فيما يلي القصيدة التائية التي ألقاها دعبل بن علي الخزاعي على مسامع الإمام الرضا (عليه السلام)، وبعض ما يتعلق بها من الأخبار، لأنها تعد استعراضا للوقائع التي مرت على أهل البيت (عليهم السلام) من حين وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، مرورا بأحداث السقيفة، وموقف المسلمين من الخلافة، وما جرى على أهل البيت خلال العهدين الأموي والعباسي، والخصائص التي حباهم الله بها، وتعد القصيدة من جهة أخرى من روائع الشعر العربي في سهولة التعبير، وواقعية التصوير والوصف، وجودة السبك، وحسن الأداء.
قال الإربلي: دخل دعبل بن علي الخزاعي على الامام الرضا (عليه السلام) بمرو، فقال له: يا بن رسول الله، إني قد قلت فيكم قصيدة، وآليت على نفسي ألا أنشدها أحدا قبلك.
فقال الامام الرضا (عليه السلام): هاتها يا دعبل، فأنشد:
تجـاوبن بالإرنـان والزفـؤرات * نـوائح عجـم اللفـظ والنطـقات (الإرنان: صوت البكاء، وعجم اللفظ: لا تفصح)
يخبـرن بالأنـفاس عن سر أنفـس * أسـارى هـوى ماض وآخـر آت
فأسعدن أو أسعفن حتى تقوضت * صفوف الدجى بالفجر منهزمات
على العرصات الخاليات من المها * سلام شج صب على العرصات
فعهـدي بها خضر المعاهـد مألفا * من العطـرات البيض والخفؤرات
ليالي يعدين الوصـال على القلى * ويعـدي تــدانيـنا علـى الغربــات (القلى: البغض)
وإذ هن يلحظن العيون سوافرا * ويسترن بالأيدي على الوجنات
وإذ كل يـوم لي بلحظي نشــوة * يبـيت بها قلبـي على نشـــوات
فكم حســرات هاجها بمحســر * وقوفي يوم الجمع من عرفـات (محسر: واد بين منى والمزدلفة)
ألم تـر للأيـام ما جر جورها * على الناس من نقص وطول شتات
ومن دول المستهزئين ومن غدا * بهم طالبا للنور في الظـلمات
فيكـف ومـن أنى بطـالب زلـفة * إلى الله بعد الصوم والصلوات
سوى حب أبناء النبي ورهطه * وبغض بني الزرقاء والعبلات (1)
وهند وما أدت سمية وابنها * أولوا الكفر في الإسلام والفجرات (2)
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحــكمه بالزور والشـبهات
ولـم تـك إلا مـحنـة كشــفتـهم * بدعوى ضلال من هـن وهنـات
تراث بلا قربى وملك بلا هدى * وحكم بلا شـورى بغيـر هـداة
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت أجاجا طـعم كل فرات
وما سـهلت تلك المـذاهب فيهـم * على النـاس إلا بيـعة الفلـتات (3)
وما نال أصحاب السقيفة جهرة * بدعوى تراث بل بأمر ترات (4)
ولو قلدوا الموصى إليه أمورها * لزمت بمأمون على العثرات (5)
أخا خاتم الرسل المصفى من القذى * ومفترس الأبطال في الغمرات
فإن جـحدوا كان الغـدير شهيــده * وبـدر واحد شـامخ الهضبات
وآي من القـرآن تتلى بفضله * وإيثاره بالقوت في اللزبات (6)
وغــر خلال أدركتـه بسبـقها * مناقب كانت فيه مؤتـنفات (7)
مناقب لم تدرك بخير ولم تنل * بشيء سوى حد القنا الذربات (8)
نـجي لجـبريل الأميـن وأنتــم * عكـوف على الـعزى معا ومناة
بكيت لرسم الدار من عرفات * وأجريت دمع العين بالعبــرات
وبان عرى صبري وهاجت صبابتي * رسوم ديار قد عفت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات (9)
ديار لعبد الله بالخيف من منى * وللسيد الداعي إلى الصلوات
ديـار علـي والحسين وجـعـفر * وحمزة والسجاد ذي الثـفـنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه * نجي رسول الله في الخلوات (10)
وسبطي رسول الله وابني وصيه * ووارث علم الله والحسنات
منازل وحي الله ينزل بينها * على أحمد المذكور في السورات
منـازل قـوم يـهتـدى بهداهم * وتـؤمن منهـم زلــة الـعثـــرات
منازل كانت للصلاة وللتقى * وللصــوم والتطهير والحسنات
منازل لا تـيم يحــل بربعها * ولا ابن صهـاك فاتك الحرمات
ديـار عفـاها جور كل منابذ * ولم تعـف للأيـام والســـــنوات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها * متى عهدها بالصوم والصلوات
وأين الألى شطت بهم غربة النوى * أفانين في الأطراف مفترقات (11)
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا * وهم خير سادات وخير حماة (12)
إذا لــــم ننــاج الله في صــلواتنا * بأسمائهم لم يقـــبل الصـلوات
مطاعيم في الأقطار في كل مشهد * لقد شرفوا بالفضل والبركات
وما النــاس إلا غاصب ومكذب * ومضــطغن ذو إحنــة وترات (13)
إذا ذكــروا قــتلى ببدر وخيــبر * ويــوم حنيــن أسـبلوا العبرات
فكيف يحبـــون النبــي ورهـطـه * وهم تركوا أحشاءهم وغرات (14)
لقد لاينوه في المقال وأضمروا * قلــوبا على الأحقــاد منطويات
فإن لم تــكن إلا بــقربى محمـد * فهاشــم أولى من هــن وهنــات (15)
ســقى الله قبــرا بالمدينة غيثه * فقـد حــل فيه الأمــن بالبركات
نبي الهــدى صلى عليه مليــكه * وبلــغ عنــا روحه التحـفـــات
وصلى عليه الله ما ذر شارق * ولاحت نجوم الليل مستدرات (16)
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا * وقد مات عطشانا بشط فرات
إذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير فاندبي * نجوم سماوات بأرض فلاة
قـــبور بكـــوفان وأخرى بطيــبة * وأخرى بفـخ نالها صلواتي (17)
وأخرى بأرض الجوزجان محلها * وقبر بباخمرا لدى الغربات (18)
وقبـــر ببغـــداد لنـفــــس زكيـــة * تضمنها الرحمن في الغرفات (19)
وقد كان منهم بالحجاز وأرضها * مغاوير نحارون في الأزمات
حمى لم تــزره المذنبات وأوجه * تضئ لدى الأستار والظلمات
إذا وردوا خيلا بسمر من القنا * مساعير حرب أقحموا الغمرات
فإن فخـــروا يوما أتوا بمحمد * وجبــــريل والفرقــان والسورات
وعدوا عليــا ذا المناقب والعلى * وفاطمـــة الزهـــراء خير بنات
وحمزة والعباس ذا الهدي والتقى * وجعفرها الطيار في الحجبات
أولئك لا منتــــوج هنــد وحزبها * سمية من نــوكى ومن قـذرات (20)
ستــسأل تيـــم عنهــم وعديـــها * وبيعتــهم من أفـــجر الفـجرات
هم منعوا الآباء عن أخذ حــقهم * وهم تــركوا الأبناء رهن شتات
وهم عدلوها عن وصي محمــد * فبيعتهم جاءت على الغــــدرات
وليهـــم صنـو النبـي محمـــــد * أبـو الحســـن الفــراج للغمــرات
ملامـــك في آل النــبي فإنهم * أحباي ما داموا وأهل ثقاتي
تحيزتهم رشدا لنفسي وإنهم * على كل حال خيرة الخيرات
فيا عين بكيهم وجودي بعبرة * فقد آن للتســكاب والهملات
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن عند وفاتي
ألم تر أني مذ ثلاثـــين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
وكيف أداوى من جوى بي والجوى * أمية أهل الكفر واللعنات
وآل زيـــاد في الحرير مصـــونة * وآل رسول الله منهتـــــكات
سأبكيهم ما ذر في الأفق شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيـــهم وبالغــــدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعا * وآل زياد تسكن الحجرات (البلقع: الخالية القفراء)
وآل رسول الله تدمى نحورهم * وآل زياد ربة الحجلات (الحجلة: كالقبة، أو موضع يزين بالثياب)
وآل رسول الله تســبى حريمهم * وآل زيـــاد آمنوا الســربات
وآل زياد في القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات (21)
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * تقطع نفسي أثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس فابشري * فغير بعيد كل ما هو آت
ولا تجزعي من مدة الجور إنني * أرى قوتي قد آذنت بثبات (بشتات، وهو أنسب)
فإن قرب الرحمن من تلك مدتي * وأخر من عمري ووقت وفاتي
شــفيت ولم أترك لنفســـي غصة * ورويت منهم منصـــلي وقناتي
فإني من الرحمن أرجو بحبهم * حياة لدى الفردوس غير بتات (أي خالدة غير مقطوعة)
عســى الله أن يرتاح للخلق إنه * إلى كل قــوم دائم اللحــظات
فإن قلت عرفا أنكروه بمنكر * وغطوا على التحقيق بالشبهات
تقاصر نفسي دائما عن جدالهم * كفاني ما ألقى من العـــبرات
أحاول نقل الصم عن مستقرها * وإسماع أحجار من الصلدات
فحســبي منهم أن أبوء بغصة * تردد في صــدري وفي لهواتي
فمن عــارف لم ينتفع ومعاند * تمــيل به الأهـــواء للشــهوات
كأنك بالأضلاع قد ضاق ذرفها * لما حملت من شدة الزفرات
ونهض الامام الرضا (عليه السلام) وقال: لا تبرح، وأنفذ إليه صرة فيها مائة دينار فردها، وقال: ما لهذا جئت، وطلب شيئا من ثيابه، فأعطاه جبة من خز والصرة، وقال للخادم: قل له خذها فإنك ستحتاج إليها ولا تعاودني، فأخذها وسار من مرو في قافلة، فوقع عليهم اللصوص وأخذوهم، وجعلوا يقسمون ما أخذوا من أموالهم، فتمثل رجل منهم بقوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
فقال دعبل: لمن هذا البيت؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له دعبل، فقال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة، فحلوا كتافه وكتاف جميع من في القافلة، وردوا إليهم جميع ما أخذ منهم. وسار دعبل حتى وصل إلى قم، فأنشدهم القصيدة، فوصلوه بمال كثير، وسألوه أن يبيع الجبة منهم بألف دينار، فأبى وسار عن قم، فلحقه قوم من أحداثهم، وأخذوا الجبة منه، فرجع وسألهم ردها، فقالوا: لا سبيل إلى ذلك، فخذ ثمنها ألف دينار، فقال: على أن تدفعوا إلي شيئا منها، فأعطوه بعضها وألف دينار.
وعاد إلى وطنه، فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما في منزله، فباع المائة دينار التي وصله بها الرضا (عليه السلام) من الشيعة كل دينار بمائة درهم، وتذكر قول الرضا (عليه السلام): إنك ستحتاج إليها.
وعن أبي الصلت الهروي، قال: سمعت دعبلا قال: لما أنشدت مولانا الرضا (عليه السلام) القصيدة، وانتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله بالبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا (عليه السلام) بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي، وقال: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم؟ قلت: لا، إلا أني سمعت يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا. فقال: يا دعبل، الإمام بعدي محمد ابني، ومن بعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وأما متى؟ فإخبار عن الوقت، ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة، لا يجليها لوقتها إلا هو، ثقلت في السماوات والأرض، لا تأتيكم إلا بغتة (22).
2- قال دعبل: لما قلت: مدارس آيات قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا(عليهما السلام) وهو بخراسان ولي عهد المأمون في الخلافة، فوصلت المدينة، وحضرت عنده، وأنشدته إياها، فاستحسنها، وقال لي: لا تنشدها أحدا حتى آمرك. واتصل خبري بالخليفة المأمون، فأحضرني وساءلني عن خبري، ثم قال: يا دعبل، أنشدني مدارس آيات خلت من تلاوة فقلت: ما أعرفها يا أمير المؤمنين. فقال: يا غلام أحضر أبي الحسن علي بن موسى الرضا. قال: فلم تكن إلا ساعة حتى حضر (عليه السلام)، فقال له: يا أبا الحسن، سألت دعبلا عن مدارس آيات فذكر أنه لا يعرفها. فقال لي أبو الحسن: يا دعبل، أنشد أمير المؤمنين، فأخذت فيها، فأنشدتها فاستحسنها، وأمر لي بخمسين ألف درهم، وأمر لي أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بقريب من ذلك (24).
3- وجاء في (العدد القوية) أن دعبل الخزاعي كتب قصيدته التي يقول فيها: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات على ثوب وأحرم فيه، وأمر بأن يكون في كفنه، ولم يزل دعبل مرهوب اللسان، ويخاف من هجائه الخلفاء. وقال ابن المدبر: لقيت دعبلا فقلت له: أنت أجسر الناس حيث تقول في المأمون: إني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد رفعوا محلك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الأوهد فقال له: يا أبا إسحاق، إني أحمل خشبتي منذ أربعين سنة، ولا أجد من يصلبني عليها (25).
4- قال إسماعيل بن علي الدعبلي، حدثني أبي، قال: رأيت أخي دعبل بن علي في المنام فسألته: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بقولي في أهل البيت (عليهم السلام): أحب قصي الرحم من أجل حبكم * وأهجر فيكم زوجتي وبناتي وأكتم حبيكم مخافة كاشح * عنيف لأهل الحق غير موات لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي (26).
المصادر :
1- الزرقاء: أم مروان بن الحكم، وكان مروان يعير بها باعتبارها من ذوات الرايات. والعبلة: أم قبيلة من قريش، يقال لهم العبلات، وهم أمية الصغرى. (الفخري: 119)
2- هند: أم معاوية بن أبي سفيان، وهي التي مثلت بشهداء المسلمين يوم أحد، وبقرت بطن حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله)، ولاكت كبده. وسمية: أصلها من زندورد، وكانت بغيا في الطائف، وكانت أمة للحارث بن كلدة، فأولدها زيادا، وقيل: وقع عليها أبو سفيان في حال السكر فجاءت بزياد.
3- يريد بيعة السقيفة هي التي مهدت لبغض أهل البيت (عليهم السلام) والعداوة لهم ومخالفتهم والجرأة عليهم، ووطدت الأمر لمعاوية وأشباهه أن يتخذ عباد الله خولا وأموال المسلمين دولا، ويشير الشاعر بقوله (بيعة الفلتات) إلى قول عمر بن الخطاب: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.
4- الترات: جمع ترة، وهو الثأر، وفي البيت اضطراب حسب رواية الإربلي، وقد أصلحناه وفق الديوان.
5- زمت: شدت، والموصى إليه هو الإمام علي (عليه السلام).
6- اللزبات: جمع لزبة: الشدة والقحط.
7- مؤتنفات: مستأنفات أو مبتدءات. (*)
8- الذربة: الحادة، والجمع الذربات.
9- الخيف والتعريف والجمرات: مواضع في منى.
10- يريد عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) والفضل أخاه. (*)
11- الألى: الذين، وشط: بعد.
12- اعتزى: انتسب.
13- المضطغن: الحاقد. والإحنة: الحقد. والترات: جمع ترة، الثأر.
14- الوغرة: الشديدة الحرارة.
15- قوله: هن وهنات، كناية عما لا يمكن التصريح به من أمور.
16- ذر: طلع، وشارق: مشرق. (*)
17- طيبة: المدينة المنورة، وفيها قبور الأئمة من آل البيت: الحسن بن علي (عليه السلام)، والسجاد (عليه السلام)، والباقر (عليه السلام)، والصادق (عليه السلام). وفخ: واد بمكة، وفيها قبر الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى، وقبور أصحابه الذين استشهدوا معه في أيام الهادي العباسي سنة 169 هـ .
18- الجوزجان: كورة واسعة بين مرو الروذ وبلخ، وفيها قبر يحيى بن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، الذي قتل في أيام الأمويين مع أصحابه، وصلب جسده على باب المدينة حتى قيام ثورة بني العباس. وباخمرا: موضع بين الكوفة وواسط، وفيها قبر إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن علي (عليه السلام) ذي النفس الزكية: استشهد مع أصحابه أيام المنصور سنة 145 ه.
19- يريد قبر الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). وجاء في عيون الأخيار للشيخ الصدوق (2: 263) .
20- النوكى: جمع أنوك، الأحمق.
21- أي إذا طلبوا ثأرا أو دما لهم، فإن أيديهم عزلاء لا تملك وترا ولا ناصرا
22- كشف الغمة 3: 108 - 118، إعلام الورى: 330 - 331، الفصول المهمة: 245 - 247، ديوان دعبل: 124 - 148.
23- إعلام الورى: 329 - 330.
24- كشف الغمة 3: 52 - 53.
25- العدد القوية: 292 / 16، بحار الأنوار 49: 259 / 14.
26- العوالم 22: 423 / 1
قال الإربلي: دخل دعبل بن علي الخزاعي على الامام الرضا (عليه السلام) بمرو، فقال له: يا بن رسول الله، إني قد قلت فيكم قصيدة، وآليت على نفسي ألا أنشدها أحدا قبلك.
فقال الامام الرضا (عليه السلام): هاتها يا دعبل، فأنشد:
تجـاوبن بالإرنـان والزفـؤرات * نـوائح عجـم اللفـظ والنطـقات (الإرنان: صوت البكاء، وعجم اللفظ: لا تفصح)
يخبـرن بالأنـفاس عن سر أنفـس * أسـارى هـوى ماض وآخـر آت
فأسعدن أو أسعفن حتى تقوضت * صفوف الدجى بالفجر منهزمات
على العرصات الخاليات من المها * سلام شج صب على العرصات
فعهـدي بها خضر المعاهـد مألفا * من العطـرات البيض والخفؤرات
ليالي يعدين الوصـال على القلى * ويعـدي تــدانيـنا علـى الغربــات (القلى: البغض)
وإذ هن يلحظن العيون سوافرا * ويسترن بالأيدي على الوجنات
وإذ كل يـوم لي بلحظي نشــوة * يبـيت بها قلبـي على نشـــوات
فكم حســرات هاجها بمحســر * وقوفي يوم الجمع من عرفـات (محسر: واد بين منى والمزدلفة)
ألم تـر للأيـام ما جر جورها * على الناس من نقص وطول شتات
ومن دول المستهزئين ومن غدا * بهم طالبا للنور في الظـلمات
فيكـف ومـن أنى بطـالب زلـفة * إلى الله بعد الصوم والصلوات
سوى حب أبناء النبي ورهطه * وبغض بني الزرقاء والعبلات (1)
وهند وما أدت سمية وابنها * أولوا الكفر في الإسلام والفجرات (2)
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحــكمه بالزور والشـبهات
ولـم تـك إلا مـحنـة كشــفتـهم * بدعوى ضلال من هـن وهنـات
تراث بلا قربى وملك بلا هدى * وحكم بلا شـورى بغيـر هـداة
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت أجاجا طـعم كل فرات
وما سـهلت تلك المـذاهب فيهـم * على النـاس إلا بيـعة الفلـتات (3)
وما نال أصحاب السقيفة جهرة * بدعوى تراث بل بأمر ترات (4)
ولو قلدوا الموصى إليه أمورها * لزمت بمأمون على العثرات (5)
أخا خاتم الرسل المصفى من القذى * ومفترس الأبطال في الغمرات
فإن جـحدوا كان الغـدير شهيــده * وبـدر واحد شـامخ الهضبات
وآي من القـرآن تتلى بفضله * وإيثاره بالقوت في اللزبات (6)
وغــر خلال أدركتـه بسبـقها * مناقب كانت فيه مؤتـنفات (7)
مناقب لم تدرك بخير ولم تنل * بشيء سوى حد القنا الذربات (8)
نـجي لجـبريل الأميـن وأنتــم * عكـوف على الـعزى معا ومناة
بكيت لرسم الدار من عرفات * وأجريت دمع العين بالعبــرات
وبان عرى صبري وهاجت صبابتي * رسوم ديار قد عفت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات (9)
ديار لعبد الله بالخيف من منى * وللسيد الداعي إلى الصلوات
ديـار علـي والحسين وجـعـفر * وحمزة والسجاد ذي الثـفـنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه * نجي رسول الله في الخلوات (10)
وسبطي رسول الله وابني وصيه * ووارث علم الله والحسنات
منازل وحي الله ينزل بينها * على أحمد المذكور في السورات
منـازل قـوم يـهتـدى بهداهم * وتـؤمن منهـم زلــة الـعثـــرات
منازل كانت للصلاة وللتقى * وللصــوم والتطهير والحسنات
منازل لا تـيم يحــل بربعها * ولا ابن صهـاك فاتك الحرمات
ديـار عفـاها جور كل منابذ * ولم تعـف للأيـام والســـــنوات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها * متى عهدها بالصوم والصلوات
وأين الألى شطت بهم غربة النوى * أفانين في الأطراف مفترقات (11)
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا * وهم خير سادات وخير حماة (12)
إذا لــــم ننــاج الله في صــلواتنا * بأسمائهم لم يقـــبل الصـلوات
مطاعيم في الأقطار في كل مشهد * لقد شرفوا بالفضل والبركات
وما النــاس إلا غاصب ومكذب * ومضــطغن ذو إحنــة وترات (13)
إذا ذكــروا قــتلى ببدر وخيــبر * ويــوم حنيــن أسـبلوا العبرات
فكيف يحبـــون النبــي ورهـطـه * وهم تركوا أحشاءهم وغرات (14)
لقد لاينوه في المقال وأضمروا * قلــوبا على الأحقــاد منطويات
فإن لم تــكن إلا بــقربى محمـد * فهاشــم أولى من هــن وهنــات (15)
ســقى الله قبــرا بالمدينة غيثه * فقـد حــل فيه الأمــن بالبركات
نبي الهــدى صلى عليه مليــكه * وبلــغ عنــا روحه التحـفـــات
وصلى عليه الله ما ذر شارق * ولاحت نجوم الليل مستدرات (16)
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا * وقد مات عطشانا بشط فرات
إذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير فاندبي * نجوم سماوات بأرض فلاة
قـــبور بكـــوفان وأخرى بطيــبة * وأخرى بفـخ نالها صلواتي (17)
وأخرى بأرض الجوزجان محلها * وقبر بباخمرا لدى الغربات (18)
وقبـــر ببغـــداد لنـفــــس زكيـــة * تضمنها الرحمن في الغرفات (19)
وقد كان منهم بالحجاز وأرضها * مغاوير نحارون في الأزمات
حمى لم تــزره المذنبات وأوجه * تضئ لدى الأستار والظلمات
إذا وردوا خيلا بسمر من القنا * مساعير حرب أقحموا الغمرات
فإن فخـــروا يوما أتوا بمحمد * وجبــــريل والفرقــان والسورات
وعدوا عليــا ذا المناقب والعلى * وفاطمـــة الزهـــراء خير بنات
وحمزة والعباس ذا الهدي والتقى * وجعفرها الطيار في الحجبات
أولئك لا منتــــوج هنــد وحزبها * سمية من نــوكى ومن قـذرات (20)
ستــسأل تيـــم عنهــم وعديـــها * وبيعتــهم من أفـــجر الفـجرات
هم منعوا الآباء عن أخذ حــقهم * وهم تــركوا الأبناء رهن شتات
وهم عدلوها عن وصي محمــد * فبيعتهم جاءت على الغــــدرات
وليهـــم صنـو النبـي محمـــــد * أبـو الحســـن الفــراج للغمــرات
ملامـــك في آل النــبي فإنهم * أحباي ما داموا وأهل ثقاتي
تحيزتهم رشدا لنفسي وإنهم * على كل حال خيرة الخيرات
فيا عين بكيهم وجودي بعبرة * فقد آن للتســكاب والهملات
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن عند وفاتي
ألم تر أني مذ ثلاثـــين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
وكيف أداوى من جوى بي والجوى * أمية أهل الكفر واللعنات
وآل زيـــاد في الحرير مصـــونة * وآل رسول الله منهتـــــكات
سأبكيهم ما ذر في الأفق شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيـــهم وبالغــــدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعا * وآل زياد تسكن الحجرات (البلقع: الخالية القفراء)
وآل رسول الله تدمى نحورهم * وآل زياد ربة الحجلات (الحجلة: كالقبة، أو موضع يزين بالثياب)
وآل رسول الله تســبى حريمهم * وآل زيـــاد آمنوا الســربات
وآل زياد في القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات (21)
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * تقطع نفسي أثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس فابشري * فغير بعيد كل ما هو آت
ولا تجزعي من مدة الجور إنني * أرى قوتي قد آذنت بثبات (بشتات، وهو أنسب)
فإن قرب الرحمن من تلك مدتي * وأخر من عمري ووقت وفاتي
شــفيت ولم أترك لنفســـي غصة * ورويت منهم منصـــلي وقناتي
فإني من الرحمن أرجو بحبهم * حياة لدى الفردوس غير بتات (أي خالدة غير مقطوعة)
عســى الله أن يرتاح للخلق إنه * إلى كل قــوم دائم اللحــظات
فإن قلت عرفا أنكروه بمنكر * وغطوا على التحقيق بالشبهات
تقاصر نفسي دائما عن جدالهم * كفاني ما ألقى من العـــبرات
أحاول نقل الصم عن مستقرها * وإسماع أحجار من الصلدات
فحســبي منهم أن أبوء بغصة * تردد في صــدري وفي لهواتي
فمن عــارف لم ينتفع ومعاند * تمــيل به الأهـــواء للشــهوات
كأنك بالأضلاع قد ضاق ذرفها * لما حملت من شدة الزفرات
ونهض الامام الرضا (عليه السلام) وقال: لا تبرح، وأنفذ إليه صرة فيها مائة دينار فردها، وقال: ما لهذا جئت، وطلب شيئا من ثيابه، فأعطاه جبة من خز والصرة، وقال للخادم: قل له خذها فإنك ستحتاج إليها ولا تعاودني، فأخذها وسار من مرو في قافلة، فوقع عليهم اللصوص وأخذوهم، وجعلوا يقسمون ما أخذوا من أموالهم، فتمثل رجل منهم بقوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
فقال دعبل: لمن هذا البيت؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له دعبل، فقال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة، فحلوا كتافه وكتاف جميع من في القافلة، وردوا إليهم جميع ما أخذ منهم. وسار دعبل حتى وصل إلى قم، فأنشدهم القصيدة، فوصلوه بمال كثير، وسألوه أن يبيع الجبة منهم بألف دينار، فأبى وسار عن قم، فلحقه قوم من أحداثهم، وأخذوا الجبة منه، فرجع وسألهم ردها، فقالوا: لا سبيل إلى ذلك، فخذ ثمنها ألف دينار، فقال: على أن تدفعوا إلي شيئا منها، فأعطوه بعضها وألف دينار.
وعاد إلى وطنه، فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما في منزله، فباع المائة دينار التي وصله بها الرضا (عليه السلام) من الشيعة كل دينار بمائة درهم، وتذكر قول الرضا (عليه السلام): إنك ستحتاج إليها.
وعن أبي الصلت الهروي، قال: سمعت دعبلا قال: لما أنشدت مولانا الرضا (عليه السلام) القصيدة، وانتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله بالبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا (عليه السلام) بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي، وقال: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم؟ قلت: لا، إلا أني سمعت يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا. فقال: يا دعبل، الإمام بعدي محمد ابني، ومن بعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وأما متى؟ فإخبار عن الوقت، ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة، لا يجليها لوقتها إلا هو، ثقلت في السماوات والأرض، لا تأتيكم إلا بغتة (22).
أخبار تتعلق بالقصيدة:
1- عن أبي الصلت الهروي، قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي على الرضا (عليه السلام) بمرو، فقال له: يا ابن رسول الله، إني قد قلت فيك قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك. فقال (عليه السلام): هاتها، فأنشدها فبكى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) وقال له: صدقت يا خزاعي. فلما بلغ إلى قوله: إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات جعل الرضا (عليه السلام) يقلب كفيه، ويقول: أجل والله منقبضات. فلما بلغ إلى قوله: لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن عند وفاتي قال الرضا (عليه السلام): آمنك الله يوم الفزع الأكبر. فلما انتهى إلى قوله: وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات قال الرضا (عليه السلام): أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما إتمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال الرضا (عليه السلام): وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد بالأحشاء بالحرقات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات قال دعبل: يا ابن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الرضا (عليه السلام): قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له (23).2- قال دعبل: لما قلت: مدارس آيات قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا(عليهما السلام) وهو بخراسان ولي عهد المأمون في الخلافة، فوصلت المدينة، وحضرت عنده، وأنشدته إياها، فاستحسنها، وقال لي: لا تنشدها أحدا حتى آمرك. واتصل خبري بالخليفة المأمون، فأحضرني وساءلني عن خبري، ثم قال: يا دعبل، أنشدني مدارس آيات خلت من تلاوة فقلت: ما أعرفها يا أمير المؤمنين. فقال: يا غلام أحضر أبي الحسن علي بن موسى الرضا. قال: فلم تكن إلا ساعة حتى حضر (عليه السلام)، فقال له: يا أبا الحسن، سألت دعبلا عن مدارس آيات فذكر أنه لا يعرفها. فقال لي أبو الحسن: يا دعبل، أنشد أمير المؤمنين، فأخذت فيها، فأنشدتها فاستحسنها، وأمر لي بخمسين ألف درهم، وأمر لي أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بقريب من ذلك (24).
3- وجاء في (العدد القوية) أن دعبل الخزاعي كتب قصيدته التي يقول فيها: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات على ثوب وأحرم فيه، وأمر بأن يكون في كفنه، ولم يزل دعبل مرهوب اللسان، ويخاف من هجائه الخلفاء. وقال ابن المدبر: لقيت دعبلا فقلت له: أنت أجسر الناس حيث تقول في المأمون: إني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد رفعوا محلك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الأوهد فقال له: يا أبا إسحاق، إني أحمل خشبتي منذ أربعين سنة، ولا أجد من يصلبني عليها (25).
4- قال إسماعيل بن علي الدعبلي، حدثني أبي، قال: رأيت أخي دعبل بن علي في المنام فسألته: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بقولي في أهل البيت (عليهم السلام): أحب قصي الرحم من أجل حبكم * وأهجر فيكم زوجتي وبناتي وأكتم حبيكم مخافة كاشح * عنيف لأهل الحق غير موات لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي (26).
المصادر :
1- الزرقاء: أم مروان بن الحكم، وكان مروان يعير بها باعتبارها من ذوات الرايات. والعبلة: أم قبيلة من قريش، يقال لهم العبلات، وهم أمية الصغرى. (الفخري: 119)
2- هند: أم معاوية بن أبي سفيان، وهي التي مثلت بشهداء المسلمين يوم أحد، وبقرت بطن حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله)، ولاكت كبده. وسمية: أصلها من زندورد، وكانت بغيا في الطائف، وكانت أمة للحارث بن كلدة، فأولدها زيادا، وقيل: وقع عليها أبو سفيان في حال السكر فجاءت بزياد.
3- يريد بيعة السقيفة هي التي مهدت لبغض أهل البيت (عليهم السلام) والعداوة لهم ومخالفتهم والجرأة عليهم، ووطدت الأمر لمعاوية وأشباهه أن يتخذ عباد الله خولا وأموال المسلمين دولا، ويشير الشاعر بقوله (بيعة الفلتات) إلى قول عمر بن الخطاب: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.
4- الترات: جمع ترة، وهو الثأر، وفي البيت اضطراب حسب رواية الإربلي، وقد أصلحناه وفق الديوان.
5- زمت: شدت، والموصى إليه هو الإمام علي (عليه السلام).
6- اللزبات: جمع لزبة: الشدة والقحط.
7- مؤتنفات: مستأنفات أو مبتدءات. (*)
8- الذربة: الحادة، والجمع الذربات.
9- الخيف والتعريف والجمرات: مواضع في منى.
10- يريد عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) والفضل أخاه. (*)
11- الألى: الذين، وشط: بعد.
12- اعتزى: انتسب.
13- المضطغن: الحاقد. والإحنة: الحقد. والترات: جمع ترة، الثأر.
14- الوغرة: الشديدة الحرارة.
15- قوله: هن وهنات، كناية عما لا يمكن التصريح به من أمور.
16- ذر: طلع، وشارق: مشرق. (*)
17- طيبة: المدينة المنورة، وفيها قبور الأئمة من آل البيت: الحسن بن علي (عليه السلام)، والسجاد (عليه السلام)، والباقر (عليه السلام)، والصادق (عليه السلام). وفخ: واد بمكة، وفيها قبر الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى، وقبور أصحابه الذين استشهدوا معه في أيام الهادي العباسي سنة 169 هـ .
18- الجوزجان: كورة واسعة بين مرو الروذ وبلخ، وفيها قبر يحيى بن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، الذي قتل في أيام الأمويين مع أصحابه، وصلب جسده على باب المدينة حتى قيام ثورة بني العباس. وباخمرا: موضع بين الكوفة وواسط، وفيها قبر إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن علي (عليه السلام) ذي النفس الزكية: استشهد مع أصحابه أيام المنصور سنة 145 ه.
19- يريد قبر الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). وجاء في عيون الأخيار للشيخ الصدوق (2: 263) .
20- النوكى: جمع أنوك، الأحمق.
21- أي إذا طلبوا ثأرا أو دما لهم، فإن أيديهم عزلاء لا تملك وترا ولا ناصرا
22- كشف الغمة 3: 108 - 118، إعلام الورى: 330 - 331، الفصول المهمة: 245 - 247، ديوان دعبل: 124 - 148.
23- إعلام الورى: 329 - 330.
24- كشف الغمة 3: 52 - 53.
25- العدد القوية: 292 / 16، بحار الأنوار 49: 259 / 14.
26- العوالم 22: 423 / 1
source : راسخون