عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

حديث أهل البيت في منى

حديث أهل البيت في منى

قال الحلبي: خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في منى ثلاث مرَّات([253]).

وقال المقدسي في حديثه: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب بمنى فسمعته يقول: «لن يزال هذا الأمر عزيزاً ظاهراً حتى يملك اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ثم لغط القوم وتكلموا»([254]).

والحديث الصحيح والكامل عن خطبة حجة الوداع في منى جاء عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة:كنت مع أبي عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول:

بعد اثني عشر خليفة ثم أخفى صوته، فقلت لأبي ما الذي اخفى صوته؟

قال: قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «كلهم من بني هاشم»([255]).

وذكر سماك بن حرب مثل ذلك الحديث([256]).

وحديث كلهم من بني هاشم يوافق قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

ولا يوافق حديث الثقلين حديث كلهم من قريش فقط ! ففي قريش اربع وعشرون قبيلة!

وروى الحافظ أبو نعيم أحد أعاظم حفاظ أهل السنة بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

«من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي، وليوال وليَّه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلماً، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي»([257]).

وقد قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): إنَّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم»([258]).

وقد أيد الحاكم تلك الأحاديث بالقول النبوي الشريف:

«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق»([259]).

وقال الله تعالى:

( إنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )([260]) .

قد يتصور المبطلون كون نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل بيته، ولكن خابوا إذ ردَّهم مسلم في كتابه قائلاً:

فقلنا: من أهل بيته، نساؤه؟

قال: لا وأيم الله تعالى، إنَّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته، الذين حرموا الصدقة بعده([261]).

فيتوضح من القرآن والسنة أن الأمراء والخلفاء هم أهل البيت (عليهم السلام) سادة قريش وسفينة نوح.

إخبار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأئمة الإثني عشر (عليهم السلام)

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) برواية انس بن مالك: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب(عليه السلام) ([262]).

وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخلافة اثني عشر خليفة له قائلاً:

«يكون بعدي اثنا عشر خليفة» .

وقرأ آية:

( إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً )([263]).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الأئمة من بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين(عليه السلام)والتاسع مهديهم»([264]).

وجاء عن جابر بن سمرة أنّه لم يسمع ما قاله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك فسأل أباه، فقال: إنَّه يقول: كلهم من قريش([265]).

وعندها كثر الصخب من طلقاء قريش والمنافقين في منى([266]).

والحقيقة أنّ الصخب قد حدث لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم):

«كلهم من قريش من بني هاشم».

كما قال جابر بن سمرة([267])، فذكروا قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلهم من قريش فقط.

وقد عمل الحزب الأموي نفس الأمر في قضية الوصية في يوم الخميس إذ جاء: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)«اوصيكم بثلاث: اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قالها فنسيتها»([268]).

فعندما يصل الأمر إلى الوصية لعلي (عليه السلام) أو الخلافة للأئمة الاثني عشر من أهل البيت (عليهم السلام)ينسى الراوي! ويحرف الناسخ أو الناشر أو أنّه لم يسمع الكلمة جيداً وغير ذلك!!

وهذا يعود إلى النظرية التي قالها الحزب القرشي في يوم الخميس بحضور الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): حسبنا كتاب الله([269])، والقانون سنَّه أبو بكر وعمر وعثمان وكتبه معاوية لاحقاً في المنع من ذكر الحديث وتدوينه والامتناع عن ذكر فضائل علي ابن أبي طالب (عليه السلام)وأهل بيته([270]).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): «إنِّي وإثني عشر من ولدي وأنت يا علي زرُّ الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الإثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا»([271]).

وقال جعفر الصادق (عليه السلام): «لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت»([272]).

وجاء في رواية أبي نعيم قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):

«من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن فليوال علياً (عليه السلام)بعدي وليقتدِ بالأئمة من بعدي فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهماً وعلماً وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي»([273]).

وعن عبدالله بن مسعود قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل»([274]).

وهذا الحديث يفصح عن أنّ خلافة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دينية وسياسية وليست سياسية فقط مثلما يدعي البعض، فيضعون ضمن الخلفاء كل من جاءت به السياسة ومنهم معاوية ويزيد بن معاوية ومروان!([275]).

ولقد كان أوّل الخلفاء علي بن أبي طالب (عليه السلام). الذي قال فيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): من كنت مولاه فهذا علي مولاه([276]).

وبالإتفاق لم يكن أبو بكر وعمر وغيرهم خلفاء دينيين بل سياسيين وقد قال عمر عن بيعة أبي بكر: كانت فلتة ومن عاد إليها فاقتلوه([277]).

وندم أبو بكر في أواخر عمره (بعدما سُمَّ من قبل حلفائه) على استلامه السلطة المغصوبة، قائلاً:

وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين عمر أو أبي عبيدة([278]).

ولو كانت خلافته دينية لما ندم على ذلك ولما قال: ياليتني كنت بعراً ولم أكُ بشراً([279]).

وقال الكنجي الشافعي:

«إنَّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة... فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أنَّ مراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من حديثه هذا الأئمة الإثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر.

ولا يمكن أن نحمله على الملوك الأمويين لزيادتهم على اثني عشر ولظلمهم الفاحش إلاّ عمر بن عبدالعزيز، ولكونهم من غير بني هاشم، لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كلهم من بني هاشم في رواية عبدالملك، عن جابروإخفاء صوته (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأ نَّهم لا يحبون خلافة بني هاشم.

ولا يمكن أن نحمله على الملوك العباسيين، لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلة رعايتهم الآية: ( قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى )

فلابدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الإثني عشر من أهل بيته وعترته (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنَّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسباً، وأفضلهم حسباً، وأكرمهم عند الله...

ويؤيد هذا المعنى، أي أن مراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الأئمة الإثني عشر من أهل بيته، ويشهد له ويرجحه: حديث الثقلين، والأحاديث المتكررة المذكورة في هذا الكتاب، وغيرها...»([280]).

وقال أمير المؤمنين على (عليه السلام) في نهج البلاغة من خطبته: أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم.. بنا يستعطى الهدى وبنا يستجلى العمى.

وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه، ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف، ولا أعرف من المنكر.

وقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن علي (عليه السلام): «إنَّه أبو سبطيَّ، والأئمة من صلبه، يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين منه، ومنهم مهدي هذه الأمة»([281]).

وعن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنَّ وصيي علي بن أبي طالب  وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين(عليه السلام).

قال: يا محمد فسمهم لي.

قال النبى  (صلى الله عليه وآله وسلم):

إذا مضى الحسين (عليه السلام)فابنه علي(عليه السلام)، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء إثنا عشر»([282]).

إذن حديث الأئمة الاثني عشر بأسمائهم قد ورد من طرق السنة والشيعة([283]) ; قالها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع وفي أماكن أخرى. فهم الأئمة الذين أشار الرسول إليهم وحاول الطغاة الحلول محلهم.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عاشوراء الحكمة والعاطفة
الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب ...
المؤامرات فی الکوفة
واقع ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ
خالد بن ولید يقتل الصحابي مالك بن نويرة طمعاً في ...
الغلاة في نظر الإمامية
قبول الخلافة
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول

 
user comment