ومرت أيام بطيئة ثقيلة وما أصعب الانتظار.
لقد كانت تشعرالسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام بدنو رحيلها عن هذه الدنيا الزائفة، وكانت تستعجل الأيام، فليس وراء لقاء الله ولقاء الآباء والأجداد مطمع، وليس بين عالم نوري علوي وآخر مظلم سفلي قياس.. هكذا كانت السيدة فاطمة في أيامها الأخيرة.
ولئن لم تحظ بلقاءأخيها مذ غاب عنها، وكان لقاۆه من أغلى الأماني، ولكن لن يطول غيابه، وعما قريب سيرحل هو الآخر إليها في عالم غير هذا العالم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
فما خلق أهل البيت للدنيا ولم تخلق الدنيا لهم، وإنما جاۆوا إلى الدنيا ليكونوا منائر هداية، وعلائم حق، ومنابع فيض، وسحائب غيث، ومهابط رحمة، ومصادر علم ومعرفة.
ولئن أعرض أبناء الدنيا عنهم وما عرفوا لهم قدرا فلحظهم ضيعوا ولبنيانهم خربوا، ولآخرتهم أفسدوا، وما كان ذلك يضير بشأن أهل البيت (عليهم السلام) ومكانتهم، فإنهم آل الله وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعند الساعة يخسر المبطلون.
کتاب: الفاطمة المعصومة - محمد علي معلم
source : www.tebyan.net