عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

الدلیل على وجود الامام علیه السلام

سأل سائل الشیخ المفید رضی الله عنه فقال : ما الدلیل على وجود الامام صاحب الغیبة علیه السلام ، فقد اختلف الناس فی وجوده اختلافا ظاهرا ؟ فقال له الشیخ : الدلیل على ذل
الدلیل على وجود الامام علیه السلام

سأل سائل الشیخ المفید رضی الله عنه فقال : ما الدلیل على وجود الامام صاحب الغیبة علیه السلام ، فقد اختلف الناس فی وجوده اختلافا ظاهرا ؟
فقال له الشیخ : الدلیل على ذلک إنا وجدنا الشیعة الامامیة فرقة قد طبقت الارض شرقا وغربا مختلفی الاراء والهمم، متباعدی الدیار لا یتعارفون ، متدینین بتحریم الکذب ، عالمین بقبحه ، ینقلون نقلا متواترا عن ائمتهم علیهم السلام عن امیر المؤمنین صلوات الله علیه : ان الثانی عشر یغیب غیبة یرتاب فیها المبطلون ( 1 ) ویحکون ان الغیبة تقع على ما هی علیه ، فلیس تخلوا هذه الاخبار ان تکون صدقا أو کذبا ، فان کانت صدقا فقد صح ما نقول ، وان کانت کذبا استحال ذلک ، لانه لو جاز على الامامیة وهم على ما هم علیه لجاز على سائر المسلمین فی نقلهم معجزات النبی صلى الله وعلیه والله مثل ذلک ، و لجاز على سائر الامم والفرق مثله، حتى لا یصح خبر فی الدنیا، وکان ذلک ابطال الشرائع کلها
قال السائل : فلعل قوما تواطئوا فی الاصل فوضعوا هذه الاخبار ونقلتها الشیعة وتدینت بها وهی غیر عالمة بالاصل کیف کان
قال له الشیخ رضی الله عنه : اول ما فی هذا انه طعن فی جمیع الاخبار ، لان قائلا لو قال للمسلمین فی نقلهم لمعجزات النبی صلى الله علیه واله لعلها فی الاصل موضوعة ، ولعل قوما تواطئوا علیها فنقلها من لا یعلم حالها فی الاصل ، وهذا طریق إلى ابطال الشرائع ، وایضا فلو کان الامر على ما ذکره السائل لظهر وانتشر على ألسن المخالفین - مع طلبهم لعیوبهم وطلب الحیلة فی کسر مذاهبهم - وکان ذلک اظهر واشهر مما یخفى، وفی عدم العلم بذلک ما یدل على بطلان هذه المعارضة
قال : فأرنا طرق هذه الاخبار ، وما وجهها ووجه دلالتها . قال : الاول ما فی هذا الخبر الذى روته العامة والخاصة وهو خبر کمیل ابن زیاد قال : دخلت على أمیر المؤمنین صلوات الله علیه وهو ینکث فی الاض فقلت له : یا مولای مالک تنکث
الارض ارغبة فیها ؟ فقال : والله ما رغبت فیها ساعة قط ، ولکنی افکر فی التاسع من ولد الحسین هو الذی یملا الارض قسطا وعدلا کما ملات ظلما وجورا ، تکون له غیبة یرتاب فیها المبطلون ، یا کمیل بن زیاد لابد لله فی ارضه من حجة ، اما ظاهر مشهور شخصه ، واما باطن مغمور لکیلا تبطل حجج الله ( 2 ) . والخبر طویل ، وانما اقتصرنا على موضع الدلالة .
وما روی عن الباقر ( علیه السلام ) : ان الشیعة قالت له یوما : انت صاحبنا الذى یقوم بالسیف ؟ قال : لست بصاحبکم ، انظروا من خفیت ولادته فیقول قوم ولد ویقول قوم ما ولد ، فهو صاحبکم ( 3 ) .
وما روی عن الصادق ( علیه السلام ) انه قال : کیف بکم إذا التفتم یمینا فلم تروا احدا ، والتفتم شمالا فلم تروا احدا ، واستولت اقوام بنی عبد المطلب ، ورجع عن هذا الامر کثیر ممن یعتقده ، یمسی احدکم مؤمنا ویصبح کافرا ، فالله الله فی ادیانکم هنالک فا نتظروا الفرج .
وما روی عن موسى بن جعفر علیهما السلام انه قال : إذا توالت ثلاثة اسماء محمد وعلی والحسن فالرابع هو القائم صلوات الله علیه و علیهم ( 4 ) .
ولو ذهبنا إلى ما روی فی هذا المعنى لطال به الشرح ، وهذا السید ابن محمد الحمیری یقول فی قصیدة له قبل الغیبة وبخمسین ومائة سنة : وکذا روینا عن وصی محمد . وما کان فیما قاله بالمتکذب بأن ولی الامر یفقد لا یرى ستیرا کفعل الخائف المترقب فیقسم اموال الفقید کأنما تغیبة تحت الصفیح المنصب فیمکث حیاثم ینبع نبعة کنبعة درى من الارض یوهب له غیبة لابد من ان یغیبها فصلى علیه الله من متغیب ( 5 )
فانظروا رحمکم الله قول السید هذا القول وهو ( الغیبة ) کیف وقع له ان یقوله لولا ان سمعه من ائمته ، وائمته سمعوه من النبی صلى الله علیه واله ، والا فهل یجوز لقائل ان یقول قولا فیقع کما قال ما یخرم منه حرف ؟ ! عصمنا الله وایاکم من الهوى ، وبه نستعین ، وعلیه نتوکل .
ولهذا القصیدة قصة یرویها الصدوق فی کمال الدین حول اعتقاد السید رحمه الله اول الامر بمذهب الکیسانیة التی تدعی الغیبة لمحمد بن الحنفیة قدس الله روحه ، حیث قال السید فی ذلک : الا ان الائمة من قریش ولاة الامر اربعة سواء
قال السائل : فقد کان یجب ان ینقل هذه الاخبار مع الشیعة غیرهم .
فقال له : هذا غیر لازم ولا واجب ، ولو وجب وجب ان لا یصح خبر لا ینقله المؤالف والخ الف وبفلت الاخبار کلها .
فقال السائل : فأذا کان الامام ( علیه السلام) غائبا طول هذه المدة لا ینتفع به ، فما الفرق بین وجوده وعدمه .
قال له : ان الله سبحانه إذا نصب دلیلا وحجة على سائر خلقه فأخافه الظالمون کانت الحجة على من اخافه لاعلى الله سبحانه ، ولو اعدمه الله کانت الحجة على الله لاعلى الظالمین ، وهذا الفرق بین وجوده وعدمه .
قال السائل : الا رفعه الله إلى السماء فإذا ان قیامه انزله ؟
فقال له : لیس هو حجة على اهل السماء ، انما هو حجة على اهل الارض ، والحجة لا تکون الا بین المحجوجین به ، وایضا فقد کان هذا لا یمتنع فی العقل لو لا الاخبار الواردة ان الارض لا تخلو من حجة ، فلهذا لم یجز کونه فی السماء ،
وهکذا فالامر یوضح بلا ادنى ریبة اعتقاد المسلمین بالغیبة وتواتر الاخبار عنها تجل وقوعها سواء عن رسول الله صلى الله علیه واله أو عن اهل بیته علیهم السلام ، أو حتى من الخالفین لهم ، ولقد افرد علماء الشیعة الامامیة ورجالاتها مؤلفات ضخمة فی هذا الامر اقاموا فیه الحجج البینة والشواهد الثابتة التی لا تدع للتسائل منفذا . واوجبنا کونه فی الارض وبالله التوفیق .
المصدر :
رسائل فی الغیبة - الشیخ المفید ج 2 ص 11 – 16
1- کمال الدین : 302 / 9 و 303 / 14 ، 15 ، 16 و 304 / 17 ، ارشاد المفید : 154 ، الغیبة ( للنعمانی ) : 156 / 18
2- کمال الدین : 289 / 2 ، الکافی 1 : 273 ، الغیبة ( للطوسی ) : 154 و 254 ( وفی الاخیرین : الاصبغ بن نباتة بدلا عن کمیل بن زیاد ) .
3- کمال الدین : 325 / 2 .
4- کمال الدین : 334 / 3 ، الغیبة للنعمانی : 179 / 26 ( وفیهما عن ابی عبد الله علیه السلام ) .
5- القصیدة طویلة ومطلعها : ایا راکبا نحو المدینة جسرة عدافرة یطوى بها کل سبسب إذا ما هداک الله عاینت جعفرا فقل لولی الله وابن المهذب الایا امین الله وابن امینه اتوب إلى الرحمن ثم تأوبی الیک فی الامر الذی کنت مطنبا معاندة منی لنسل المطیب ولکن روینا عن وصی محمد وما کان فیما قال بالمتکذب واسترسل بالقصیدة کما وردت اعلاه .


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما ورد بشأن ولادته (عج)
من رأى الإمام المهدي ( عليه السلام )
الخاتمة
دعاء معرفة الإمام المهدي ( عليه السلام )
رسالة الإمام المهدي (عج) إلی الشیخ المفید(ره)
قدرة الإمام المهدي ( عليه السلام ) على تغيير حركة ...
نصرة المسيح للامام المهدي عليهما السلام
أحاديث.. في الإمام المهديّ 3
كرامات الإمام المهدي ( عليه السلام ) في مسجد ...
مقدمات في طريق إثبات ولادة الإمام المهدي (عج)

 
user comment