عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من القرآن

موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من القرآن

موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من القرآن

القرآن دستور الله ومعجزة نبيه الخالدة ، فهل جمعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كتاب خاص ليحفظه من الضياع ؟
إنّ الناظر في كتب الحديث يرى أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوكل أمر القرآن إلى حفظ الصحابة وجمعهم له ، فقد كان البعض يحفظ ما نزل منه ، وكان آخرون يكتبون بعض سوره في الصحف ، ولا تذكر المصادر أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اتخذ موقفاً حاسماً بشأن القرآن فقام بجمعه حسب ترتيب نزوله في كتاب خاص .
أجل ، هناك قسم من العلماء يذهب إلى أنّ القرآن جُمع على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومنهم : الزرقاني ، الزركشي ، الباقلاني وغيرهم .
إلاّ أنّ هذا القول يصطدم بروايات جمع القرآن في عهد أبي بكر ، فإذا كان القرآن مجموعاً عند بعض الصحابة فلماذا يأمر أبو بكر زيد بن ثابت بجمعه ؟
أخرج البخاري عن زيد بن ثابت ، قال : « أرسل إلىَّ أبو بكر ، مقتل(1) أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر (رضي الله عنه) : إنّ عمر أتاني فقال : إنّ القتل استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن ، وإنيّ أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن ، فيذهب كثير من القرآن ، وإني أرى : أن تأمر بجمع القرآن .
قلت لعمر : كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ !
قال عمر : هذا والله خير .
فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر...
قال زيد : قال أبو بكر : إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فتتبع القرآن فاجمعه ، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علىَّ مما أمرني به من جمع القرآن .
قلت : كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
قال : هو والله خير .
فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب ، واللخاف(2)، وصدور الرجال.. ، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الانصاري لم أجدها مع أحد غيره ! لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ، حتى خاتمة براءة.. فكانت الصحف عند أبي بكر ، حتّى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر(رضي الله عنه) »(3) .
إنّ المتأمل في قول أبي بكر لعمر : « كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) » ، وقول زيد لهما : « كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله » يتبين له بوضوح أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يجمع القرآن وإنما جمعه زيد بن ثابت بأمر أبي بكر الذي أقنعه عمر بذلك ، وقد جمعه زيد من الصدور والسطور .
قال ابن جزي : « وكان القرآن على عهد رسول الله متفرقاً في الصحف
____________
1) أي : بعد مقتلهم .
2) العسب : جمع عسيب وهو جريدة من النخل مستقيمة .
واللخاف : حجارة بيض عريضة رقاق ، واحدتها لخفة ، راجع « لسان العرب » 9/197 و12/261 .
3) « صحيح البخاري » كتاب فضائل القرآن ، باب جمع القرآن 6 / 314 .
إنّ هذه الرواية وروايات أُخرى تدّعي أنّ القرآن قد كتب بشهادة شاهدين ، وهذه والله أكبر ضربة للقرآن ، ومعنى ذلك أنّ القرآن أخبار آحاد .

 


source : www.sibtayn.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما الذي قاله الإمام الباقر عليه السلام حول صفات ...
قراءة جديدة في كتاب نهج البلاغة
كلمات في الإمام الرضا ( ع )
الزهراء بعد الرسول الله صلوات الله عليهما
قم وأهلها فی روایات أهل البیت (علیهم السلام)
النص على إمامته
المسيح.. في كربلاء
معاشرة فاطمة ( عليها السلام ) للإمام علي ( عليه ...
البعثة النبوية المباركة
مرقد الإمام عليّ بن موسى الرضا (ع)

 
user comment