عربي
Saturday 21st of December 2024
0
نفر 0

اليهود ودورهم في عصر الظهور:

لو لم يكن عندنا عن دور اليهود في آخر الزمان وعصر ظهور المهدي عليه السلام   إلا الآيات الشريفة في مطلع سورة الإسراء لكان فيها كفاية، لأنها على اختصارها وحيٌ إلهيٌَ بليغ، تكشف خلاصة تاريخهم، وتسلط الضوء على مستقبلهم، بدقة واعجاز!

على أنه يوجد بالإضافة إليها وإلى آيات القرآن الأخرى، عدة أحاديث شريفة، بعضها يتعلق بتفسير الآيات، وبعضها يتعلق بوضعهم في عصر ظهور المهدي عليه السلام  وحركته المقدسة.

وسوف نذكرها بعد تفسير الآيات الشريفة.

الوعد الإلهي بتدمير اليهود

قال الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِى إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِى وَكِيلا. ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا).

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا).

(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا. عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا). ( سورة الإسراء:1-8)

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا).

أي حكمنا في القضاء المبرم في التوراة الذي أنزلنا عليهم أنكم سوف تنحرفون عن الصراط المستقيم، وتفسدون في المجتمع مرتين، كما أنكم سوف تستكبرون على الآخرين وتعلون عليهم علواً كبيراً.

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ..).

فإذا جاء وقت عقوبتكم على إفسادكم الأول، أرسلنا عليكم عباداً منسوبين إلينا، أصحاب بطش ومكروه ينزلونه بكم.

(فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا..).

وهو كناية عن سهولة الفتح الأول لفلسطين على يد المسلمين، وأن جنود المسلمين تجولوا خلال بيوتكم يتعقبون بقايا مقاتليكم، وكان ذلك وعداً قطعياً حاصلاً.

(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرً).

ثم أعدنا لكم الغلبة على هؤلاء المسلمين الذين بعثناكم عليكم. وأعطيناكم أموالاً وأولاداً، وجعلناكم أكثر منهم أنصاراً في العالم يستنفرون لكم ضدهم.

(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا..).

ثم يستمر وضعكم على هذه الحال فترة من الزمن، لابد ان تكون مستبطنة في الآية، فإن تبتم وعملتم خيراً بما أعطيناكم من أموال وأولاد فهو خير لأنفسكم، وإن أسأتم وطغيتم وعلوتم فهو لكم أيضاً.

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).

ولكنكم سوف تُسيؤون ولا تحسنون فنمهلكم، حتى إذا جاء وقت العقوبة على إفسادكم الثاني سلطنا عليكم نفس العباد المنسوبين إلينا بأشد من المرة الأولى، فأنزلوا بكم مكروهاً يسوء وجوهكم، ودخلوا المسجد الأقصى فاتحين كما دخلوه عندما جاسوا خلال دياركم في المرة الأولى. ثم يسحقون علوكم وإفسادكم سحقاً.

(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَ جَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا).

لعل الله أن يرحمكم بعد هذه العقوبة الثانية بالهداية. وإن عدتم إلى إفسادكم بعد العقوبة الثانية، عدنا إلى معاقبتكم، وحصرناكم عن ذلك في الدنيا، ثم جعلنا لكم جهنم حبساً وحصراً في الآخرة.

والنتيجة الأولى من الآيات الكريمة: أن تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام  إلى آخر حياتهم يتلخص بأنهم يفسدون في المجتمع في المرة الأولى، حتى إذا جاء وقت عقوبتهم على ذلك بعث الله تعالى عليهم قوماً فيغلبونهم بسهولة.

ثم يجعل الله تعالى الغلبة لليهود على أولئك القوم لحِكَمٍ ومصالح، ويعطي اليهود أموالاً وأولاداً ويجعلهم أكثر أنصاراً منهم في العالم.

ولكن اليهود لا يستفيدون من أموالهم وأنصارهم بل يسيئون ويفسدون للمرة الثانية، وفي هذه المرة يضيفون إلى إفسادهم العلو، فيستكبرون ويعلون على الناس كثيراً.

فإذا جاء وعد عقوبتهم على ذلك سلط الله عليهم نفس أولئك القوم مرة ثانية فأنزلوا بهم عقاباً أشد من العقاب الأول على ثلاث مراحل.

والنتيجة الثانية: أن القوم الذين يبعثهم الله عليهم في المرة الأولى يغلبونهم بسهولة ويدخلون المسجد الأقصى، ويتعقبون مقاتليهم في بيوتهم (فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ)  ويُنهون قوتهم العسكرية.

ثم يرسلهم الله عليهم ثانيةً على رغم غلبة اليهود عليهم وكثرة أنصارهم ضدهم، فينزلون بهم العقوبة على ثلاث مراحل، حيث يوجهون إليهم أولاً ضربات تسوء وجوههم، ثم يدخلون المسجد فاتحين كما دخلوه أول مرة، ثم يسحقون علوهم على الشعوب سحقاً. كما تدل عليه اللام في قوله تعالى: (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ)  وفي قوله تعالى: (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ....وَلِيُتَبِّرُوا..).

والسؤال الأساسي الذي طرحه المفسرون: هل أن هذين الإفسادين- اللذين يرافق أحدهما علو كبير- قد مضيا، ووقعت العقوبتان الموعودتان عليهما، أم لا؟

فقال بعضهم: إنهما مضيا ووقعت العقوبة على الإفساد الأول على يد نبوخذ نصر، وعلى الإفساد الثاني على يد تيطس الروماني.

وقال بعضهم: لم تقع العقوبتان بعد.

والرأي الصحيح: أن العقوبة الأولى على إفسادهم الأول وقعت في صدر الإسلام على يد المسلمين، ثم رد الله الكرة لليهود على المسلمين عندما ابتعد المسلمون عن الإسلام، وأن اليهود أفسدوا مرة ثانية وعلوا في الأرض، وستكون على أيدي المسلمين أيضاً، عندما يعودون إلى رشدهم مجدداً.

وبهذا التفسير وردت الأحاديث الشريفة عن الائمة عليهم السلام، فقد فسرت هؤلاء القوم الذين سيبعثهم الله تعالى على اليهود في المرة الثانية بأنهم المهدي عليه السلام   وأصحابه، وبأنهم أهل قم، وأنهم قوم يبعثهم الله تعالى قبل ظهور القائم عليه السلام.

ففي تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه السلام  أنه قال بعد أن قرأ قوله تعالى: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هو القائم وأصحابه، أولو بأس شديد).

وفي تفسير نور الثقلين عن الإمام الصادق عليه السلام  أنه قال في تفسيرها: (قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم، فلا يدعون وتراً لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم  إلا قتلوه).

وفي بحار الأنوار:60/216عن الإمام الصادق عليه السلام (أنه قرأ هذه الآية.. فقلنا: جعلنا فداك من هؤلاء؟ فقال ثلاث مرات: هم والله أهل قم، هم والله أهل قم، هم والله أهل قم).

والروايات الثلاث متفقة في المقصود ولاتعارض بينها، لأن أهل قم بمعنى شيعة أنصار المهدي عليه السلام  من إيران الذين ورد أنهم ينهضون معه وينصرونه.

ويبدو أن مقاومة اليهود من أتباع المهدي عليه السلام  تكون على مراحل حتى يظهر المهدي عليه السلام  فيكون القضاء النهائي على اليهود بقيادته وعلى يده أرواحنا فداه.

ومما يدل على أن العقوبة الثانية الموعودة لليهود ستكون على أيدي المسلمين، أن القوم الذين وعد الله تعالى أن يبعثهم عليهم في المرتين أمة واحدة، والصفات التي ذكرت لهم، وصفات حربهم لليهود لا تنطبق إلا على المسلمين.

فملوك المصريين والبابليين واليونان والفرس والروم وغيرهم، ممن تسلط على اليهود لا يوصفون بأنهم(عباداً لنا)، ولا حدث أنْ غلبهم اليهود بعد العقوبة الأولى، كما ذكرت الآيات الشريفة.

بينما غلَبَ اليهودُ المسلمين بعد عقوبتهم بأيديهم في صدر الإسلام، وأمدَّ الله اليهود بأموال وبنين وجعلهم أكثر منا أنصاراً في العالم، ونفيراً بمساعدة الدول الكبرى. وهاهم يفسدون في الأرض ويستعلون علينا وعلى الشعوب. وهاهم مجاهدونا بدؤوا يوجهون إليهم ضربات تسئ وجوههم.

ومما يدل على ذلك أيضاً أن مراجعة تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام  تدل على أنهم قد تحقق منهم الإفساد في تاريخهم وحاضرهم، ولكن علوهم الموعود لم يتحقق على أيِّ شعب إلا في عصرنا الحاضر، فهو العلو الوحيد الموعود، الذي تأتي على أثره العقوبة الموعودة بتتبيرهم!

وهو أمر واضح لكل ناظر في خلاصة تاريخهم التي سنذكرها.

الوعد الإلهي بالتسليط الدائم عليهم:

قال الله عز وجل:

(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ. وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). (سورة الأعراف:167-168).

معنى الآيتين الشريفتين: أنه تعالى أعلن وقضى بأنه سيسلط على اليهود من يعاقبهم ويعذبهم إلى يوم القيامة، فهو سريع العقوبة وهو الغفور الرحيم. ومن عقوبته لهم أن شتتهم في الأرض جماعات جماعات، منهم الصالح ومنه الطالح، وامتحنهم بالخير والشر، لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الهدى.

ونجد تصديق هذا الوعد الإلهي بمعاقبة اليهود في كل أدوار تاريخهم ما عدا فترات حكم الأنبياء موسى ويوشع وداود وسليمان عليهم السلام، فقد سلط عليهم أنواعاً من الأقوام والشعوب، وساموهم سوء العذاب.

قد يقال: نعم لقد تسلط عليه ملوك المصريين والبابليين واليونان والفرس والرومان وغيرهم فساموهم سوء العذاب، ولكن المسلمين لم يسومونهم سوء العذاب، بل اكتفوا بأن قضوا على قوتهم العسكرية، ثم قبلوا منهم أن يعيشوا في ظل الدولة الإسلامية، ويتمتعوا بحريتهم وحقوقهم ضمن قوانين الإسلام، ويعطوا الجزية.

والجواب: أن سومهم سوء العذاب لا يعني استمرار قتلهم ونفيهم وسجنهم كما كانت تفعل بهم أكثر الدول التي تسلطت عليهم قبل الإسلام. بل تعني إخضاعهم عسكرياً وسياسياً لسلطة من يسلطه الله عليهم.

والمسلمون وإن كانوا أرحم من غيرهم في معاقبة اليهود وتعذيبهم، ولكنه يصدق عليهم أنهم تسلطوا على اليهود وساموهم سوء العذاب.

وقد يقال: نعم، إن تاريخ اليهود يشهد بتطبيق هذا الوعد الإلهي عليهم، ولكن قد مضى عليهم في عصرنا الحاضر قرن من الزمان أو نصف قرن على الأقل، ولم يتسلط عليهم من يسومهم سوء العذاب، بل مضى عليهم أكثر من نصف قرن من سنة 1936 م. وهم يسومون المسلمين في فلسطين وفي غيرها سوء العذاب، فكيف نفسر ذلك؟

الجواب: أن هذه الفترة من حياة اليهود مستثناة، لأنها فترة رد الكرة، ومرحلة العلو الكبير الموعود لهم بقوله تعالى في سورة الإسراء:(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)  (سورة الاسراء:6)  فتكون خارجة تخصصاً عن عموم الوعد بالتسليط عليهم، حتى يجئ وعد العقوبة الثانية على يد المسلمين أيضاً.

وقد وردت الأحاديث الشريفة عن الائمة عليهم السلام  بأن هذا الوعد الإلهي قد انطبق عليهم أيضاً على أيدي المسلمين.

فقد نقل صاحب مجمع البيان في تفسير هذه الآية إجماع المفسرين على ذلك فقال: (والمعنيُّ به أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم  عند جميع المفسرين، وهو المروي عن أبي جعفر). أي الإمام الباقر عليه السلام.

ورواه القمي في تفسيره عن أبي الجارود عن الباقر عليه السلام  أيضاً.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

صلح الحسن عليه السلام
المسيح.. في كربلاء
غزوة الطائف
المدن الشيعيّة في شبه القارّة الهنديّة
خلاصة تاريخ اليهود
الوهابية نازية العصر
مقامات أهل البيت عليهم السلام في سوريه
الفرق بين سنه وعام؟؟
شفاعة الميرزا القمي
الشيعة في أندونيسيا

 
user comment