آخر الزمان فی المسیحیة
فکرة عودة المسیح الى الارض من النظریات التی طرحت فی الفکر المسیحی من الایام الاولى، و قد تکرر الحدیث عن رجعة السید المسیح فی الکتاب المقدس أکثر من ثلاثمئة مرة، بل أفرد لهذه القضیة عدد من الابواب الخاصة.[1] فقد آمن اتباع الدیانة المسیحیة بعودة السید المسیح (ع) الى الارض مرة أخرى فی آخر الزمان، لیکمل برنامجه الانقاذی و ینجی البشریة من ذنوبها. أضف الى ذلک أنهم یؤمنون بان البشریة عند عودة المسیح ستنال السعادة الکبرى و یعیش العالم بعد رجوع المصلح - المتمثل بالسید المسیح عندهم- حالة من الرفاه و الصفاء التام فتغمد السیوف و تتوقف الحروب و یعیش العالم فی صلح و سلام تامین.[2]
کذلک یؤمن الفکر المسیحی بان الانتصار فی تلک المرحلة یکون من نصیب الحق و الهزیمة للباطل، حیث یقوم السید المسیح عند اقتراب الساعة بدعوة الناس الى التوبة و الإنابة الى الله تعالى، و یؤکد لهم أن الذی یغفر له هو من تمکن من تطهیر نفسه من الذنوب فیصبح أهلا لنزول الرحمة الالهیة علیه.[3] کذلک تعرض الکتاب المقدس للاشارة الى بعض علامات الظهور من قبیل: ینزل السید المسیح فی وقت یعم البشریة الجرم و الفساد و الظلم؛ کثرة الحروب و الصراعات بین الشعوب و الاقوام، انتشار المجاعة و القحط فی بعض البقاع و کثرة الزلازل؛ و تختم هذه المصائب بانکدار نور الشمس و خفات نور القمر.[4]
آخر الزمان فی الدیانة الیهودیة
تکرر الحدیث فی مصادر الدین الیهودی عن قضیة آخر الزمان تحت عناوین عدیدة من قبیل: "الایام الاخیرة" و "یوم الله" و "یوم یهوه".
یوم الله ذلک الیوم الذی تصل فیه حرکة البشرة الى الغایة المنشودة و الکمال الموعود. و هذا المستقبل النیر هو من نصیب شخصیة " ماشیح" المبعوث من الله تعالى لیبدأ تلک المرحلة العجیبة. و قد کرر التلمود کثیراً اسم ماشیح و المهمة التی سیقوم بها.[5]
و ان زمان ظهور الماشیح یکون عند ظهور الفتن السیاسیة و الحروب الطاحنة، من هنا قالوا: کلما رأیت تطاحن الشعوب و الدول و نشوب الحروب بینها فتوقع ظهور الماشیح شبیه بما حصل فی عصر إبراهیم فعندما عم الجور و الظلم فی ذلک الوقت بعث الله إبراهیم منقذاً.[6] و ان ظهور الماشیح یقترن بالصعاب و الشدائد و حصول العجائب قبل ظهورة و شیوع الفساد فی العالم و المصاعب التی لا تطاق بحیث یصبح استمراریة الحیاة معها کالمستحیل.[7] و قد عبر عن تلک الحروب و المواجهات بین الدول و الشعوب بحروب یأجوج و مأجوج.[8] و[9]
الجدیر بالذکر ان النصارى یعتقدون بان المقصود من "الماشیح" المسیح (ع) و من هنا اطلقوا علیه لقب "عیسى المسیح".
[1] انجیل متی، 24و 25؛ انجیل مرقس، 13؛ انجیل لوقا، 21.
[2] اشعیا، 4:2.
[3] انظر: مرقس، 1، 14-15، متی 3، 2و6.
[4] یوحنا، 2، 18، تسالونیکان،1، 7-8.
[5] خدا، جهان، انسان و ماشیح در آموزه های یهود= الله، العالم، الانسان و الماشیح فی الدیانة الیهودیة، ص257.
[6] انظر: الظهور، 14.
[7] اشعیا، 60،21؛ حزقیل، 38، 39.
[8] نفس المصدر.
[9] اعتمدنا فی الاجابة على: اصغری، محمد جواد، مجله تخصصی کلام اسلامی= مجلة الکلام الاسلامی، ص 88- 96، صیف 1386 - العد 62 (بتلخیص).
source : www.islamquest.net