عربي
Thursday 18th of April 2024
0
نفر 0

سفينة النجاة

سفينة النجاة

اقتضت حكمته جلّ جلاله اصطفاء وتشريف آل محمد (عليهم السلام)، ورفع منزلتهم، كما اقتضت حكمته جلّ جلاله اصطفاء آل إبراهيم وآل عمران (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (1).
لقد أنزل الله سبحانه وتعالى آيات كثيرة في فضل آل محمد (عليهم السلام)، يكفي منها قوله تعالى: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (2).
لهذا كان الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) يشيد بأهل بيته (عليهم السلام) في كل ناد ومحفل، فمرّة يشبّههم بسفينة نوح (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق)(3).
وشبّههم بباب حطة (مثل أهل بيتي مثل باب حطّة في بني إسرائيل، من دخله غفر له)(4).
وقوله (صلّى الله عليه وآله): (إني مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا)(5).
وقوله (صلّى الله عليه وآله): (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي)(6).
وقال (صلّى الله عليه وآله): (حبّي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، اهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وعند القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الصراط، وعند الميزان)(7).
وأخرج الطبراني في الأوسط عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (الزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي الله وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعــــتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبــداً عمله إلا بمعـــرفة حقــّــــنا)(8).
كما أنه (صلّى الله عليه وآله) حذّر من بغضهم، قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديّاً قيل: يا رسول الله وإن شهد الشهادتين؟
قال: نعم، إنّما احتجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه(9).
وقال (صلّى الله عليه وآله): (لو أنّ رجـــلاً صلّى وصفّ قـــدميه بين الركــن والمقام، ولقي الله ببغضكم أهل البيت دخل النار)(10).
وقال (صلّى الله عليه وآله): لو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروءة ألف عام، ثم ألف عام، ثم ألف عام، حتّى يصير كالشن البالي، ثم لم يـــدرك محبّتــــنا، كبّه الله على منخــــريه في النار، ثم تلا: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(11).
إلى أحاديث كثيرة ذكرها علماء الحديث في كتبهم.
وأنت أعزّك الله يكفيك من هذا أن الله جلّ جلاله فرض على المصلّين ذكرهم في صلاتهم، فتقول في التشهّد: اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمد.
وإلى هذا يشير الإمام الشافعي:
يــــــا آل بـــــيت رســــول الله حــــبّكم*** فــــرض مـــــن الله فــي القرآن أنزله
يكــــفــيكم من عظــــيم الـــفخر أنــــكم***مـــن لم يصلّ عليكم لا صلاة له(12)
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(13).
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(14).
وجاء في الحديث الشريف: (أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فقال: هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فأسألهما عما خلفت فيهما).
كما روي عنه قوله (صلّى الله عليه وآله): اللّهم إنك تعلم إن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس عليّ، فأحبّ من يحبهم وأبغض من يبغضهم ووال من والاهم، وعاد من عاداهم، وأهن من أهانهم، واجعلهم مطهرين من كل رجس، معصومين من كل ذنب وأيدهم بروح القدس يا رب العالمين).(15)
انهم أئمة أل البيت (عليهم السلام)، الذين أضاءوا الدنيا بنمير علومهم وعطروا المجتمع بأريج أخلاقهم، وبعثوا في ضمير الأمة الإسلامية الجهاد، الأمثل في حلمههم وصبرهم على ما صادفهم من خطوب جسام من حكام لئام.
كما ان هناک دلالة واضحة على تعلّق الأمة الإسلامية بعظمائها العظام، ورجالاتها الكرام. إنّ إحياء ذكرى عظمائنا أمر ضروري من أعمالنا وخاصة في هذه الأيام الصعبة التي تحاك فيها المؤامرات علينا من الغزو الفكري والثقافي من قبل أعداء الأمة الإسلامية المستكبرين من أجل قطع الأواصر التي تشدنا إلى تراثنا الإسلامي العريق، وعقيدتنا الإسلامية السمحاء. ذکر ائمة اهل البیت عليهم السلام تتآلف فيه قلوب أبناء هذه الأمة الخالدة الذين يعشقون محبة أهل البيت على اختلاف مذاهبهم ومناطقهم، فتتعانق الأقلام الملتزمة لتبديد سحب الطمس والتزييف التي مورست وما زالت تمارس لإقصاء رسالة الإسلام عن واقع الحياة، لكن المتآمرين قد فشلوا في إطفاء نور الله الذي يبقى مشرقاً منوراً بهمة علمائنا الأبرار، فلهم أفضل الشكر والتقدير.
ولا أرى أية قيمة لرسالة أو أطروحة ما لم تكن في خدمة قضية إنسانية في مجتمع إنساني. ولا يطيب قلم باحث أو كاتب ما لم يعالج قضية كبرى يتبناها ويعيش أهدافها الشاهدة على صحتها؛ لأن القضايا الجليلة هي الشعاع الذي يستضيء به فكرنا، والدافع لأشواقنا والمحيي لوجداننا وعقيدتنا.
ومن أجل هذه الأمانة العظيمة شهر الإمام علي (عليه السلام) سيفه ذا الفقار في وجه المنحرفين عن الخط الإسلامي، وغمد الإمام الحسن (عليه السلام) حسامه، حقناً للدماء، وصوناً لوحدة المسلمين.
ومن أجل القضية نفسها سار الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة إلى كربلاء لابساً عباءة جده (صلّى الله عليه وآله) التي ما طاب له إلا أن يصبغها بدماء وريده الشريف من أجل مصلحة الأمة الإسلامية، سار وقلبه يطفح بعزيمة الإيمان، والعزيمة تشع كضوء يتماوج بألف لون ولون، ثم رفع بصره إلى فوق فإذا بسمة عريضة من الفم الملائكي وكأنها تقول له: سر في درب الشوق فأنت محاط بالعناية الإلهية(16).
ومن أجلها أيضاً ناضل الإمام الباقر (عليه السلام) واستشهد بعد أن ساهم ببناء المدرسة الكبرى التي نهض بها ولده الإمام الصادق (عليه السلام) الذي نعيش مع علمه وفكره ومنهجه في هذه الأيام المباركة ونستلهم من جهوده النضالية، وسيرته المثالية، وأخلاقه المحمدية.
ومن أجل القضية نفسها كافح الإمام الكاظم (عليه السلام) فقام بعد أبيه (عليه السلام) بإدارة شؤون المدرسة التي خرّجت ألمع كوكبة من كواكب العلماء الجهابذة. وصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره لعنهم الله.
لقد كانت القضية واحدة، والمسؤولية واحدة، والهدف واحداً، ولكن التعبير جاء مع كل إمام من كواكب الإسلام المشرقة بلون ميّزه عن الآخر وذلك حسب الظروف السياسية والاجتماعية المحدقة به.
مهما تحلّى الباحث باطلاع واسع في علم النفس، ومهما أوتي من براعة في علم الاجتماع يسمح له تحليل الواقع النفسي، وإعطاء صورة حيّة عن تركيب الشخصية الإنسانية وعناصر سلوكها وإمكاناتها، فإنّه مهما بلغ من التفوّق في هذا المجال فلا يستطيع أن يلم إلماماً شاملاً بواقع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ويكشف عن جوهر حياتهم، وأبعاد نزعاتهم، بما لهم من ظواهر ذاتية وإبداعات فردية.
والواقع أن ما أثر عنهم من صفات مميّزة، ونزعات فذّة في سلوكهم الشخصي والاجتماعي يجعلهم في أعلى مراتب الإنسانية. وهذه الظاهرة تجدها متمثلّة في سلوكهم النبيل الذي بلغوا به أعلى درجات الإنسانية هذه الظاهرة من نزعات الإمام موسى (عليه السلام) وهي الصبر على المحن والخطوب المبرحة والمستمرة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده والتنكيل به، فاعتقله هارون الرشيد وزجه في ظلمات السجون زمناً طويلاً، ثم حجبه عن جميع الناس ولم يسمح لأحد بمقابلته، ومع هذا كله، لم يأثر عنه أنه أبدى أي تذمّر أو سأم أو شكوى، وإنما حسب ذلك من ضروب النعم التي تستحق الشكر لله لتفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته، فكان وهو في السجن يقضي نهاره صائماً، وليله قائماً. وهو جذلان بهذه المناجاة، وبهذا الاتصال الروحي بالله العزيز الرحيم وهذا ما أجمع عليه المترجمون فقالوا انه كان من أعظم الناس عبادة، وأكثرهم طاعة لله، حتى أصبح له ثفنات كثفنات البعير من كثرة السجود، كما كانت لجده الإمام السجاد من قبل فلقب بذي الثفنات، وقد أدلى الفضل بن الربيع بحديث له عن عبادته (عليه السلام) حينما كان سجيناً في داره.
فماذا نستطيع تعليل هذا الصبر؟ لم يكن سوى الإيمان العميق بالله تعالى، والتجرد من هذه الدنيا الفانية، والإقبال على الدار الآخرة. حتى أن هارون الظالم بهر بما رآه من تقوى الإمام وكثرة عبادته، وتحمّله هذه الخطوب الثقيلة بصبر وهدوء. فقال متعجباً:
(إنه من رهبان بني هاشم)!!
ولما كان مسجوناً (عليه السلام) في بيت السندي بن شاهك وكل أوقاته عبادة وسجود، كانت عائلة السندي تطل عليه فترى هذه السيرة الزكيّة التي تحاكي سيرة الأنبياء، ممّا دفع شقيقة السندي إلى اعتناق فكرة الإمامة، وحفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره إنها سيرة نبوية عريقة تملك القلوب والمشاعر، مترعة بجميع معاني النبل والزهد والسمو والإقبال على الله تعالى.
وهناك صفة أخرى من صفات شخصيته الامام الکاظم الكريمة، وهي الصمود في وجه الظلم والطغيان، وانطلاقه في ميادين الجهاد المقدّس؛ فقد حمل لواء المعارضة على حكام عصره الطغاة الذين استباحوا جميع حرمات الله، واستبدوا بأرزاق الأمة وحقوقها الشرعية، واستهابوا بكرامة الإسلام، فنبوا حكمهم على الظلم والجور والاستبداد وإرغام الناس على ما يكرهون.. ومن ثم كانت محنة أهل البيت (عليهم السلام) الشاقة جداً فإنّهم بحكم موقعهم ودورهم القيادي الشرعي للأمة مسؤولون عن رعايتها وصيانتها وإنقاذها ممّا ألم بها من المحن الثقيلة، والخطوب الجسام، فأعلنوا معارضتهم الإيجابية تارة، والسلبية أخرى السياسية ملوك عصرهم، فذاقوا من جراء ذلك جميع ألوان الظلم والقهر والاضطهاد، حتى انتهت حياتهم الكريمة ما بين مسموم ومسجون ومقتول، كل ذلك من أجل مصلحة المسلمين وإصلاح أمة جدهم الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، والانطلاق بالحكام إلى سياسة العدل الخالص، وتطبيق أحكام القرآن الكريم على واقع الحياة.
وقد تجلّى ذلك الصمود الفذ عند الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بإصراره البالغ على شجب سياسة هارون الرشيد، وعدم الاعتراف بشرعية خلافته، فأصرّ على هذا الموقف الشريف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في السجون، فلم يصانع، ولم يدار أحداً منهم، ولو سايرهم لأغدقوا عليه الأموال الطائلة ليسكتوا صوت الحق في صدره؛ لكنه آثر رضى الله وطاعته على كل شيء، وأبى إلا أن يساير موكب الحق، ولا يشذ عما جاء به الإسلام من مقارعة الظلم، ومقاومة أئمة الجور والطغيان مهما كلّف الثمن.
وقد حاول يحيى البرمكي (رئيس حكومة هارون) أن يتوسّط في أمر إطلاق سراح الإمام من السجن، شرط أن يعتذر لهارون ويطلب منه العفو حتّى يخلّي سبيله، فأصرّ الإمام (عليه السلام) على الامتناع وعدم الاستجابة له.
هذا ما تميز به موقف الإمام (عليه السلام) بالشدّة والصمود مع هارون وغيره من ملوك عصره، وهو موقف أبيه وجده من قبله الأئمة المعصومين الذين عبّر عن موقفهم سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) فقال:
(إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي).
وهناك ظاهرة أخرى من ظواهر شخصية الامام الکاظم عليه السلام الكريمة، وهي السخاء فقد اتفق المؤرخون أنه كان أندى الناس كفّاً، يشعر مع المحتاجين، ويعطي المعوزين، ويصل المحرومين في غلس الليل البهيم، حتى لا يعرفه أحد، ويكون عطاؤه في سبيل الله، وكانت تضرب بصرره المثل.
فكان الناس يقولون: (عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي الفقر) أنفق جميع ما يملكه على الضعفاء والمنكوبين، وأنقذ الكثيرين منهم من مرارة الفقر والحرمان.
والإمام الكاظم (عليه السلام) دائرة معارف كاملة، فقد أجمع الرواة انه كان يملك طاقات هائلة من العلم، ومخزوناً فكرياً غنياً جداً بمختلف المعارف. يقصده العلماء والرواة من كل حدب وصوب لينهلوا من نمير علمه، وكان لا يفتي بحادثة إلا بادروا إلى تسجيلها وتدوينها، فرووا عنه مختلف العلوم والأبحاث، وبصورة خاصة فيما يتعلّق بالتشريع الإسلامي.
(فقد زوّدهم بطاقـــــات ندية منـــه، ويعــتبر في هذا المجال أوّل من فتــق باب الحلال والحرام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام))(17).
وما يجدر ذكره ما قام به الإمام الكاظم (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) من إدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأوّل معهد تخرجت منه كوكبة من كبار العلماء، في طليعتهم أئمة المذاهب الإسلامية. فالإمام الشافعي يعتقد أن حبهم وسلوك منهجهم العدل.. وهم حبل الله المتين الذي ينير الطريق للمتمسك بهم إلى رضوان الله عز وجل وهو يرجو أن يظفره حبهم فقال:
آل الــــــنــــــــبــــــي ذريـــــعـــــتــــي***وهـــــــــم إلــــــيـــــــه وســــــيــــلتي
أرجـــــــو بـــــــهـــــم أعــــــطــى غداً***بــــــــيـــــــدي اليـــــــــمــين صحيفتي
والإمام احمد بن حنبل سأله عبد الله ابنه عن التفضيل بين الخلفاء الراشدين فقال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم سكت. فسأله عبد الله: يا أبت!! أين علي بن أبي طالب؟ قال: (هو من أهل البيت لا يقاس به هؤلاء)(18).
أما عن فلسفة الحكم عند الأمويين وعند العباسيين فكانت تهدف إلى الأثرة والاستغلال وإشباع الرغبات في الجاه والسلطان، ولم يؤثر عنهم أنهم قاموا بعمل إيجابي في صالح المجتمع الإسلامي، أو ساهموا في بناء الحركة الفكرية والاجتماعية على ضوء ما يهدف إليه الإسلام في بعث التطور الثقافي والإداري والاقتصادي لجميع شعوب الأرض. ففي هذا الجو السياسي والاجتماعي الصعب تميز موقف الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بالشدة والصرامة في شجب الظلم، وقول كلمة الحق، فكان من الأئمة اللامعين في علمه وعمله على نشر الثقافة الإسلامية، وإبراز الواقع على حقيقته.يضاف إلى قدراته الفذة التي لا تحصى: حلمه وعلمه وكظمه الغيظ وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه شأن جدّه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من أذى وظلم من الحاقدين عليه بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم، وكان ذلك من أشهر ألقابه.
المصادر :
1- آل عمران/ 34
2- الشورى/ 33
3- إحياء الميت بفضائل أهل البيت، الحديث الرابع والعشرون، ذكره عن طرق كثيرة.
4- إحياء الميت بفضائل أهل البيت، الحديث السابع والعشرون.
5- قال الشيخ المظفّر في كتابه الثقلان: إن طرق هذا الحديث بلغت مائتين وخمسين طريقاً؛ من هنا يُعلم أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يكرس على مسامع المسلمين في كلّ مناسبة، طالباً من الأمّة التمسّك بهما.
6- إحياء الميت بفضائل أهل البيت، الحديث الحادي والعشرون، وأيضاً في مستدرك الصحيحين: ج3 ص457. وكنز العمال: ج6 ص216. ومجمع الزوائد: ج9 ص174
7- روضة الواعظين، ج2 ص271
8- إحياء الميت بفضائل أهل البيت، الحديث الثامن عشر.
9- عقاب الأعمال: 204
10- أمالي الشيخ الطوسي، 73
11- مجمع البيان، 9-10، 29
12- ديوان الإمام الشافعي، 72
13- سورة الأحزاب: الآية 33
14- سورة آل عمران: الآية 134
15- وردت هذه الأحاديث في صحيح مسلم ج7 ص22، وسنن الترمذي ج2 ص307 وسنن الدارمي ج2 ص432 ومسند أحمد بن حنبل ج3 ص14 و17 و26 و59 كما رواها جماعة من أكابر العلماء يقرب عددهم من المائتين.
16- الرسالية في الثورة الحسينية، للمؤلف
17- الفقه الإسلامي في مدخل نظام المعاملات، ص160
18- ينابيع المودة، ج2، ص78


source : www.abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

قراءة جديدة في كتاب نهج البلاغة
كلمات في الإمام الرضا ( ع )
الزهراء بعد الرسول الله صلوات الله عليهما
قم وأهلها فی روایات أهل البیت (علیهم السلام)
النص على إمامته
المسيح.. في كربلاء
معاشرة فاطمة ( عليها السلام ) للإمام علي ( عليه ...
البعثة النبوية المباركة
مرقد الإمام عليّ بن موسى الرضا (ع)
آداب الأخوة عند الإمام علي ( عليه السلام )

 
user comment