عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

المهدویة غیر قابلة للتشکیک

المهدویة غیر قابلة للتشکیک

کیف لمثقف مسلم ان یشکک فی فکرة المهدی علیه السلام مع هذه الکثرة الروائیة فی المجامیع الحدیثیة عنه وعن شمائله وعلاماته، والمسلم بما إنه مسلم لیس له مصدر یستقی منه العقیدة، ومستند یرکن له أهم من القرآن الکریم، والسنة الصحیحة. وهذه أقوال النبی صلى الله علیه وآله وسلم، ومدى صحة النقل لها، واطمئنان النفوس بها وکیف أطمئن لها، وهی بتلک الکثرة، وبذلک العدد الضخم من الناقلین، والراوین..؟
ان نقل الحدیث بتلک الکثرة، وتلک الصفة والکیفیة التی نجدها فی مجامیع الروایات، لا یدع مجالا للشک والارتیاب الا ان نقیس ذلک بمقیاس ابن خلدون، وصاحب المنار، ذلک المقیاس الواهی الذی لا ینبغی أن یعتمد علیه، ویرکن إلیه..
وهناک مقاییس أخرى أوهى مما ذکرناه.. منها أن الفکرة قد اعتنقها أهل الملل القدیمة.. ولا أدری. أیصح أن یکون هذا موهناً للفکرة، أو مؤیداً لها؟؟ بل هو یؤیدها، ویکسبها قوة، لأن الأدیان السماویة متحدة فی الأصل، ومتقاربة فی العقائد. ومنهم أخذ غیرهم من ذوی النحل،والأهواء...
ومن المقاییس. ان الفکرة سببت خللا فی المجتمع الاسلامی لادعاء رجال المهدویة. وهذا کسابقه فی الوهن والفساد.
(اولاً) یجاب عن ذلک إنه یلزم فساد فکرة النبوة والألوهیة لأنه کثر من ادعى ذلک.
(وثانیاً) ان ذلک الادعاء لا یتم من طریق الشیعة الإمامیة لاعتبارهم فی المهدی الامامة والعصمة، وظهور المعجز على یدیه، وکونه أفضل الناس إلى غیر ذلک من القیود والشروط المعتبرة فی المهدی، وانما یأتی من طریق غیرهم.
وزبدة القول: ان فکرة المهدی تدع فی نفوس معتنقیها رعشة الامل، ولذة الانتصار، وتحفز المسلمین على العمل والجهاد، وتغرس فی نفوسهم روح الوثبة والنقمة على الظلم والظالمین. وتعرفهم بان لهم دولة ذات کیان قوی، واستقلال فی الرأی والحکم، فلا یستسلمون، ولا یخضعون لامة أخرى،ولا ینقادون لحکم جائز، ودولة ظالمة غاشمة!!
وهذا ما لفت الیه المستعمرون، واذنابهم وشیاطینهم فی بلاد الغرب، قبل أن یتنبه له أبناء المسلمین، لهذا راحوا یحاربون فکرة المهدی بکل ما اؤتوا من قوة، وبشتى الطرق والأسالیب لاخماد ثورة الدین، واطفاء نور الاصلاح، وفکرة الدفاع والجهاد!!،
فاحذروا أیها المسلمون من دعایات المستعمرین وسماسرة المستعمرین على بلادکم، وعقائدکم...
واعلموا (أیها المسلمون) ان فکرة المهدویة، والاعتقاد بها، تخلق منا جنوداً وأبطالاً، وتجعل منا بواسلاً، ورجالاً، وهی مدرسة تعلمنا الشجاعة، ولیس الجبن، والعمل، ولیس الکسل والیقظة ولیس النوم، والدفاع ولیس الاستسلام، والعزة ولیس الخضوع!!
والمهدویة مجمع أشعة نبویة وامامیة، أصلها ثابت فی السماء، وفرعها فی الأرض، ولا زالت أنوارها المضیئة یستنیر بها الشباب فی کل جیل وهی تعلم المسلمین کل جدید ومفید. حتى اذا حان الوقت جنى المجتمع الانسانی ثمرها الشهی وأکلها الطری الطیب!!
وفکرة المهدویة، فکرة السیف والرمح، وفکرة القوة، والدفاع عن المظلومین، ومجاهدة الخونة الظالمین، وهی لأعظم تأثیراً من القنبلة الذریة- کما یقول بعض الأدباء- ولیس للمسلمین، والعرب، والشرقیین سلاح أمضى ومحفز أقوى، وناصر ومدافع، غیر سیف ذی الفقار وفکرة المهدویة. ویجب أن یعلم، ان انتظار خروج المهدی علیه السلام لیس- کما یتوهم البعض- معناه: ترک ما یجب على المسلمین من بث النصیحة، ونشر الفضیلة، وتعمیم الاخلاق، وخدمة الأنسانیة، ونصرة الضعفاء واعانة المنکوبین التعساء وبعبارة أقصر، ترک الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، بل هی تعلمنا ذلک کله، تمهیداً لخروج المصلح المنتظر.
المصدر :
صحیفة صدى المهدی علیه السلام العدد8


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام يوضح ...
فرية السرداب
التمهيد للظهور (الآليات والنتائج)
کتابة رقعة الحاجة إلی مولانا صاحب العصر والزمان ...
الحرب العالمیة فی عصر الظهور
في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)

 
user comment