بغض النظر عن المصير الذي سيكون عليه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، يمثل الهجوم على موكبه تطورا استراتيجيا لا سيما أن محاولات كثيرة جرت لقتل الرجل العصي حتى الآن على أجهزة الاستخبارات منذ ظهوره.
الواضح أن الهجوم اليوم يحظى بأهمية إستثنائية لإستهداف الرجل الأكثر ملاحقة في العالم إضافة إلى قيادات من التنظيم بالتزامن مع انطلاق عمليات عسكرية واسعة باتجاه مناطق سيطرة داعش في العراق.
دلالات الهجوم كثيرة، أولها إعادة الإعتبار إلى القرار والكفاءة العراقية المتكاملة لتحقيق إنجازات نوعية كانت المراحل السابقة قد وسمتها بالتشكيك وعدم القدرة على المواجهة والإنكفاء أمام هجمات ارهابي داعش في غير منطقة عراقية.
الدلالة الثانية هي أن استهداف البغدادي بعد الإعلان عن التنسيق الأمني والإستخباري مع روسيا وإيران وسوريا يحمل على الإعتقاد بأن ثمارا بدأ قطافها نتيجة لهذه الجهود المشتركة.
ثالث الدلالات تشير إلى أن التنظيم الإرهابي قد يكون يعيش مرحلة إضطراب وهلع بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في سوريا لا سيما أنها تركزت على بناه الإستراتيجية من مراكز إتصال وقيادة، ما قد يكون دفع البغدادي وقيادات أساسية إلى الخروج من مراكزهم الخفية بهدف التنسيق وربما بحثا عن ملاذات آمنة جديدة.
المراقبون لتطور المواجهة مع داعش يستنتجون تأثيرات عميقة للعمليات العسكرية الجدية والقاسية والشاملة التي يشنها سلاح الجو الروسي والهجمات البرية الجديدة للجيش السوري وحلفائه.
تأثيرات تتعدى الساحة السورية لتطال العراق تحديدا وجبهات قتال أخرى مع التنظيم.
داعش هو اليوم في مرحلة تلقي الضربات وربما يكون قد بدأ يفقد السيطرة والتحكم حتى على أمن قادته وهذه لحظة إستثنائية في العلم العسكري لتحقيق ضربات حاسمة.
source : abna24