عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

محمّد بن الحسن الحرّ العاملي

هو الشيخ المحدِّث محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري. من بيت كبير جليل خرج منه أعاظم الفقهاء والمحدِّثين الذي ينتهي نسبه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي المستشهد بين يديّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء.
محمّد بن الحسن الحرّ العاملي

هو الشيخ المحدِّث محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري. من بيت كبير جليل خرج منه أعاظم الفقهاء والمحدِّثين الذي ينتهي نسبه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي المستشهد بين يديّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء.

مولده :

ولد في قرية مشغر (1) ليلة الجمعة في الثامن من شهر رجب سنة 1033 هـ.

مشايخه :

قرأ في مدينة مشغر على يد أبيه ، وعمّه الشيخ محمّد الحرّ وجدّه لاُمّه الشيخ عبدالسلام بن محمّد الحرّ ، وخال أبيه الشيخ علي بن محمود وغيرهم.
وقرأ في قرية جبع على يد عمّه أيضاً وعلى يد الشيخ زين الدين بن محمّد بن الحسن بن زين الدين وعلى الشيخ حسين الظهيري وغيرهم. وأقام في البلاد أربعين سنة وحجّ فيها مرّتين.

أسفاره :

سافر إلى العراق فزار الأئمّة : ، ثمّ زار الإمام الرضا ( عليه السلام ) بطوس واتّفق مجاورته بها مدّة أربع وعشرين سنة وحجّ فيها أيضاً مرّتين ، وزار العتبات المقدّسة في العراق أيضاً مرّتين.

أقوال العلماء فيه :

قال ابن معصوم في السلافة : علم لا تباريه الأعلام ، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام ، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار ، وأحيت كلّ أرض نزلت بها فكأنّها لبقاع الأرض أمطار ، تصانيفه في جبهات الأيّام غرر ، وكلماته في عقود السطور درر (2).
ووصفه المحبّي في خلاصة الأثر : بالأديب المشهور (3).
قال البحراني في لؤلؤة البحرين : كان عالماً فاضلاً محدِّثاً اخبارياً (4).
وقال الخوانساري في روضات الجنات : وأحد المحمّدين الثلاثة المتأخِّرين الجامعين لأحاديث هذه الشريعة (5).
وقال النوري في خاتمة المستدرك : صاحب التصانيف الرائقة التي منها الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل (6).
ووصفه القمّي في الفوائد الرضوية : عالم ، فاضل ، محقّق مدقّق ، متبحِّر جامع ، كامل صالح ، ورع ثقة ، فقيه نبيه ، محدِّث حافظ ، شاعر أديب أريب (7).

أحواله :

قال المحبّي : قدم مكّة في سنة سبع أو ثمان وثمانين وألف ، وفي الثانية منهما قتلت الأتراك بمكّة جماعة من العجم لمّا اتّهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوّثاً بالعذرة وكان الحرّ العاملي قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما زعموا بالرمل فلمّا حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه ، فالتجأ إلى السيِّد موسى بن سليمان أحد أشراف مكّة الحسنيّين ، وسأله أن يخرجه من مكّة إلى نواحي اليمن ، فأخرجه مع أحد رجاله إليها. ورأيت بخطّ بعض الفضلاء أنّ الحرّ العاملي رجع بعد القصّة وأنشد شعراً :
فضل الفتى بالجود والإحسان *** والجود خير الوصف للإنسان (8)
وفي روضات الجنّات : ومن جملة ما حكي عن قوّة النفس التي كان يتّصف بها أنّه ذهب ـ في مدّة إقامته باصفهان ـ إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي ، فدخل بدون استئذان ، وجلس على ناحية من المسند الذي كان الشاه جالساً عليه ، فسأل عنه الشاه فأخبر أنّه عالم جليل من علماء العرب يدعى محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ، فالتفت إليه وقال له بالفارسية : شيخنا ، فرق ميان حُرْ وخَرْ چقدر است؟ فأجابه الشيخ على الفور : يك متكى ـ معناه بالعربية : كم هو الفرق بين الحرّ والحمار؟ فأجابه ببديهته : مخدّة واحدة ـ فتعجَّب الشاه من جرأته وسرعة إجابته.
ولمّا وصل إلى مشهد المقدّس ، ومضى على ذلك زمان أُعطي منصب قاضي القضاة وشيخ الإسلام في تلك الديار وصار بالتدريج من أعاظم علمائها (9).

مؤلّفاته :

1 ـ الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة ، وهو أوّل ما ألّفه ولم يجمعها أحد قبله.
2 ـ الصحيفة الثانية من أدعية الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام ) الخارجة عن الصحيفة الكاملة.
3 ـ تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة. يشتمل على جميع أحاديث الأحكام الشرعية الموجودة في الكتب الأربعة ، وسائر الكتب المعتمدة ـ أكثر من سبعين كتاباً ـ مع ذكر الأسانيد وأسماء الكتب وحُسن الترتيب.
4 ـ هداية الاُمّة إلى أحكام الأئمّة : ، منتخبة من كتاب الوسائل مع حذف الأسانيد والمكرّرات.
5 ـ فهرست وسائل الشيعة. يشتمل على عنوان الأبواب ، وعدد أحاديث كلّ باب ومضمون الأحاديث.
6 ـ الفوائد الطوسية : يشتمل على مائة فائدة في مطالب متفرّقة.
7 ـ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات : يشتمل على أكثر من عشرين ألف حديث ، منقولة من جميع الكتب الخاصّة والعامّة ، مع حسن الترتيب والتهذيب ، واجتناب التكرار بحسب الإمكان.
8 ـ أمل الآمل في علماء جبل عامل : ألّفه بسبب رؤيا رآها.
قال في خاتمة الأمل ـ الفائدة التاسعة ـ : إعلم أنّي في السنة التي قدمت فيها المشهد الرضوي وعزمت على المجاورة به والإقامة فيه ، رأيت في المنام كأنّ رجلاً عليه آثار الصلاح ، يقول لي : لأيّ شيء لا تؤلِّف كتاباً تسمِّيه « أمل الآمل في علماء جبل عامل »؟ فقلت له : إنّي لا أعرفهم كلّهم ، ولا أعرف مؤلَّفاتهم وأحوالهم كلّها ، فقال : إنّك تقدر على تتبّعها واستخراجها من مظانّها.
ثمّ انتبهت من هذا المنام ، وفكّرت في أنّ هذا بعيد أن يكون من وساوس الشيطان ، ومن تخيّل النفس ، ولم يكن يخطر ببالي هذا الفكر من قبل أصلاً ، فلم ألتفت إلى هذا المنام ، فإنّه ليس بحجّة شرعاً ، ولا هو مرجّح لفعل شيء أو تركه ، فلم أعمل به مدّة أربع وعشرين سنة ، لعدم الاهتمام بالمنام وللاشتغال بأشغال أُخر ، ثمّ خطر ببالي أن أفعل ذلك (10).
9 ـ الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : وفيها اثنا عشر باباً ، تشتمل على أكثر من ستّمائة حديث ، وأربعة وستّين آية من القرآن ، وأدلّة كثيرة ، وعبارات المتقدِّمين والمتأخِّرين ، وجواب الشبهات وغير ذلك.
10 ـ رسالة في الردّ على الصوفية : تشتمل على اثني عشر باباً واثني عشر فصلاً ، فيها نحو ألف حديث في الرّد عليهم عموماً وخصوصاً في كلّ ما اختصموا به.
11 ـ رسالة في خلق الكافر وما يناسبه.
12 ـ رسالة في تسمية المهدي ( عليه السلام ) سمّاها « كشف التعمية في حكم التسمية ».
13 ـ رسالة الجمعة : في جواب من ردّ أدلّة الشهيد الثاني في رسالة الجمعة.
14 ـ رسالة نزهة الاسماع في حكم الاجماع.
15 ـ رسالة تواتر القرآن.
16 ـ رسالة الرجال : مطبوعة مع الوسائل.
17 ـ رسالة أحوال الصحابة.
18 ـ رسالة تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان.
19 ـ بداية الهداية : في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أوّل الفقه إلى آخره في غاية الاختصار.
قال في آخرها : فصارت الواجبات : ألفاً وخمسمائة وخمسة وثلاثين ، والمحرّمات : ألفاً وأربعمائة وثمان وأربعين.
20 ـ الفصول المهمّة في أصول الأئمّة : : يشتمل على القواعد الكليّة المنصوصة في اُصول الدين واُصول الفقه وفروعه ، وفي الطب ، ونوادر الكلّيات.
21 ـ العربية العلوية واللغة المرويّة : ذكر فيه ، ما يتعلّق بالعربية في النحو والصرف والمعاني والبيان ، وما يتعلّق باللغة من تفسير الألفاظ الواردة في القرآن وغيره كلّ ذلك من الأخبار.
22 ـ إجازات متعدّدة للمعاصرين مطوّلات ومختصرات.
23 ـ ديوان شعر يقارب عشرين ألف بيت : أكثره في مدح النبيّ وآله 9.
24 ـ منظومة في المواريث.
25 ـ منظومة في الزكاة.
26 ـ منظومة في الهندسة.
27 ـ منظومة في تاريخ النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم والأئمّة علیهم السلام : ووفياتهم ، وعدد أزواجهم ، وأولادهم ، ومدّة خلافتهم ، وأعمارهم ، ومعجزاتهم ، وفضائلهم ، تبلغ نحو ألف ومائتي بيت.

شعره :

قال ابن معصوم في السلافة : وله شعر مستعذب الجنا ، بديع المجتبى والمجتنى ، ولا يحضرني من شعره إلا قوله :
فضل الفتى بالبذل والإحسان *** والجود خير الوصف للإنسان
أو ليس إبراهيم لمّا أصبحت *** أمواله وقفاً على الضيفان
حتّى إذا أفنى اللهى أخذ ابنه *** فسخا به للذبح والقربان
ثمّ ابتغى النمرود إحراقاً له *** فسخا بمهجته على النيران
بالمال جاد وبابنه وبنفسه *** وبقلبه للواحد الديّان
أضحى خليل الله جلّ جلاله *** ناهيك فضلاً خلّة الرحمن
صحّ الحديث به فيالك رتبة *** تعلو بأخمصها على التيجان
وهذا الحديث رواه أبو الحسن المسعودي في كتاب أخبار الزمان وقال : « إنّ الله تعالى أوحى إلى إبراهيم ( عليه السلام ) : إنّك لمّا سلّمت مالكَ للضيفان وولدك للقربان ، ونفسك للنيران ، وقلبك للرّحمن اتّخذناك خليلاً » ـ انتهى ما ذكره صاحب سلافة العصر (11).
ولا بأس بذكر شيء من الشعر المذكور في ذلك الديوان ، فمنه قوله من قصيدة تزيد على أربعمائة بيت في مدح النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام :
جدَّ وجدي لفرقة وتنائي *** عن ربى أرض مكّة الغرّاءِ
وشجاني بعد الحجاز خصوصاً *** عند بعدي عن طيبة الفيحاءِ
إلى أن قال :
بنبيّ فاق الخلائق فضلاً *** وعلي وولده الأوصياء
مفزع الناس مرجع الخلق طرّاً ***منبع الفضل مجمع العلياء
بحر علم وطود حلم رزين *** معدن الجود منهل للظماء
تشكّك في فضل مجدهم فاسـ *** ـأل جميع الأعداء والأولياء
إن يشهدوا كلّهم فأكرم بفضل *** أثبتته شهادة الأعداء
حبّذا حبّذا وناهيك ناهيـ *** ـك بفخر وسؤدد وعلاء
مدحتهم أهل السماوات والأر *** ض وفي الأرض شاع بعد السماء
سلْ ثقات الرواة إن شئت أن تسـ ***ـمع عنهم غرائب الأنباء
ومجال المديح فيهم فسيح *** طال فيه تسابق الفصحاء
غير أنّ الاعداد تقصر عنه *** إن أرادوا ميلاً إلى الإحصاء
كلّما قلت فيهم فهو صدقٌ *** من جميل ومدحة غرّاء
إلى أن قال :
فالأكاذيب في مديح علاهم *** غير مشهورة من الشعراء
بمديحي لهم تشاغل فكري *** لا بمدح الملوك والاُمراء
ذكرهم عندنا يلذّ ويحلو *** لا غناء عن ظبية غنّاء
أنا داع إليهم وإلى اللّـ***ـه بهم كلّ من أجاب دعائي
وجزائي شفاعة منهم يو***م جزائي فلينعموا بجزائي
وإبائي يزداد عند سواهم *** ولدى عزّهم يزول إبائي
أنا عبدٌ لعبدهم وموال *** لهم أولياؤهم أوليائي
شمس مجد لهم تعالت وجلت ***تخجل الشمس في سنا وسناء
بلغوا سؤدداً بليغاً منيعا *** بارع الوصف مفعم البلغاء
أهل بيت هم سفينة نوح *** وصراط النجاة يوم الجزاء
فاز من كان يهتدي بهداهم *** في اختلاف الأهواء والآراء
أعلم الخلق بل إليهم تناهى *** سند الناقلين والعلماء
أترجّاهم لدنياي والاُخـ***ـرى وهيهات أن يخيب رجائي
جدّهم سابق البروق على متـ***ـن براق في ليلة الإسراء
قاطعاً للعوالم الملكوتيـ***ـة يمضي قدماً بغير انثناء
خلف الأرض والسماوات والكر *** سي والعرش خلفه من وراء
خائضاً في بحار وصل وقرب ***يتلألأ في روضة الآلاء
خاتم الأنبياء لكنّه أضحـ***ـى إماماً لسائر الأنبياء
كم صلاة كان المقدّم فيها *** وهم خلفه بغير إباء
أشرقت في دجى ظلام القضايا *** من سنا علمهم وجوه القضاء
سطعت نارهم على كلّ طود ***فاهتدى من رآه في البيداء
خير نار يبدو الردى والهدى فيـ***ـها لكلّ الأعداء والأولياء
صرعوا الكفر والضلالة لمّا ***هاج منهم بأس لدى الهيجاء
وعناق السيوف أحلى لديهم *** من عناق البيضاء والسمراء
وإذا اُجّجت جحيم ضلال *** أطفأوا نارها بغيث الداء
فرؤوس الرؤوس ودعن بالر *** غم صدور الصدور يوم اللقاء
مدحهم خير قربة ظل يزري ***بالعبادات أيما ازراء
كلّ بيت منه ببيت من الجـ***ـنة يجزى أكرم بذاك الجزاء
خبراً صادقاً رواه ثقاة النـ***ـقل لم نروه عن الضعفاء
لو ظمئنا يوم الجزا لوجدنا***ساقي الحوض مروياً للظماء
هم ملاذي إذا الخطوب ادلهمت *** وهم مفزعي لدى الادواء
يتجلّى عنّا بهم كلّ خطب *** وبهم يستجاب كلّ دعاء
أنا حرّ رقّ الذنوب وأرجو *** بهم أن اُرى من العتقاء
كم عروس من المناقب رامو *** ها فجاءت تسعى على استحياء
كلّما جادلوا العدى أبطلوا كلّ ***محال منهم وكلّ مراء
فعليهم تحيّةٌ وسلام *** وصلاةٌ منّا وطيب ثناء
وقوله من القصائد المحبوكات الطرفين في مدحهم : من قافية الهمزة :
أغير أمير المؤمنين الذي به *** تجمّع شمل الدين بعد تناء
أبانت به الأيّام كلّ عجيبة *** فنيران بأس في بحور عطاء
وهي تسع وعشرون قصيدة.
وقوله من قصيدة محبوكة الأطراف الأربعة :
فإن تخف في الوصف من إسراف *** فلذ بمدح السادة الأشراف
فخر لهاشمي أو منافي *** فضل سما مراتب الآلاف
فعلمهم للجهل شاف كافي *** فضلهم على الأنام وافي
فاقوا الورى منتعلاً وحافي *** فضل به العدوّ ذو اعتراف
فهاكها محبوكة الأطراف *** فن غريب ما قفاه قاف
وقوله :
إنّ سرّ الصديق عندي مصون *** ليس يدريه غير سمعي وقلبي
لم أكن مطلعاً لساني عليه *** قطّ فضلاً عن صاحب ومحبِّ
حكمه أنّني أُخلّده في السـ***ـجن أعني الفؤاد من غير ذنب
لستُ أخفي سرّي وهذا هو الوا***جب عندي إخفاء أسرار صحبي
وقوله من قصيدة طويلة في مزج المدح بالغزل :
لئن طاب لي ذكر الحبائب أنّني ***أرى ذكر أهل البيت أحلى وأطيبا
فهنّ سلبن العلم والحلم في الصبا***وهم وهبونا العلم والحلم في الصبى
هواهنّ لي داء هواهم دواؤه *** ومن يك ذا داء يرد متطبّبا
لئن كان ذاك الحسن يعجب ناظراً *** فإنّا رأينا ذلك الفضل أعجبا
وقوله من قصيدة اُخرى طويلة في مزج الغزل بالمدح :
سعدي بسعدى فإذا ما نأت *** سعدى فلا مطمع في السعد
وفضل أهل البيت مع حسنها *** كلاهما جازا عن الحدِّ
وتلك دنيانا وهم ديننا *** وما من الأمرين من بدّ
وحبّها من أعظم الغيّ والـ***ـحبّ لهم من أعظم الرشد
بل حبّها عارٌ وحبّي لهم *** مجدٌ وليس العار كالمجدِ
وقوله :
كم حازم ليس له مطمع *** إلاّ من الله كما قد يجب
لأجل هذا قد غدا رزقه *** جميعه من حيث لا يحتسب
وقوله :
كم من حريص رماه الحرص في شعب *** منها إلى أشعب الطماع ينشعب
في كلّ شيء من الدنيا له طمع***فرزقه كلّه من حيث يحتسب
وقوله :
سترت وجهها بكفٍّ خضيب *** إذ رأتني من خوف عين الرقيب
كيف نحظى بالاجتماع وقد عائ *** ين كلّ إذ ذاك كفّ الخضيب
وبودّي لو كان ذاك الذي لا***ح من الورد في الخدود نصيبي
ذلك الهجر في الصبى كان خيراً *** من وصال سخت به في مشيبي
وقوله :
ولمّا التقينا عانقتني غزالة *** بديعة وصف من حسان الولائد
ولم أجتهد في الضمّ منفرداً به ***ولكنّني قلّدت ذات القلائد
وقوله :
سترت محاسنها الحِسان بلؤلؤ *** وبجوهر وبفضّة وبعسجد
هيهات ذاك الستر أظهر حسنها *** حتّى لقد فتنت إمام المسجد
وقوله :
وذات خال خدّها مشرق *** نوراً كركن الحجر الأسود
كعبة حسن ولها برقع ***من الحرير المحض والعسجد
قد أكسبت كلّ امرئ فتنة *** حتّى إمام الحيّ والمسجد
كم هام إذ شاهدها جاهل *** بل هام فيها عالم المشهد
وقوله :
أبخلت يا سلمى برد سلام *** وفتنت شيخ مشايخ الإسلام
وقوله :
يا سليمى سلبتِ لو تعلمينا *** قلب شيخ الإسلام والمسلمينا
ظالم طرفك الضعيف وإنّا *** لضعاف القوى فلا تظلمينا
وقوله :
فتكت سليمى والمحاسن قد بدت *** بشيخ شيوخ المسلمين ولم ترعي
تحصّنت منّي يا سليمى مع الهوى *** بحصنين مجدي ذي التقدّس والشرع
وقوله :
لا تكن قانعاً من الدين بالدو***ن وخذ في عبادة المعبود
واجتهد في جهاد نفسك وابذل *** في رضى الله غاية المجهود
وقوله من قصيدة في مدحهم : :
وما حاز أجناس الجناس وسائر المحا *** سن من فنّ البديع سوى شعري
وديوان شعري في مديحهم لما *** حوى بديع الحسن من كتب السحر
وقوله من قصيدة في مدحهم : :
وفي كلّ بيت قلته ألف نكتة *** تحسنه من فضلهم وتجيده
وغيري إذا ما قال شعراً محافظ *** على وزنه من غير معنى يفيده
وقوله من قصيدة :
قلّما فاخروا سواهم وحاشا *** ذهباً أن يفاخر الفخارا
وأرى قولنا الأئمّة خير *** من فلان ومن فلان عارا
إنّما سبقهم لبكر وعمرو *** مثل ما يسبق الجواد الحمارا
إنّني ذو براعة واقتدار *** جاوز الحدّ في الأنام اشتهارا
وإذا رمت وصف أدنى علاهم ***لا أرى لي براعة واقتدارا
وقوله من قصيدة ثمانين بيتاً خالية من الألف في مدحهم : :
وليّي عليّ حيث كنت وليّه *** ومخلصه بل عبد عبد لعبده
لعمرك قلبي مغرم بمحبّتي *** له طول عمري ثمّ بعد لولده
هم منيتي هم مهجتي هم عقيدتي ***وقلبي بحبّهم مصيب لرشده
وكلّ كبير منهم شمس منبر *** وكلّ صغير منهم شمس مهده
وكلّ كمي منهم ليث حربه *** وكلّ كريم منهم غيث وهده
بذلت له ودّي ومحض محبّتي ***وروحي وموجودي وَضْنٌ بودّه ن
وقوله :
علمي وشعري اقتتلا واصطلحا *** فخضع الشعر لعلمي راغما
فالعلم يأبى أن اُعدّ شاعراً *** والشعر يرضى أن اُعدّ عالما
وقوله من قصيدة :
حسن شعري ما زال يرضى *** ولا ينكر لي أن اُعدّ في العلماء
وعلومي غزيرة ليس ترضى *** أبداً أن اُعدّ في الشعراء
وقوله :
حذار من فتنة الحسنا وناظرها *** ولا ترح بفؤاد منه مكلوم
فقلبها صخرة مع ضعف قوّتها *** وطرفها ظالم في زيّ مظلوم
وقوله :
لحى الله من لا يغلب النفس والهوى *** إذا طلبا ما ليس يحسن في العقل
تمكّن منه حبّ دنيا دنيّة *** فأورده شرّ الموارد بالجهل
وألجأ حبّ الجاه منه إلى الردى ***فعانى العناء الصعب في المطلب السهل
وقوله :
يا صاحب الجاه كن على حذر*** لا تك ممّن يغترّ بالجاه
فإنّ عزّ الدنيا كذلّتها *** لا عزّ إلا بطاعة الله
وقوله من أبيات :
أما تبغي مدى الأيّام شكري *** أما ترضى بهذا الحرّ عبدا
وقوله من قصيدة في مدحهم : عليهم السلام:
أنا الحرّ لكن برّهم يسترقّني *** وبالبرّ والإحسانُ يستعبد الحرُّ
وقوله من قصيدة :
أنا حرّ لكن كرق لخود *** سلبتني سكينة ووقارا
كلّ حسن من الحرائر لا بل *** من إماء يستعبد الأحرارا
وهوى المجد والحسان وأهل الـ***ـبيت في القلب لم يدع لي قرارا
وقوله من قصيدة :
سادتي إنّني لعبد لكم قنّ *** وإنّي اُدعى مجازاً بحرّ
وقوله من اُخرى :
خليليّ مالي والزمان معاندي *** بتكسير آمالي الصحاح بلا جبر
زمان يرينا في القضايا غرائباً ***وكلّ قضاء منه جورٌ على الحرّ
وقوله من اُخرى :
ولكنّما يقضي من المدح واجباً عليه وفرضاً عبدك المخلص الحرّ
وقوله من اُخرى :
والجواري الحور الحسان جوار*** مقبلات بالأنس بعد النفار
عاد قلبي رقاً وليس عجيباً ***كلّ حرّ غيد لتلك الجواري
وقوله من اُخرى :
وإنّي له عبد وعبد لعبده *** وحاشاه أن ينسى غداً عبده الحرّا
ولم يسبِ قلبَ الحرّ كالحور والعُلى *** وحبّ بني الحوراء فاطمة الزهرا
وقوله من اُخرى :
أنا حرّ عبد لهم فمتى ما ***شرّفوني بالعتق عدت رقيقا
أنا عبدٌ لهم فلو أعتقوني ***ألف عتق ما صرت يوماً عتيقا
وقوله من اُخرى :
أنا حرّ لدى سواهم وعبدٌ *** لهم ما حييت بل عبد عبد
وقوله من اُخرى :
ونبيّ الهدى وكلّ النبيّين *** بل الله مادح الأبرار
مدح عبد حرّ حقير لدى ***مدح النبيّين سادة الأحرار
وقوله من قصيدة طويلة :
طال ليلي ولم أجد لي على السهد ***معيناً سوى اقتراح الأماني
وكأنّي في عرض تسعين لمّا ***حلت الشمس أوّل الميزان
ليت أنّي فيما يساوي تمام المـ***ـيل عرضاً والشمس في السرطان
وقوله من اُخرى :
غادة قد غدت لها حكمة الـ***ـعين وأضحت عن غيرها في انتفاء
بين ألحاظها كتاب الاشا***رات وفي ريقها كتاب الشفاء
وقوله من اُخرى :
فروى لحظها كتاب الاشا***رات وكم قد روى عن الغزالي
وكتاب الشفاء عن ريقها يرويه ***حيث يروي بذاك الزلال
وقوله من اُخرى :
مطول الفرع على متنها ***وخصرها مختصر نافع
وقوله من اُخرى :
لاحت محاسن برق مبسمها ***حتّى نسيت محاسن البرقى
وقوله :
ءأرغب عن وصل من وصله *** دواء لقلبي وعقلي وديني
كتاب المحاسن في وجهه ***ويتلوه فيه كتاب العيون
وقوله :
كأنّ قلبي إذ غدا طائراً *** مضطرباً للغمّ لما هجم
ملامة في أذني عاشق ***أو عربي في بلاد العجم (12)

وفاته :

توفي رحمة الله عليه في المشهد الرضوي المقدّس بطوس سنة 1104 هـ ، عن إحدى وسبعين سنة.
دفن رضوان الله عليه في ايوان بعض حجر الصحن الشريف ، وتاريخ وفاته منقوش على صخرة موضوعة على قبره.
وقد رثاه أخوه الشيخ أحمد قائلاً : في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1104 هـ ، كان مغرب شمس الفضيلة والإفاضة والإفادة ، ومحاق بدر العلم والعمل والعبادة ، شيخ الإسلام والمسلمين وبقيّة الفقهاء والمحدِّثين الناطق بهداية الاُمّة وبداية الشريعة ، الصادق في النصوص والمعجزات ووسائل الشيعة الإمام الخطيب الشاعر الأديب ، عبد ربّه العظيم العليّ الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الحرّ العاملي المنتقل إلى رحمة باريه ، عند ثامن مواليه.
في ليلة القدر الوسطى وكان بها ***وفاة حيدر الكرّار ذي الغيرِ
يا من له جنّة المأوى غدت نزلاً ***أرقد هناك فقلبي منك في سعرِ
طويت عنّا بساط العلم معتلياً ***فاهنأ بمقعد صدق عند مقتدرِ
تاريخ رحلة عاماً فجعت به ***وأسرى لنعمة باريه على قدر
وهو أخي الأكبر صلّيت عليه في المسجد تحت القبّة جنب المنبرِ ودُفن في إيوان حجرة في الصحن الرضوي (13).
المصادر :
1- مَشْغَر : قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع على سفح جبل لبنان. معجم البلدان 5 : 715
2- سلافة العصر : 359.
3- خلاصة الأثر 3 : 433.
4- لؤلؤة البحرين : 67.
5- روضات الجنات 7 : 96.
6- خاتمة المستدرك 3 : 390 حجري.
7- الفوائد الرضوية : 374.
8- خلاصة الأثر 3 : 432 ـ 433.
9- روضات الجنّات 7 : 104.
10- أمل الآمل 2 : 370.
11- سلافة العصر : 367.
12- الأبيات منتقاة من بعض المصادر التي ترجمت لحياة الحرّ العاملي المذكورة في هوامش المقدّمة مضافاً إليها أعيان الشيعة 9 : 169.
13- الفوائد الرضوية : 674.


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فرق الحوار بين الرجل والمرأة
عمَّ تسأل فتیاتنا
مبلغو العتبة العلوية يواصلون الإشراف على الدعم ...
دراسة المضامين المشتركة بين نهج البلاغة وأشعار ...
هل أنت من الرجال الغيورين على زوجاتهم؟!
هل يجب تزويد المراهقين بثقافة جنسية؟
المرأة نصف المجتمع
وأن تصوموا خير لكم
الاستنساخ البشري
الكنز

 
user comment