عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

انشاد المناقب .

مراسيم الشيعة في القرن الخامس و السادس الهجريين .

1 ـ انشاد المناقب .

يعد انشاد المناقب من المراسيم الشيعية المالوفة في ايران ابان القرن الخامس والسادس الهجريين و كـان يـجـري بشكل علني في المراكز التي شهدت حضورا قوياللشيعة فيها و يمكن ان نشبه هذا الـعـمـل بـانـشاد المدائح الشائع في ايران هذا اليوم بكثرة وان المصدر الذي تكفل ببيان نوع هذه المناقب و شكلها هو كتاب فضائح الروافض الذي اكملته توضيحات الرازي القزويني يقول الرازي على لسان مؤلف الكتاب المذكور:.
(( و كان منشدو المناقب ذوو الافواه النتنة ينشدون مناقبهم في الاسواق قائلين انهم ينشدون مناقب امـيـرالـمـؤمـنين و يقراون عادة قصائد ابن بنان الرافضي و امثاله كلها,و يجتمع حولهم جمهور الـروافـض و هم ينالون من صحابة النبي الابرار, و خلفا الاسلام ,و غزاة الدين و نظموا الصفات الـتـنـزيـهية للّه ـ جل جلاله ـ و عصمة الرسل ـ عليهم السلام ـوالمعجزات التي لا تكون لغير الانبيا, شعرا, و نسبوها الى علي بن ابي طالب
((1460)) )).
و يواصل كلامه , و هو ينقل عنه قائلا:.
(( و يـقـراون الـمـغـازي زاعمين ان عليا وضع في المنجنيق بامراللّه ـ تعالى ـ و رمي على ذات السلاسل , لياخذ تلك القلعة التي كان فيها خمسة آلاف مقاتل وحده و قلع علي باب خيبر بيد واحدة , و هو ذلك الباب الذي لو اجتمع عليه مائة رجل , لما زعزعوه عن مكانه اما علي فقد قلعه بيده , ليعبر عـليه الجند و كان الصحابة الاخرون يذهبون و يجيئون عليه لما كان بيده حسدا منهم اياه و فعلوا ذلك ليسام علي و يظهر عجزه
((1461)) )).
و يشير المرحوم القزويني الرازي الى موقف اهل السنة من انشاد المناقب , و ذلك ضمن دفاعه عن بـعـض الـروايـات الخاصة بفضائل اميرالمؤمنين , و ايمائه الى ان بعض الكلام يصدر عن الجهال و الـعـوام و الـطغام و يتمثل هذا الموقف باقامة سوق لانشادالفضائل و بموقفهم هذا, احدثوا للشيعة مراسيم انشاد المناقب على تواتر الايام يقول الرازي :.
((والـعـجـيب ان هذا الخواجه يرى منشدي المناقب في الاسواق و هم ينشدون مناقبهم ولا يرى منشدي الفضائل الذين لم يسكتوا يوما و ا نى كان قمار خمار, لا خلاق له في دنياه , و لا يعرف فضل ابـي بـكـر, و لا منزلة علي , فانه يستظهر عددا من الابيات في شتم الرافضة و يقراها ليكسب من ورائهـا مـالا و جـعـل شـتم المسلمين عملا من اعماله الاساسية فكان يلعنهم لعنا لا مسوغ له و ما يـحصل عليه من مال يصرفه على غناه و زناه في دورالدعارة والفسق و يضحك على اذقان القدرية والمجبرة و ليس انشاد الفضائل و المناقب في الاسواق قاعدة جديدة لكن هذا القمار الخمار و امثاله يـنـشـدون الـجـبر و التشبيه واللعن , و اولئك ينشدون التوحيد, و العدل , و النبوة , و الامامة , و الشريعة
((1462)) )).
و يقول في موضع آخر ايضا عن محتوى الفضائل التي ينشدها اهل السنة :.
(( و هـكـذا لـم يطق المتعصبون من الامويين و المروانيين سماع فضيلة لعلي بعد قتل الحسين و جمعوا حولهم شريحة من الخوارج الذين نجوا من سيف علي , و فئة من الملاحدة ليضعوا لهم مغازي مفتراة و قصصا لا اساس لها تدور حول رستم , و سهراب ,و اسفنديار, و كاوس , و زال , و غيرهم و مـكـنـوا الـمـنـشدين من مربعات الاسواق , كي ينشدوا لهم ما يشتهون , فيردوا بذلك على فضل امـيرالمؤمنين و شجاعته و لا تزال هذه البدعة قائمة و تجمع امة المصطفى على ان مدح المجوس بـدعـة و ضلالة فاذا كان الخواجه لا يطيق سماع منقبة لعلي من منشدي المناقب , فليذهب الى هؤلا الغوغائيين تحت قوس باجكر, و في صحرا غايش
((1463)) )).
و لـعـل مؤلف فضائح الروافض كان ممتعضا من منشدي المناقب و واصل كلامه قائلا:((يجتمعون في الخرابات و ينشدون المناقب )) و دافع الرازي بقوله : ((اتحسب انه لم ير و لم يسمع ان هؤلا ينشدون في قطب روده , و رشته نرصه , و سر بليسان , والمسجد العتيق ماينشدونه في بوابة زاد مهران , و مصلحگاه
((1464)) )).
ان اصـرار مـؤلـف الـفـضـائح على رايه وفر لنا معلومات اكثر في هذا المجال و عندما قال :((ان الروافض ينشدون هذه المناقب ليضلوا عوام الناس و احداثهم من الطوائف الاخرى ويظهروا لهم ان مـا فعله علي وحده خارج عن قدرة غيره من الناس , و ان الصحابة كلهم اعدا علي )) اجاب الرازي قائلا : (( كذب ظاهر و بهتان عظيم و الدليل على ذلك ا نه لوكان هذا هو الهدف من انشاد المناقب بـزعمه , لما انشدوا في قم , و كاشان , و آبه , ومازندران , و سبزوار و غيرها من هذه الحواضر الـتـي لـيـس فـيـهـا غـيـر الـشـيعة و من الواضح ا نهم كانوا ينشدون في هذه الاماكن اكثر من غيرها
((1465)) )).
و تـدل هـذه الـفقرة من كلامه على ان ذلك التقليد كان شائعا في كافة المناطق الشيعية في ايران و نـلمس هنا حقيقة تتمثل في ان نشر فضائل اهل البيت , اجمالا, كان يزيد اقبال الناس على التشيع , و يـضـاعـف نـفـوذ السادة و العلويين الذين كانوا شيعة اصلا و عندماامر المعتضد العباسي ان تقرا صحيفة في فضائل اهل البيت , لم يتخوف من تمردالسنة و لكن حينما قيل له : ان العلويين يستثمرون ذلك لمصلحتهم , فزع , و لم تقراالصحيفة المذكورة
((1466)) .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

قبول الخلافة
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول
الكمالات المحمدية تصنيف مبتكر في الإعجاز الخلقي
صور التقية في كتب العامة
غزوة بدر تكسر شوكة الكفر والشرك
ما المقصود بليلة الهرير؟
يوم عاشوراء في اللغة والتاريخ والحديث
الشيعة في ألبانيا

 
user comment