- قال له اخوته ، و أبناؤه ، و بنو أخيه ، و أبناء عبدالله بن جعفر:و لم نفعل؟ ، لنبقي بعدك .. ؟! ، لا أرانا الله ذلك أبدا "
- و قال مسلم بن عوسجة : " أنحن نخلي عنك ، ولما نعذر إلى الله في أداء حقك ؟ ، أما و الله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي ، و أضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك ".
- و قال سعد بن عبدالله الحنفي : " و الله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله - ص - فيك ، و الله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حيا ثم أذر ، يفعل بي سبعين مرة ، ما فارقتك حتى ألقي حمامي دونك . فكيف لا أفعل ذلك ، و إنما هي قتلة واحدة " .
- و قال زهير بن القين : " و الله لوددت أني قتلت ، ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتله ، ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا قتلة ، و إن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك ، و عن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك " ، (الطبري 4/317، 318) . عند ذلك أخبرهم الحسين باستشهادهم يوم غد.
فهللوا و كبروا و حمدوا الله على ما أنعم عليهم .. هذا هو منطق الشهيد .
لو لم يكن منطق أصحاب الحسين منطق شهادة لآثروا ترك الحسين .
لأن الحسين سيقتل غدا لا محالة .. فما فائدة بقائهم مع الحسين ؟! ، و الحسين نفسه .. سمح لهم بالمغادرة .. ولم يصر عليهم بذلك لو كان منطق الحسين غير منطق الشهادة ، لأفتى بحرمة بقائهم ، لان بقائهم يعرضهم لخطر الموت و التهلكة . لكن الشهداء أبوا المغادرة ، و الحسين أبى أن يصر عليهم .. بل سر و استبشر بموافقتهم ، لأن منطق الحسين و أهل بيته و أصحابه منطق الشهي د، و هذا المنطق يرى أن المجتمع الميت بحاجة إلى دم يحرك كيانه المشلول . الشهادة لا تستهدف التغلب على العدو و حسب .. بل تستهدف تسجيل المواقف البطولية و تدوين الملاحم الإنسانية .
و هكذا كان .
لقد بقيت ملحمة كربلاء ، و ستبقى مشعلا يضيئ الطريق أمام الأجيال .. و صرخة بوجه الظالمين في كل زمان و مكان .. و هزة تنبعث في جسد الأمة متى ما اعترى هذا الجسد خمود و ركود .
source : tebyan