اعتبر أستاذ الدراسات العليا في المعهد الشرعي الإسلامي في لبنان الشيخ حسين الخشن ان الحسين (ع) إمام وملهم وقدوة ليس للمسلمين فحسب بل للناس جميعا
ابنا: اعتبر أستاذ الدراسات العليا في المعهد الشرعي الإسلامي في لبنان الشيخ حسين الخشن ان الحسين (ع) إمام وملهم وقدوة ليس للمسلمين فحسب بل للناس جميعا موضحاً أن مشكلة الحسين مع يزيد ليست مشكلة شخصية وإنما مشكلة قيم ومبادئ ورسالة.
1. ما هي رسائل واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين عليه السلام بيوم عاشوراء للمسلمين؟
ان رسالة عاشوراء يمكن تلخيصها بكونها رسالة العدل والكرامة فهو الثائر في وجه الظلم وانتهاك كرامة الإنسان، فإن كنت محباً وموالياً للحسين (ع) فعليك أن تقف في وجه الطغاة الظلمة، والذين ينتهكون كرامة الناس، ولا يمكن أن تكون حسينيا وأنت سائر في ركب الظالمين واليزيديين ولا يمكن ان تكون حسينيا وأنت تحمل أخلاق يزيد، إن الإنتماء إلى الحسين هو بالإنتماء إلى القيم التي كان يحملها، من هنا فإن رسالة الحسين إلينا هي "كونوا إلى جانب المستضعفين والمضطهدين وقفوا في وجه الظلمة والمستكبرين المتمثلين اليوم بأمريكا والاستكبار العالمي وكل الأنظمة الفاسدة".
2. ما هو هدف الامام الحسين بن علي عليهما السلام من التوجه نحو كربلاء وعدم بيعة يزيد بن معاوية؟ ذهب بعض المؤرخين الى ان واقعة كربلاء سببها كانت الخلاف على الملك... ما هو تعليقكم؟
إن الإمام الحسين (ع) لا يحتاج إلى دفاع مني ومن أمثالي، فهو سيد شباب أهل الجنة وهو إمام قام أو قعد وذلك بنص رسول الله (ص)، وعليه فما يقوم به الإمام هو معيار الشرعية ولا يحتاج إلى من يمنحه شرعية لفعله وثورته، والسؤال: هل يعقل أن يكون "سيد شباب أهل الجنة " طالب ملك وسلطة؟! لو أنصف هؤلاء لما قالوا هذه الكلمات التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وكأني برسول الله (ص) إذ يقول "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا" يستشرف المستقبل ويقول لهؤلاء أن الحسين هو إمامكم وليس يزيد. إن الحسين قدوتكم وعليكم اتباعه على كل حال، ومعلوم أن رسول الله لا يدخلنا إلا في كل ما هو خير لنا في الدنيا والآخرة.إن اتهام الحسين بطلب السلطة هو اتهام لرسول الله بالخطأ في قوله الحسين سيد شباب أهل الجنة، وقوله إنه إمام قام أو قعد .
3. ما هو موقفكم من بعض الخرافات التي دخلت الشعائر الحسينية ؟ هناك بعض المفكرين مثل الشهيد مرتضى مطهري قاموا بمواجهة الاكاذيب والخرافات التي دخلت في مجالس العزاء باسم محبة الامام الحسين عليه السلام، فيما يرى البعض خلاف ذلك.
في الواقع إننا أمام مشكلة خطيرة لا بد أن يوضع لها حد قبل أن تشوه صورة عاشوراء بشكل فظيع، ويمكن تلخيص المشكلة لأمرين:
أولا: مشكلة توالد الطقوس وتناسلها بشكل فظيع فلم يتوقف الأمر على التطبير الذي يفعله الكبار فقد ظهر تطبير الأطفال وتطبير النساء وظهر المشي على الجمر وهكذا التطيين .. وكل يوم يطل البعض علينا ببدعة جديدة، وهذا إذا استمر بهذه الوتيرة فإننا نخشى أن يؤدي إلى مسخ صورة التشيع وخط أهل البيت (ع). إنها محاولة لطقسنة التشيع وتفريغه من مضمونه، التشيع حركة ضد الظلم وثورة في وجه الفساد، وليس مجرد أعمال استعراضية، والاقتداء بالحسين (ع) يكون بسفك دمائنا حيث سفك دمه، أي في ساحة الوغى وليس بسفكها بدم بارد في الطرقات والأزقة.
ثانيا: مشكلة الخطاب العاشورائي المبني في الأعم على التسامح والتساهل في المصادر، بحيث إنك تلاحظ أنه تتلى علينا اخبار كثيرة وحوادث جمة لا يعرف لها أصل في المصادر التاريخية المعتبرة، ولذا يحتاج الأمر إلى وقفة إصلاحية جادة على هدي النوري في اللؤلؤ والمرجان والمطهري في الملحمة الحسينية وغيرهم من المصلحين وذلك لمواجهة هذا العبث باسم الحسين والحسين شهيد الإصلاح، "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، فلا يعقل أن نقبل بتسرب الفساد إلى ذكراه؟! وعلينا أن ننبه أن أساس الإنحراف ومصدره هو طغيان البعد العاطفي في التعامل مع الذكرى الحسينية ليغدو الهدف والهاجس الإساس لدى الخطيب هو إبكاء الناس ولو على حساب الحقيقة بل حتى على حساب كرامة الحسين (ع) وعزته أحيانا، فلا يتورع البعض أن يقدم الحسين بمظهر الذليل الذي يستجدي شربة ما من اعدائه، وأقولها بكل ثقة : ويل للخطيب الذي يريد إبكاء الناس على حساب عزة الحسين وكرامته!
4. كيف يمكن ان تؤدي ذكرى الامام الحسين دورا في تقارب المذاهب الاسلامية بدلا ان تكون موضعا للخلافات الطائفية؟ هل كان الحسين عليه السلام امام للشيعة فقط؟
عندما نرجع إلى العناوين التي رفعها الحسين (ع) كعنوان لثورته فسوف يغدو الحسين إماما وملهما وقدوة ليس للمسلمين فحسب بل للناس جميعا، فما هي عناوين الثورة الحسينية وأهدافها؟
أولا: عنوان الإصلاح " وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي". وهل الإصلاح مطلب شيعي أم بشري؟!
ثانيا: عنوان الكرامة والعزة، فيزيد قد أذل المسلمين، واستعبدهم، فقد "اتخذوا مال الله بينهم دولا وعباده خولا". و
ثالثا: عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، " أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر " وهذا عنوان قرآني بامتياز.
إن مشكلة الحسين مع يزيد ليست مشكلة شخصية وإنما مشكلة قيم ومبادئ ورسالة، ولذا قال الإمام لعد أن وصف حقيقة يزيد وأنه فاسق فاجر ظالم؛" ومثلي لا يبايع مثله" ولم يقل وأنا لا أبايعه وإنما قال ومثلي أي كل طالب للحق لا يبايع مثله أي من كان ظالما وفاسدا.
وأعود للقول: هذا هو الحسين (ع) هو نبع للقيم ومصدر للعزة والكرامة، وخاسر كل من لم ينهل من هذا النبع ولا يرتوي من معينه. هذا من جهة ومن جهة اخرى، فإن واجب أتباع الحسين أن يوصلوا رسالته إلى العالم، ويبتعدوا عن الخطاب العصبوي الذي يوحي للمسلمين الآخرين بأنهم شاركوا في قتل الحسين وأن الشيعة يحيون عاشوراء في وجههم، كلا إن عاشوراء لا تحيى في وجه السنة بل في وجه الظلمة أيا كان دينهم ومذهبهم.
5. بالنسبة للجماعات التي تصر على سب و لعن قيم المذاهب الاخرى باسم محبة اهل البيت... ما هو تعليقكم؟
إن محبة أهل البيت (ع) هي ثابت إسلامي وضرورة دينية ولا أعتقد أن مسلما يوالي الرسول (ص) يمكن أن يثيره ذلك أو يتعقد منه، ولكن المهم أن نستحضر أهل البيت (ع) بطريقة مبشرة وليست منفرة، وأن نبتعد عن منطق السب واللعن (لعن الصحابة وسب المسلم الآخر) والذي يريد البعض سواء كان بسوء نية أو حينها نسبته إلى روايات الأئمة(ع) وهم منه براء، فمنهج أهل البيت(ع) ليس منهج السب واللعن ولا منهج الكراهية، إنه منهج " إني أكره لكم أن تكونوا سبابين" إنه منهج القرآن الكريم" وقولوا للناس حسنا" " وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.