عربي
Wednesday 1st of May 2024
0
نفر 0

سورة الكافرون

سورة الكافرون

سميت السورة بهذا الاسم لاشتمالها على لفظة «الكافرون»، و حيث إن «الكافرون» علم لها لا يتغير في الإعراب، كما يقال «دعاء أبو حمزة»، و في كون السورة مكية أو مدنية خلاف، و على كل فإنها تعالج قضايا العقيدة، و حيث ختمت سورة «الكوثر» بذكر شانئ الرسول، جاءت هذه السورة لتبين مباينة الرسول معهم في الطريقة، فلا أنه يتبعهم، و لا أنهم يتبعونه- كفرا و عنادا-.
و قد ورد إن جماعة من قريش قالوا للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هلم يا محمد فلنعبد ما تعبد، و تعبد ما نعبد، فنشترك نحن و أنت في الأمر، فإن يكن الذي نحن عليه الحق فقد أخذت بحظك منه، و إن يكن الذي أنت عليه الحق فقد أخذنا بحظنا منه فنزلت السورة
 «1».
__________________________________________________
 (1) بحار الأنوار: ج 7 ص 33.
                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 746
و في حديث عن الصادق عليه السّلام أنهم قالوا للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تعبد إلهنا سنة و نعبد إلهك سنة، و تعبد إلهنا سنة، و نعبد إلهك سنة. فأجابهم اللّه بمثل ما قالوا- أي مكررا
 «1»-.
 [1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ شروع في السورة مصاحبا باسم اللّه ليكون شعارا للشارع، و عونا في مهمات الحياة، الرحمن الرحيم الذي يتلطف بالرحمة الخاصة على من يشاء من عباده، و رحمته العامة وسعت كل شي‌ء.
__________________________________________________
 (1) بحار الأنوار: ج 9 ص 253.
                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 747
 [سورة الكافرون (109): الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (3) وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (4)
وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ (6)
 [2] قُلْ يا رسول اللّه، مخاطبا للكافرين يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ النزول و إن كان خاصا لكن المراد عام لكل كافر معاند لا يتزحزح عن كفره و طغيانه.
 [3] لا أَعْبُدُ أنا ما تَعْبُدُونَ أنتم من الأصنام و الأوثان، و المعنى لا أعبد في الحال ما تعبدونه الآن.
 [4] وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ أي تعبدون ما أَعْبُدُ إذ عاندتم و كابرتم الحق، و هذا إخبار عن الواقع، و إن كانوا مأمورين بالعبادة حسب الشرع و العقل.
 [5] وَ لا أَنا عابِدٌ في المستقبل ما عَبَدْتُّمْ من الأصنام.
 [6] وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ في المستقبل ما أَعْبُدُ أنا، و حيث إن الجملة الاسمية تدل على الدوام و الثبوت فسرنا الآيتين ب «المستقبل»، بخلاف الجملة الأولى حيث كانت فعلا و ظاهر الفعل «الحال» و عطفنا عليه الجملة الثانية سياقا.
 [7] لَكُمْ دِينُكُمْ فالزموه حتى ترون جزاءه السي‌ء وَ لِيَ دِينِ و هذا إجمال لما فصل أولا، و الأصل «ديني» حذف ياء المتكلم للتخفيف و دلالة الكسرة عليه.
                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 748


source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الدفن في البقيع
عليّ عليه السلام الإنسان الكامل
الميزان
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
قصة استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه ...
التفسیر التقلیدی للقرآن الکریم
نحن وعاشوراء (علينا إحياء عاشوراء)
العقل يصبح خرافة إذا خاصم الوحي
ابا الفضل العباس حامل لواء الحسین (ع) فی کربلاء .
نعم.. أفتى شلتوت بجواز التعبد على المذهب الجعفري

 
user comment