يوافق 5 رجب ذكرى استشهاد العالم النحوي الإمامي ابن السكيت الدورقي الأهوازي، كان معلماً لابني المتوكل العباسي، وقتله المتوكل بعد أن فند سؤاله بأن قنبر أفضل من ابنيه، وهذه نبذة عن حيات:
اسمه وكنيته:
يعقوب بن إسحاق بن السكّيت الدورقي الأهوازي ، اللغوي، النحوي، الراوي، الشيعي المذهب ، كنيته ( أبو يوسف ) ، و يعرف بابن السكّيت .
ولادته:
ولد في الدورق، قرب الأهواز في خوزستان بإيران.
دراسته وأساتذته:
رحل من خوزستان إلى بغداد مع أُسرته ، وأفاد فيها من دروس أساتذة كبار كأبي عمرو الشيباني ، والفرًّاء ، وابن الأعرابي ، والأثرم ، ونصران الخراساني ، وكلّهم كانوا من أعلام العلم والأدب آنذاك.
وما لبث أن صار في مصافَّ علماء عصره كابن الأعرابي ، وأبي العباس ثعلب ، وعُرف كأحد كبار فقهاء اللغة وصيارفة الكلام.
من أقوال العلماء في حقه:
1ـ قال الشيخ النجاشي في رجاله: « وكان وجهاً في علم العربية واللغة ، ثقة ، مصدّقاً لا يطعن عليه » . وذهب أيضاً إلى أنّه كان من خاصّة الإمامين الجواد والهادي عليهما السلام ، وأشار إلى رواياته عن الإمام الجواد عليه السلام .
2ـ قال الخطيب البغدادي في تاريخه: « كان من أهل الفضل والدين ، موثوقاً بروايته ، وكان يؤدّب ولد جعفر المتوكّل ».
3ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة: « كان علماً من أعلام الشيعة وعظمائهم وثقاتهم ، ومن خواص الإمامينِ محمّد التقي وعلي النقي عليهما السلام ، وكان حامل لواء الشعر والأدب والنحو واللغة في عصره ».
4- قال ابن خلكان: « ذكر بعض الثقاة أنّه ما عبر على جسر بغداد كتاب من اللغة مثل كتاب ( إصلاح المنطق ) لابن السكّيت ».
5- عدًّه الذهبي قويًا في دينه ، برًّا محسنًا ، وأشارت مصادر أُخرى إلى أنّه استمات في حبِّ أهل البيت عليهم السلام .
ممّن روى عنهم:
الإمام محمّد الجواد عليه السلام ، عبد الملك الأصمعي ، أبو عبيدة ، أبو عمرو الشيباني .
الراوون عنه:
أبو سعيد السكري ، أبو عكرمة الضبّي ، محمّد بن الفرج المقرئ ، محمّد بن عجلان الإخباري ، ميمون بن هارون الكاتب ، عبد الله بن محمّد بن رستم .
من مؤلفاته:
1- كتاب إصلاح المنطق .
2- كتاب الأضداد .
3- كتاب تهذيب الألفاظ .
4- كتاب القلب والإبدال .
5- كتاب المقصور والممدود .
6- كتاب المذكّر والمؤنّث .
7- كتاب ما اتَّفق لفظه واختلف معناه .
استشهاده:
روي أنّ المتوكّل العباسي كان قد ألزمه تأديب ولديه ( المعز والمؤيد ) ، « أيّهما أحبّ إليك ، ابناي هذان أم الحسن والحسين »؟ فأجابه ابن السكّيت: « والله إنّ قنبراً خادم علي بن أبي طالب عليه السلام خير منك ومن ابنيك ».
فأمر المتوكل جلاوزته، فأخرجوا لسانه من قفاه ، فمات رضوان الله عليه شهيداً في اليوم التالي ، وقيل أن المتوكل أمر الأتراك فداسوا في بطنه حتى مات ، وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر رجب المرجب من عام 244هـ ، وكان عمره رحمه الله عند استشهاده ثمان وخمسون سنة ، ودُفِن في مدينة سامراء .
ومن أعجب الصدف أنّه كان قد نظم البيتين التاليين قبل حادث مقتله ببضعة أيّام:
يُصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يُصاب المرء من عثرة الرِجل
فعثرته في القول تذهب رأسه *** وعثرته في الرِجل تبرأ عن مهل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- فيض العلام ص312 .
2- مستدرك سفينة البحار ج5 ص226 .
3- تقويم الشيعة ص240-241 .
4- رجال النجاشي ص449 .
5- أعيان الشيعة ج10 ص305 – 306 .
source : abna24