عربي
Wednesday 24th of April 2024
0
نفر 0

الإمام الهادي (عليه السلام) في مجلس المتوكل

الإمام الهادي (عليه السلام) في مجلس المتوكل

الإمام الهادي (عليه السلام) في مجلس المتوكل

 

 

ورد عن سميلة الكاتب وكان يدوّن أخبار سُرَّ من رأى ـ سامراء ـ قال: كان أحد الأشرار يريد أن يوقع بين الإمام الهادي (عليه السلام) وبين المتوكل ، فقال للمتوكل ما يعمل أحدٌ بك أكثرمما تعمل بنفسِكَ في عليّ بن محمد الهادي فلا يبقى في الدار أحد إلاّ يخدمه ويتبعونه. فدعهُ إذا دخل يرفع الستر بنفسه ويمشي كما يمشي غيره فتمسّه الجفوةُ.

ولكن الإمام لمّا دخل الدار فلم يرفع أحدٌ السترَ لهُ، وكان المتوكل يهتم بهذا الأمر لشدة بغضه لعترة الرسول (صلى الله عليه وآله). فكتب اليه صاحب الخبر: أن علي بن محمد دخل الدار، ولم يرفع أحد الستر بين يديه، فهبَّ هواءٌ رفع الستر أمامه فلم يحتج إلى أحدٍ يرفعه ولما خرج (عليه السلام) رُفِع الستر أيضاً:

ومكارمٌ شهد العدو بفضلها

والفضلُ ما شهدت به الاعداءُ

ودخل (عليه السلام) يوماً على المتوكل فسأله مَن أشعر الناس يا أبا الحسن؟ فقال (عليه السلام) فلان بن فلان العلوي حيث قال أحد الشعراء بحقِّنا:

لقد فاخرتنا من قريش عصابةٌ

بمطِّ خدود وامتداد اصابـع

فلما تنازعنا القضاء قضى لنا

عليهم بما فاهو نداء الصوامعِ

فقال المتوكل وما نداء الصوامع يا أبا الحسن ؟ فقال (عليه السلام): شهادة أن لا الله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله . وهل هو جدّي أم جدّكم؟

فضحك المتوكل وقال : هو جدُّك لاندفعك عنه [1].

وقد أظهر المتوكل في مظاهر تعامله مع الإمام الهادي (عليه السلام) ليناً واحتراماً. وخصوصاً حين مرضَ المتوكل، ونذر أن ينفق مالاً كثيراً إن عافاه الله ، كما روى الحسن بن يحيى فقال: اعتلَّ المتوكلُ في بداية خلافته وقال:

لئن برئت من عِلّتي لأتصدقنَّ بدنانير كثيرة ، فلما بَرِأَ جمع الفقهاء وسألهم عن الإيفاء بنذره فاختلفوا.

فأشار عليه بعض خاصّته بأن يسأل الإمام الهادي (عليه السلام). ولمّا سأله قال (عليه السلام) للمتوكل : تصدَّق بثلاثة وثمانين ديناراً. فتعجَّب قسم من أصحاب المتوكل، وتعصّب آخرون من الذين تسوؤهم مكارمُ آل محمدٍ (عليهم السلام) وحينما استفسر المتوكل عن هذا التحديد للنذر.

قال الإمام (عليه السلام): بموجب الآية/ 25 من سورة التوبة )لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ(. وان تلك المواطن عندما اُحصيت بلغت 83/ ثلاثة وثمانون موطناً، وأن يوم حُنين كان الرابع والثمانين، فكلّما زاد الخليفة في عطائه كان أنفع له في الدنيا والآخرة [2].

وقد وشى بعض جلساء السوء للمتوكل بأن الإمام علي الهادي (عليه السلام) قد جمع السلاح للانقضاض على الدولة العباسيّة ، وحكّام الجور لكثرة جرائمهم وتعدّيهم على الناس يُفزعهم أيُّ أمرٍ بخصوص مُلكهم وسلطانهم ، ولذا أرسل المتوكل جماعة من الأَتراك، وأمرهم أن يداهموا بيت الإمام (عليه السلام) ويحملوه على الحالة التي هو فيها. فوجدوه مستقبلاً القبلة ويتلو آيات القرآن . فأخبروا المتوكل بما شاهدوه وكان المتوكل في مجلس الشراب فطلب من الإمام أن يشاركه ، فأبى (عليه السلام) ثم طلب منه أن ينشده شعراً وألحَّ على الإمام فقال (عليه السلام) قصيدته اللاّمية العصماء [3]:

باتوا على قلل الأجبال تحرسُهم

غلبُ الرجال فلم تنفعهم القللُ

واستنزلوا بعد عزٍّ من معاقلهم

واُسكنوا حفراً يابئس ما نزلوا

فبكى المتوكل حتى بلّت دموع عينيه لحيتهُ وكرّم الإمام وأرجعه معززاً إلى بيته.

 

[1] ـ ج50 ص 129/ بحار الأنوار للمجلسي.

[2] ـ ص 722/ الدر النظيم في مناقب الأئمة.

[3] ـ ج 50 ص 211/ بحارالأنوار : للمجلسي.

 


source : www.sibtayn.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

اليهود ودورهم في عصر الظهور:
الإخباريون وتدوين التراث التأريخي
كيفيّة‌ نزول‌ التوراة‌ علی النبيّ موسى‌، و ...
ثورة الحسين (عليه السلام) ... أهدافها ودوافعها
متى و كيف توفي و الد النبي الأكرم (ص) عبد الله بن ...
واقع ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ
أي لو أخبر حذيفة بأسماء المنافقين الأحياء منهم ...
عبد المطلب بن هاشم جد النبي (ص) وكبير قريش
الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب ...
ينبغي إقامة ندوة عالمية حول "الغدير وتقريب ...

 
user comment