روى الحسن بن محبوب عن عبد الله بن حزم الأزدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة و من صام يومين نظر الله إليه في كل يوم و ليلة في دار الدنيا و دام نظره إليه في الجنة و من صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه في جنته في كل يوم
و روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال من صام شعبان كان طهورا له من كل زلة و وصمة و بادرة قال قلت له و ما الوصمة قال اليمين في المعصية و النذر في المعصية قلت فما البادرة قال اليمين عند الغضب و التوبة منها الندم عليها
و روى صفوان بن مهران الجمال قال قال لي أبو عبد الله ع حث من في ناحيتك على صوم شعبان فقلت جعلت فداك ترى فيها شيئا قال نعم إن رسول الله ص كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا فنادى في المدينة يا أهل يثرب إني رسول رسول الله إليكم ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري ثم قال إن أمير المؤمنين ع كان يقول ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله ص ينادي في شعبان فلن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله تعالى ثم كان ع يقول صوم شهرين متتابعين توبة من الله
مصباح المتهجد ص : 826
و روى إسماعيل بن عبد الخالق قال كنت عند أبي عبد الله ع فجرى ذكر صوم شعبان فقال أبو عبد الله ع إن في فضل صوم شعبان كذا و كذا حتى أن الرجل ليرتكب الدم الحرام فيغفر له
و روى أبو الصباح الكناني قال سمعت أبا عبد الله ع يقول صوم شعبان و رمضان توبة من الله تعالى
و روى عمرو بن خالد عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يصوم شعبان و رمضان يصلهما و كان يقول هما شهرا الله و هما كفارة لما قبلهما و ما بعدهما من الذنوب اليوم الثالث فيه ولد الحسين بن علي ع
خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد ع أن مولانا الحسين ع ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه و ادع فيه بهذا الدعاء اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته بكته السماء و من فيها و الأرض و من عليها و لما يطأ لابتيها قتيل العبرة و سيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله أن الأئمة من نسله و الشفاء في تربته و الفوز معه في أوبته و الأوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته حتى يدركوا الأوتار و يثأروا الثار و يرضوا الجبار و يكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل و النهار اللهم فبحقهم إليك أتوسل و أسأل سؤال مقترف معترف مسيء إلى نفسه مما فرط في يومه و أمسه يسألك العصمة إلى
مصباح المتهجد ص : 827
محل رمسه اللهم فصل على محمد و عترته و احشرنا في زمرته و بوئنا معه دار الكرامة و محل الإقامة اللهم و كما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته و ارزقنا مرافقته و سابقته و اجعلنا ممن يسلم لأمره و يكثر الصلاة عليه عند ذكره و على جميع أوصيائه و أهل أصفيائه الممدودين منك بالعدد الاثني عشر النجوم الزهر و الحجج على جميع البشر اللهم و هب لنا في هذا اليوم خير موهبة و أنجح لنا فيه كل طلبة كما وهبت الحسين لمحمد جده و عاذ فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته و ننتظر أوبته آمين رب العالمين
ثم تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين ع و هو آخر دعاء دعا به ع يوم كوثر اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء قريب إذا دعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب إليك قادر على ما أردت و مدرك ما طلبت و شكور إذا شكرت و ذكور إذا ذكرت أدعوك محتاجا و أرغب إليك فقيرا و أفزع إليك خائفا و أبكي إليك مكروبا و أستعين بك ضعيفا و أتوكل عليك كافيا احكم بيننا و بين قومنا فإنهم غرونا و خدعونا و خذلونا و غدروا بنا و قتلونا و نحن عترة نبيك و ولد حبيبك محمد بن عبد الله
مصباح المتهجد ص : 828
الذي اصطفيته بالرسالة و ائتمنته على وحيك فاجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين قال ابن عياش سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري يقول سمعت أبا عبد الله ع يدعو به في هذا اليوم و قال هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان و هو مولد الحسين ع
ما يقال في كل يوم منه
روى محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد السياري عن العباس بن مجاهد عن أبيه قال كان علي بن الحسين ع يدعو عند كل زوال من أيام شعبان و في ليلة النصف منه و يصلي على النبي ص بهذه الصلوات يقول اللهم صل على محمد و آل محمد شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم و أهل بيت الوحي اللهم صل على محمد و آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها و يغرق من تركها المتقدم لهم مارق و المتأخر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق اللهم صل على محمد و آل محمد الكهف الحصين و غياث المضطر المستكين و ملجإ الهاربين و عصمة المعتصمين اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة كثيرة تكون لهم رضا و لحق محمد و آل محمد أداء و قضاء بحول منك و قوة يا رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين
مصباح المتهجد ص : 829
الأبرار الأخيار الذين أوجبت حقوقهم و فرضت طاعتهم و ولايتهم اللهم صل على محمد و آل محمد و اعمر قلبي بطاعتك و لا تخزني بمعصيتك و ارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك بما وسعت علي من فضلك و نشرت علي من عدلك و أحيني تحت ظلك و هذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة و الرضوان الذي كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدأب في صيامه و قيامه في لياليه و أيامه بخوعا لك في إكرامه و إعظامه إلى محل حمامه اللهم فأعنا على الاستنان بسنته فيه و نيل الشفاعة لديه اللهم و اجعله لي شفيعا مشفعا و طريقا إليك مهيعا و اجعلني له متبعا حتى ألقاه يوم القيامة عني راضيا و عن ذنوبي غاضيا قد أوجبت لي منك الرحمة و الرضوان و أنزلتني دار القرار و محل الأخيار
و روى محمد بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم و أتوب إليه كتبه الله تعالى في الأفق المبين قلت و ما الأفق المبين قال قاع بين يدي العرش فيه أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم
ليلة النصف من شعبان أفضل الأعمال فيها زيارة أبي عبد الله الحسين بن علي ع
روى خداش عن
مصباح المتهجد ص : 830
أبي عبد الله ع قال من زار قبر الحسين بن علي ع ثلاث سنين متواليات لا يفصل بينهن في النصف من شعبان غفرت له ذنوبه البتة
و روى محمد بن مارد التميمي قال قال لنا أبو جعفر ع من زار قبر الحسين ع في النصف من شعبان غفرت له ذنوبه و لم تكتب عليه سيئة في سنته حتى يحول عليه الحول فإن زاره في السنة الثانية غفرت له ذنوبه
و روى أبو بصير عن أبي عبد الله ع قال من أحب أن يصافحه مائة ألف و عشرون ألف نبي فليزر قبر الحسين ع في نصف شعبان فإن أرواح النبيين يستأذن الله تعالى في زيارته فيؤذن لهم
و روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم
صلاة ليلة النصف من شعبان
روى أبو يحيى الصنعاني عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و رواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق به قالا إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قل هو الله أحد مائة مرة فإذا فرغت فقل اللهم إني إليك فقير و من عذابك خائف مستجير اللهم لا تبدل اسمي و لا تغير جسمي و لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون
مصباح المتهجد ص : 831
صلاة أخرى في هذه الليلة
روى أبو يحيى عن جعفر بن محمد ع قال سئل الباقر ع عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر فيها يمنح الله العباد فضله و يغفر لهم بمنه فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنها ليلة آلى الله عز و جل على نفسه لا يرد سائلا فيها ما لم يسأل الله معصية و إنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا ع فاجتهدوا في الدعاء و الثناء على الله فإنه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة و حمده مائة مرة و كبره مائة مرة غفر الله له ما سلف من معاصيه و قضى له حوائج الدنيا و الآخرة ما التمسه و ما علم حاجته إليه و إن لم يلتمسه منة و تفضلا على عباده قال أبو يحيى فقلت لسيدنا الصادق ع و أي شيء أفضل الأدعية فقال إذا أنت صليت عشاء الآخرة فصل ركعتين تقرأ في الأولى الحمد مرة و سورة الجحد و هي قل يا أيها الكافرون و اقرأ في الركعة الثانية الحمد و سورة التوحيد و هي قل هو الله أحد فإذا سلمت قلت سبحان الله ثلاثا و ثلاثين مرة و الحمد لله ثلاثا و ثلاثين مرة و الله أكبر أربعا و ثلاثين مرة ثم قل يا من إليه ملجأ العباد في المهمات و إليه يفزع الخلق في الملمات يا عالم الجهر و الخفيات و يا من لا تخفى عليه خواطر الأوهام و تصرف الخطرات يا رب الخلائق و البريات يا من بيده ملكوت الأرضين و السماوات أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت فبلا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته و سمعت دعاءه فأجبته و علمت استقالته فأقلته و تجاوزت
مصباح المتهجد ص : 832
عن سالف خطيئته و عظيم جريرته فقد استجرت بك من ذنوبي و لجأت إليك في ستر عيوبي اللهم فجد علي بكرمك و فضلك و احطط خطاياي بحلمك و عفوك و تغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك و اجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك و اخترتهم لعبادتك و جعلتهم خالصتك و صفوتك اللهم اجعلني ممن سعد جده و توفر من الخيرات حظه و اجعلني ممن سلم فنعم و فاز فغنم و اكفني شر ما أسلفت و اعصمني من الازدياد في معصيتك و حبب إلي طاعتك و ما يقربني منك و يزلفني عندك سيدي إليك يلجأ الهارب و منك يلتمس الطالب و على كرمك يعول المستقيل التائب أدبت عبادك بالتكرم و أنت أكرم الأكرمين و أمرت بالعفو عبادك و أنت الغفور الرحيم اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك و لا تؤيسني من سابغ نعمك و لا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك و اجعلني في جنة من شرار بريتك رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم و العفو و المغفرة و جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه فقد حسن ظني بك و تحقق رجائي لك و علقت نفسي بكرمك فأنت أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين اللهم و اخصصني من كرمك بجزيل قسمك و أعوذ بعفوك من عقوبتك و اغفر لي الذنب الذي يحبس علي الخلق و يضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك و أنعم بجزيل عطائك و أسعد بسابغ نعمائك فقد لذت بحرمك و تعرضت لكرمك و استعذت بعفوك من عقوبتك
مصباح المتهجد ص : 833
شعبان
مصباح المتهجد ص : 825
شعبان روى الحسن بن محبوب عن عبد الله بن حزم الأزدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة و من صام يومين نظر الله إليه في كل يوم و ليلة في دار الدنيا و دام نظره إليه في الجنة و من صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه في جنته في كل يوم
و روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال من صام شعبان كان طهورا له من كل زلة و وصمة و بادرة قال قلت له و ما الوصمة قال اليمين في المعصية و النذر في المعصية قلت فما البادرة قال اليمين عند الغضب و التوبة منها الندم عليها
و روى صفوان بن مهران الجمال قال قال لي أبو عبد الله ع حث من في ناحيتك على صوم شعبان فقلت جعلت فداك ترى فيها شيئا قال نعم إن رسول الله ص كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا فنادى في المدينة يا أهل يثرب إني رسول رسول الله إليكم ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري ثم قال إن أمير المؤمنين ع كان يقول ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله ص ينادي في شعبان فلن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله تعالى ثم كان ع يقول صوم شهرين متتابعين توبة من الله
مصباح المتهجد ص : 826
و روى إسماعيل بن عبد الخالق قال كنت عند أبي عبد الله ع فجرى ذكر صوم شعبان فقال أبو عبد الله ع إن في فضل صوم شعبان كذا و كذا حتى أن الرجل ليرتكب الدم الحرام فيغفر له
و روى أبو الصباح الكناني قال سمعت أبا عبد الله ع يقول صوم شعبان و رمضان توبة من الله تعالى
و روى عمرو بن خالد عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يصوم شعبان و رمضان يصلهما و كان يقول هما شهرا الله و هما كفارة لما قبلهما و ما بعدهما من الذنوب اليوم الثالث فيه ولد الحسين بن علي ع
خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد ع أن مولانا الحسين ع ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه و ادع فيه بهذا الدعاء اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته بكته السماء و من فيها و الأرض و من عليها و لما يطأ لابتيها قتيل العبرة و سيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله أن الأئمة من نسله و الشفاء في تربته و الفوز معه في أوبته و الأوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته حتى يدركوا الأوتار و يثأروا الثار و يرضوا الجبار و يكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل و النهار اللهم فبحقهم إليك أتوسل و أسأل سؤال مقترف معترف مسيء إلى نفسه مما فرط في يومه و أمسه يسألك العصمة إلى
مصباح المتهجد ص : 827
محل رمسه اللهم فصل على محمد و عترته و احشرنا في زمرته و بوئنا معه دار الكرامة و محل الإقامة اللهم و كما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته و ارزقنا مرافقته و سابقته و اجعلنا ممن يسلم لأمره و يكثر الصلاة عليه عند ذكره و على جميع أوصيائه و أهل أصفيائه الممدودين منك بالعدد الاثني عشر النجوم الزهر و الحجج على جميع البشر اللهم و هب لنا في هذا اليوم خير موهبة و أنجح لنا فيه كل طلبة كما وهبت الحسين لمحمد جده و عاذ فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته و ننتظر أوبته آمين رب العالمين
ثم تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين ع و هو آخر دعاء دعا به ع يوم كوثر اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء قريب إذا دعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب إليك قادر على ما أردت و مدرك ما طلبت و شكور إذا شكرت و ذكور إذا ذكرت أدعوك محتاجا و أرغب إليك فقيرا و أفزع إليك خائفا و أبكي إليك مكروبا و أستعين بك ضعيفا و أتوكل عليك كافيا احكم بيننا و بين قومنا فإنهم غرونا و خدعونا و خذلونا و غدروا بنا و قتلونا و نحن عترة نبيك و ولد حبيبك محمد بن عبد الله
مصباح المتهجد ص : 828
الذي اصطفيته بالرسالة و ائتمنته على وحيك فاجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين قال ابن عياش سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري يقول سمعت أبا عبد الله ع يدعو به في هذا اليوم و قال هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان و هو مولد الحسين ع
ما يقال في كل يوم منه
روى محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد السياري عن العباس بن مجاهد عن أبيه قال كان علي بن الحسين ع يدعو عند كل زوال من أيام شعبان و في ليلة النصف منه و يصلي على النبي ص بهذه الصلوات يقول اللهم صل على محمد و آل محمد شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم و أهل بيت الوحي اللهم صل على محمد و آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها و يغرق من تركها المتقدم لهم مارق و المتأخر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق اللهم صل على محمد و آل محمد الكهف الحصين و غياث المضطر المستكين و ملجإ الهاربين و عصمة المعتصمين اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة كثيرة تكون لهم رضا و لحق محمد و آل محمد أداء و قضاء بحول منك و قوة يا رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين
مصباح المتهجد ص : 829
الأبرار الأخيار الذين أوجبت حقوقهم و فرضت طاعتهم و ولايتهم اللهم صل على محمد و آل محمد و اعمر قلبي بطاعتك و لا تخزني بمعصيتك و ارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك بما وسعت علي من فضلك و نشرت علي من عدلك و أحيني تحت ظلك و هذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة و الرضوان الذي كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدأب في صيامه و قيامه في لياليه و أيامه بخوعا لك في إكرامه و إعظامه إلى محل حمامه اللهم فأعنا على الاستنان بسنته فيه و نيل الشفاعة لديه اللهم و اجعله لي شفيعا مشفعا و طريقا إليك مهيعا و اجعلني له متبعا حتى ألقاه يوم القيامة عني راضيا و عن ذنوبي غاضيا قد أوجبت لي منك الرحمة و الرضوان و أنزلتني دار القرار و محل الأخيار
و روى محمد بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم و أتوب إليه كتبه الله تعالى في الأفق المبين قلت و ما الأفق المبين قال قاع بين يدي العرش فيه أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم
ليلة النصف من شعبان أفضل الأعمال فيها زيارة أبي عبد الله الحسين بن علي ع
روى خداش عن
مصباح المتهجد ص : 830
مصباحالمتهجد ص : 830
أبي عبد الله ع قال من زار قبر الحسين بن علي ع ثلاث سنين متواليات لا يفصل بينهن في النصف من شعبان غفرت له ذنوبه البتة
و روى محمد بن مارد التميمي قال قال لنا أبو جعفر ع من زار قبر الحسين ع في النصف من شعبان غفرت له ذنوبه و لم تكتب عليه سيئة في سنته حتى يحول عليه الحول فإن زاره في السنة الثانية غفرت له ذنوبه
و روى أبو بصير عن أبي عبد الله ع قال من أحب أن يصافحه مائة ألف و عشرون ألف نبي فليزر قبر الحسين ع في نصف شعبان فإن أرواح النبيين يستأذن الله تعالى في زيارته فيؤذن لهم
و روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم
صلاة ليلة النصف من شعبان
روى أبو يحيى الصنعاني عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و رواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق به قالا إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قل هو الله أحد مائة مرة فإذا فرغت فقل اللهم إني إليك فقير و من عذابك خائف مستجير اللهم لا تبدل اسمي و لا تغير جسمي و لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون
مصباح المتهجد ص : 831
صلاة أخرى في هذه الليلة
روى أبو يحيى عن جعفر بن محمد ع قال سئل الباقر ع عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر فيها يمنح الله العباد فضله و يغفر لهم بمنه فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنها ليلة آلى الله عز و جل على نفسه لا يرد سائلا فيها ما لم يسأل الله معصية و إنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا ع فاجتهدوا في الدعاء و الثناء على الله فإنه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة و حمده مائة مرة و كبره مائة مرة غفر الله له ما سلف من معاصيه و قضى له حوائج الدنيا و الآخرة ما التمسه و ما علم حاجته إليه و إن لم يلتمسه منة و تفضلا على عباده قال أبو يحيى فقلت لسيدنا الصادق ع و أي شيء أفضل الأدعية فقال إذا أنت صليت عشاء الآخرة فصل ركعتين تقرأ في الأولى الحمد مرة و سورة الجحد و هي قل يا أيها الكافرون و اقرأ في الركعة الثانية الحمد و سورة التوحيد و هي قل هو الله أحد فإذا سلمت قلت سبحان الله ثلاثا و ثلاثين مرة و الحمد لله ثلاثا و ثلاثين مرة و الله أكبر أربعا و ثلاثين مرة ثم قل يا من إليه ملجأ العباد في المهمات و إليه يفزع الخلق في الملمات يا عالم الجهر و الخفيات و يا من لا تخفى عليه خواطر الأوهام و تصرف الخطرات يا رب الخلائق و البريات يا من بيده ملكوت الأرضين و السماوات أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت فبلا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته و سمعت دعاءه فأجبته و علمت استقالته فأقلته و تجاوزت
مصباح المتهجد ص : 832
عن سالف خطيئته و عظيم جريرته فقد استجرت بك من ذنوبي و لجأت إليك في ستر عيوبي اللهم فجد علي بكرمك و فضلك و احطط خطاياي بحلمك و عفوك و تغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك و اجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك و اخترتهم لعبادتك و جعلتهم خالصتك و صفوتك اللهم اجعلني ممن سعد جده و توفر من الخيرات حظه و اجعلني ممن سلم فنعم و فاز فغنم و اكفني شر ما أسلفت و اعصمني من الازدياد في معصيتك و حبب إلي طاعتك و ما يقربني منك و يزلفني عندك سيدي إليك يلجأ الهارب و منك يلتمس الطالب و على كرمك يعول المستقيل التائب أدبت عبادك بالتكرم و أنت أكرم الأكرمين و أمرت بالعفو عبادك و أنت الغفور الرحيم اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك و لا تؤيسني من سابغ نعمك و لا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك و اجعلني في جنة من شرار بريتك رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم و العفو و المغفرة و جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه فقد حسن ظني بك و تحقق رجائي لك و علقت نفسي بكرمك فأنت أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين اللهم و اخصصني من كرمك بجزيل قسمك و أعوذ بعفوك من عقوبتك و اغفر لي الذنب الذي يحبس علي الخلق و يضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك و أنعم بجزيل عطائك و أسعد بسابغ نعمائك فقد لذت بحرمك و تعرضت لكرمك و استعذت بعفوك من عقوبتك
مصباح المتهجد ص : 833
و بحلمك من غضبك فجد بما سألتك و أنل ما التمست منك أسألك بك لا بشيء هو أعظم منك ثم تسجد و تقول عشرين مرة يا رب يا الله سبع مرات لا حول و لا قوة إلا بالله سبع مرات ما شاء الله عشر مرات لا قوة إلا بالله عشر مرات ثم تصلي على النبي ص و تسأل الله حاجتك فو الله لو سألت بها بعدد القطر لبلغك الله عز و جل إياها بكرمه و فضله
و تقول إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون و قصدك فيها القاصدون و أمل فضلك و معروفك الطالبون و لك في هذا الليل نفحات و جوائز و عطايا و مواهب تمن بها على من تشاء من عبادك و تمنعها من لم تسبق له العناية منك و ها أنا ذا عبيدك الفقير إليك المؤمل فضلك و معروفك فإن كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك و عدت عليه بعائدة من عطفك فصل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين و جد علي بطولك و معروفك يا رب العالمين و صلى الله على محمد خاتم النبيين و آله الطاهرين و سلم تسليما إن الله حميد مجيد اللهم إني أدعوك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت إنك لا تخلف الميعاد
فإذا صليت صلاة الليل فصل ركعتين و ادع بهذا الدعاء فقل اللهم صل على محمد و آل محمد شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم و أهل بيت الوحي و أعطني في هذه الليلة أمنيتي و تقبل وسيلتي
مصباح المتهجد ص : 834
فإني بمحمد و علي و أوصيائهما إليك أتوسل و عليك أتوكل و لك أسأل يا مجيب المضطرين يا ملجأ الهاربين و منتهى رغبة الراغبين و نيل الطالبين اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة كثيرة طيبة تكون لك رضى و لحقهم قضاء اللهم اعمر قلبي بطاعتك و لا تخزني بمعصيتك و ارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك بما وسعت علي من فضلك فإنك واسع الفضل وازع العدل لكل خير أهل ثم صل ركعتين و قل اللهم أنت المدعو و أنت المرجو و رازق الخير و كاشف السوء الغفار ذو العفو الرفيع و الدعاء السميع أسألك في هذه الليلة الإجابة و حسن الإنابة و التوبة و الأوبة و خير ما قسمت فيها و فرقت من كل أمر حكيم فإنك بحالي زعيم عليم و بي رحيم امنن علي بما مننت به على المستضعفين من عبادك و اجعلني من الوارثين و في جوارك من اللابثين في دار القرار و محل الأخيار ثم صل ركعتين و قل سبحان الواحد الذي لا إله غيره القديم الذي لا بديء له الدائم الذي لا نفاد له الدائب الذي لا فراغ له الحي الذي لا يموت خالق ما يرى و ما لا يرى عالم كل شيء بغير تعليم السابق في علمه ما لا يهجس للمرء في وهمه سبحانه و تعالى عما يشركون اللهم إني أسألك سؤال معترف ببلائك القديم و نعمائك أن تصلي
مصباح المتهجد ص : 835
على محمد خير أنبيائك و أهل بيته أصفيائك و أحبائك و أن تبارك لي في لقائك ثم صل ركعتين و قل يا كاشف الكرب و مذلل كل صعب و مبتدئ النعم قبل استحقاقها و يا من مفزع الخلق إليه و توكلهم عليه أمرت بالدعاء و ضمنت الإجابة فصل على محمد و آل محمد و ابدأ بهم في كل خير و فرج همي و غمي و أذقني برد عفوك و حلاوة ذكرك و شكرك و انتظار أمرك انظر إلي نظرة رحيمة من نظراتك و أحيني ما أحييتني موفورا مستورا و اجعل الموت لي جذلا و سرورا و أقدر و لا تقتر في حياتي إلى حين وفاتي حتى ألقاك من العيش سئما و إلى الآخرة قرما إنك على كل شيء قدير ثم صل ركعتين و قل بعدهما قبل قيامك إلى الوتر اللهم رب الشفع و الوتر و الليل إذا يسر بحق هذه الليلة المقسوم فيها بين عبادك ما تقسم و المحتوم فيها ما تحتم أجزل فيها قسمي و لا تبدل اسمي و لا تغير جسمي و لا تجعلني ممن عن الرشد عمي و اختم لي بالسعادة و القبول يا خير مرغوب إليه و مسئول ثم قم و أوتر فإذا فرغت من دعاء الوتر و أنت قائم فقل قبل الركوع اللهم يا من شأنه الكفاية و سرادقه الرعاية يا من هو الرجاء و الأمل و عليه في
مصباح المتهجد ص : 836
الشدائد المتكل مسني الضر و أنت أرحم الراحمين و ضاقت علي المذاهب و أنت خير الرازقين كيف أخاف و أنت رجائي و كيف أضيع و أنت لشدتي و رخائي اللهم إني أسألك بما وارت الحجب من جلالك و جمالك و بما أطاف العرش من بهاء كمالك و بمعاقد العز من عرشك الثابت الأركان و بما تحيط به قدرتك من ملكوت السلطان يا من لا راد لأمره و لا معقب لحكمه اضرب بيني و بين أعدائي سترا من سترك و كافية من أمرك يا من لا تخرق قدرته عواصف الرياح و لا تقطعه بواتر الصفاح و لا تنفذ فيه عوامل الرماح يا شديد البطش يا عالي العرش اكشف ضري يا كاشف ضر أيوب و اضرب بيني و بين من يرميني ببوائقه و تسري إلي طوارقه بكافية من كوافيك و واقية من دواعيك و فرج همي و غمي يا فارج هم يعقوب و اغلب لي من غلبني يا غالبا غير مغلوب و رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين يا من نجى نوحا من القوم الظالمين يا من نجى لوطا من القوم الفاسقين يا من نجى هودا من القوم العادين يا من نجى محمدا من القوم المستهزءين أسألك بحق شهرنا هذا و أيامه الذي كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدأب نفسه في صيامه و قيامه مدى سنيه و أعوامه أن تجعلني فيه من المقبولين أعمالهم البالغين آمالهم و القاضين في طاعتك آجالهم و أن تدرك بي صيام
مصباح المتهجد ص : 837
الشهر المفترض شهر الصيام على التكملة و التمام و اسلخه عني بانسلاخي من الآثام فإني متحصن بك ذو اعتصام بأسمائك العظام و موالاة أوليائك الكرام أهل النقض و الإبرام إمام منهم بعد إمام مصابيح الظلام و حجج الله على جميع الأنام عليهم منك أفضل الصلاة و السلام اللهم و إني أسألك بحق البيت الحرام و الركن و المقام و المشاعر العظام أن تهب لي الليلة الجزيل من عطائك و الإعاذة من بلائك اللهم صل على محمد و أهل بيته الأوصياء الهداة الرعاة الدعاة و لا تجعل حظي من هذا الدعاء تلاوته و اجعل حظي منه إجابته إنك على كل شيء قدير
صلاة أخرى في هذه الليلة
روى عمرو بن ثابت عن محمد بن مروان عن الباقر ع قال قال رسول الله ص من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة و قرأ في كل ركعة الحمد مرة و قل هو الله أحد عشر مرات لم يمت حتى يرى منزله من الجنة أو يرى له
صلاة أخرى في هذه الليلة
روى محمد بن صدقة العنبري قال حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه ع قال الصلاة ليلة النصف من شعبان أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قل هو الله أحد مائتين و خمسين مرة ثم تجلس و تتشهد و تسلم
مصباح لمتهجد ص : 838
و تدعو بعد التسليم فتقول اللهم إني إليك فقير و من عذابك خائف و بك مستجير رب لا تبدل اسمي و لا تغير جسمي رب لا تجهد بلائي اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ بك منك لا إله إلا أنت جل ثناؤك و لا أحصي مدحتك و لا الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون رب أنت صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا و تسأل حاجتك إن شاء الله
صلاة أخرى فيها
روى علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا ع عن ليلة النصف من شعبان قال هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار و يغفر فيها الذنوب الكبار قلت فهل فيها صلاة زيادة على سائر الليالي قال ليس فيها شيء موظف و لكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب ع و أكثر فيها من ذكر الله تعالى و من الاستغفار و الدعاء فإن أبي ع كان يقول الدعاء فيها مستجاب قلت إن الناس يقولون إنها ليلة الصكاك فقال تلك ليلة القدر في شهر رمضان
صلاة أخرى في هذه الليلة
روى التلعكبري بإسناده عن سالم مولى أبي حذيفة قال قال رسول الله ص
مصباح المتهجد ص : 839
من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر و لبس ثوبين نظيفين ثم خرج إلى مصلاه فصلى العشاء الآخرة ثم صلى بعدها ركعتين يقرأ في أول ركعة الحمد و ثلاث آيات من أول البقرة و آية الكرسي و ثلاث آيات من آخرها ثم يقرأ في الركعة الثانية الحمد لله و قل أعوذ برب الناس سبع مرات و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات و قل هو الله أحد سبع مرات ثم يسلم ثم يصلي بعدها أربع ركعات يقرأ في أول ركعة يس و في الثانية حم الدخان و في الثالثة الم السجدة و في الرابعة تبارك الذي بيده الملك ثم يصلي بعدها مائة ركعة يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد عشر مرات و الحمد مرة واحدة قضى الله تعالى له ثلاث حوائج إما في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة ثم إن سأل أن يراني من ليلته رآني
صلاة أخرى في هذه الليلة مروية عن عائشة
روى الحسن البصري عن عائشة قالت في حديث طويل في ليلة النصف من شعبان إن رسول الله ص قال في هذه الليلة هبط علي حبيبي جبرئيل ع فقال لي يا محمد مر أمتك إذا كان ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب مرة و قل هو الله أحد عشر مرات ثم سجد فقال في سجوده اللهم لك سجد سوادي و خيالي و بياضي يا عظيم كل عظيم اغفر لي ذنبي العظيم فإنه لا يغفره غيرك فإنه من فعل ذلك محا الله تعالى عنه اثنين و سبعين ألف سيئة و كتب له من الحسنات مثلها و محا الله عن والديه سبعين ألف سيئة
رواية أخرى عنها قالت كان رسول الله ص عندي في ليلة التي كان عندي فيها فانسل
مصباح المتهجد ص : 840
من لحافي فانتبهت فدخلني ما يدخل النساء من الغيرة فظننت أنه في بعض حجر نسائه فإذا أنا به كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجدا على أطراف أصابع قدميه و هو يقول أصبحت إليك فقيرا خائفا مستجيرا فلا تبدل اسمي و لا تغير جسمي و لا تجهد بلائي و اغفر لي ثم رفع رأسه و سجد الثانية فسمعته يقول سجد لك سوادي و خيالي و آمن بك فؤادي هذه يداي بما جنيت على نفسي يا عظيم ترجى بكل عظيم اغفر لي ذنبي العظيم فإنه لا يغفر العظيم إلا العظيم ثم رفع رأسه و سجد الثالثة فسمعته يقول أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك أنت كما أثنيت على نفسك ثم رفع رأسه و سجد الرابعة فقال اللهم إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات و الأرض و تشعبت به الظلمات و صلح به أمر الأولين و الآخرين أن تحلل علي غضبك أو تنزل علي سخطك أعوذ بك من زوال نعمتك و فجاءة نقمتك و تحويل عافيتك و جميع
مصباح المتهجد ص : 841
سخطك لك العتبى فيما استطعت و لا حول و لا قوة إلا بك قالت عائشة فلما رأيت ذلك منه تركته و انصرفت نحو المنزل فأخذني نفس عال ثم إن رسول الله ص اتبعني فقال يا عائشة ما هذا النفس العالي قالت قلت كنت عندك يا رسول الله فقال أ تدرين أي ليلة هذه هذه ليلة النصف من شعبان فيها تنسخ الأعمال و تقسم الأرزاق و تكتب الآجال و يغفر الله تعالى إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم أو مدمن مسكر أو مصر على ذنب أو شاعر أو كاهن
رواية أخرى عنها
روى حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع لما كان ليلة النصف من شعبان كان رسول الله ص عند عائشة فلما انتصف الليل قام رسول الله ص عن فراشها فلما انتبهت وجدت رسول الله قد قام عن فراشها فدخلها ما يتداخل النساء و ظنت أنه قد قام إلى بعض نسائه فقامت و تلففت بشملتها و ايم الله ما كان قزا و لا كتانا و لا قطنا و لكن كان سداه شعرا و لحمته أوبار الإبل فقامت تطلب رسول الله ص في حجر نسائه حجرة حجرة فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله ص ساجدا كثوب متلبط على وجه الأرض فدنت منه قريبا فسمعته في سجوده و هو يقول سجد لك سوادي و خيالي و آمن بك فؤادي هذه يداي و ما جنيته على نفسي يا عظيم ترجى لكل عظيم اغفر لي العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا
مصباح المتهجد ص : 842
فسمعته يقول أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات و الأرضون و انكشفت له الظلمات و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين من فجاءة نقمتك و من تحويل عافيتك و من زوال نعمتك اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا و من الشرك بريئا لا كافرا و لا شقيا ثم عفر خديه في التراب فقال عفرت وجهي في التراب و حق لي أن أسجد لك فلما هم رسول الله ص بالانصراف هرولت إلى فراشها فأتى رسول الله ص فراشها فإذا لها نفس عال فقال لها رسول الله ص ما هذا النفس العالي أ ما تعلمين أي ليلة هذه هذه ليلة النصف من الشعبان فيها تقسم الأرزاق و فيها تكتب الآجال و فيها يكتب وفد الحاج و إن الله تعالى ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى كلب و ينزل الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض بمكة
و مما يستحب من الأدعية في هذه الليلة و في هذه الليلة ولد الحجة الصالح صاحب الأمر ع
و يستحب أن يدعى فيها بهذا الدعاء اللهم بحق ليلتنا و مولودها و حجتك و موعودها التي قرنت إلى فضلها فضلك فتمت كلمتك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماتك و لا معقب لآياتك نورك المتألق و ضياؤك المشرق و العلم النور في طخياء الديجور الغائب المستور جل مولده و كرم محتده و الملائكة شهده و الله ناصره و مؤيده إذا آن ميعاده
مصباح المتهجد ص : 843
و الملائكة أمداده سيف الله الذي لا ينبو و نوره الذي لا يخبو و ذو الحلم الذي لا يصبو مدار الدهر و نواميس العصر و ولاة الأمر و المنزل عليهم ما يتنزل في ليلة القدر و أصحاب الحشر و النشر تراجمة وحيه و ولاة أمره و نهيه اللهم فصل على خاتمهم و قائمهم المستور عن عوالمهم و أدرك بنا أيامه و ظهوره و قيامه و اجعلنا من أنصاره و اقرن ثارنا بثاره و اكتبنا في أعوانه و خلصائه و أحينا في دولته ناعمين و بصحبته غانمين و بحقه قائمين و من السوء سالمين يا أرحم الراحمين و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد خاتم النبيين و المرسلين و على أهل بيته الصادقين و عترته الناطقين و العن جميع الظالمين و احكم بيننا و بينهم يا أحكم الحاكمين
و روى إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال علمني أبو عبد الله ع دعاء أدعو به ليلة النصف من شعبان اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم الخالق الرازق المحيي المميت البديء البديع لك الجلال و لك الفضل و لك الحمد و لك المن و لك الجود و لك الكرم و لك الأمر و لك المجد و لك الشكر وحدك لا شريك لك يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد صل على محمد و آل محمد و اغفر لي و ارحمني و اكفني ما أهمني و اقض ديني و وسع علي في رزقي
مصباح المتهجد ص : 844
فإنك في هذه الليلة كل أمر حكيم تفرق و من تشاء من خلقك ترزق فارزقني و أنت خير الرازقين فإنك قلت و أنت خير القائلين الناطقين وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فمن فضلك أسأل و إياك قصدت و ابن نبيك اعتمدت و لك رجوت فارحمني يا أرحم الراحمين
دعاء آخر و هو دعاء الخضر ع
روي أن كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين ع ساجدا يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء و بقوتك التي قهرت بها كل شيء و خضع لها كل شيء و ذل لها كل شيء و بجبروتك التي غلبت بها كل شيء و بعزتك التي لا يقوم لها شيء و بعظمتك التي ملأت كل شيء و بسلطانك الذي علا كل شيء و بوجهك الباقي بعد فناء كل شيء و بأسمائك التي غلبت أركان كل شيء و بعلمك الذي أحاط بكل شيء و بنور وجهك الذي أضاء له كل شيء يا نور يا قدوس يا أول الأولين و يا آخر الآخرين اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته و كل خطيئة أخطأتها
مصباح المتهجد ص : 845
اللهم إني أتقرب إليك بذكرك و أستشفع بك إلى نفسك و أسألك بجودك أن تدنيني من قربك و أن توزعني شكرك و أن تلهمني ذكرك اللهم إني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع أن تسامحني و ترحمني و تجعلني بقسمك راضيا قانعا و في جميع الأحوال متواضعا اللهم و أسألك سؤال من اشتدت فاقته و أنزل بك عند الشدائد حاجته و عظم فيما عندك رغبته اللهم عظم سلطانك و علا مكانك و خفي مكرك و ظهر أمرك و غلب قهرك و جرت قدرتك و لا يمكن الفرار من حكومتك اللهم لا أجد لذنوبي غافرا و لا لقبائحي ساترا و لا لشيء من عملي القبيح بالحسن مبدلا غيرك لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك ظلمت نفسي و تجرأت بجهلي و سكنت إلى قديم ذكرك لي و منك علي اللهم مولاي كم من قبيح سترته و كم من فادح من البلاء أقلته و كم من عثار وقيته و كم من مكروه دفعته و كم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته اللهم عظم بلائي و أفرط بي سوء حالي و قصرت بي أعمالي و قعدت بي أغلالي و حبسني عن نفعي بعد أملي و خدعتني الدنيا بغرورها و نفسي بجنايتها و مطالي يا سيدي فأسألك بعزتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي و فعالي و لا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري و لا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي من سوء فعلي و إساءتي و دوام تفريطي و جهالتي و كثرة شهواتي و غفلتي و كن اللهم بعزتك لي في كل الأحوال رءوفا و علي في جميع
مصباح المتهجد ص : 846
الأمور عطوفا إلهي و ربي من لي غيرك أسأله كشف ضري و النظر في أمري إلهي و مولاي أجريت علي حكما اتبعت فيه هوى نفسي و لم أحترس من تزيين عدوي فغرني بما أهوى و أسعده على ذلك القضاء فتجاوزت بما جرى علي من ذلك من نقض حدودك و خالفت بعض أوامرك فلك الحمد علي في جميع ذلك و لا حجة لي فيما جرى علي فيه قضاؤك و ألزمني حكمك و بلاؤك و قد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري و إسرافي على نفسي معتذرا نادما منكسرا مستقيلا مستغفرا منيبا مقرا مذعنا معترفا لا أجد مفرا مما كان مني و لا مفزعا أتوجه إليه في أمري غير قبولك عذري و إدخالك إياي في سعة من رحمتك إلهي فاقبل عذري و ارحم شدة ضري و فكني من شد وثاقي يا رب ارحم ضعف بدني و رقة جلدي و دقة عظمي يا من بدأ خلقي و ذكري و تربيتي و بري و تغذيتي هبني لابتداء كرمك و سالف برك بي يا إلهي و سيدي و ربي أ تراك معذبي بنارك بعد توحيدك و بعد ما انطوى عليه قلبي من معرفتك و لهج به لساني من ذكرك و اعتقده ضميري من حبك و بعد صدق اعترافي و دعائي خاضعا لربوبيتك هيهات أنت أكرم من أن تضيع من ربيته أو تبعد من أدنيته أو تشرد من آويته أو تسلم إلى البلاء من كفيته و رحمته و ليت شعري يا سيدي و إلهي و مولاي أ تسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة و على ألسن نطقت بتوحيدك صادقة و بشكرك مادحة و على قلوب اعترفت
مصباح المتهجد ص : 847
بإلهيتك محققة و على ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة و على جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة و أشارت باستغفارك مذعنة ما هكذا الظن بك و لا أخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب و أنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا و عقوباتها و ما يجري فيها من المكاره على أهلها على أن ذلك بلاء و مكروه قليل مكثه يسير بقاؤه قصير مدته فكيف احتمالي لبلاء الآخرة و جليل وقوع المكاره فيها و هو بلاء تطول مدته و يدوم مقامه و لا يخفف عن أهله لأنه لا يكون إلا عن غضبك و انتقامك و سخطك و هذا ما لا تقوم له السماوات و الأرض يا سيدي فكيف لي و أنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين يا إلهي و ربي و سيدي و مولاي لأي الأمور إليك أشكو و لما منها أضج و أبكي أ لأليم العذاب و شدته أم لطول البلاء و مدته فلئن صيرتني للعقوبات مع أعدائك و جمعت بيني و بين أهل بلائك و فرقت بيني و بين أحبائك و أوليائك فهبني يا إلهي و سيدي و مولاي و ربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك و هبني صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك أم كيف أسكن في النار و رجائي عفوك فبعزتك يا سيدي و مولاي أقسم صادقا لئن تركتني ناطقا لأضجن إليك بين أهلها ضجيج الآملين و لأصرخن إليك صراخ المستصرخين و لأبكين عليك بكاء الفاقدين و لأنادينك أين كنت يا ولي المؤمنين يا غاية آمال
مصباح المتهجد ص : 848
العارفين يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب الصادقين و يا إله العالمين أ فتراك سبحانك يا إلهي و بحمدك تسمع فيها صوت عبد مسلم يسجن فيها بمخالفته و ذاق طعم عذابها بمعصيته و حبس بين أطباقها بجرمه و جريرته و هو يضج إليك ضجيج مؤمل لرحمتك و يناديك بلسان أهل توحيدك و يتوسل إليك بربوبيتك يا مولاي فكيف يبقى في العذاب و هو يرجو ما سلف من حلمك أم كيف تؤلمه النار و هو يأمل فضلك و رحمتك أم كيف يحرقه لهبها و أنت تسمع صوته و ترى مكانه أم كيف يشتمل عليه زفيرها و أنت تعلم ضعفه أم كيف يتغلغل بين أطباقها و أنت تعلم صدقه أم كيف تزجره زبانيتها و هو يناديك يا ربه أم كيف تنزله فيها و هو يرجو فضلك في عتقه منا فتتركه هيهات ما ذلك الظن بك و لا المعروف من فضلك و لا مشبه لما عاملت به الموحدين من برك و إحسانك فباليقين أقطع لو لا ما حكمت به من تعذيب جاحديك و قضيت به من إخلاد معانديك لجعلت النار كلها بردا و سلاما و ما كان لأحد فيها مقرا و لا مقاما لكنك تقدست أسماؤك أقسمت أن تملأها من الكافرين من الجنة و الناس أجمعين و أن تخلد فيها المعاندين و أنت جل ثناؤك قلت مبتدئا و تطولت بالإنعام متكرما أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ إلهي و سيدي فأسألك بالقدرة التي قدرتها و بالقضية التي حتمتها و
مصباح المتهجد ص : 849
حكمتها و غلبت من عليه أجريتها أن تهب لي في هذه الليلة و في هذه الساعة كل جرم أجرمته و كل ذنب أذنبته و كل قبيح أسررته و كل جهل عملته كتمته أو أعلنته أخفيته أو أظهرته و كل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني و جعلتهم شهودا علي مع جوارحي و كنت أنت الرقيب علي من ورائهم و الشاهد لما خفي عنهم و برحمتك أخفيته و بفضلك سترته و أن توفر حظي من كل خير أنزلته أو إحسان فضلته أو بر نشرته أو رزق بسطته أو ذنب تغفره أو خطإ تستره يا رب يا رب يا رب يا إلهي و سيدي و مولاي و مالك رقي يا من بيده ناصيتي يا عليم بفقري و مسكنتي يا خبيرا بفقري و فاقتي يا رب يا رب يا رب أسألك بحقك و قدسك و أعظم صفاتك و أسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل و النهار بذكرك معمورة و بخدمتك موصولة و أعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي و أورادي كلها وردا واحدا و حالي في خدمتك سرمدا يا سيدي يا من عليه معولي يا من إليه شكوت أحوالي يا رب يا رب قو على خدمتك جوارحي و اشدد على العزيمة جوانحي و هب لي الجد في خشيتك و الدوام في الاتصال بخدمتك حتى أسرح إليك في ميادين السابقين و أسرع إليك في البارزين و أشتاق إلى قربك في المشتاقين و أدنو منك دنو المخلصين و أخافك مخافة الموقنين و أجتمع في جوارك مع المؤمنين اللهم و من أرادني بسوء فأرده و
مصباح المتهجد ص : 850
من كادني فكده و اجعلني من أحسن عبادك نصيبا عندك و أقربهم منزلة منك و أخصهم زلفة لديك فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك و جد لي بجودك و اعطف علي بمجدك و احفظني برحمتك و اجعل لساني بذكرك لهجا و قلبي بحبك متيما و من علي بحسن إجابتك و أقلني عثرتي و اغفر زلتي فإنك قضيت على عبادك بعبادتك و أمرتهم بدعائك و ضمنت لهم الإجابة فإليك يا رب نصبت وجهي و إليك يا رب مددت يدي فبعزتك استجب لي دعائي و بلغني مناي و لا تقطع من فضلك رجائي و اكفني شر الجن و الإنس من أعدائي يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء فإنك فعال لما تشاء يا من اسمه دواء و ذكره شفاء و طاعته غنى ارحم من رأس ماله الرجاء و سلاحه البكاء يا سابغ النعم يا دافع النقم يا نور المستوحشين في الظلم يا عالما لا يعلم صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله و صلى الله على رسوله و الأئمة الميامين من آله و سلم تسليما كثيرا
دعاء في آخر ليلة من شعبان
روى الحارث بن المغيرة النضري قال كان أبو عبد الله ع يقول في آخر ليلة من شعبان و أول ليلة من شهر رمضان اللهم إن هذا الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات
مصباح المتهجد ص : 851
من الهدى و الفرقان قد حضر فسلمنا فيه و سلمه لنا و تسلمه منا في يسر منك و عافية يا من أخذ القليل و شكر الكثير اقبل مني اليسير اللهم إني أسألك أن تجعل لي إلى كل خير سبيلا و من كل ما لا تحب مانعا يا أرحم الراحمين يا من عفى عني و عما خلوت به من السيئات يا من لم يؤاخذني بارتكاب المعاصي عفوك عفوك عفوك يا كريم إلهي وعظتني فلم أتعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر فما عذري فاعف عني يا كريم عفوك عفوك اللهم إني أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب عظم الذنب من عبدك فليحسن التجاوز من عندك يا أهل التقوى و يا أهل المغفرة عفوك عفوك اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ضعيف فقير إلى رحمتك و أنت منزل الغنى و البركة على العباد قاهر مقتدر أحصيت أعمالهم و قسمت أرزاقهم و جعلتهم مختلفة ألسنتهم و ألوانهم خلقا من بعد خلق لا يعلم العباد علمك و لا يقدر العباد قدرك و كلنا فقير إلى رحمتك فلا تصرف عني وجهك و اجعلني من صالحي خلقك في العمل و الأمل و القضاء و القدر اللهم أبقني خير البقاء و أفنني خير الفناء على موالاة أوليائك و معاداة أعدائك و الرغبة إليك و الرهبة منك و الخشوع و الوفاء و التسليم لك و التصديق بكتابك و اتباع سنة رسولك
مصباح المتهجد ص : 852
اللهم ما كان في قلبي من شك أو ريبة أو جحود أو قنوط أو فرح أو بذخ أو بطر أو خيلاء أو رياء أو سمعة أو شقاق أو نفاق أو كفر أو فسوق أو عصيان أو عظمة أو شيء لا تحب فأسألك يا رب أن تبدلني مكانه إيمانا بوعدك و وفاء بعهدك و رضا بقضائك و زهدا في الدنيا و رغبة فيما عندك و أثرة و طمأنينة و توبة نصوحا أسألك ذلك يا رب العالمين إلهي أنت من حلمك تعصى و من كرمك و جودك تطاع فكأنك لم تعص و أنا و من لم يعصك سكان أرضك فكن علينا بالفضل جوادا و بالخير عوادا يا أرحم الراحمين و صلى الله على محمد و آله صلاة دائمة لا تحصى و لا تعد و لا يقدر قدرها غيرك يا أرحم الراحمين
فصل من الزيادات في ذلك
روى صفوان الجمال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال ولد أمير المؤمنين ع في يوم الأحد لسبع خلون من شعبان
و روى الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد ع قال ولد الحسين بن علي ع لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة
و روى إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه قال كان علي بن أبي طالب ع يقول يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه في السنة أربع ليال ليلة الفطر و ليلة الأضحى و ليلة النصف من شعبان و أول ليلة من رجب و روى إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد ع عن أبيه مثل ذلك
و روى الحارث بن عبد الله عن علي ع قال إن استطعت أن تحافظ على ليلة الفطر و ليلة النحر و أول ليلة من المحرم و ليلة عاشوراء و أول ليلة من رجب و ليلة النصف من شعبان فافعل و أكثر فيهن من الدعاء
مصباح المتهجد ص : 853
و الصلاة و تلاوة القرآن
و روى سعيد بن سعد عن أبي الحسن الرضا ع قال كان أمير المؤمنين ع لا ينام ثلاث ليال ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان و ليلة الفطر و ليلة النصف من شعبان و فيها تقسم الأرزاق و الآجال و ما يكون في السنة
و روى زيد بن علي ع قال كان علي بن الحسين ع يجمعنا جميعا ليلة النصف من شعبان ثم يجزئ الليل أجزاء ثلاثا فيصلي بنا جزءا ثم يدعو و نؤمن على دعائه ثم يستغفر الله و نستغفره و نسأله الجنة حتى ينفجر الصبح
و روى أبو بصير عن أبي عبد الله قال صوموا شعبان و اغتسلوا ليلة النصف منه ذلك تخفيف من ربكم
و ذكر أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله في كتاب الزيارات أنه روى سالم بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء و قرأ ألف مرة قل هو الله أحد و استغفر الله ألف مرة و يحمده تعالى ألف مرة ثم يقوم فيصلي أربع ركعات يقرأ في كل ركعة ألف مرة آية الكرسي وكل الله به ملكين يحفظانه من كل سوء و من شر كل شيطان و سلطان و يكتبان له حسناته و لا تكتب عليه سيئة و يستغفران له ما داما معه
فصل في ذكر ما لا يختص بوقت معين من العبادات
هذا الفصل يشتمل على نوعين أحدهما عبادة الأبدان و الآخر عبادة الأموال فالأول يشتمل على نوعين أحدهما الجهاد و الثاني الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الجهاد على ضربين أحدهما جهاد من خالف الإسلام من أصناف الكفار و الثاني جهاد البغاة الخارجين على أئمة المسلمين فأما جهاد الكفار فإنه يلزم كل ذكر حر بالغ صحيح الجسم غير ممنوع بشيء من أنواع الموانع غير أنه لا يلزم الجهاد إلا بحضور إمام عادل أو من نصبه
مصباح المتهجد ص : 854
الإمام للجهاد و مع فقد الإمام العادل أو فقد من نصبه لا يلزم الجهاد و متى وجب فإنما يجب على الكفاية لأنه ليس من فروض الأعيان و متى قام به من في قيامه كفاية سقط عن الباقين و الكفار الذين يجاهدون على ضربين أحدهما من يجب قتاله إلى أن يسلموا أو يقتلوا أو يلتزموا الجزية و هم اليهود و النصارى و المجوس فإن هؤلاء متى قبلوا الجزية و بذلوها أجيبوا إليها و أقروا على كفرهم و أحكامهم و الجزية هو ما يراه الإمام من قليل أو كثير بحسب ما يحتمل حالهم من غني أو فقير يضعها على رءوسهم أو أرضهم و لا يؤخذ من النساء و الصبيان و من ليس بمكلف من البله و المجانين و متى لم يقبلوا الجزية قتلوا و سبي ذراريهم و نساؤهم و غنمت أموالهم و الذين لا تقبل منهم الجزية و هم من عدا الفرق الثلاثة من سائر أصناف الكفار فإنه لا تقبل منهم الجزية و يقتلون و تسبى ذراريهم و نساؤهم و الذراري كل من لم يبلغ من الذكران و النساء أجمع و تغنم أموالهم و متى حيزت الغنائم و الذراري و النساء خمس فأخرج خمسة ففرق فيمن يستحقه ممن تقدم ذكره و الباقي يفرق في المقاتلة للراجل منهم سهم و للفارس سهمان فيما يمكن نقله إلى دار الإسلام و ما لا يمكن نقله من الأرضين و العقارات يخرج خمسه لأهله و الباقي لجميع المسلمين يؤخذ ارتفاعه فيترك في بيت المال ليصرف إلى مصالح المسلمين و أما البغاة فهم الذين يخرجون على الإمام العادل و يعصونه و يفسدون في الأرض فهؤلاء يجب جهادهم على كل من يجب عليه جهاد الكفار بأعيانهم إذا دعاهم الإمام إلى ذلك و لا يجاهدون مع عدم الإمام. ثم البغاة على ضربين أحدهما لهم رئيس يرجعون إليه و يتدبرون برأيه و الآخرون ليس لهم رئيس بل أمرهم يكون شورى فالأولون يقاتلون حتى يرجعوا إلى الطاعة أو يقتلوا لا يقنع منهم إلا بأحدهما و يجوز أن يتبع مدبرهم و يجاز على جريحهم و يؤخذ من مالهم ما حواه العسكر دون ما في دورهم و منازلهم و لا تسبى ذراريهم و لا نساؤهم و الضرب الآخر أيضا
مصباح المتهجد ص : 855
يقاتلون حتى يرجعوا إلى الحق أو يقتلوا غير أنه لا يجاز على جريحهم و لا يتبع مدبرهم و لا تسبى أيضا ذراريهم و لا نساؤهم مثل الأولين سواء و الفريقان جميعا يدفنون في مقابر المسلمين و يوارثون و يصلى عليهم و أما من قتل من أهل الحق في جهاد الكفار و البغاة فإنه شهيد لا يجب غسله بل يدفن بدمه و ثيابه التي فيها دم و يصلى عليهم غير أنه يترحم على هؤلاء و يلعن البغاة بعد التكبيرة الرابعة. و أما الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فهما فرضان من فروض الكفايات عند كثير من أصحابنا و أكثر من خالفنا و الأقوى أنه من فروض الأعيان و هو ينقسم ثلاثة أقسام بالقلب و اللسان و اليد فمتى أمكن وجب الجميع و إن لم يمكن اقتصر على اللسان و القلب و إن لم يمكن اقتصر على ما في القلب و لا تسقط بحال و الأمر بالمعروف على ضربين واجب و ندب فالأمر بالواجب واجب و بالندب ندب و أما النهي عن المنكر فكله واجب لأن المنكر كله قبيح و شروط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ثلاثة أحدها أن يعلم المعروف معروفا و المنكر منكرا و الثاني أن يجوز تأثير إنكاره و الثالث أن لا تكون فيه مفسدة بأن يؤدي إلى قتله أو جراحه أو قتل غيره أو أخذ ماله أو مال غيره فمتى عرض شيء من ذلك كان مفسدة و عند تكامل الشروط يجب على ما قلناه و متى اختل واحدة من الشروط سقط فرضه و تفصيل ذلك و فروعه بيناه في النهاية و المبسوط و الجمل و العقود
فصل في أحكام الزكاة
الزكاة على ضربين زكاة الأموال و زكاة الرءوس فزكاة الرءوس هي الفطرة و قد تقدم
مصباح المتهجد ص : 856
شرحنا له و زكاة الأموال على ضربين واجب و ندب فالزكاة الواجبة تجب في تسعة أشياء الذهب و الفضة و الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب و الإبل و البقر و الغنم فشروط زكاة الذهب و الفضة الملك و النصاب و كمال العقل و التمكن من التصرف في المال و حئول الحول فالنصاب في الذهب أن يبلغ عشرين مثقالا دنانير مضروبة منقوشة فإنه يجب عند ذلك فيه نصف دينار ثم بعد ذلك كلما زاد أربعة دنانير كان فيها عشر دينار و ما بين النصابين أو ما نقص عن النصاب عفو و من شرط صحة أدائه الإسلام و أما الفضة فنصابها أن تكون مأتي درهم فضة مضروبة منقوشة و باقي شروط الذهب حاصلة فعند ذلك يجب فيها خمسة دراهم و بعد ذلك كل أربعين درهما فيه درهم بالغا ما بلغ و ما نقص عن المائتين أو الأربعين بعد المائتين لا تتعلق به زكاة و أما زكاة الغلات الأجناس الأربعة فشروطها الملك و النصاب و لا يراعى باقي الصفات فالنصاب أن تبلغ خمسة أوسق و الوسق ستون صاعا و الصاع تسعة أرطال يكون مبلغه ألفين و سبعمائة رطل خالصا من مؤن الأرض و ما يلزم عليه و ليس من شروط الغلات كمال العقل لأن غلات الأطفال و المجانين يجب فيها الزكاة و يلزم الولي إخراجها و حئول الحول ليس بشرط أيضا فإن عند حصول الغلة يجب إخراج الزكاة منها و ليس بعد النصاب الأول نصاب آخر بل يخرج من قليله و كثيره و إذا وجبت الزكاة فيها فإن كانت الأرض تسقى سيحا أو عذيا وجب فيه العشر و إن كانت تسقى بالغرب و الدوالي و ما يلزم عليه المؤن ففيه نصف العشر و أما الإبل و البقر و الغنم فشروط الزكاة فيها الملك و النصاب و كونها سائمة و حئول الحول و ليس كمال العقل شرطا فيها كما قلناه في الغلات فالنصب في الإبل أولها في كل خمس شاة إلى خمس و عشرين ففيها خمس شياه فإذا صارت ستا و عشرين ففيها بنت مخاض و هي التي حملت أمها بالبطن الثاني ثم ليس فيها شيء إلى ست و ثلاثين ففيها بنت لبون و هي التي ولدت أمها البطن الثاني فحصل بها لبن ثم ليس فيها شيء إلى ست و أربعين ففيها حقة و هي التي استحقت أن تركب أو يطرقها الفحل و هي إذا بلغت أربع سنين ثم ليس فيها شيء إلى إحدى و ستين فإذا بلغت ذلك ففيها جذعة و هي
مصباح المتهجد ص : 857
التي استوفت خمس سنين و دخلت في السادسة ثم ليس فيها شيء إلى ست و سبعين ففيها بنتا لبون إلى إحدى و تسعين ففيها حقتان ثم ليس فيها شيء إلى مائة و إحدى و عشرين فعند ذلك يسقط هذا الاعتبار و أخرج من كل خمسين حقة و من كل أربعين بنت لبون و أما حئول الحول فشرط لا بد منه و السوم شرط أيضا لأن المعلوفة ليس فيها زكاة في الأجناس الثلاث و من ليس بكامل العقل يتعلق بمواشيه الزكاة و يلزم الولي إخراجه و أما البقر فنصابه الأول ثلاثون ففيها تبيع أو تبيعة و هي التي تم لها سنة و في أربعين مسنة و هي التي لها سنتان ثم على هذا الحساب بالغا ما بلغ و نصاب الغنم في الأربعين شاة و ليس بعد ذلك إلى مائة و إحدى و عشرين شيء فعند ذلك فيها شاتان ثم ليس فيها شيء إلى مائتين و واحدة ففيها ثلاث شياه ثم ليس فيها شيء إلى ثلاثمائة و واحدة ففيها أربع ثم ليس فيها شيء إلى أربعمائة فيسقط هذا الاعتبار و أخرج من كل مائة شاة و لا يعد من المواشي في الزكاة إلا ما حال عليه الحول و إذا وجبت الزكاة وجب إخراجها على الفور و لا تؤخر إلا لعذر و يجوز تقديمها بشهر و شهرين إذا حضر مستحقها يعطى على وجه القرض ثم يحتسب به عند الحول إذا بقيا على الصفة التي معها يستحق الزكاة أو تستحق عليه. و مستحق الزكاة أحد الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله تعالى و هم الفقراء و المساكين و العاملون عليها و هم جباة الزكوات و المؤلفة قلوبهم و هم الذين يستمالون إلى قتال الكفار ممن خالف الإسلام إذا كان حسن الرأي في الإسلام و في الرقاب و هم المكاتبون أو العبيد الذين يكونون في شدة و الغارمون و هم الذين ركبتهم الديون فأنفقوها في مباح على الاقتصاد و في سبيل الله و هو الجهاد و جميع مصالح المسلمين و ابن السبيل و هو المنقطع به و إن كان غنيا في بلده و يسقط سهم المؤلفة اليوم و هم السعاة و الجهاد و يفرق في الباقين أو في بعضهم على ما يختاره صاحبه من تفضيل بعضهم
مصباح المتهجد ص : 858
على بعض أو اختصاص بعض منه به و يحتاج أن يجمع إلى ذلك أن يكون مسلما مؤمنا غير فاسق أو يكون بحكم الإيمان من أطفال المؤمنين و أقل ما يعطى الفقير من الزكاة ما يجب في نصاب أوله من الذهب نصف دينار و بعد ذلك عشر دينار و من الدراهم خمسة دراهم و بعد ذلك درهم درهم و يجوز أن يعطى زكاة مال كثير لواحد يغنيه به و أما ما يستحب فيه الزكاة فسبائك الذهب و الفضة و الأواني المصاغ منهما و ما ليس بمنقوش من الجنسين و زكاة الحلي إعارته إذا كان حليا مباحا و مال التجارة يستحب فيه الزكاة إذا طلب برأس المال فما زاد تقوم بالدراهم أو الدنانير و يخرج على حسابه عدا الأجناس الأربعة مما يكال أو يوزن من الغلات يستحب فيه الزكاة مثل باقي الأجناس الأربعة و من الحيوان تستحب الزكاة في الخيل المرسلة الإناث إذا كانت عربية في كل واحدة ديناران في كل سنة و في البراذين دينار واحد و لتفصيل هذه الأشياء و فروعها شرح طويل ذكرناه في كتبنا النهاية و المبسوط و الجمل و غير ذلك فمن أراده رجع إليه و هذا القدر فيه كفاية هاهنا لأن الغرض ألا نخلي شيئا من العبادات في هذا الكتاب و إن كان الاهتمام بعبادات الأبدان أكثر و قد وفينا بما شرطناه في صدر الكتاب و نسأل الله تعالى أن يجعله لوجهه خالصا و ينفعنا و لمن يعمل به أو ببعضه و نسأله أن لا يخلينا من دعائه عقيب العمل بما علمناه إن شاء الله تعالى الحمد لله رب العالمين و عليه توكلنا و به نستعين و صلواته على سيدنا محمد نبيه و عترته الأئمة الطاهرين و سلم تسليما و حسبنا الله و نعم الوكيل
source : مصباح المتهجد للشیخ الطوسی/دارالعرفان