في هذا المجال نرى القرآن الكريم قد تحدث عن الماء فأشار إلى صبّه من السماء وأنه السبب في إنبات النبات: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ"(الحج:63).
"أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّا * مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ"(عبس:25- 32).
فالعلاقة واضحة بين الماء وإنبات النبات، وهناك موضوعان أساسيان في الماء ينبغي ملاحظتهما:
أ- الاقتصاد وعدم الإسراف
لا شك أن قلّة الماء تؤثر سلباً على نمو النبات وبالتالي على حياة الحيوان، فالواجب يقتضي الحفاظ على هذا الماء وعدم الإسراف في استخدامه، وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "أدنى الإسراف هراقة فضل الإناء"1.
فالنهي عن الإسراف يشمل استخدام هذه الثروة المائية التي بدأ العلماء يتحدثون عن قلتها وعدم كفايتها لسد حاجات البشر نتيجة الإسراف وسوء الاستخدام.
ب- المحافظة على نظافته ونقائه
كمنع إلقاء الأقذار الإنسانية قريباً من مجاري المياه وقد ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "أنه يمنع التغوّط على شطوط الأنهار"2.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الماء، وفي الظل، وفي طريق الناس"3.
كما روي أن أمير المؤمنين عليه السلام نهى أن يُبال في الماء الجاري و: "لا يبولن في ماء جارٍ"4.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "وكره أن يتبول في الماء الراكد"5.
وقد أكد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أمته أن تتخذ مكاناً خاصاً للتخلي وهو الكنيف حيث اعتبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المروى عنه: "من فقه الرجل أن يرتاد موضعاً لبوله"6.
هذا الموضع هو الموضع الخاص حيث يحصر فيه ما يلوث البيئة في مكان واحد عوضاً عن أن تصبح البراري والطرقات والساحات والأنهار مصارف صحية متعددة بما يشكل ذلك من انتشارٍ للأوبئة المختلفة.
------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1- ميزان الحكمة، ج 3، ص 6921.
2- سائل الشيعة، ج 1، ص 324.
3- بحار الأنوار، ج 69، ص 113.
4- وسائل الشيعة، ج 1، ص 249.
5- وسائل الشيعة، ج 1، ص 143.
6- وسائل الشيعة، ج 1، ص 338.
source : www.tebyan.net