عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

انواع الجهاد

ثم يصف الإمام علي ( ع ) الجهاد ، أنه "درع الله الحصينة و جنته الوثيقة " . لو تربت أمة مسلمة على روح الجهاد ، و تسلحت بهذا الدرع الإلهي ، فلن تنثني أمام أعتى الضربات . و الدرع ، لباس من حلقات حديدية يرتديه المقاتل ، كي يبطل مفعول الضربة على الجسم . و الجنة ( الجن
انواع الجهاد

ثم يصف الإمام علي ( ع ) الجهاد ، أنه "درع الله الحصينة و جنته الوثيقة " .

لو تربت أمة مسلمة على روح الجهاد ، و تسلحت بهذا الدرع الإلهي ، فلن تنثني أمام أعتى الضربات . و الدرع ، لباس من حلقات حديدية يرتديه المقاتل ، كي يبطل مفعول الضربة على الجسم .

و الجنة ( الجنة و المجن و المجنة : كل ما وقي من السلاح ) ، تحول دون وقوع الضربة على البدن . فالأول عمله المناعة و الثاني الدفاع .

و ربما كان الإمام ، يشير في وصفه هذا إلى نوعين من الجهاد :

- جهاد وقائي ، يعطي للأمة مناعة من آثار الضربات المهلكة ،

- و جهاد دفاعي ، يقف بوجه الضربات . ثم يستعرض الإمام الآثار السلبية لترك الجهاد ، و الآثار السلبية التي تتحدث عنها العبارة جماعية لافرديه ، أي ترتبط بالمجتمع لابالفرد .

هذه الآثار السلبية عبارة عن:

أ- الذلة و المسكنة .

ب- الشدائد و المصائب : و هو خلاف ما يمكن أن يتصور في هذا المجال ، فرب أمة تترك الجهاد طلبا لرغد العيش .. ، لكن الشدائد و المصائب تتولى على مثل هذه الأمة.

ج- الاحساس بالحقارة النفسية .

د- فقدان البصيرة و الرؤية الصحيحة : و هذه مسألة تلفت النظر كثيراً . علي (عليه السلام ) يجعل الجهاد طريق لتفتح البصيرة و للرؤية الواضحة الصحيحة . النصوص الإسلامية ، التي تؤكد على أن البصيرة وليدة العمل صريحة و كثيرة .. ، لكن هذاالنص أكثر صراحة ، و ذهب إلى أكثر مما ذهبت إليه النصوص الأخرى ، حيث اعتبر ترك الجهاد ، يؤدي إلى إسدال الحجب على القلب أو على الفهم الصحيح و الرؤية الواضحة للأمور.

ه- فقدان مركز القيادة : فالأمة التي تترك الجهاد ، لن تعود قادرة على حمل راية الإسلام و الدعوة إلى الحق .

و- الحرمان من إنصاف الآخرين : فالأمة ذات اعتبار و مكانة و احترام مادامت مجاهدة ، و إن افتقدت روحها الجهادية ، فقدت شخصيتها و مكانتها فلايراعى لها حق ، و لاتعامل بإنصاف . قال الرسول الكريم : ( الخير كله في السيف و تحت ظل السيف ) . و قال أيضاً : ( إن الله أعز أمتي بسنابك خيلها و مراكز رماحها . و هذا يعني أن القدرة و القوة ، لاتنفصلان عن الأمة الإسلامية ، و الإسلام دين القوة و القدرة و مدرسة تخريج المجاهدين ) .

يقول ويل ديورانت في " تاريخ الحضارة ": ( ليس كالإسلام دين في حث اتباعه على التزود بالقوة و المقدرة ). و حديث آخر عميق المغزى، روي عن النبي ( ص) يقول : ( من لم يغز ، و لم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق ) . فالإنسان المسلم أما أن يعيش حياة الجهاد عملياً أو على مستوى الأمل على الأقل . و بهذا المعيار يعرف صدق الإنسان و إخلاصه في إسلامه .

و روي أنه سئل النبي - ص- ما بال الشهيد لايفتن في قبره ؟ ، أجاب : كفى بالبارقة فوق رأسه فتنه . فالشهيد قد اجتاز امتحانه تحت السيوف التي كانت مشهورة بوجهه ، أي أنه اثبت إخلاصه و صدقه و بين حقيقة حين اختار الشهادة ، فليس من اللازم أن يؤدي امتحاناً آخر في عالم البرزخ .


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عندما تتعب الروح ما هو العلاج؟
آية الله الآصفي: من سمع مظلوما يستغيث فلم يغثه ...
تربية الأطفال بين الهدف والوسيلة
زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة
تأثير التلفزيون على الأطفال
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت

 
user comment