ليسبِّب لهم البكاء .
وأمّا السبب الأخير : وهو إقامة الحدّة على الأعداء ، فهو صحيح ، إلاّ أنّه ليس من وظيفة الشهداء أنفسهم ؛ وإنّما هي وظيفة مَن بقيَ منهم ومن ذويهم ونسائهم ، لكي يكشفوا للعالَم الخارجي عن أهميّة الأمر وعَظمة قضيّة الحسين ( عليه السلام ) .
مضافاً إلى أنّ الأسلوب الوحيد لإقامة الحجّة ليس هو البكاء ، بل ليس هو الأسلوب الأفضل ؛ وإنّما الأسلوب الأفضل هو الكلام والإفهام ، والبكاء أسلوب صامت وسلبي مهما كان مؤثراً ، نعم ، حين لا يكون الكلام ممكناً يكون أسلوب البكاء لإقامة الحجّة متعيّناً ، وهو ما فَعلتهُ فاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد أبيها ، وفَعلتهُ زينب بنت علي ( عليه وعليها السلام ) بعد أخيها الحسين وأصحابه ، وفعلهُ الإمام السجّاد ( عليه السلام ) بعد أبيه ، إلى غير ذلك من الموارد .
وأمّا لماذا كان الكلام متعذِّراً أو صعباً بالنسبة لهؤلاء ، فهذا ما لا ينبغي أن نطيل الكلام فيه الآن .
نقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين ، فإنها ضاحكة مستبشرة.
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي(عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.
عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليه السلام)، فإنه فيه مأجور.
عن أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل له: ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل، ولم يرض له بدون الجنة.عن أبي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين بن علي(عليه السلام) عند أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) في يوم قط فرؤى أبو عبد الله(عليه السلام) في ذلك اليوم متبسماً إلى الليل.
عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
عن أبي يحيى الحذاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: نظر أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى الحسين فقال: يا عبرة كل مؤمن، فقال: أنا يا أبتاه، قال: نعم يا بني.عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : قال الحسين بن علي(عليه السلام): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.
عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: قال الحسين(عليه السلام): أنا قتيل العبرة، قتلت مكروباً، وحقيق علي أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله وأقلبه إلى أهله مسروراً.
قال الرضا (عليه السلام) :”يا بن شبيب .. إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه ذُبح كما يُذبح الكبش ، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ، ما لهم في الأرض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قُتل ، فهم عند قبره شعثٌ غبْرٌ إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم : يا لثارات الحسين ..
يا بن شبيب .. لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده : أنه لما قُتل جدّي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر.
يا بن شبيب .. إن بكيتَ على الحسين حتى تصير دموعك على خديك ، غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا ..
يا بن شبيب .. إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين “ع”
يا بن شبيب .. إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فالعن قَتَلة الحسين .
يا بن شبيب .. إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثلُ ما لمن استشهد مع الحسين ، فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما . يا بن شبيب .. إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلا تولّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة.
خواص البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) فهي ثمان :
1- أنها صلة لرسول الله عليه الصلاة والسلام
2-أنه اسعاد للزهراء عليها السلام فانها تبكيه كل يوم
3-أنه أداء لحق النبي عليه السلام والائمة عليهم السلام ففي الروايه : أن الباكي قد أدى حقنا
4- أنه نصرة للحسين عليه السلام فان النصرة في كل وقت بحسبه
5- أنه أسوة حسنة بالأنبياء والملائكة وجميع عباد الله المخلصين
6- أنه أجر الرساله فانه من المودة في القربى
7- أن تركه جفاء للحسين
8- أنه يسلي عن الباكي في كل مصيبة واقعة على أي شخص كيفما كانخواص العين :
في خواص العين الباكية التي جرى منها الدمع وهي أمور تظهر من الروايات :
1- أنها أحب العيون الى الله
2- أن كل عين باكية يوم القيامه لشدة من الشدائد الاعين بكت على الحسين فانها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنه
3- أن تلك العين لا بد أن تنعم بالنظر الى الكوثر لا ان تنظر فحسب والافكل شخص ينظر الى الكوثر
4- أن العين تصير محل مس الملائكة فانهم يأخذون الدمع منهاخواص الدمع:
في خواص الدمع الجاري في عزاء الحسين عليه السلام وهي خمس مجموعه من الروايات :
1- أنها أحب القطرات الى الله
2- أن قطرة منها لو سقطت في جهنم لأطفأت حرها
3- أن الملائكة لتلقى تلك الدموع وتجمعها في قارورة
4- أنها تدفع إلى خزنة الجنان فيمزجونها بماء الحيوان الذي هو من الجنة فيزيد في عذوبته ألف ضعف
5- أنه لا تقدير لثوابها فكل شيء له تقدير خاص الا أجر الدمعه
ساورد لكم ايضا قصة مسمع بن عبد الله مع الامام الصادق(عليه السلام)
قال الامام الصادق (عليه السلام) : يامسمع انت من اهل العراق أما تاتي قبر الحسين(عليه السلام) ؟قلت لا.لان انا رجل مشهور من اهل البصرة واعداؤنا كثيرة من اهل القبائل من النصاب وغيرهم ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند الوالي فيمثلون بي.قال لي:افما تذكر ما صنع بالامام الحسين؟ قلت بلى, قال افتجزع؟ قلت:اي والله واستعبر لذلك حتى يرى اهلي اثر ذلك علي .فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك على وجهي , قال(عليه السلام) رحم الله دمعتك اما انك من الذين يعدون من اهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون اذا امنا اما انك سترى عند موتك حضور ابائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت فملك الموت ارق عليك واشد رحمة من الام الشفيقة على ولدها ثم بكى الامام وبكيت الا لعنة الله على اول ظالم ظلم ال محمد وعلى اخر تابع له على ذلك اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا (7)
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَال:
(( مَنْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فِينَا دَمْعَةً لِدَمٍ سُفِكَ لَنَا أَوْ حَقٍّ لَنَا نُقِصْنَاهُ أَوْ عِرْضٍ انْتُهِكَ لَنَا أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ شِيعَتِنَا بَوَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا فِي الْجَنَّةِ حُقُباً ))
وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ قَال:
قَالَ الرِّضَا عليه السلام :
فِي حَدِيثٍ فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ ثُمَّ قَالَ ع كَانَ أَبِي ع إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْضِيَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ عليه السلام .
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ فِي مَسَارِّ الشِّيعَةِ قَالَ وَ فِي الْعَاشِرِ مِنَ الْمُحَرَّمِ قُتِلَ الْحُسَيْنُ ع وَ جَاءَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام :
بِاجْتِنَابِ الْمَلَاذِّ فِيهِ وَ إِقَامَةِ سُنَنِ الْمَصَائِبِ وَ الْإِمْسَاكِ عَنِ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ إِلَى أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ وَ التَّغَذِّي بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا يَتَغَذَّى بِهِ أَصْحَابُ الْمَصَائِبِ كَالْأَلْبَانِ وَ مَا أَشْبَهَهَا دُونَ اللَّذِيذِ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ.
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ فِي الْأَمَالِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لِشَيْخٍ : أَيْنَ أَنْتَ عَنْ قَبْرِ جَدِّيَ الْمَظْلُومِ الْحُسَيْنِ قَالَ إِنِّي لَقَرِيبٌ مِنْهُ قَالَ كَيْفَ إِتْيَانُكَ لَهُ قَالَ إِنِّي لآَتِيهِ وَ أُكْثِرُ قَالَ ذَاكَ دَمٌ يَطْلُبُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ثُمَّ قَالَ كُلُّ الْجَزَعِ وَ الْبُكَاءِ مَكْرُوهٌ مَا خَلَا الْجَزَعَ وَ الْبُكَاءَ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه السلام .
وَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ الْجِعَابِيِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُقْبَةَ عَنْ حُسَيْنٍ الْأَشْقَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَارَةَ:
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ فِي حَدِيثٍ:
إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ ع لَمَّا قُضِيَ بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَ النَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا وَ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى بَكَى عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ عليه السلام إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ قُلْتُ وَ مَا هَذِهِ الثَّلَاثَةُ الْأَشْيَاءِ قَالَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ الْبَصْرَةُ وَ لَا دِمَشْقُ وَ لَا آلُ عُثْمَانَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ .
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ فِي الْمَزَارِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَامُورَانِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ الْبُكَاءَ وَ الْجَزَعَ مَكْرُوهٌ لِلْعَبْدِ فِي كُلِّ مَا جَزِعَ مَا خَلَا الْبُكَاءَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَإِنَّهُ فِيهِ مَأْجُورٌ .
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّيَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْمَكْفُوفِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ:
وَ مَنْ ذُكِرَ الْحُسَيْنُ عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ مِنَ الدُّمُوعِ مِقْدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ وَ لَمْ يَرْضَ لَهُ بِدُونِ الْجَنَّةِ .
وَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُنْذِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ:
مَنْ قَطَرَتْ عَيْنَاهُ أَوْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فِينَا دَمْعَةً بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً أَوْ حُقُباً .
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ:
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ:
أَ مَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ يَعْنِي بِالْحُسَيْنِ ع قُلْتُ بَلَى قَالَ أَ تَجْزَعُ قُلْتُ إِي وَ اللَّهِ وَ أَسْتَعْبِرُ بِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَكَ أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَعِ لَنَا وَ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ وَ وَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِكَ وَ مَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَلُ وَ لَمَلَكُ الْمَوْتِ أَرَقُّ عَلَيْكَ وَ أَشَدُّ رَحْمَةً لَكَ مِنَ الْأُمِّ الشَّفِيقَةِ عَلَى وَلَدِهَا إِلَى أَنْ قَالَ:
مَا بَكَى أَحَدٌ رَحْمَةً لَنَا وَ لِمَا لَقِينَا إِلَّا رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ الدَّمْعَةُ مِنْ عَيْنِهِ فَإِذَا سَالَ دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِهِ سَقَطَتْ فِي جَهَنَّمَ لَأَطْفَأَتْ حَرَّهَا حَتَّى لَا يُوجَدَ لَهَا حَرٌّ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا يَتَضَمَّنُ ثَوَاباً جَزِيلًا يَقُولُ فِيهِ وَ مَا مِنْ عَيْنٍ بَكَتْ لَنَا إِلَّا نُعِّمَتْ بِالنَّظَرِ إِلَى الْكَوْثَرِ وَ سُقِيَتْ مِنْهُ مَعَ مَنْ أَحَبَّنَا .
وَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ وَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنِ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَذْكُرُ فِيهِ حَالَ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ :
وَ إِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مَنْ يَبْكِيهِ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ يَسْأَلُ أَبَاهُ الِاسْتِغْفَارَ لَهُ وَ يَقُولُ أَيُّهَا الْبَاكِي لَوْ عَلِمْتَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ لَفَرِحْتَ أَكْثَرَ مِمَّا حَزِنْتَ وَ إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ خَطِيئَةٍ.
وَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ:
أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه السلام دَمْعَةً حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً .
وَ عَنْهُ عَنْ مَسْلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ فَضْلٍ وَ فَضَالَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ :مَنْ ذُكِرْنَا عِنْدَهُ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ حَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَلَى النَّارِ .
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي الْمِصْبَاحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي حَدِيثِ :
زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنْ قُرْبٍ وَ بُعْدٍ قَالَ ثُمَّ لْيَنْدُبِ الْحُسَيْنَ عليه السلام وَ يَبْكِيهِ وَ يَأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ مِمَّنْ لَا يَتَّقِيهِ بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ وَ يُقِيمُ فِي دَارِهِ الْمُصِيبَةَ بِإِظْهَارِ الْجَزَعِ عَلَيْهِ وَ لْيُعَزِّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِهِمْ بِالْحُسَيْنِ ع وَ أَنَا ضَامِنٌ لَهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَمِيعَ ذَلِكَ يَعْنِي ثَوَابَ أَلْفَيْ حَجَّةٍ وَ أَلْفَيْ عُمْرَةٍ وَ أَلْفَيْ غَزْوَةٍ قُلْتُ أَنْتَ الضَّامِنُ لَهُمْ ذَلِكَ وَ الزَّعِيمُ قَالَ أَنَا الضَّامِنُ وَ الزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ
قُلْتُ وَ كَيْفَ يُعَزِّي بَعْضُنَا بَعْضاً ؟
قَالَ :تَقُولُ عَظَّمَ اللَّهُ أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالْحُسَيْنِ عليه السلام وَ جَعَلَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ وَ الْإِمَامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَنْشُرَ يَوْمَكَ فِي حَاجَةٍ فَافْعَلْ فَإِنَّهُ يَوْمُ نَحْسٍ لَا تُقْضَى فِيهِ حَاجَةُ مُؤْمِنٍ وَ إِنْ قُضِيَتْ لَمْ يُبَارَكُ لَهُ فِيهَا وَ لَا يَرَى فِيهَا رُشْداً وَ لَا يَدَّخِرَنَّ أَحَدُكُمْ لِمَنْزِلِهِ فِيهِ شَيْئاً فَمَنِ ادَّخَرَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيْئاً لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَ وَ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِي أَهْلِهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ ثَوَابَ أَلْفِ حَجَّةٍ وَ أَلْفِ عُمْرَةٍ وَ أَلْفِ غَزْوَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله عليه وآله وسلم وَ كَانَ لَهُ كَثَوَابِ كُلِّ نَبِيِّ وَ رَسُولٍ وَ صِدِّيقٍ وَ شَهِيدٍ مَاتَ أَوْ قُتِلَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ الْحَدِيثَ .(8)
المصادر :
1- أصول الكافي : ج2 ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، الحديث 29 ، تُحف العقول للبحراني : ص33 .
2- مرآة العقول للمجلسي : ج9 ، ص358 .
3- البحار للمجلسي : ج45 ، ص44 .
4- أسرار الشهادة للدربندي : ص247 .
5- تاريخ الطبري : ج6 ، ص241 ، أسرار الشهادة للدربندي : ص249 .
6- سورة البقرة : آية 286 .
7- صحيفة الصراط المستقيم / العدد 13 / السنة الثانية/ في 19 / 10 / 2010 م 11 ذو القعدة 1431 هـ
8- زاد المعاد : وسائلالشيعة ج : 14