* وِلِد الأمام الحسين بنُ عليِّ بنُ أبي طالب (ع) في بيت الرسالةِ المُحمديةِ يومَ الخميس الموافق الثالث من شعبان للسنةِ الرابعةِ من الهجرة النبوية في المدينة المنورة ..
* أُمـــهُ فاطمةُ الزهراء البتول بضعةُ رسول الله محمد صلوات الله عليهما وأبوهُ سيفُ الأسلام وصوتُ السلام عليُّ بنُ أبي طالب عليه السلام .
* سَـماهُ رسول الله حُسيناً وأَذَنَ في أُذنهِ اليُمنى وأقامَ في أُذنهِ اليسرى .. نشأَ في حِجرِ جدهِ رسول الله فتعَلَمَ الفصاحةَ والعلمَ والأدبَ والفروسيةَ وغيرها من المناقبِ والخصالِ الكريمةِ الأخرى .
* قالَ فيهِ رسول الله (ص) (( حُسَينٌ مني وأنا من حُسين )) و (( أَحبَ الله مَنْ أَحَبَ حُسيناً )) وقال فيهِ وفي أخيهِ الحسن عليهما السلام : (( هُمــا ريحانتايَّ من الدُنيا )) وقال : (( الحسنُ والحُسينُ إمامانِ إن قاما وإنْ قَعَدا )) .
* كانَ الأمام الحُسين عالماً وقوراً كثيرَ العبادةِ تقياً ، عظيمَ السخاء والتجاوز عن الأساءَةِ حَسَن الشَمائلِ حليماً شُجاعاً يخافُ الله في السرِ والعَلانيةِ .
* كانَ عليهِ السلام فارساً بليغاً فمن أقوالهِ التي بقيت دروساً للأمةِ ونبراساً لكلِ الأحرارِ الثائرينَ قولُهُ الخالد : (( واللهِ لا أُعطيكُم بيدي إعطاءَ الذليلِ ولا أَقِرُ لكُم إقرارَ العَبيد )) وقالَ : إذا سمعتَ أحداً يتناولُ أعراضَ الناسِ فأجتهِدْ أن لا يَعرِفَكَ .. وقالَ (ع) لولا ثلاثةٌ ماوَضعَ أبنُ آدمَ رأسَهُ لشيءٍ .. الفقرُ والمَرضُ والموتُ . وقالَ : صاحِبُ الحاجةِ لم يُكرِمْ وَجهَهُ عن سُ}آلكَ فأكرمْ وَجهَكَ عن رَدِهِ .. وقالَ عليهِ السلام : إياكَ وما تعتذرُ منهُ فالمؤمنُ لايُسيءُ ولا يعتذرُ ، وقال : البخيلُ مَنْ يبخَلُ بالسلامِ ... وقالَ : لا تفرحْ إلا بما نِلتَ من طاعةِ اللهِ تعالى .
* إشترَكَ الأمامُ الحُسين (ع) في حروبِ الفتحِ الأسلامي فكانًَ مُقاتلاً في شمالِ افريقيا وطبرستان والقسطنطينيةِ وغيرها .. وقد أبلى بلاءً حَسَناً في معركتي الجملِ وصفينْ ..
*
وصيةُ معاوية :
جاءَ في وصيةِ معاوية لأبنهِ يزيد .. ( ... وإني لستُ أخافُ عليكَ من قريش إلا ثلاثة : الحُسين بن علي وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير .. فأما ابن عمر فأنهُ رجلٌ قد وقذتهُ العبادة فإذا لم يبقَ أحدٌ غيرهُ بايعَكَ ، وأما الحُسين بنُ علي فإن أهل العراق لن يدَعوهُ حتى يُخرجوهُ ، فإنْ خرجَ عليكَ فظفرتَبهِ فأصفح عنهُ فإنَ لهُ رَحِماً ماسة وحَقاً عظيماً وقرابةً من محمد ـ ص ـ .. وأَما الذي يجثمُ لكَ جثومَ الأسد ويراوغكَ مراوغة الثعلب فإن أَمكنتهُ فرصةً وَثب ، فذاكَ إبنُ الزبير فإن هو فعلها بكَ وظفرتَ بهِ فقطعهُ إرَباً إربا وأحقِنْ دماءَ قومكَ مأستطعتَ) .
*
مؤتمر المعارضة :
عقدَ الأمام الحُسين (ع) مؤتمراً لمعارضةِ البيعةَ ليزيد قبلَ وفاة معاويةَ بسنتين حضرهُ أكثر من مئة صحابياً من المهاجرينَ والأنصار والتابعين وعامة المسلمين شرحَ فيهِ مستعرضاً التصرفات المنحرفةِ والتعسفات الغاشمةِ من معاوية وبطانتهِ وقد نقلَ مادارَ في المؤتمر مدوناً على قراطيس سليم بن قيس الهلالي وهو من أصحاب أمير المؤمنين علي (ع) وبقيَّ على ولائه للحسن والحسين وعلي بن الحسين ولعله أدركَ الأمام الباقرعليه السلام وهو من أعلام القرن الأول الهجري ومن التابعين نقلَ عنهُ مُعتمداً عليهِ الكُليني والصدوق والشيخ المفيد في كتابهِ (تصحيح الأعتقاد) .
*
إعتراض العَبادلة على خروج الحسين :
حينما عزم الأمام الحسين على الرحيل من الحجاز قاصداً العراق إعترضهُ أبو سعيدٍ الخدري وجابر بن عبدالله الأنصاري وأخيهِ محمد بن الحنفية والكثير من الصحـــابة والتابعـــين على رأســـهم العبـــادلة الثلاثـة ( عبدالله بن عباس وعبدالله بن عُمر وعبدالله بن الزبير لثنيهِ فأبى الا رفض البيعة ليزيد وإعلان الثورة .. ونقول لولا ثورة الحسين لَما خرجَ ابن الزبير ثائراً على الأمويين من بعده وقصته معروفة حينَ أخبرها بأن الأمويين سيمثلون بجثته كما فعلوا ذلكَ في واقعة طف كربلاء فقالت لهُ أمهُ أسماء بنت أبي بكر الصديق (إن الشاةَ المذبوحةَ لا يؤلمها السلخُ ) ولولا مقتل الحسين لما تمكنَ يزيد أن يستبيح مدينة رسول الله ثلاثةًَ أيام ويقتل ماتبقى فيها من الصحابة الصالحين والقراء في معركة (الحرة) .
*
وصيةُ الأمام الحُسين :
مما لابدَ من الأشارة إليهِ إن الأمام الحسين (ع) لم يعهد لأحد لأي أمر كان ولم يوصي بمالٍ تركهُ أوعِقار وإنما جاءَت وصيتهُ خالصةً لله ولدينهِ الحنيف ودليلنا نصُها المدون بختمهِ الشريف والتي أودعها عندَ أخيه محمد بن الحنفية .. ( بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أوصى به الحسين بن علي ابن أبي طالب الى أخيه محمد المعروف بأبن الحنفية : أن الحسين يشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لاشريك لهُ ، وأن محمداً عبدهُ ورسوله ، جاءَ بالحق من عندهِ ، وأن الجنةَ حقٌ والنارُ حقٌ ، وان الساعةَ آتيةٌ لارَيبَ فيها ، وأن الله يبعثُ من في القبور . وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجتُ لطلب الأصلاحِ في أُمة جدي محمد (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد (ص) وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردَّ عليَّ هذا أصبرُ حتى يقضي الله بيني وبينَ القوم بالحق وهو خيرُ الحاكمين . وهذه وصيتي إليكَ ـ ياأخي ـ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلتُ وإليهِ أنيب ) ثُمِ طوى الكتاب وختمهُ بخاتمه الشريف ودفعهُ الى أخيه محمد بن الحنفية رضوان الله عليه .
*
وفي معركةِ الطفِ قالَ سيدُنا الأمام الحُسين (ع) مُخاطِباً عساكرِ الطاغيةِ إبن زيادٍ والذينَ حاقوا بهِ فرداً (( بئسَما خَلفتُم مُحمداً في عُترتهِ .... أَما إنكُم لم تقتلوا بعدي عبداً من عبادِ اللهٍِ فَتهابوا قَتلَه ، بل يهونُ عليكُمُ ذلكَ عندَ قتلكُم إيـأي ، وأيم اللهِ إني لأرجو أن يُكرمَني اللهُ بالشهادةِ ثُمَ ينتقِمُ لي منكُم من حَيثُ لاتشعرون )) وكانَ عليه السلام يُكثِرُ من قولهِ تعالى : ( لاحَولَ ولا قُوَةَ إلا باللهِ العَليِّ العظيم ).
* رَمــاهُ أبو الحتوف الجُعفي بحَجَرٍ وقَعَ على جبهَتهِ الشريفةِ فسالت الدماءُ على وَجهِهِ الذي نَوَّرَهُ الله فتوقفَ قليلاً فبادَرَهُ لعينٌ آخرَ بسهمٍ مسمومٍ ذي ثلاثِ شُعَبٍ وَقَعَ على صَدرهِ وقيلَ على قلبهِ فقالَ عليهِ السلام (( بسم الله وباللهِ وعلى مِلَةِ رسولِ اللهِ .. ورَفَعَ رأسَهُ نحو السماءِ قائلاً : إلهي إنكَ تعلَمُ أنهُم يقتلونَ رَجُلاً ليسَ على وجهِ الأرضِ إبنُ بنتِ نبيٍّ غَيرُه ..)) .
* نَزَلَ عليهِ مالك بنُ أنسٍ الكندي وخُوَلي بنُ يزيد الأصبحي وشمرُ بنُ ذي الجوشَنْ فضربوهُ بسيوفهم وأحتزوا رأسَهُ المُقدس ... ثُمَ نزلَ إليهِ بُجْدُلْ بنُ سُلَيم الكلبي فقطعَ إصبَعهُ الشريفَ رغبةً في خاتَمهِ الذي نُقِشَ عَليهِ ( إنَ اللهَ بـــــالغٌ أَمـرِهِ ) وفي روايةٍ أخرى ( لكُلِ أَجَـــــــــلٍ كِتــاب ) .
* إستُشهِدَ الأمامُ الحسينُ ظهيرةَ العاشِرِ من مُحرَم سَنةَ إحدى وستين هجرية وبقيَّ جَسدُهُ الشريفُ مُلقىً ثلاثةَ أيامٍ على رَمضاءِ كربلاءَ ليكونَ أولَ مقتولٍ في التأريخ ينتصرُ على السيفِ ، خالِداً في ضَميرِ الأنسانيةِ حَياً ..
* ياليتنا كُنا معَكَ سيدي ياأبا عبدالله
source : sibtayn