قال الرضا (عليه السلام): فان قال قائل: فلم أمروا بالصلاة؟
قيل: لان في الصلاة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام لان فيه خلع الأنداد والقيام بين يدي الجبار بالذل والاستكانة والخضوع والخشوع والاعتراف وطلب الإقالة من سالف الذنوب ووضع الجبهة على الأرض كل يوم وليلة ليكون العبد ذاكرا لله غير ناس له ويكون خاشعا وجلا متذللا طالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا مع ما فيه من الانزجار عن الفساد وصار ذلك عليه في كل يوم وليلة لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه والقيام بين يدي ربه زاجرا له عن المعاصي وحاجزا ومانعا له عن أنواع الفساد (1).
الصلاة معراج المۆمن وقربان كل تقي وقد أدلى الإمام (عليه السلام) ببعض المصالح والحكم في تشريعها وهي:
أ - من فوائد الصلاة وثمراتها: الاقرار بالعبودية المطلقة لله تعالى الخالق العظيم الذي ليس كمثله شئ وعلى المصلي أن يزداد في خشوعه وخضوعه وتذلله أمام الله ويطلب منه العفو والغفران من ذنوبه التي اقترفها في حياته.
ب - إن الصلاة إذا وقعت صحيحة جامعة للشرائط فإنها تقي الانسان من المعاصي وتزجره عن المنكر وتوجهه نحو الخير.
ج - إن تكرار الصلاة في كل يوم من حكمته أن يكون الانسان على صلة وثيقة ودائمة بخالقه ومدبر شۆونه ومضافا لهذه الثمرات التي أدلى بها الإمام عليه السلام فإنها من أقوى الأسباب التي تمد المجتمع الانساني بالقوى الروحية الخلاقة.
ان الانسان إذا لم تتصل روحه بخالقها فإنه تظهر عليه مظاهر الوحشة والاكتئاب والصلاة تتيح له الاتصال بالمبدأ الفياض فتزيل عنه ما ألم به من الهلع والوحشة والاكتئاب وتودع فيه قوة نفسية يستطيع بها أن يقف أمام الاحداث التي يمنى بها.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) عيون أخبار الرضا 2 / 103 - 104.
source : www.tebyan.net