ابو الحسين زيد الشهيد ابن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ولد سنة 57 كما عن أخطب خوارزم أو 78 كما عن رواية أبي داود واستشهد يوم الاثنين يوم وفي رواية المقاتل يوم الجمعة لليلتين خلتا من صفر سنة 120 وله 42 سنة كما في الارشاد والمحكي عن مصعب الزبيري والزبير بن بكارو انه قتل في النصف من صفر سنة 121 وفيه عن ابن خرداد أنه قتل وهو ابن 48 سنة
أمه
أم ولد اسمها حورية أو حوراء اشتراها المختار بن أبي عبيدة الثقفي واهداها الى الامام علي بن الحسين عليهما السلام في مقاتل الطالبين فولدت له زيدا وعمر وعليا وخديجة ثم روى بسنده عن زياد ابن المنذر ان المختار بن أبي عبيدة اشترى جارية بثلاثين الفا فقال لها أدبري فأدبرت ثم قال لها اقبلي فأقبلت ثم قال ما أرى أحدا أحق بها من علي بن الحسين عليه السلام فبعث بها اليه وهي أم زيد بن علي عليه السلام ويأتي أن هشام بن عبدالملك عيره بأنه ابن امة فأجابه أن اسماعيل ابن أمة وكان نبيا مرسلا و من صلبه سيد ولد آدم واسحق كان ابن حرة كان من بلده القردة والخنازير وأنه لا يقصر برجل جده رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)أن يكون ابن أمة .
سبب تسميته بهذا الاسم
عن فرحة النمري عن أبي حمزة الثمالي في حديث قال لي علي ابن الحسين عليهما السلام يا أبا حمزة الا أحدثك بحديث ابني هذا بينا أنا ليلة ساجد وراكع إذ ذهب بي النوم من بعض حالاتي فرأيت كأبي في الجنة وزوجني رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)وأمير المؤمنين وفاطمة والحسنان عليهم السلام حورية من الحور العين فواقعتها واغتسلت في سدرة المنتهى فلما خرجت ناداني هاتف لينئك زيد ثلاث مرات فانتبهت من نومي وتطهرت وصليت الفجر فسمعت دق الباب ففتحته فإذا أنا برجل معه جارية ملفوف كمها على يده مخمرة بخمار فقلت ما حاجتك قال أريد أن القى علي بن الحسين قلت أنا علي بن الحسين قالت أرسلني المختار بن أبي عبيدة الثقفي وهو يقرؤك السلام وقد ابتاع هذه الجارية بستين دينارا وأرسلها اليك وانفذ معي ستمائة دينارا لتصرفها في نفقتها فكتبت جوابه ثم قلت للجارية ما اسمك قالت حوراء فعلقت بهذا الغلام فاسميته زيدا .
وروى الصدوق في الأمالي بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال حججت فأتيت علي بن الحسين (عليه السلام)فقال لي يا أبا حمزة إلا أحدثك عن رؤايا رأيتها رأيت كأني أدخلت الجنة فأتيت بحوراء لم ار احسن منها فبينا أنا متكئ على اريكتي إذ سمعت قائلا يقول يا علي بن الحسين ليهنئك زيد ثم حججت بعده فأتيت علي بن الحسين (عليه السلام)فقرعت الباب ففتح لي فدخلت فإذا هو حامل زيدا على يده أو قال حامل غلاما على يده فقال لي يا أبا حمزة هذه تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا .(1)
وروى ابن ادريس في السرائر عن كتاب أبي القاسم جعفر ابن قولويه انه قال روى بعض أصحابنا قال كنت عند علي بن الحسين عليهما السلام فكان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس. وفي اليوم الذي ولد فيه زيد وبشر بولادته التفت الى أصحابه وقال أي شيء ترون أن إسمي هذا المولود فقال كل منهم شيئا فقال (عليه السلام)يا غلام علي بالمصحف فجاؤا بالمصحف فوضعه في حجره وفتحه ونظر الى أول حرف في أول ورقة فكانت هذه الآية : وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما . فاطبق المصحف ثم فتحه ونظر فيه فكان في أول ورقة هذه الآية : إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله الآية. فقال عليهم السلام هو والله زيد هو والله زيد أهو وذلك أنه عليه السلام كان يعلم بما ورثه عن آبائه عن الرسول (صلی الله عليه و آله وسلم)أن الشهيد من أولاده اسمه زيد والآيتان دلتا على أنه يقاتل ويستشهد وذلك لأنه (عليه السلام)لما كان قد علم بما ورثه عن آبائه عن الرسول (صلی الله عليه و آله وسلم)أن واحداً من أولاده مسمى بزيد سيستشهد مجاهدا في سبيل الله فلما خرجت هذه الآيات دالة على أن هذا الولد سيكون كذلك سماه زيدا ويستفاد من هذه الرواية جواز الاستخارة بالقرآن بهذا النحو بل جواز التفاؤل وعن اخطب خوارزم أنه قال في كتاب المقتل الذي ألفه روي أنه لما ولد زيد ابن علي رضي الله عنه سنة 75 بشر به علي بن الحسين زين العابدين فأخذ المصحف وفتحه ونظر فيه فخرج اول السطر أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآية فأطبقه ثم فتحه فخرج وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجات فاطبقه ثم فتحه فخرج ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فأطبقه وقال عزيت عن هذا المولود وأنه لمن الشهدا وأخرج ابن عساكر عن حذيفة بن اليمان نحوه وفي البحار : نظر رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)الى زيد بن حارثة فقال المظلوم من أهل بيتي والمقتول في الله والمصلوب من أمتي سمي هذا وأشار الى زيد بن حارثة ثم قال أدن مني يا زيد زادك اسمك عندي حبا فأنت سمي الحبيب من أهل بيتي وعن مقتل الخوارزمي عن أبي حفص المكي عن الحسين بن علي عليهما السلام في خبره قال في آخره أن أبي (عليه السلام)حدثني أنه سيكون منا رجل اسمه زيد يخرج فيقتل فلا يبقى في السماء ملك مقرب ولا نبي مرسل الا تلقى روحه ليرفعه أهل كل سماء الى سماء الخير.
صفته
في مقاتل الطالبين بسنده عن محمد بن الفرات رأيت زيد ابن علي وقد أثر السجود بوجهه أثرا خفيفا.
أولاده
في عمدة الطالب كان له أربعة بنين ولم يكن له انثى وهم يحيى والحسين ذو الدمعة وعيسى مؤتم الاشبال ومحمد .
نقش خاتمه
روى ابو الفرج في المقاتل بسنده عن ابي خالد كان في خاتم زيد بن علي أصبر تؤجر وتوق تنج.
أقوال العلماء فيه
قال المفيد في الارشاد : كان زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام عين اخوته بعد أبي جعفر (عليه السلام)وأفضلهم وكان عابدا ورعا فقيها سخيا شجاعا وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأخذ بثأر الحسين عليه السلام ثم روى بسنده عن أبي الجارود زياد ابن المنذر قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي قيل لي ذاك حليف القرآن وروى هشام ( هشيم ) بن هشام ( ابن ميثم ) قال سألت خالد بن صفوان ( أحد الرواة عن زيد ) عن زيد بن علي وكان يحدثنا عنه فقلت أين لقيته قال بالرصافة ( وصافة هشام بالشام ) فقلت أي رجل كان فقال كان كما علمت يبكي من خشية الله حتى تختلط دموعه بمخاطه وأعتقد كثير من الشيعة فيه الامامة وكان سبب إعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو الى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها له لمعرفته باستحقاق أخيه للامامة من قبله ووصيته عند وفاته الى أبي عبدالله عليه السلام اي وصية أخيه الباقر الى ولده الصادق عليهما السلام .
وقال السيد علي خان الشيرازي في أوائل شرحه على الصحيفة الكاملة : في رياض السالكين هو أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام أمه أم ولد كان جم الفضائل عظيم المناقب وكان يقال له حليف القرآن روى أبو نصر البخاري عن أبي الجارود قال قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد ابن علي قيل لي ذلك حليف القرآن ذاك اسطوانة المسجد من كثرة صلاته .
وفي عمدة الطالب ،زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف ويقال له حليف القرآن .(2)
وفي الرياض السيد الجليل الشهيد ابو الحسين زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام أمام الزيدية كان سيدا كبيرا عظيما في أهله وعند شيعة أبيه والروايات في فضله كثيرة وقد ألف جماعة من متأخري علماء الشيعة ومتقدميهم كتبا عديدة مقصورة على ذكر أخبار فضائله كما يظهر من مطاوي كتب الرجال ومن غيرها ومن المتأخرين الميرزا محمد الاسترابادي( صاحب الرجال ) فله رسالة في أحواله أورد فيها كلام المفيد في الارشاد بتمامه ونقل فيها أيضا ما رواه الطبرسي في أعلام الورى وما رواه ابن طاوس في ربيع الشيعة وأورد روايات كثيرة في مدحه وعن أبي المؤيد موفق ابن أحمد المكي أخطب خوارزم أنه روى في مقتله عن خالد ابن صفوان قال انتهت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة في بني هاشم الى زيد بن علي رضي الله عنه رأيته عند هشام بن عبد الملك يخاطبه وقد تضايق مجلسه وقال أبو اسحق الشبيعي رأيت زيد بن علي ابن الحسين فلم أر في أهله مثله ولا أفضل وكان أفصحهم لسانا وأكثرهم زهدا وبيانا قال أبو حنيفة شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جوابا ولا أبين
قولا لقد كان منقطع القرين وقال الاعمش ما كان في أهل زيد بن علي مثل زيد ولا رأيت فيهم أفضل منه ولا أفصح ولا أعلم ولا أشجع ولو وفى له من تابعه لأقامهم على المنهج الواضح وقال أبو إسحق ابراهيم بن علي المعروف بالحصري القيرواني المالكي في زهر الآداب وثمر الالباب كان زيد بن علي رضي الله عنه دينا شجاعا من أحسن بني هاشم عبارة وأجملهم إشارة وكانت ملوك بني أمية تكتب إلى صاحب العراق أن أمنع أهل الكوفة من حضور زيد بن علي فإن له لسانا أقطع من ظبة السيف وأحد من شبا الاسنة وأبلغ من السحر والكهانة ومن كل نفت في عقدة .
وعن السيد علي خان الحويزي إنه قال في نكت البيان كان زيد بن علي بن الحسين عليه الرحمة من خيرة اولاد الائمة المعصومين وكان فيه من الفضل والنقى والزهد والورع ما يتفوق به على غيره ولم يكن يفضله الا الأئمة المعصومون وأما شجاعته وكرمه فهما أظهر من أن يوصفا وهو من رؤوس أباة الضيم فكأنه سلك طريق جده الحسين عليه السلام وأختار قتلة الكرام على ميتة اللئام واحتساء المنية على طيب العيشة في كرب الدية .
شربوا الموت في الكريهة حلوا * خوف أن يشربوا من الذل مرا
شمخ بانفه عن يجلس بين يدي عدوه مجلس ذليل وإن يحط من قدره الرفيع الجليل وما حداه على خوض غمار المنايا وتقحم أهوال البلايا والرزايا الا استطالة أعداء الله واعداء الرسول عليه وبغضهم لجدة وأبيه فقام على أن يجلي ظلمة الظلم بنوره جسامه أو يفوز من كاس الشهادة باحتساء حمامه ( نحاول ملكا أو نموت فنعذرا ) ولم يكن في قيامه معتقدا كمعتقد الذين يزعمون أنهم تبعوا آثاره واستناروا مناره من فرق الزيدية بل كان عزمه على ما يظهر من حزن الصادق (عليه السلام)عليه ومن ترحمه عليه وعلى أصحابه ومن أعطاء أولاد الذين قتلوا بين يديه من الصدقة كما ورد في الاخبار أنه أن ظفر بالامر وازال أهل الضلال يرجع الامر الى الامام المعصوم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وعن الشيخ البهائي في آخر رسالته المعمولة في إثبات وجود القائم عليه السلام الآن أنه قال : أنا معشر الامامية لا نقول في زيد الا خيرا وكان جعفر الصادق عليه السلام يقول كثيرا رحم الله عمي زيدا وروي الرضا (عليه السلام)أنه قال لاصحابه إن زيدا يتخطى يوم القيامة بأهل المحشر حتى يدخل الجنة والروايات عن أئمتنا عليهم السلام في هذا المعنى كثرة وعن الشيخ حسن بن علي الطبرسي في آخر كتاب اسرار الامامة أنه أورد فصلا في أحوال زيد بن علي ذكر فيه الاخبار الواردة في فضائله وعن عاصم بن عمر بن الخطاب أنه قال بعد شهادة زيد مخاطبا أهل الكوفة لقد أصيب عندكم رجل ما كان في زمانه مثله ولا أرى يكون بعده مثله وقد رأيته وهو غلام حدث وإنه ليسمع الشيء من ذكر الله فيغشى عليه حتى يقول القائل ما هو عائد الى الدنيا . وقال الشعبي والله ما ولد النساء أفضل من زيد
ابن علي ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد . وعن كتاب زينة المجالس أن زيدا ذهب يوما الى خالد بن عبدالله القسري أمير الكوفة فقام له خالد وعظمه وسأل شخصا كان حاضرا في المجلس لأي شيء تعظمك اليهود وتقدمك عليها فقال لأنني من نسل داود النبي فقال خالد كم بينك وبين داود قال بضعة واربعون واسطة فقال خالد هذا زيد بن علي ابن رسول الله يتصل به بثلاث وسائط فقال اليهودي عظم شخصا جعله الله تعالى عظيم بواسطته فقال خالد إني أرى احترامه وتوقيره واجباً عليّ قال اليهودي كذبت لو كنت تعتقد تعظيمه لاجلسته مكانك فقال خالد أنا لا آبى ذلك لكن هشام بن عبد الملك لا يرضى به قال اليهودي أن هشاما لا يقدر أن يمنعك عن رضا الله تعالى قال خالد إهدأ واخرج من المجلس سالما قال اليهودي إذا لم يرد الله تعالى لم يقدر أهل الدنيا على إيصال ضرر إلى أحد فلما وصل الكلام إلى هنا قام زيد وقال إن إعتقاد اليهود بالرسول (صلی الله عليه و آله وسلم)أكثر من إعتقاد هؤلاء . وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده عن خصيب الوابشي كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت لسارير النور في وجهه . وبسنده عن عاصم بن عبيد الله العمري انه ذكر عنده زيد بن علي فقال رايته بالمدينة وهو شاب يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع الى الدنيا . وبسنده عن محمد بن أيوب الرافقي كانت البراجم ( في القاموس البراجم قوم من أولاد حنظلة بن مالك ) وأهل النسك لا يعدلون بزيد أحدا . وفي تهذيب التهذيب ذكره ابن حبان في الثقات وقال رأى جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأعاد ذكره في طبقة أتباع التابعين وقال روى عن أبيه وإليه تنسب الزيدية من طوائف الشيعة .
ما ورد في حقه الاخبار
في الرياض اختلفت الاخبار وتعارضت الآثار بل كلام العلماء الاخيار في مدحه والروايات في فضله كثيرة أقول بل العلماء مطبقون على فضله وإن وجد من يخالفهم فشاذ.
ما رواه الكشي في مدحه
روى عن محمد بن محمود حدثني أبو عبدالله الشاذاني وكتب به الي حدثني الفضل حدثني أبي حدثنا أبو يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية قال كنت عند أبي جعفر جالسا إذا قبل زيد ابن علي فلما نظر اليه أبو جعفر قال هذا سيد أهل بيتي والطالب باوثارهم . وروى الكشي في ترجمة الحميري عن نصر بن الصباح عن اسحق ابن محمد البصري عن علي بن اسماعيل عن فضيل الرسان دخلت على أبي عبدالله عليه السلام بعد ما قبل زيد بن علي فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي يا فضيل قتل عمي زيد قلت نعم جعلت فداك قال رحمه الله أما إنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما صدوقا أما انه لو ظفر لوفى أما انه لو ملك لعرف كيف يضمها . وفي ترجمة سليمان ابن خالد عن محمد بن الحسن وعثمان بن حامد قالا حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان ابن مسلم عن عمار الساباطي كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية ما تقول في زيد هو خير أم جعفر فقال سليمان قلت والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا فحرك دابته واتى زيدا وقص عليه القصة ومضيت نحوه فانتبهت الى زيد وهو يقول جعفر امامنا في الحلال والحرام . وفي ترجمة سودة بن كليب بسنده عن سودة ابن كليب قال لي زيد بن علي يا سودة كيف علمتم ان صاحبكم على ما تذكرونه فقلت على الخبير سقطت كنا نأتي أخاك محمد بن علي عليهما السلام نسأله فيقول قال رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)وقال الله عز وجل في كتابه حتى مضى أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت فيمن اتينا فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه حتى اتينا ابن أخيك جعفرا فقال لنا كل ما قال أبوه قال رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)وقال الله تعالى فتبسم وقال أما والله ان قلت بدا فإن كتب علي صلوات الله عليه عنده. ومن كانت كتب علي عنده فهو وارثه في العلم وهو الامام وهذا اعتراف ضمني منه بامامة الصادق عليه السلام ويأتي في ترجمة ابنه يحيى ما له تعلق بالمقام.
ما جاء عن أئمة اهل البيت وغيرهم في مدح زيد
ما رواه الصدوق في العيون في مدحه
فروى بسنده عن محمد بن يزيد النحوي عن ابن ( ابي ) عبدون عن أبيه قال لما حمل زيد بن موسى بن جعفر الى المأمون وكان قد خرج بالبصرة وأحرق دور بني العباس وهب المأمون جرمه لاخيه علي بن موسى الرضا (عليه السلام)وقال يا أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج من قبله زيد بن علي فقتل ولولا مكانك لقتلته فليس ما إتاه بصغير فقال الرضا يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا الى زيد ابن علي فإنه كان من علماء آل محمد غضب لله عز وجل فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله ولقد حدثني ابي موسى بن جعفر أنه سمع أباه جعفر بن محمد يقوم رحم الله عمي زيدا انه دعا الى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ولقد استشارني في خروجه فقلت له يا عمي ان رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنتك فلما ولى قال جعفر بن محمد ويل لمن سمع داعيته فلم يجبه فقال المأمون يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الامامة بغير حقها ما جاء فقال الرضا إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وإنه كان اتقى لله من ذاك أنه قال ادعوكم الى الرضا من آل محمد وإنما جاء فيمن يدعي ان الله نص عليه ثم يدعو الى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم وكان زيد بن علي والله ممن خوطب بهذه الآية وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ثم قال : قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب لزيد بن علي فضائل كثيرة عن غير الرضا عليه السلام أحببت ايراد بعضها على أثر هذا الحديث ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الامامية فيه . فمن ذلك ما رواه محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين ابن علوان عن عمرو بن ثابت عن داود بن عبد الجبار عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن علي عليهم السلام قال رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)للحسين يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا مجلين يدخلون الجنة بغير الحساب . وما رواه عن علي بن أحمد بن محمد ابن عمران الدقاق عن علي بن الحسين العباسي العلوي عن الحسن بن علي الناصر عن أحمد بن رشيد عن عمير ( عمر ) بن سعيد عن أخيه معمر ( وفي نسخة عن أحمد بن رشد عن عمه أبي معمر بن خثيم عن أخيه معمر ) كنت جالسا عند الصادق عليه السلام فجاء زيد بن علي ابن الحسين (عليه السلام)فأخذ بعضادتي الباب فقال له الصادق (عليه السلام)يا عمي أعيذك بالله أن تكون المصلوب بالكناسة فقال أم زيد ما يحملك على هذا القول غير الحسد لابني فقال عليه السلام يا ليته حسد ثلاث مرات حدثني أبي عن جدي أنه قال يخرج من ولدي رجل يقال له زيد يقتل بالكوفة ويصلب بالكناسة (الكناسة في القاموس موضع بالكوفة) يخرج من قبره حين ينشر تفتح له أبواب السماء ببتهج به أهل السماوات والارض الحديث. وما رواه عن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي السكري عن محمد ( أحمد ) بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن عمرو بن خالد عن عبد الله بن سيابة قال خرجنا ونحن سبعة نفر فأتينا المدينة فدخلنا على أبي عبدالله عليه السلام فقال أعندكم خبر من عمي زيد فقلنا قد خرج وهو خارج قال فإن أتاكم خبر فأخبروني فأتى رسول بسام الصيرفي بكتاب فيه أما بعد فإن زيد ابن علي قد خرج يوم الاربعاء غرة صفر ومكث الاربعاء والخميس وقتل يوم الجمعة وقتل معه فلان وفلان فدخلنا على الصادق عليه السلام فدفعنا اليه الكتاب فقرأه وبكى ثم قال إنا لله وإنا اليه راجعون عند الله احتسب عمي إنه كان نعم العم ان عمي كان رجلا لدنيانا وآخرتنا مضى والله عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع النبي وعلي والحسن والحسين عليهم السلام . وما رواه عن محمد بن الحسين ( الحسن ) بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي عن أبيه عن محمد بن شمون عن عبد الله ابن سنان عن الفضيل بن يسار انتهيت الى زيد بن علي صبيحة يوم خرج بالكوفة فسمعته يقول من بعينني منكم على انباط أهل الشام
فوالذي بعث محمدا (صلی الله عليه و آله وسلم)بالحق بشيرا ونذيرا لا يعينني على قتالهم منكم أحد الا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن الله عز وجل فلما قتل اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فلت في نفسي والله لا أخبرته بقتل زيد بن علي فيجزع عليه فلما دخلت قال ما فعل عمي زيد فخنقتني العبرة فقال قتلوه قلت اي والله فقال صلبوه فقلت اي والله صلبوه فاقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان ثم قال يا فضيل شهدت مع عمي زيد قتال اهل الشام ( الى ان قال ) مضى والله عمي زيد وأصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه (3)
عبادته
عن تفسير فرات بن ابراهيم أنه روى عن سعيد بن جبير أنه قال قلت لمحمد بن خالد كيف قلوب أهل العراق مع زيد بن علي فقال لا أحدثك عن أهل العراق لكن أحدثك عن رجل يسمى النازلي بالمدينة قال صحبت زيدا ما بين مكة والمدينة وكان يصلي الفريضة ثم يصل ما بين الصلاة الى الصلاة ويصلي الليل كله ويكثر التسبيح ويكرر هذه الآية : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فصلى ليلة معي وقرأ هذه الآية الى قريب نصف الليل فانتبهت من نومي فإذا أنا به ماد يديه نحو السماء وهو يقول : الهي عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة ثم انتحب فقمت اليه وقلت يا ابن رسول الله لقد جزءت في ليلتك هذه جزعا ما كنت أعرفه فقال ويحك يا نازلي أني نمت هذه الليلة وأنا ساجد فرأيت جماعة عليهم لباس لم أر أحسن منه فجلسوا حولي وأنا ساجد فقال رئيسهم هل هو هذا فقالوا نعم فقالوا أبشر يا زيد فإنك مقتول في الله ومصلوب ومحروق بالنار ولا تمسك النار بعدها أبدا فانتبهت وأنا فزع.
ومر قول يحيى بن زيد رحم الله أبي كان والله أحد المتعبدين قائم ليله صائم نهاره . وروى الخزاز في كفاية النصوص بسنده عن المتوكل بن هرون عن يحيى بن زيد أنه قال له في حديث يا أبا عبد الله إني أخبرك عن أبي عليه السلام وزهده وعبادته أنه كان يصلي في نهاره ما شاء الله فاذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله ثم يقوم قائما على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى ويتضرع له ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر سجد سجدة ثم يصلي الفجر ثم يجلس للتعقيب حتى يرتفع النهار ثم يذهب لقضاء حوائجه فاذا كان قريب الزوال أتى وجلس في مصلاه واشتغل بالتسبيح والتمجيد للرب المجيد فإذا صار الزوال صلى الظهر وجلس ثم يصلي العصر ثم يشتغل بالتعقيب ساعة ثم يسجد سجدة فاذا غربت الشمس صلى المغرب والعشاء فقلت هل كان يصوم دائما قال لا ولكنه يصوم في كل سنة ثلاثة أشهر وفي كل شهر ثلاثة أيام ثم أخرج إلي صحيفة كاملة فيها أدعية علي بن الحسين عليه السلام ومر قول عاصم رأيته يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع الى الدنيا وأنه أثر السجود بوجهه.
قراءته
لزيد قراءة مشهورة معروفة الف فيها بعض العلماء مؤلفا ففي كشف الظنون كتاب النير الجلي في قراءة زيد ابن علي لأبي علي الاهوازي المقري وفي عمدة الطالب كان الحسين ذو الدمعة يحفظ القران وكذا آباؤه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)وهذه فضيلة حسنة ورأيت بعض النسابين قد ذكر أن الاب كان يلقن الابن منه الى أمير المؤمنين علي (عليه السلام)وهذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين ويبعد أن يكون في هذا السن قد تلقن القرآن من أبيه زيدا ( وأقول ) لا بعد فيه فإن ابن سبع قابل لذلك بالتجارب وفي مسودة الكتاب : ولزيد قراءة جده أمير المؤمنين قال عمر بن موسى الرحبي الزيدي في كتاب قراءة زيد هذه القراءة سمعتها من زيد بن علي بن الحسين وما رأيت أعلم بكتاب الله منه الخ.(4)
براءته من دعوى الامامة
مر عن المفيد أنه اعتقد كثير من الشيعة فيه الامامة لخروجه يدعو الى الامام الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها به لمعرفته باستحقاق أخيه الباقر عليه السلام للامامة من قبله ووصية أخيه الباقر عند وفاته الى ولده الصادق عليه السلام ( وعن رياض الجنة ) ما تعريبه أن زيد بن علي كان دائما في فكر الانتقام والأخذ بثأر جده الامام الحسين عليه السلام ومن هذه الجهة توهم بعضهم أنه ادعى الإمامة وهذا الظن خطأ لأنه كان عارفا برتبة أخيه وكان حاضرا في وقت وصية أبيه ووضع أخيه في مكانه وكان متيقنا أن الامامة لأخيه وبعده للصادق عليه السلام وعن السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي النجفي رضوان الله عليه في كتابه الأنوار المضيئة أنه قال زعم طوائف ممن لا رشد لهم أن زيد ابن علي بن الحسين عليهم السلام خرج يدعو لنفسه وقد افتروا عليه الكذب وبهتوه بما لم يدعه لأنه كان عين إخوته بعد أبي جعفر عليه السلام وأفضلهم ورعا وفقها وسخاء وشجاعة وعلما وزهدا وكان يدعى حليف القرآن وحيث أنه خرج بالسيف ودعا الى الرضا من آل محمد زعم كثير من الناس لا سيما جهال أهل الكوفة هذا الزعم وتوهموا أنه دعا الى نفسه ولم يكن يريدها له لمعرفته باستحقاق أخيه الامامة من قبله وابن أخيه لوصية أخيه اليه بها من بعده الى أن قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الان بها من بعده الى أن قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الان طوائف كثيرة في كل صقع أكثرهم باليمن ومكة وكيلان.
بعض النصوص الواردة عن زيد بامامة الأئمة الاثني عشر
روى الصدوق في الامالي عن عمرو بن خالد قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه وفي كفاية الأثر ص86 عن محمد بن بكير في حديث يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبدالله ونحن السبيل الى الله ومنا المصطفى ومنا المرتضى ومنا يكون المهدي قائم هذه الأمة فقال ابن بكير يا ابن رسول الله هل عهد اليكم رسول الله متى يقوم قائمكم قال يا ابن بكير أنك لن تلحقه وان هذا الامر يكون بعد ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملاؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قلت يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الأمر فقال أنا من العترة ثم زارني فقلت يا ابن رسول الله هذا الذي قلته عن علم منك أو نقلته عن رسول الله فقال لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير لا ولكن عهد عهده إلينا رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)(5)
خروجه والسبب فيه ومقتله
في مروج الذهب في أيام هشام بن عبد الملك استشهد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 121 وقيل 122 وقد كان زيد بن علي شاور أخاه أباجعفر محمد بن علي ابن الحسين بن علي فاشار عليه بأن لا يركن الى أهل الكوفة إذ كانوا أهل غدر ومكر وقال له بها قتل جدك علي وبها طعن عمك الحسن وبها قتل أبوك الحسين وفيها وفي أعمالها شتمنا أهل البيت وأخبره بما كان عنده من العلم في مدة ملك بني مروان وما يتعقبهم من الدولة العباسية فأبى الا ما عزم عليه من المطالبة بالحق فقال له أني أخاف عليك يا أخي أن تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة وودعه أبو جعفر وأعلمه أنهما لا يلتقيان وكان هذا مما أخذه الباقر عن آبائه (عليه السلام)عن جدهم الرسول (صلی الله عليه و آله وسلم)(6)
قال أبو الفرج في روايته فأقام زيد بعد خروجه من عند يوسف بالكوفة اياما وجعل يوسف يستحثه حتى خرج وأتي القادسية ثم أن الشيعة لقوة فقالوا أين تخرج عنا رحمك الله ومعك مائة ألف سيف من أهل الكوفة والبصرة وخراسان يضربون بني أمية بها دونك وليس قبلنا من أهل الشام الا عدة يسيرة فأبى عليهم فقال له محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب اذكرك الله يا أبا الحسين لما لحقت بأهلك ولم تقبل قول أحد من هؤلاء فإنهم لا يفون لك أليسوا أصحاب جدك الحسين بن علي عليهما السلام فأبى أن يرجع فما زالوا يناشدونه حتى رجع بعد أن أعطون العهود والمواثيق . وقال ابن الاثير فقال له محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب أذكرك الله يا زيد لما لحقت بأهلك ولا ترجع اليهم فإنهم لا يفون لك فلم يقبل وقال له خرج بنا أسراء على غير ذنب من الحجاز الى الشام ثم الى الجزيرة ثم الى العراق الى تيس ثقيف يلعب بنا ثم قال :
بكرت تخوفني الحـتـوف كأنني * اصبحت عن عرض الحياة بمعزل
فـأجبتهـا أن المنيـة مـنهـل * لابـد أن أسقـى بذاك المـنهـل
أن المـنية لـو تمثـل مثلـت * مثلى ( كذا ) اذا نزلوا بضيق المنزل
فاقني حياءك لا أبالـك وأعـلمي * أنت امـرؤ سـأموت أن لم أقتل
استودعك الله واني أعطي الله عهدا أن دخلت يدي في طاعة هؤلاء ما عشت وفارقه وأقبل الى الكوفة فأمام بها مستخفيا ينتقل في المنازل وأقبلت الشيعة تختلف اليه تبايعه فبايعه جماعةمنهم سلمة ابن كهيل ونصر بن خزيمة ومعوية بن اسحق بن زيد بن حارثة الانصاري وأناس من وجوه أهل الكوفة.
وفي عمدة الطالب كان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبدالله بن عباس ومحمد بن عمر ابن علي بن أبي طالب لأنهم اتهموا أن لخالد بن عبدالله القسري عندهم مالا مودوعا وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم أن ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف فخرجت الشيعة خلف زيد الى القادسية فردوه وبايعوه.
أن السبب في ذلك وشاية ابن الخالد الى هشام بأن زيدا وجماعة يريدون خلعه فأغلظ له هشام في القول وأحرجه فخرج . روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن ابنا لخالد بن عبدالله القسري أقر على زيد وعلى داود بن علي بن عبدالله بن عباس وأيوب بن سلمة
المخزومي ومحمد بن عمر بن علي وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف أنهم قد أزمعوا على خلع هشام بن عبد الملك فقال هشام لزيد قد بلغني كذا وكذا فقال ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين قال بلى قد صح عندي ذلك قال احلف لك قال وإن حلفت فأنت غير مصدق قال زيد ان الله لم يرفع من قد أحد أن يخحلف له بالله فلا يصدق فقال له هشام أخرج عني فقال له لا تراني إلا حيث تكره فلما خرج من بين يدي هشام قال . من أحب الحياة ذلفقال له الحاجب يا أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد.
أن السبب في خروجه أن أهل الكوفة كتبوا إليه فقدم عليهم . في تاريخ دمشق قال زكريا بن أبي زائدة لما حجبت مررت بالمدينة فدخلت على زيد فسلمت عليه فسمعته يتمثل بهذه الأبيات :
ومن يتطلب المال الممنع بالقنا * يعش ماجدا أو تحترمه المخارم
متى تجمع القلب الذكي وصارما * وانفـا حميـا تجتنبـك المظالم
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم * فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
فخرجت من عنده فمضيت فقضيت حجتي ثم انصرفت الى الكوفة فبلغني قدومه فأتيه فسلمت عليه وسألته عما قدم له فأخبرني عمن كتب إليه يسأله القدوم عليهم فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردوه.
ورواه أبوالفرج في المقاتل بسنده عن زكريا الهمداني نحوه الى آخر الابيات ثم قال فخرجت من عنده وظننت أن في نفسه شيئا وكان من أمره ما كان ويعلم مما مر وأني أن الذي دعا زيدا الى الخروج إنما هو آباء الضيم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا طلب ملك وإمارة وأنه خرج موطنا نفسه على القتل مع غلبة ظنه بأنه يقتل فاختار المنية على الدنية وقتل العز على عيش الذل كما فعل جده الحسين عليه السلام الذي سن الاباء لكل أبي.
المصادر :
1- روى الصدوق في الأمالي في الحديث 12 من المجلس 54 بسنده عن أبي حمزة الثمالي
2- عمدة الطالب ص227
3- رواه الصدوق في الامالي في المجلس 59 الحديث الاول مثله سندا ومتنا .
4- كشف الظنون ج2 ص624 كتاب النير الجلي في قراءة زيد ابن علي
5- روى الصدوق في الامالي في المجلس 181
6- مروج الذهب ج 2 ص 181
source : rasekhoon