عربي
Monday 4th of November 2024
0
نفر 0

أدلّة جمع القرآن في زمان الرسول (ص)

القسم الاول أجمع علماء الاِمامية على أنّ القرآن ، كان مجموعاً على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، و أنّه (صلى الله عليه و اله و سلم) لم يترك دنياه إلى آخرته ، إلاّ بعد أن عارض مافي صدره بما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة ، و بما في مصاحف الذين جمعوا القرآن في عهده (صلى الله عليه واله وسلم) ، و قد اعتُبِر ذلك بحكم ما علم ضرورة ، و يوافقهم عليه جمعٌ كبيرٌ من علماء أهل السنة، و جميع الشواهد و الاَدلة و الروايات قائمةٌ على ذلك ، و اليك بعضها :
أدلّة جمع القرآن في زمان الرسول  (ص)

القسم الاول

 أجمع علماء الاِمامية على أنّ القرآن ، كان مجموعاً على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ،  و أنّه (صلى الله عليه و اله و سلم) لم يترك دنياه إلى آخرته ، إلاّ بعد أن عارض مافي صدره بما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة ، و بما في مصاحف الذين جمعوا القرآن في عهده (صلى الله عليه واله وسلم) ، و قد اعتُبِر ذلك بحكم ما علم ضرورة ، و يوافقهم عليه جمعٌ كبيرٌ من علماء أهل السنة، و جميع الشواهد و الاَدلة و الروايات قائمةٌ على ذلك ، و اليك بعضها :

* اهتمام النبي (صلى الله عليه واله وسلم) و الصحابة بحفظ القرآن ، و تعليمه ، و قراءته ، و تلاوة آياته بمجرد نزولها ، و ممّا روي من الحثّ على حفظه ، قوله (صلى الله عليه واله وسلم) : « من قرأ القرآن ، حتى يستظهره و يحفظه ، أدخله الله الجنّة ، و شفّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم ، قد وجبت لهم النار » ، (1) ؛ و في هذا المعنى ، و حول تعليم القرآن أحاديث لا تحصى كثرة ، فعن عبادة بن الصامت قال : «كان الرجل إذا هاجره دفعه النبي (صلى الله عليه و اله و سلم) إلى رجلٍ منّا يعلّمه القرآن ، و كان لمسجد رسول الله ضجّة بتلاوة القرآن ، حتى أمرهم رسول الله (صلى الله عليه و اله و سلم)،  أن يخفضوا أصواتهم لئلا يتغالطوا» ، (2).

و قد ازداد عدد حُفّاظ القرآن بشكل ملحوظ لتوفر الدواعي لحفظه ، و لما فيه من الحثّ من لدن رسول الله (صلى الله عليه و اله و سلم) و الاَجر و الثواب ، الذي يستحقّه الحافظ عند الله تعالى ، وا لمنزلة الكبيرة و المكانة المرموقة ، التي يتمتّع بها بين الناس ، و حسبك ما يقال عن كثرتهم على عهد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ، و بعد عهده أن قُتِل منهم سبعون في غزوة بئر معونة خلال حياته (صلى الله عليه واله وسلم) ، و قُتل أربعمائة ـ و قيل ، سبعمائة ـ منهم في حروب اليمامة عقيب وفاته (صلى الله عليه واله وسلم) ، و حسبك من كثرتهم أيضاً ، أنّه كان منهم سيّدة ، و هي أمُّ ورقة ، بنت عبدالله ابن الحارث ، و كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يزورها ، و يسمّيها الشهيدة ، و قد أمرها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، أن تؤمّ أهل دارها (3).

أمّا حفظ بعض السور ، فقد كان مشهوراً و رائجاً بين المسلمين ، و كلّ قطعةٍ كان يحفظها جماعة كبيرة أقلّهم بالغون حدّ التواتر ، و قلّ أن يخلو من ذلك رجلٌ أو أمرأةٌ منهم ، و قد اشتدّ اهتمامهم بالحفظ ، حتى إنّ المسلمة قد تجعل مهرها تعليم سورة من القرآن أو أكثر .

* لا يرتاب أحدٌ أنّه كان من حول الرسول الاَكرم (صلى الله عليه واله وسلم) كُتّاب ، يكتبون ما يملي عليهم من لسان الوحي ، و كان (صلى الله عليه واله وسلم) قد رتّبهم لذلك ، روى الحاكم بسندٍ صحيح عن زيد بن ثابت ، قال : «كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) نؤلّف القرآن من الرقاع» ، (4).
و قد نصّ المؤرخون على أسماء كُتّاب الوحي ، و أنهاهم البعض إلى اثنين و أربعين رجلاً ، و كان (صلى الله عليه واله وسلم) ، كلّما نزل شيءٌ من القرآن أمر بكتابته لساعته ،

 روى البراء : أنّه عند نزول قوله تعالى : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ) ، (النساء 4: 95) ، قال رسول الله (صلى الله عليه و اله و سلم) : « ادعُ لي زيداً ، و قُل يجيء بالكتف و الدواة و اللّوح ، ثمّ قال : اكتب ( لا يستوي...) » ، (5).
 و كان (صلى الله عليه واله وسلم) يشرف بنفسه مباشرة على ما يُكْتَب ، و يراقبه ، و يصحّحه بمجرد نزول الوحي ،

 روي عن زيد بن ثابت قال : «كنتُ أكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، و كان إذا نزل عليه الوحي أخَذَتْهُ برحاء شديدة... ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة ، فأكتب ، و هو يُملي عليّ ، فإذا فرغت قال : « اقرأه »، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه ، ثمّ أخرج إلى الناس» ، (6).

 أمّا في مفرّقات الآيات فقد روي عن ابن عباس ، قال : « إنّ رسول الله (صلى الله عليه و اله و سلم) كان إذا نزل عليه الشيء دعا من كان يكتب فيقول ، ضعوا هذه الآيات في السورة ، التي يذكر فيها كذا وكذ ا» ، (7) ، و ذلك منتهى الدقّة و الضبط و الكمال .

أدلّة جمع القرآن في زمان الرسول  (ص)  القسم الثاني

-------------------------------------------------------------------

الهوامش

(1) مجمع البيان 1 : 85 .

(2) مناهل العرفان 1 : 234 ، مسند أحمد 5 : 324 ، تاريخ القرآن للصغير : 80 ، مباحث في علوم القرآن : 121 ، حياة الصحابة 3 : 260 ، مستدرك الحاكم 3 : 356 .

(3) الاتقان 1 : 250 .

(4) المستدرك 2 : 611 .

(5) كنز العمال 2 : حديث 4340 .

(6) مجمع الزوائد 1 : 152 .

(7) المستدرك 2 : 222 ، الجامع الصحيح للترمذي 5 : 272 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 43 ، البرهان للزركشي 1 : 304 ، مسند أحمد 1 : 57 و 69 ، تفسير القرطبي 1 : 60


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

البعد التربوي لواقعة الطف
وفاة رجل مسلم متأثراً بإصابته في هجوم لنشطاء ...
شخصية الرسول السياسية
الأوصاف المجمع عليها في الإمام
عصر ظهور المذاهب الاسلامية
عبد المطلب بن هاشم جد النبي (ص) وكبير قريش
الواقفية
أو الافطحية وهم الذين يقولون بانتقال الامامة من ...
أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) ورواة حديثه
عیسی المسیح والمباهلة

 
user comment