عربي
Sunday 13th of October 2024
0
نفر 0

من تراث الإمام الهادي (عليه السلام)

من تراث الإمام الهادي (عليه السلام)

تراث الأئمة هو ترجمة للقرآن وبالسير على نهج المصطفى (صلى الله عليه وآله) وقد خلفوا تراثاً عظيماً منه نهجُ البلاغة والصحيفة السجادية وفقه الإمام الصادق ومناظرات الإمام الهادي ثم عبادتهم وانقطاعهم إلى الله. وقد روى الطبراني انه (صلى الله عليه وآله) قرن حرمة الاسلام وحرمته بحرمتهم (عليهم السلام) فقال مَن لم يعرف حق عترتي؛ أما: منافق أو حملت به امه من غير طُهر [1].

أئمة الهُدى (عليهم السلام) هم كنوز من وحي الرحمن وعلمه، ومسيرتهم في الحياة وما أفضوا به لأصحابهم هو معينٌ لا ينضب من الكنوز القرآنية والعقائدية، وهم امتداد لصاحب الرسالة (صلى الله عليه وآله) في وحيه وخلقه وعلمه.

ومنهم الإمام الهادي (عليه السلام) الذي خلّف للأجيال تلك الكنوز العرفانية والأخلاقية. وفق ظروف العقيدة وإرشاد المنحرفين والمغرر بهم إلى طريق الهُدى والحقِّ.

وأمّا من حيث الجانب العبادي ـ كما ورد في وسائل الشيعة عنه ـ فقد كان وحيد عصره في العبادة والتوجه إلى الله.

فلم يترك نافلة من النوافل إلاّ أتى بها، فقد نُسبت اليه صلاة نافلة كان يُصلّيها ركعتين يقرأ في الاُولى سورة الفاتحة وياسين وفي الثانية الفاتحة والرحمن. وأمّا في نافلة المغرب فكان يقرأ سورة الحمد وأول سورة الحديد في الركعة الثالثة إلى قوله تعالى: )إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ( وفي الركعة الرابعة الحمد وآخر سورة الحجرات بالإضافة إلى صلاته الواجبة التي كانت مثالاً للتقوى والصلة بالله تعالى وكانت [2] مثالاً للزُهد والتقوى.

فمواصلته (عليه السلام) للعبادة والإنقطاع إلى الله فيها وانعكاسها على حياة أصحابه ومتعلِّقيه ، فقد كان منزله (عليه السلام) في المدينة أو سامراء خالياً من مظاهر الترف والآثاث ويقتصر على فراش بسيط وسجّادة العبادة بالإضافة إلى المصحف الشريف وبعض الكتب.

وقد نقلت هذه الصورة لحكّام الجور من قِِبَلِ أتباعهم حينما أُمروا بمداهمة بيت الإمام وفتّشوه تفتيشاً دقيقاً فوجدوا الإمام الهادي (عليه السلام) قد افترش الحصى والرمل وعليه مدرعةٌ من شَعر وليس بينه وبين الأرض من فراش يقيهِ صعوبة الجلوس، وهذه حياة العظماء الذين انقطعوا لله وطلَّقوا الدنيا وبهارجها الزائلة.

وأما الإمام وهو خارج بيته: إمّا في جامع العبادة وإمّا يعمل في مزرعةٍ له.

فقد روى علي بن حمزة عنه (عليه السلام) حينما شاهده وقد استنقعت قدماه في العَرَقِ بقوله له: جُعلت فداك اين رجالك؟.

فقال (عليه السلام): قد عمل بالمسحاة مَن هو خيرٌ منّي، قلت ومن هو؟

قال (عليه السلام): جَدِّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي وآبائي كلهم عملوا بأيديهم فهذا عمل النبيّن والأوصياء والصالحين.

ومن ناحية عمله الفكري (عليه السلام) فقد اهتم بالمنحرفين والضاليّن يبيّن لهم سُبل الرشاد كي يسلكوها. ومن الذين أرشدهم أبو الحسن البصري وكان واقفياً . فأرشده إلى طريق الهُدى والحق؛ طريق محمدٍ وآل محمدٍ.

فكان البصري واقفياً يقتصر على إمامة الإمام موسى بن جعفر ولا يعترف بإمامة غيره فالتقاه الإمام الهادي (عليه السلام) وقال له: إلى متى هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها. واثرت هذه الكلمة في نفسه فآب إلى الحق والرشاد [3].

 

[1] ـ ص 233/ الصواعق المحرقة : لابن حجر العسقلاني.

[2] ـ ص 222/ قبسات من سيرة القادة الهداة.

[3] ـ ص 219/ قبسات من سيرة القادة الهداة.

 


source : www.sibtayn.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أبو طالب ( عليه السلام )
الامام الرضا عليه السلام وضرورة كون الإمامة من ...
عاشوراء . . عيد أم مأتم ؟!
أفضلية ارض كربلاء على الکعبة
السيدة سوسن أم الإمام العسكري ( عليه السلام )
ما قيل في الإمام الحسين عليه السلام
من أهداف الثورة الحسينية
اغتيال الإمام الهادي (عليه السلام) و دلائل إمامة ...
فاطمة بنت حزام المعروفة بأم البنين ( عليها السلام ...
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) أمام معاوية في ...

 
user comment