عربي
Friday 3rd of May 2024
0
نفر 0

الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ينتخب أم أولاده

الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ينتخب أم أولاده

كانت السيدة المعصومة اختاً للإمام الرضا لامه ، فأمهما واحدة (1) .

فمن كانت امهما ؟ وكيف اختارها الإمام الكاظم لتكون أمّاً لاولاده ؟

هذا ما ستقراه في الحديث التالي : ـ

قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لهشام بن احمد (2) : هل علمت احدا من اهل المغرب قدم ؟

قال : لا .

فقال (عليه السّلام) : بلى قد قدم رجل أحمر (3) ، فانطلق بنا .

قال هشام : فركب وركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل ، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق (4) .

فقال ( عليه السلام ) : أعرض علينا (5) .

فعرض علينا تسع جوار ، كل ذلك وأبو الحسن يقول له : لا حاجة لي فيها .

ثم قال له : اعرض علينا .

قال : ما عندي شيء .

فقال ( عليه السلام ) : بلى ، اعرض علينا .

قال : لا والله ! ما عندي إلا جارية مريضة .

فقال له : ما عليك أن تعرضها ؟

فأبى عليه صاحب الرقيق ، ثم انصرف ( عليه السلام ) .

قال هشام : ثم إنه ( عليه السلام ) أرسلني من الغد إليه . .

وقال لي : قل له كم غايتك فيها ؟ فإذا قال : كذا وكذا . فقُل : قد أخذتها . ( قال هشام : ) .

فاتيتُه . . .

قلتُ : كم غايتُك فيها ؟

فقال : ما أريد أن اُنقصها من كذا (6) .

فقلت : قد أخذتها .

فقال : هي لك ، ولكن مَن الرجل الذي كان معك بالأمس ؟

فقلت : رجل من بني هاشم .

فقلت : من نقبائهم (7) .

فقال : أريد اكثر .

فقلت : ما عندي اكثر من هذا .

فقال : أخبرك عن هذه الوصيفة (8) ؟ إنّي اشتريتها من اقصى بلاد المغرب ، فلقيتني امرأه من أهل الكتاب . .

فقالت : ما هذه الوصيفة معك ؟

فقلت : اشتريتها لنفسي .

فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه الوصيفة عند مثلك ! ! إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الارض ، فلا تلبث عنده إلا قليلاً حتى تلد منه علاماً يدين له شرق الارض وغربها .

قال هشام : فأتيت الإمام ( عليه السلام ) بالجارية (9) .

وكانت لهذه الجارية عدة اسماء منها : نجمة وتكتم (10) .

وقد كانت بكراً حين شرائها (11) .

والظاهر أن الإمام ( عليه السلام ) اشتراها ـ ابتداءً ـ لامّه حميدة المصفّاة .

وكانت السيدة تُكتم من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة حتى انها ما جلست بين يديها إجلالاً لها (12) .

ثم إن السيدة حميدة ذكرت انّها رأت في المنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) يقول لها : يا حميدة ! هبي نجمة لابنك موسى ، فإنّه سيولد له منها خير أهل الارض (13) .

فقالت لابنها موسى ( عليه السلام ) : يا بني ! إن تُكتم جارية ما رايت جارية قط افضل منها . . . وقد وهبتها لك (14) .

فقالت لابنها موسى ( عليه السلام ) ـ لمّا أتى بها ـ قد جمع أصحابه وأخبرهم بأنّه ما اشتراها الا بامر من الله ووحيه . .

قال (عليه السّلام) : بينا انا نائم ، إذا أتاني جدّي رسول الله وأبي ( عليهما السلام ) ومعهما شقّة حرير (15) ، فنشراها فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية .

فقالا : يا موسى ! ليكونن لك من هذه الجارية خير اهل الارض بعدك . ثم أمراني أن أسمه عليا .

وقالا لي : إن الله تعالى يظهر به العدل والرافة ، طوبى لمن صدقه وويل لمن عاداه وجحده (16) .

ولما ولدت (السيدة تكتم) الامام الرضا ( عليه السلام ) قالت : اعينوني بمرضعة ! ! فقيل لها : انقص الدر (17) ؟

قالت : ما أكذب . ما نقص الدّر ، ولكن علي ورد (18) من صلاتي وتسبيحي . وقد نقص منذ ولدت (19) .

وهذا مما يدل على حرصها على عبادتها ووردها وانقطاعها إلى الله تعالى .

المصادر:

(1) دلائل الامامة : ص 309 .

(2) هشام بن أحمد : من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ولعلّه هشام بن أحمر وصُحف كما في أصول الكافي : ج1 ص 486 ح1 ، حيث ذكر نفس هذا الحديث .

(3) أي رجل أحمر البشرة ، وهو عادة لون بشرة بعض أهل المغرب وما والاها من أوربا .

(4) أي عبيد أو جواري أو كليهما .

(5) أي أعرض علينا ما عندك من الرقيق .

(6) أي لا اريد أن تنقص قيمة الجارية عن المبلغ الكذائي .

(7) فلما سمع النخاس ذلك طمع في مزيد من المال .

(8) قد يكون بمعنى الاستفهام وقد يكون بمعنى الإخبار ولعل الثاني اظهر . أي : أريد ان اخبرك عن هذه الوصيفة . والوصيفة هنا أي الجارية .

(9) عيون أخبار الرضا : ج1 بص 17 .

(10) المصدر السابق : ج1 ص 16 ، ص 17 .

(11) المصدر السابق : ج1 ص 17 .

(12) عيون أخبار الرضا : ج1 بص 14 .

(13) عيون اخبار الرضا : ص 17 .

(14) المصدر السابق : ص 14 .

(15) أي قطعة حرير .

(16) إثبات الوصيّة : ص 170 .

(17) أي : هل نقص لبن الرضاع ؟

(18) الورد : أي المندوب والمستحب في مقابل الواجب ، وجمعه أوراد .

(19) عيون اخبار الرضا : ج1 ص15 .

 


source : www.tebyan.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

قدمت وعفوك عن مقدمي
نبذة من سيرة الإمام العاشرعلي بن محمّد الهادي ...
الخامس والعشرون من شهر شوال.. ذكرى استشهاد الإمام ...
الخليفة قبل الخليقة:
الأيام الفاطمية
كيف تقضي وقتك في المدينة المنورة
الاعجاز العلمي واللغوي للبحر المسجور
في فضلِ زيارَته (عليه السلام)
البكاء على أهل البيت‏
الأوقات و الحالات التي يرجى فيها الإجابة و ...

 
user comment