عربي
Thursday 2nd of May 2024
0
نفر 0

التوسّل النبیّ (صلی الله علیه وآله)

روى الطبرانی عن أبی أُمامة بن سهل بن حنیف عن عمّه عثمان بن حنیف، أنّ رجلا کان یختلف إلى عثمان بن عفان فی حاجة له، فکان عثمان لا یلتفت إلیه ولا ینظر فی حاجته، فلقى ابن حنیف فشکى ذلک إلیه فقال له عثمان بن حنیف: ائت المیضأة فتوضّأ، ثمّ ائت المسجد فصلّ فیه رکعتین ثم قل: " اللّهمّ إنّی أسألک وأتوجّه إلیک بنبیّنا محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) نبی الرحمة، یا محمد إنّی أتوجّه بک إلى ربّی فتقضی لی حاجتی " فتذکر حاجتک ورح إلیَّ حتى أروح معک.
التوسّل النبیّ (صلی الله علیه وآله)

روى الطبرانی عن أبی أُمامة بن سهل بن حنیف عن عمّه عثمان بن حنیف، أنّ رجلا کان یختلف إلى عثمان بن عفان فی حاجة له، فکان عثمان لا یلتفت إلیه ولا ینظر فی حاجته، فلقى ابن حنیف فشکى ذلک إلیه فقال له عثمان بن حنیف: ائت المیضأة فتوضّأ، ثمّ ائت المسجد فصلّ فیه رکعتین ثم قل: " اللّهمّ إنّی أسألک وأتوجّه إلیک بنبیّنا محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) نبی الرحمة، یا محمد إنّی أتوجّه بک إلى ربّی فتقضی لی حاجتی " فتذکر حاجتک ورح إلیَّ حتى أروح معک.
فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثمّ أتى باب عثمان بن عفان فجاء البوّاب حتى أخذ بیده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة فقال: ما حاجتک؟ فذکر حاجته فقضاها له ثم قال له: ما ذکرتُ حاجتک حتى کانت الساعة؟ وقال: ما کانت لک من حاجة فاذکرها.
ثمّ إنّ الرجل خرج من عنده فلقی عثمان بن حنیف فقال له: جزاک الله خیراً ما کان ینظر فی حاجتی ولا یلتفت إلیّ حتى کلّمته فیّ، فقال عثمان بن حنیف: والله ما کلّمته، ولکنّی شهدت رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)وأتاه ضریر فشکى إلیه ذهاب بصره فقال له النبی (صلى الله علیه وآله وسلم): أفتبصر؟ فقال: یا رسول الله لیس لی قائد وقد شقّ علیّ.
فقال النبی (صلى الله علیه وآله وسلم): ائت المیضأة فتوضّأ ثمّ صلّ رکعتین، ثمّ ادع بهذه الدعوات.
قال ابن حنیف: فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحدیث حتى دخل علینا الرجل کأنّه لم یکن به ضرّ قط (1).
إنّ دلالة الحدیث على جواز التوسّل بذوات الصالحین وأخصّ منهم الأنبیاء أمر لا سترة فیه، نعم بعض من لا یروقه هذا النوع من التوسّل، أراد التشکیک فی الروایة بوجهین، فقال:
أوّلا: إنّ معنى التوسّل عند الصحابة هو دعاء الشخص المتوسّل به إلى الله تعالى بقضاء حاجة المتوسّل لا کما یعرفه القوم فی زماننا هذا من التوسّل بذات المتوسّل به.
ثانیاً: لو کان دعاء الأعمى الذی علّمه رسول الله دعاءً ینفع فی کلّ زمان ومکان لما رأینا أیّ أعمى على وجه البسیطة(2).
یلاحظ على کلامه الأوّل: بأنّه من غرائب الکلام فقد جعل من مذهبه دلیلا على ضعف الروایة، وهو أنّ معنى التوسّل عند الصحابة هو التوسّل بدعاء الشخص لا بذاته. فمن أین علم أنّه مذهب الصحابة وهل أنّ مذهبهم یُعرف من خلال أحادیثهم، مع أنّ الحدیثین المرویین عن طریق ذلک الصحابی الجلیل عثمان بن حنیف یدلاّن على خلافه؟
وأمّا الثانی: فهو إطاحة بالوحی، وازدراء به، ولو صحّ ما ذکره فلقائل أن یقول: لو صحّ قوله سبحانه: (ادعونی أستجب لکم )(3) یجب أن لا یبقى على وجه البسیط ذو عاهة.
والجواب عن تلک الوسوسة فی کلا المقامین واحد، وهو أنّ الدعاء مقتض لنزول الرحمة ودفع الکُربة ولکن لیس السبب تاماً لنجاح المقصود، بل له شروط وله موانع وعوائق، ولأجل ذلک نرى أنّ بعض الأدعیة لا تستجاب، مع أنّه سبحانه یحثّ على الدعاء وأنّه یستجیب دعاء من دعاه، ویقول: ( وقال ربُّکم ادعونی أستجب لکم ).
مناقشة فی سند الروایة
لقد تعرّفت على تمامیة دلالة الروایة وهناک من یرید المناقشة فی سندها، ولا یخدش إلاّ لأنّ الروایة تضاد لعقیدته فیقول:
إنّ فی سند هذا الحدیث رجلا اسمه روح بن صلاح وقد ضعّفه الجمهور وابن عدیّ وقال ابن یونس: یروی أحادیث منکرة(4).
أظنّ أنّ الکاتب لم یرجع إلى مصدرها وإنّما تبع تقوّل الآخرین، ونحن نضع أمامک سند الحدیث من المصدرین اللذین روی عنهما الحدیث ولا ترى فیهما أثراً من روح بن صلاح وإلیک السند:
روى الطبرانی فی المعجم الکبیر، قال: حدّثنا طاهر بن عیسى بن قریش المصری المقری: ثنا أصبغ بن الفرح: ثنا ابن وهب عن أبی سعید المکی، عن روح بن القاسم عن أبی جعفر الخطمی المدنی عن أبی أُمامة بن سهل بن حنیف، عن عمّه عثمان بن حنیف(5).
ورواه البیهقی بالسند التالی:
أخبرنا أبو سعبد عبد الملک بن أبی عثمان الزاهد (رحمه الله): أنبأنا الإمام أبوبکر محمد بن علی بن الشاشی القفال قال: أنبأنا أبو عروبة: حدّثنا العباس بن الفرج: حدّثنا إسماعیل بن شبیب: حدّثنا أبی عن روح بن القاسم عن أبی جعفر المدینی... إلخ السند (6).
وأنت ترى أنّه لیس فی طریق الروایة روح بن صلاح بل هو روح بن القاسم والکاتب صرّح بأنّ الروایة رواها الطبرانی والبیهقی، وهذا یعرب عن أنّ الکاتب لم یرجع إلى المصدرین وإنّما اعتمد على تقوّل الآخرین.
المصادر :
1- المعجم الکبیر للحافظ سلیمان بن أحمد بن أیّوب اللخمی الطبرانی (ت 360 هـ): 9/16 ـ 17، باب ما أسند إلى عثمان بن حنیف، برقم 8310، والمعجم الصغیر له أیضاً: 1/183 ـ 184.
2- الرفاعی: التوصل إلى حقیقة التوسّل: 335.
3- غافر/60
4- الرفاعی: التوصل إلى حقیقة التوسّل: 237.
5- الطبرانی: المعجم الکبیر: 9/17، وفی المعجم الصغیر له "أصبغ بن الفرج" مکان "أصبغ بن الفرح".
6- البیهقی: دلائل النبوة: 6/168.


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فزت و ربِّ الكعبة
ترجمة الإمام علي زين العابدين ( عليه السلام )
موقف الامام الرضا عليه السلام من الحكم
من الغالب الحسين عليه السلام ، أم يزيد ؟
صور التقية في كتب العامة
وصايا الإمام الحسن المجتبى(ع)
مع الثورة الحسينية
وصاياالامام علي بن الحسين زين العابدين عليه ...
استهداف نبي الرحمة (ص) من الراهب بحيرى حتى براءة ...
كرامات السيدة المعصومة (عليها السلام)

 
user comment