هو آية الله العظمى السيد أحمد الخوانساري، ابن السيد الفاضل يوسف، من عائلة ينتهي نسبها إلى الإمام الکاظم(ع). وُلِد في مدينة خوانسار في عائلة متديّنة بتاريخ 18 محرّم 1309هـ. بدايةً درس في مسقط رأسه بعض المقدمات والعلوم عند بعض العلماء المعروفين هناك، ثم التحق بحوزة أصفهان التي كانت من الحوزات المشهورة آنذاك، وحضر دروس بحث الخارج عند مجموعة من أساتذتها الكبار. بعد ذلك هاجر إلى حوزة النجف لإكمال دراسته عند أساتذتها المشهورين من أمثال الآخوند الخراساني، والسيد محمد كاظم اليزدي.
وقد تابع دراسته هناك حتى عام 1335هـ عندما رجع إلى إيران وذهب إلى أراك، وأخذ يداوم على دروس الشيخ عبد الكريم الحائري، الذي ما لبث أن غادر إلى قم لترتيب شؤون الحوزة فيها، مخلّفاً السيد الخوانساري في أراك ليقيم الجماعة ويؤدي الوظائف الدينية.
ولكن نظراً إلى الحاجة الشديدة في حوزة قم لأمثال السيد الخوانساري، فقد جاء إليها وأقام فيها، وبدأ بتدريس بحث الخارج في الفقه والأصول، حتى أصبح من الأساتذة المرموقين في الحوزة، وكان من طلابه سماحة الإمام موسى الصدر، ولكن ما لبث السيد البروجردي(قده) أن أرسله إلى طهران سنة 1370هـ لمتابعة الشؤون الدينية، واستمرّ هناك بإلقاء دروس البحث الخارج. بعد رحيل السيد البروجردي رجع الكثيرون بالتقليد إلى السيد الخوانساري.
وعرف السيد أحمد بتواضعه وزهده وكرم اخلاقه وتبحره في العلوم الباطنية والاخلاقية والفقهية وكان في منتهى شدة الورع والتقرب الى الله.
ولا ننسى الإشارة إلى أنه كان للسيد الخوانساري دوراً في التمهيد للثورة الإسلامية منذ بداية حركة الإمام الخميني(قده) عام 1963هـ. وخلال الأحداث التي سبقت انتصار الثورة كان له دوراً كبيراً في تثبيت دعائمها وتوعية الشعب ودعوته إلى نصرتها ونصرة قائدها(قده).
وقد ألّف(قده) مجموعة من المؤلفات العلمية والفقهية المميزة، ولعلّ أشهرها كتاب "جامع المدارك في شرح المختصر النافع"، وهو موسوعة في الفقه الإستدلالي.
انتقل إلى رحمة الله تعالى على أثر مرض ألمّ به، وذلك يوم السبت الموافق 27 ربيع الآخر 1405هـ في طهران، بعد أن قضى ستة وتسعين عاماً في خدمة الدين والعلم. وعلى أثر انتشار نبأ وفاته عمّ الحزن أوساط المؤمنين، وأُعلن الحداد العام في إيران، وتعطّلت الدراسة أسبوعاً واحداً، وأصدر الإمام الخميني(قده) بياناً عزّى فيه العالَم الإسلامي بهذا العالِم الفذّ
source : abna24