قرابته بالمعصوم:
حفيد الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وابن الإمام الحسين، وابن أخو الإمام الحسن، وأخو الإمام زين العابدين، وعم الإمام الباقر(عليهم السلام).
اسمه وكنيته ونسبه:
أبو الحسن، علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
أُمّه:
ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود الثقفي.
ولادته:
ولد في 11 شعبان 35ﻫ، أو 41ﻫ.
صفاته:
كان(عليه السلام) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خُلُقاً، وكان يشبه جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) في المنطق والخَلق والخُلق.
قال الإمام الحسين(عليه السلام) حينما برز علي الأكبر يوم الطف: «اللّهم اشهد، فقد برز إليهم غلامٌ أشبهُ الناس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك»(2).
قال الشاعر فيه:
«لم تَرَ عينٌ نظرتْ مِثلَه ** من مُحتفٍ يمشي ومن ناعلِ
يغلي نئي اللحم حتّى إذا ** أُنضجَ لم يغلُ على الآكلِ
كانَ إذا شبّت لهُ نارُهُ ** وقّدَها بالشرفِ الكاملِ
كَيْما يراها بائسٌ مُرملٌ ** أو فردُ حيٍّ ليسَ بالأهلِ
أعني ابنَ ليلى ذا السدَى والندى ** أعني ابنَ بنتِ الحسين الفاضلِ
لا يُؤثرُ الدنيا على دينِهِ ** ولا يبيعُ الحقَّ بالباطلِ»(3).
وقال الشيخ عبد الحسين العاملي(قدس سره):
«جمعَ الصفاتِ الغُرَّ فهي تُراثُهُ ** عن كلِّ غِطريف وشهمٍ أصيدِ
في بأسِ حمزةَ في شُجاعةِ حيدر ** بإبى الحسينِ وفي مهابةِ أحمدِ
وتراهُ في خَلق وطيبِ خلائق ** وبليغِ نُطق كالنبيِّ محمّدِ»(4).
شجاعته:
لمّا ارتحل الإمام الحسين(عليه السلام) من قصر بني مقاتل، «خفق الحسين برأسه خفقة، ثمّ انتبه وهو يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمدُ لله ربِّ العالمين. قال ـ أي الراوي ـ: ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً.
قال: فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين على فرس له فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله ربِّ العالمين، يا أبت جعلت فداك، ممّ حمدتَ الله واسترجعت؟ قال: يا بُني، إنّي خفقتُ برأسي خفقة، فعنّ لي فارس على فرس، فقال: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا، قال له: يا أبت، لا أراك الله سوءاً ألسنا على الحق؟ قال: بلى، والذي إليه مرجع العباد، قال: يا أبت، إذاً لا نُبالي نموت مُحقّين، فقال له: جزاكَ اللهُ من ولدٍ خير ما جزى ولداً عن والده»(5).
موقفه يوم العاشر:
روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء إلاّ أهل بيته وخاصّته.
فتقدّم علي الأكبر(عليه السلام)، وكان على فرس له يُدعى الجناح، فاستأذن أباه(عليه السلام) في القتال فأذن له، ثمّ نظر إليه نظرة آيسٍ منه، وأرخى عينيه، فبكى ثمّ قال: «اللّهم أشهد، فقد برز إليهم غلامٌ أشبهُ الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك صلّى الله عليه وآله وسلم، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه»(6).
فشدّ علي الأكبر(عليه السلام) عليهم وهو يقول:
«أنا علي بن الحسين بن علي ** نحن وبيت الله أولى بالنبي
من شبث ذاك ومن شمر الدني ** أضرِبُ بالسيفِ حتّى يلتوي
ضربَ غُلامٍ هاشميٍّ عَلوي ** ولا أزال اليوم أحمي عن أبي
والله لا يحكُمُ فينا ابنُ الدعي»(7).
ثمّ رجع إلى أبيه قائلاً: يا أباه العطش!!.
قال له الحسين(عليه السلام): اصبرْ حبيبي، فإنّك لا تُمسي حتّى يسقيك رسولُ الله(صلى الله عليه وآله) بكأسه.
ففعل ذلك مراراً، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرع، واحتواه القوم فقطّعوه بسيوفهم.
وقف الحسين(عليه السلام) عليه، وهو يقول: قتلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُني، ما أجرأهُم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول، وانهملت عيناه بالدموع، ثمّ قال(عليه السلام): على الدُّنيا بعدَك العفا.
ثمّ قال لفتيانه: احملُوا أخاكُم، فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه في الفسطاط(7).
شهادته:
استُشهد(عليه السلام) في 10 محرّم 61ﻫ بأرض كربلاء المقدّسة، ودفنه فيها الإمام زين العابدين(عليه السلام) ممّا يلي رجلي أبيه الحسين(عليه السلام).
عمره:
19 سنة على رواية الشيخ المفيد، و 25 سنة على رواية غيره.
ـــــــــــــــــــــــ
1. اُنظر: معجم رجال الحديث 12/387 رقم 8050، أعيان الشيعة 8/206.
2. اللهوف في قتلى الطفوف: 67.
3. مقاتل الطالبين: 53.
4. المجالس العاشورية: 304.
5. مقتل أبي مخنف: 92.
6. اللهوف في قتلى الطفوف: 67.
7. اُنظر: مقاتل الطالبيين: 76
source : abna