مكاسب رمضانية
ان ليالي شهر رمضان عندما تبدأ بالتصرم والانقضاء، بعد ان كانت حافلة بالتهجد والعبادة والتبتل وحضور مجالس العلم، لابد ان تكون بايامها مدرسة كافية لصياغة شخصيات المؤمنين من جديد وتربيتهم وتزكيتهم. ففي هذه الليالي الاخيرة يستعد الجميع لوداع هذا الشهر المبارك. فنحن عندما نودع هذا الشهر الكريم نكون كمن يزور مدينة جميلة رائعة، فيطوف في ارجائها، ويتمتع بمناظرها، ويستريح الى افيائها، ثم هو يريد ان يغادرها ليعود الى بلده. فما هو واجبه في هذه الحالة ؟
انه - بالطبع - لابد ان يفتش في هذه المدينة عن أجمل ما يمكن يحمله معه من متاع وتحف وهدايا وما الى ذلك، فيقول في نفسه : مادمت سوف اغادر هذه المدينة، فلأجمع من تحفها، وآثارها ما انتفع به في بلدي.
وهكذا الحال بالنسبة الى شهر الله العظيم رمضان، فاننا في كل عام نودعه. فكيف - ياترى - نحمل تحفه الىغيره من الشهور ؟ فمسؤوليتنا في الاسبوع الاخير من شهر رمضان المبارك، تتمثل في ان نحمل ما يمكننا حمله من مدينة المغفرة والرضوان الى سائر الايام.
source : sibtayn