كانت مشكلة الشعور بالتفوق العرقي لدى العرب تحول دون شد الأواصر فيما بينهم فضلاً عن تثبيتها بينهم وبين القوميات الأخرى ، فكان العربي الذي ينتمي الى قبيلةٍ ما ، يأنف من تزويج كريمته إلى عربي آخر من جنسه ينتمي إلى قبيلةٍ أخرى يراها دونه في الحسب والنسب والمحتد ، فضلاً عن أن يزوجها إلى رجل حليف ، أو غير عربي ، فإنه يرى في ذلك مجلبةً للمهانة عليه ، بل ومدعاة للصغار والذلة بين القبائل الآخرى .
فكانوا يطلقون على سلالة العربي إذا تزوج من غير العرب : الهجناء ! ولم تكن هذه المشكلة الإنسانية قائمة لدى المجتمع العربي فقط ، بل عند الفرس أيضاً ، وما ذلك إلا إمعاناً في الغيّ . وتجريحاً في نقاء الإنسانية .
فكانت العرب في الجاهلية لا تُورث الهجين ، كما كانت الفُرسُ تطرحه ولا تعده ، ولو وجدوا له أمّا أمةً على رأس ثلاثين أمّاً حرة ، ما أفلح عندهم ! (1) فالمأساة إذن كانت عامة وغير مختصة بالعرب . كانت بنو أمية لا تستخلف بني الإماء . . وكانوا يتحرون أن يكون من تقلد الخلافة منهم من أم عربيةٍ ، وكان أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك من رجالهم المعدودين ، إلا أن كونه ابن أمة حال بينه وبين الخلافة . وعرض مسلمة على عَمرَة بنت الحارس أن يتزوج منها ، فقالت : يا بن التي تعلم ! وانك لهناك ؟ تعني أن امه أمة . (2)
وسابق عبد الملك بين مسلمة وأخيه سليمان ، فسبق سليمان ، فقال عبد الملك
.ألم أنهكم ان تـحمـلـوا هجنـاءكـم **على خيلكم يـوم الـرهـان فتـدركُ .
وما يستوي المرآن هـذا بـن حـرة **وهـذا بن أخرى ظهرهـا متشـركُ
فأجابه ابنه مسلمة بقول حاتم الطائي :
وما انـكحـونا طـائعيـن بنـاتهـم **ولكن خطبنـاها بـأسيـافنـا قسـرا
فـما زادهـا فينا الـسبـاء مـذلـةً **ولا كُلـّفت خبزاً ولا طبخـت قـدراً
ولكن خلـطنـاهـا بخيـر نسـاءنـا **فجاءت بهم بيضاً وجـوههـم زهـرا . .(3)
ولما تنقص هشام بن عبد الملك ، الإمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام ، لم يجد ما يعيره فيه إلا قوله : أنت الذي تنازعك نفسك في الخلافة ، وأنت ابن أمة (4).
ثم أختلف الحال في آخر أيام الأمويين ، فإن آخر من تقلد الخلافة منهم ابراهيم بن الوليد ، ومروان بن محمد ، كانا من أبناء الإماء (5)
أما الخلفاء في الدولة العباسية ، وعددهم سبعة وثلاثون ، فلم يكن فيهم من هو عربي الأم الا ثلاثة ، الأول : ابو العباس السفاح ، أمه ريطة بنت عبد المدان الحارثي (6) وكان يدعى ابن الحارثية ، وكانت عروبة امه السبب في تقدمه على أخيه المنصور الذي يكبره في السن فإن أم المنصور بربرية اسمها : سلامة ، (7) والثاني : المهدي بن المنصور ، وأمه أم موسى بنت منصور بن عبد الله الحميري(8) والثالث : محمد الأمين بن هارون الرشيد ، أمه : زبيدة بنت جعفر بن المنصور ، قالوا : لم يلي الخلافة هاشمي من هاشميين الا ثلاثة : الإمام علي بن أبي طالب ، وابنه الحسن ، ومحمد الأمين ، (9) أما بقية الخلفاء العباسيين فكلهم أبناء امهات أولاد . (10)
وجاء الإسلام ، فكان لا بد له من كلمة فصل تخفف من مآسي الإنسانية في شتى المجالات ، فكان له في هذا الأمر دور كبير ابتدأه
صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله بنفسه ليكون عبرةً للآخرين وسُنَّةً يقتدى بها المسلمون عبر العصور .
وقد أوضح الإمام زين العابدين عليه السلام ذلك في كتاب بعثه إلى هشام بن عبد الملك حين لامه على زواجه من أمته ، كتب يقول :
«ولنا برسول الله أسوة ، زوّج زينب بنت عمه زيداً مولاه ، وتزوج مولاته بنت حيي بن أخطب . » (11) وكتب إليه أيضاً : « إنه ليس فوق رسول الله صلى الله عليه وآله مرتقىً في مجدٍ ، ولا مستزادٌ في كرم . . » (12)
قصة جويبر وجلبيب
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد استعمل نفوذه في تطبيق هذه الخطة بين المسلمين من المهاجرين والأنصار ، غنيهم وفقيرهم امعاناً منه صلوات الله عليه في دفن هذه الصرعة الجاهلية المقيتة التي لا تزيد الإنسان إلا بُعداً عن أخيه الإنسان ، بل التي تخلق فجوات بين المسلمين لا تحمد عقباها ، هم في غنىً عنها وعن أمثالها ، انطلاقاً من المقهوم السهل البسيط للإنسانية والرحم : « كلكم لآدم ، وآدم من تراب » وانطلاقاً من المفهوم القرآني السمح : ( إن اكرمكم عند الله أتقاكم ) .
إستعمل صلى الله عليه وآله نفوذه في تطبيق هذه الخطة مع نفسه أولاً ، فتزوج صفية بنت حُييّ بن أخطب بعد أن أعتقها ، وتزوج ابنة عمه زينب بعد أن زوجها من مولاه زيدٍ ، وطلقها زيد . ثم طبقها ثانياً مع المسلمين . ومنهم جويبر .
وكان جويبر هذا من أهل اليمامة وكان قصيراً دميماً محتاجاً عارياً ، وكان من قباح السودان ، إلا أنه كان قد أسلم وحسن إسلامه . وفي ذات يوم ، نظر رسول الله إليه بعطف ورقة ، وقال له :
«يا جويبر ، لو تزوجت إمرأة » فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك ؟
فقال له جويبر : يا رسول الله ؛ بأبي أنت وأمي ، من يرغب فيّ ؟ ! فوالله ما من حسب ولا نسب ، ولا مال ، ولا جمال ، فأيّة إمرأة ترغب فيّ ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جويبر ، إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً ، وأعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً ، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها ، وباسق أنسابها ، فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم ، وقرشيهم وعربيهم وعجميهم من آدم ، وان آدم خلقه الله من طين ، وان أحب الناس إلى الله ، اطوعهم له وأتقاهم ، وما أعلم ـ يا جويبر ـ لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً ؟ إلا لمن كان أتقى لله منك وأطوع .
ثم قال له : إنطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه أشرف بني بياضة حسباً فيهم ، فقل له : إني رسول رسول الله إليك ، وهو يقول لك : زوج جويبراً بنتك الدلفاء . (13) الحديث ، فزوجه إياها .
ومرة ثانية يأتي رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وآله فيقول له :
يا رسول الله ، عندي مهيرة العرب ، وأنا أحب أن تقبلها ، وهي ابنتي .
قال : فقال صلى الله عليه وآله : قد قبلتها .
قال : وأخرى ، يا رسول الله ، قال : وما هي ؟ قال : لم يضرب عليها صدع قَط !
قال صلى الله عليه وآله : لا حاجة لي فيها ، ولكن زوجها من « جلبيب » ! قال : فسقط رجلا الرجل مما دخله ـ أي اسقط ما في يديه لشدة الصدمة لأن جلبيب هذا كان قصيراً دميماً . ـ ثم أتى أمها فأخبرها الخبر ، فدخلها مثل ما دخله * فسمعت الجارية مقالته ورأت ما دخل أباها ( وأمها ) فقالت لهما : ارضيا لي ما رضي الله ورسوله .
قال : فتسلى ذلك عنهما ، وأتى أبوها النبيَّ صلى الله عليه وآله وأخبره الخبر . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قد جعلت مهرها الجنة . (14)
وقال في الإستيعاب : وكانت فيه دمامة وقصر ، فكأن الأنصاري وامرأته كرها ذلك ، فسمعت ابنتهما بما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من ذلك ، فتَلَت قوله تعالى : « وما كان لمؤمن ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخَيرةُ من أمرهم » وقالت : رضيتُ وسلّمت لما يرضى لي به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فدعا لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم أصبب عليها الخير صبّاً ولا تجعل عيشها نكدا . ثم قتل عنها جلبيبها فلم يكن في الأنصار أيم انفق منها . (15) وفي الوسائل : فمات عنها جلبيب ، فبلغ مهرها بعده مائة ألف درهم .
ومن حديث أنس بن مالك ، عن جلبيب : قال : فعرض عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التزويج . فقال : إذن تجدني ـ يا رسول الله ـ كاسداً ! فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : انك عند الله لست بكاسد .
وفي حديث عن ابي برزة الأسلمي : ان رسول الله كان في مغزاه ، فأفاء الله عليه ، فقال لأصحابه : هل تفقدون أحداً ؟ قالوا : نعم ، فلاناً وفلاناً ، ثم قال : هل تفقدون أحداً ؟ قالوا : لا ! قال : لكني أفقد جلبيباً ، فاطلبوه . قال فوجدوه الى جنب سبعة قد قتلهم ، ثم قُتل ، فأتاه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوقف عليه وقال : قَتَل سبعة ثم قُتِل ، هذا مني وأنا منه . . ثم أحتمله النبي على ساعديه ، ماله سريرٌ غير ساعدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم حفروا له ، فوضعه في قبره(16)
تزويج المقداد بن الأسود
ومن هنا ، من هذا المنطلق الإيماني ، زوج رسول الله صلى الله عليه وآله المقداد بن الأسود .
وذلك : أن المقداد وعبد الرحمن بن عوف كانا جالسين ، فقال عبد الرحمن للمقداد :
مالك لا تتزوج ؟
قال : زوجني ابنتك .
فغضب عبد الرحمن وأغلظ له ! (17)
قام المقداد من عنده منكسفاً ، يتعثر بأذيال الفشل ، فلم يكن يتوقع من صحابي كعبد الرحمن أن يرده هذا الرد القاسي ويغلظ له في القول ، وشعر في قرارة نفسه أن طلبه هذا قد جرَّ عليه مهانةً كان في غنى عنها ، وان عبد الرحمن الزهري نظر إليه نظرةً قَبليّةً ؛ فبنو زهرة من صميم قريش ، وأنى لحليف لهم من بهراء لاجئ ان يتطاول على هذا البيت العريق يريد مصاهرته ! ومن يكون المقداد في جنب عبد الرحمن ، وابنة عبد الرحمن !!
غضب عبد الرحمن وأغلظ له ، فما كان من المقداد إلا أن يمم قاصداً رحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وآله حيث يجد المؤمن فيض الرحمة والحنان والعطف ، وحيث تجد الإِنسانية المعذبة من يلم جراحها ويمسح آلامها ، مشى نحو النبي فشكا ذلك إليه .
«فقال صلى الله عليه وآله » : أنا أزوجك !
محمدٌ ومن مثل محمد ! ؟ وهبّت في تلك اللحظات نسمةٌ كأنها أتت من الجنة ، هدأت لها نفس المقداد وارتاحت بعد عناء ، وأطرق يفكر في جوٍّ مفعم بالنشوة ، من يا ترى ؟ من تكون هذه التي سيختارها له محمد (صلی الله عليه وآله وسلم)؟
وربما خطر على باله أنه سيختار له واحدةً من بنات المهاجرين والأنصار كما فعل مع جويبر وجلبيب رضي الله عنهما ؛ ولا أظن أن تصوره ذهب إلى أبعد من ذلك ؛ وفي ذلك الهناء والسعادة ، ولكن كانت المفاجأة أعظم وأكبر من التصور !!
فقد اختار له النبي صلى الله عليه وآله كريمة درجت في أعز بيت من قريش والعرب ، وأعز بيت في الإِسلام ؛ اختار له ابنة عمه « ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب » . وإنما فعل ذلك ، ـ كما ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ـ « للتتضع المناكح ، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله وليعلموا أن اكرمهم عند الله أتقاهم . » (18) وليعلموا أن اشرف الشرف الإسلام . (19) كما في حديث آخر .
بين الأشعث بن قيس والإِمام علي عليه السلام
ثمة رواية تقول : أن الأشعث بن قيس الكندي « دخل على علي بن أبي طالب عليه السلام فوجد بين يديه صبّية تدرج ، فقال : من هذه يا أمير المؤمنين ؟
قال هذه زينب بنت أمير المؤمنين !
قال : زوجنيها ـ يا أمير المؤمنين .
قال عليه السلام : أعزب ، بفيك الكثكث ، ولك الأَثلب ، أغَرك ابن أبي قحافة حين زوَّجك ام فروة ؟ ! إنها لم تكن من الفواطم ، ولا العواتك من سُليم !
فقال : قد زوجتم أخمل مني حسباً ، وأوضع مني نسباً ، المقداد بن عمرو ، وإن شئتَ فالمقداد بن الأسود ؟!
قال علي عليه السلام : ذلك رسول الله فعله ، وهو أعلم بما فعل ، ولئن عُدَتَ إلى مثلها لأَسؤَنّك (20)
ورُبَّ معترضٍ على مضمون كلام الإِمام مع الأشعث ، حيث يُستشمُّ منه رائحة التعصيب والمنطق القبلي ـ حاشا الإمام ذلك ـ فيؤخذ بالوهم والتباس الحقيقة . فالإمام علي عليه السلام أبعد ما يكون عن هذا التفكير العشائري لو وجد خصمه أهلاً وكفؤاً لزينب ، حسب الموازين الإسلامية .
لقد كان الأشعث بن قيس يرى في نفسه كبراً تظهر آثاره بين الفينة والفينة سيما مع الإمام علي ، فقد كان جريئاً عليه ، وجرأته تلك تنم عن وقاحة وسوء ظن ، وغلظة ، فكان يعترض الإمام في أحرج المواطن وأشدها * وكان ينهج في فيما كان الإمام علي عليه السلام يخطب ذات يوم ، إذ اعترض عليه الأشعث بشأن التحكيم ، فكان من جملة ما قاله الإمام له : « ما يدريك ما عليّ مما لي ، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين حائك بن حائك ، منافق بن كافر ، والله لقد أسرك الكفر مرة والإسلام أخرى ، فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك ، وإن إمرءً دل على قومه السيف ، وساق إليهم الحتف لحريٌ أن يمقته الأقرب ، ولا يأمنه الأبعد » . (21)
واسم الأشعث : معدي كرب ، وأبوه قيس الأشج ، وكان الأشعث أبداً أشعث الرأس فسمي الأشعث وغلب عليه حتى نُسي إسمُهُ وقد تزوج رسول الله أخته قتيلة ، فتوفي قبل أن تصل إليه . وأما الأسر الذي أشار إليه امير المؤمنين هنا في الجاهلية ، فهو انه حين قتل أبوه خرج يطلب الثأر فأسر ، وفدي بثلاثة آلاف بعير ، لم يفد بها عربي قبله ولا بعده ، وفي ذلك يقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي .
فـكـان فـداؤه ألـفـي بـعـيـرٍ ** وألـفـا مـن طـريـفـاتٍ وتُـلـدِ
وأما الأسر الثاني في الإسلام ، فقد كان في عهد أبي بكر ، وذلك أن بني وليعة ارتدوا بعد رسول الله ، وملكوا عليهم الأشعث ، فحاصره المسلمون وكان في حصن ، فاستسلم بعد أن شرط عليهم أن يبعثوا به الى ابي بكر ، ثم فتح لهم الحصن ، فدخلوه واستنزلوا كل من فيه وأخذوا أسلحتهم وقتلوهم وكانوا ثمانمائة ، ! وقيل : أمنوه مع عشرة من أهل بيته فقط ، ثم أخذ موثقاً بالحديد . قال الطبري : وكان المسلمون يلعنون الأشعث ويلعنه الكافرون أيضاً وسبايا قومه ، وسماه نساء قومه عرف النار ـ وهو اسم للغادر عندهم .
وقال ابن أبي الحديد : كان الأشعث من المنافقين في خلافة علي عليه السلام ، وهو في أصحاب امير المؤمنين عليه السلام كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه (22)
ذلك منهج : خالف تُعرف ! وكان الإِمام عليه السلام يعامله بالمثل ، وقد انكشفت حقيقته لديه فيما بعد .
إن هذا الرجل كان بعيداً عن الإيمان وعن مبدأ علي ، فلم يبق له شيءٌ يفتخر فيه أمام عليّ إلا النسب والعشيرة حيث قال : قد زوجتم اخمل مني حسباً !
بيد أن الإمام عليه السلام تناوله من حيث بدأ . فأفهمه أنه ليس كفؤاً لزينب ، ولا لواحدة من الفواطم والعواتك ، وأن كندة التي يفتخر بها الأشعث ، ليست كفؤاً لهاشم وسُلَيم ، قرعاً للحجة بالحجة ، وفلاًّ للحديد بالحديد .
وحين ضرب له الأشعث مثلاً بالمقداد ، لم يُطل معه الإمام الشرح ، بل أجابه بقوله : ذاك رسول الله فعله .
جواب مسكتٌ لا يمكن معه رَدٌّ ، أو اعتراض من مسلم ! فهل يفعل الرسول إلا ما فيه المصلحة والرجحان ؟ وهل كان ليزوج المقداد من ابنة عمه ضباعة لو لم يكن كفؤاً لها ؟
زوجة المقداد وأولاده وضباعة كنيتها أم حكيم وقد ولدت للمقداد عبد الله ، وكريمة .
وكانت تروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعن زوجها المقداد . وروى عنها ابن عباس ، وعائشة ، وبنتها كريمة بنت المقداد ، وابن المسيب وعروة ، والأعرج وغيرهم .(23)
وقتل عبد الله بن المقداد في حرب الجمل مع عائشة « سنة ست وثلاثين » فمر به علي بن أبي طالب ، فقال : بئس ابن الأخت أنت . (24)
المصادر :
1- العقد الفريد 6 / 130
2- بلاغات النساء ـ 190
3- العقد الفريد 6 / 130
4- مروج الذهب 2 / 162
5- خلاصة الذهب المسبوك 46 و 47
6- خلاصة الذهب 53
7- خلاصة الذهب 59
8- خلاصة الذهب 90
9- خلاصة الذهب 171
10- الفرج بعد الشدة ج 1 / 245 تحقيق عبود الشالجي .
11- الوسائل 14 ب 27 من أبواب النكاح ح 10 / ص 50
12- الوسائل 14 ب 27 من أبواب النكاح ح 2 / 48
13- الوسائل 14 / ب 25 ح 1 ص 43 ـ 44
14- الوسائل 14 ب 5 من ابواب النكاح ح 2 ص 44 ـ 45
15- الإستيعاب 1 / 256
16- الإستيعاب 1 / 257 ـ 258
17- الإصابة 3 / 454 ـ 455 .
18- الوسائل 14 ب 26 ح 1 ص 45 .
19- مكارم الأخلاق / 207
20- العقد الفريد 6 / 136
21- تصنيف نهج البلاغة / 222
22- شرح النهج 1 / من ص 292 ـ 927
23- الإصابة 4 / 352
24- الإصابة 3 / 65 كما عن طبقات بن سعد
source : rasekhoon