إن الرسول الكريم و آله الأطهار ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، كانوا قد وعوا هذه الحقيقة بحيث رويَ عنه (ص) أنه قال : (( لما خلق الله الأرض جعلت تميد ـ أي تضطرب و تميل ـ فأرساها بالجبال )).
و هذا أمير المؤمنين (ع) يقول على ما روي عنه في خطب نهج البلاغة: (( و وتد بالصخور ميدان ـ أي اضطراب ـ أرضه )).
فإنه (سلام الله عليه) أشار إلى أن الأرض كانت مضطربة ، و أنه سبحانه أرساها بالجبال (( فسكنت على حركتها )) ، و هذه الحركة ناجمة عن الاضطراب و الميدان ، لاعن الحركة المقوننة و الدوران.
إن القرآن يقول : (( إن هذه الجبال راسية في الأرض ، متوازنة و حافظة لميدانها و اضطرابها ، و مع قساوتها و صلابتها ، فإنها خاضعة لله تعالى ، متصدعة من الذل و الخشوع له سبحانه )).
قال تعالى : (( لو أنزلنا هذاالقرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )) ، ( الحشر/ 21) .
بإمكاننا القول ، إن كل ما على الأرض من مخلوقات ، إنسانها و حيوانها و نباتها ، و حتى صخورها و حديدها و فولاذها ، كلهم يسبحون بحمد الله وي قدسونه ، ولكن لانفقه تسبيحهم ، لأن لكل لغته الخاصة.
قال تعالى : (( و إن من شيء إلا يسبح بحمد هو لكن لاتفقهون تسبيحهم )) ، ( الإسراء/ 44 ) .
source : tebyan