يقول الامام الخميني عن المرأة : - ان الاسلام يحترم المرأة ويهتم بمشاعرها وعواطفها اكثر من احترامه للرجل لانها تعرضت للظلم والاضطهاد في تاريخها وماضي حياتها. فالاسلام يريد ان ينقذ المرأة ويربيها ويصنع منها انسانا كاملا.
كان الامام الخميني (قدس سره) يرى ان المرأة يجب ان تستعيد مكانتها ومنزلتها العظيمة التي ارادها الاسلام لها والتي فقدتها في عصر النسيان، لقد احيا الامام الخميني المرأة الايرانية وايقظ نساء ايران والعالم من السبات والغفلة التي عاشتها النساء؟ بفعل عوامل الزيف والخداع والتمويه الذي تعرضت لها المرأة من خلال وسائل الاعلام الغربية ومقولاتها لتجعلها العوبة بيد الرجل.
الامام الخميني محيي مكانة ومنزلة المرأة
كان الامام الخميني وباعتباره مفجر الثورة الاسلامية ، يسعى جاهدا لاحياء مكانة ومنزلة المرأة في المجتمع الايراني. قبل انتصار الثورة لم تكن المرأة اكثر من سلعة وأداة ترويجية، ووسيلة لعرض أنوثتها وجاذبيتها الجسدية في ظل السياسات الثقافية لنظام الشاه البائد، ولكن مع مجيىء الامام الخميني وانتصار الثورة تمكنت المرأة الايرانية من كسر هذا الحاجز الذي كانت مسجونة فيه من قبل نظام الشاه. واستعادت مكانتها وهيبتها ومنزلتها الرفيعة التي دعا الامام الخميني الى استعادتها حينما قال:- ان هذه النهضة التي شهدتها المرأة في الدول الاسلامية وخصوصا ايران هي التي بذلت شخصية المرأة وحولتها من التجميل وعرض الآزياء والاغراءات الجسدية الى القيم والمبادىء الانسانية والاخلاقية.
فهؤلاء النسوة اللاتي كن يتبرجن ويلبسن افخر الملابس لكي يظهرن بانهن نساء عصريات ومثقفات وحسب آخر موضة غربية اصبحن اليوم يخجلن من مظاهرن في مجتمعنا الاسلامي.
لقد اعادت الثورة الايرانية الى المرأة شخصيتها المميزة باعتبارها مربية وصانعة للاجيال ومديرة شؤون الاسرة والملكة في البيت الاسلامي السعيد، وشعرت المرأة ان لها كيان مستقل واستقلال ذاتي وانها ليست اداة للمتعة فقط. بل هي شريكة للرجل في شؤون الحياة كلها.
كذلك بالامس كانت المرأة المسلمة تخجل من الظهور بملابسها وحجابها الاسلامي امام الطبقات الغنية والثرية الفاسدة. اما اليوم فقد اصبح العكس، فالنساء اللواتي يتبرجن ويظهرن مفاتنهن الجسدية يخجلن من الظهور امام النساء المحجبات.
شرف الامومة والمنزلة العالية للمرأة
كان الامام الخميني يرى بان لاشرف أعلى وارقى من شرف الامومة. يقول الامام: «أنتن ايها السيدات لديكن شرف الامومة ومسؤولية تربية الاطفال. ان حضن الام هو المدرسة الاولى التي يتعلم فيها الطفل اول دروس الحياة. كلام الام، اخلاق الام وعمل الام كل هذه الامور تؤثر في الاطفال. اذا كان حضن الام حضنا نظيفا طاهرا ، فان الطفل ينمو منذ البداية ويتربى على الاخلاق الصحيحة والعمل الصالح والسلوك السليم.
ان مسؤولية هذه الام التي تربي طفلها في حضنها هي اعظم مسؤولية واشرف عمل ووظيفة في العالم، لانها تصنع الرجال بل تصنع الابطال. فهي بذلك تمنح المجتمع انسانا بمعنى الكلمة وهذه هي، رسالة الانبياء على مدى التاريخ. فالانبياء من آدم الى خاتم الانبياء (عليهم افضل الصلاة والسلام) جاؤوا لكي يقدموا نموذجا للانسان الصالح، الانسان الملتزم بالقيم والمبادىء والاخلاق العالية.ونموذجا للمرأة المؤمنة الصالحة.
الثورة الاسلامية... حركة الهية في قلوب النساء
لقد احدثت الثورة الاسلامية منذ أيامها الاولى تحولا معنويا عظيما في المجتمع بغض النظر عن التحولات والتطورات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الاخرى بجميع أبعادها.
ومن ضمن هذه التحولات المعنوية الانقلاب العظيم الذي طرأ على افكار وتصورات ونظرات المرأة. قال الامام الخميني في هذا المجال:- «هذا التحول لم يحدث في ليلة وضحاها. لقد كان تحولا الهيا بفعل مقلب القلوب».
لقد أخرج هذا التحول القلوب من الخوف الذي كان مسيطرا عليها، وصار بدل الخوف ، ارادة وشجاعة حملت الرجال والنساء والاطفال على النضال والكفاح. حتى شاركت المرأة في الثورة ووقفت بوجه الدبابات والقذائف.
هذا هو التحول الذي اوجده الخالق سبحانه وتعالى في هذا الشعب حتى كان النصر حليف الشعب الايراني.
لقد دأب نظام الشاه البائد على تحويل المرأة الى سلعة أو دمية تظهر مفاتنها الجسدية وتركز على الغريزة الجنسية فقط لاغير. وقد سعى النظام البهلوي الى اخراج المرأة الايرانية سافرة لكي يعرض جمالها ومفاتنها الزائفة لكي يطمس شخصيتها وكرامتها.
المرأة... في وسائل الاعلام
لقد كان التلفزيون اكثر وسائل الاعلام اثارة في ايران منذ دخوله اليها، واكثرها جاذبية لما يعرض من صور ومشاهد ولتنوع برامجه لدرجة ان هذا الجهاز اصبح بلا منافس. ولذلك فان النظام السياسي اعد برامج وخطط ومشاريع واسعة جدا لحضور المرأة في التلفاز . وقد طبقت هذه الخطط على مدى (50) عاما من حكم الاسرة البهلوية، وقد بلغت هذه الخطط اوجها في السنوات الاخيرة من عمر النظام.
وتحديدا بين عامي (1970 - 1978م) ، في ذلك الزمن كان التلفزيون يبث برامج راقصة وعروض تظهر فيه النساء بشكل غير لائق وافلام ومسلسلات تلعب فيها النساء أدوارا يطغى عليها الطابع الجنسي، ففي الواقع كان تلفزيون النظام البائد يركز على البعد الجنسي ومفاتن المرأة ومواضع الاغراء والاثارة في جسد المرأة وفي المسلسلات كانت شهرة المرأة ترتبط بجمالها ومدى اظهارها لمفاتنها. فمحتوى كل برامج التلفزيون تحاول تلقين المشاهد بان المرأة لا تملك أية قيمة أو بعد سوى الابعاد الجنسية وعناصر الاثارة والاغراء.
فاطمة فهيمي ربة منزل قضت اعوام شبابها في عصر نظام الشاه السابق حيث تقول: لم نكن نملك في ذلك الزمان تلفزيونا في منزلنا. وحينما كنا نذهب الى منزل اقربائنا واصدقائنا ونشاهد التلفاز كنا نخجل كثيرا من المشاهد المثيرة واللقطات الخليعة والبرامج الجنسية التي يعرضها التلفزيون. والتي كانت تتعارض مع ما تربينا عليه من قيم واخلاق، لقد كنت استغرب كيف ان النظام السابق لا يحفل بتقاليد وعادات المجتمع الايراني وبقيمه ولا يعير اي اهتمام للجوانب الاخلاقية والدينية لابناء المجتمع.
كنت ارفض بشدة هذه البرامج. لان المرأة الايرانية كانت دائما ولازالت إمرأة ملتزمة متمسكة بدينها وحجابها وعفتها.
لقد قرأت في مذكرات أحد القادة الكبار في نظام الشاه السابق حينما قال: «عندما رأينا التظاهرات والمسيرات الحاشدة ومشاركة هذه الاعداد والجموع الهائلة من النساء اللاتي يرتدين الجادر والحجاب، استغربنا كثيرا، وتساءلنا أين ذهبت هذه الدعايات والاموال التي صرفناها على مدى اعوام لمنع الحجاب واشاعة التبرج والسفور؟».
وفي الحقيقة ان الحجاب يظل ممتزجا بالثقافة والتاريخ الايراني فالمرأة الايرانية المؤمنة ستظل متمسكة بحجابها وقيمها ومبادئها ولن تتخلى عنها ابدا.
المرأة .. في سينما ماقبل الثورة
الذين شاهدوا سينما ماقبل الثورة ادركوا جيدا كيف كانت الافلام تطمس شخصية المرأة المسلمة وتسيىء لها ولكرامتها.
تقول«رقية شاه مرادي» الموظفة في احدى المؤسسات الثقافية والتي كانت تعمل في مجال المونتاج قبل الثورة: «لقد كنت أشعر بالحياء من كوني امرأة حينما كنت اشاعد الافلام التي تعرض علي قبل المونتاج ، لقد كنا اشاهد في تلك الافلام لقطات توجه إساءات واهانات عديدة للمرأة . تتعارض بشدة مع أعرافنا وقيمنا الدينية؛ بل ان بعض العائلات التي لم تكن تعرف معنى الدين أصلا كانت تجد صعوبة في تقبل مثل هذه الامور. وكانت تمنع بناتها من الذهاب الى دور السينما لمشاهدة بعض هذه الافلام.
في الواقع فان سينما ماقبل الثورة كانت بؤرة للانحراف والضلال.
والغريب ان المسؤولين في شؤون الثقافة والفن في ذلك الزمان كانوا يدعون ان هذه المفاسد هي علامة بارزة على تحرر المرأةالايرانية ودليل على رقي فكرها وتطور ثقافتها وانها دخلت العصر الحديث من اوسع ابوابه.
وكانوا يتهمون النساء الملتزمات والمتدينات بالرجعية والتخلف.
الصحافة والمرأة..
ان الصحافة المكتوبة لها دور اكبر من الصحافة المرئية والمسموعة . الاخت (فرشته طينتي) مترجمة كانت تعمل لاحدى المجلات المختصة بشؤون (المرأة العصرية) قبل الثورة تقول:
«اعتقد ان الصحافة المكتوبة وخصوصا مجلات المرأة في زمن ماقبل الثورة الاسلامية، لم تكن تمثل المرأة الايرانية باي شكل من الاشكال.
واهم دليل على ذلك هو ان هذه المجلات لم تجد طريقها الى البيت الايراني الملتزم. وبصعوبة كنا نعثر على اسرة تهتم بشراء المجلات المختصة بالمرأة. فالعائلة الايرانية الملتزمة كانت تعارض بشدة دخول هذه المجلات الخليعة التي تهدف الى عمليه غسيل دماغ للمرأة . وتحاول اغراء البنات وحرفهن والهائهن بالتوافه.
لقد كانت الصور المنشورة في هذه المجلات مخزية ومخجلة للمرأة ايضا. وانا استغرب كيف ان المسؤولين في ذلك الوقت كانوا يسعون وبكل طاقاتهم الى فرض هذه الامور على المجتمع الايراني الملتزم والمتمسك بدينه.
هذا هو الواقع الذي كانت تعيشه المرأة الايرانية قبيل الثورة. وبمقارنة بسيطة يمكننا ان نرى كيف استطاعت الثورة الاسلامية ان ترفع مكانة المرأة ومنزلتها وخصوصيتها التي ارادها لها الاسلام.
لقد اعادت الثورة الايرانية الى المرأة شخصيتها المميزة باعتبارها مربية وصانعة للاجيال ومديرة شؤون الاسرة والملكة في البيت الاسلامي السعيد، وشعرت المرأة ان لها كيان مستقل واستقلال ذاتي وانها ليست اداة للمتعة فقط. بل هي شريكة للرجل في شؤون الحياة كلها.
عالية ابراهيم الموسوي
source : www.tebyan.net