من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني
ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي
النتائج الاخرویة للارتباط بالمعصومین(ع)ـ القسم الثاني
7- تجاوز مواقف القيامة بيسر (الميزان، الصراط و...)
إنّ للقيامة مواقف لابدّ للإنسان أن يتوقف فيها ليصل إلى مستقره النهائي؛ وذلك ما أورده القرآن الكريم حيث يقول:
وقفوهم إنّهم مسئولون (1 )
إن لكلّ موقف يتوقف فيه الإنسان خشية وقلقاً وألما خاصّاً به وأنّ هذه الأمور بأجمعها تكون قبل الدخول إلى النار أو الجنّة. وأنّ هذه من قبيل، الميزان وكتاب الأعمال، والحساب و... فالمحبّة وولاية أهل البيت (عليهم السلام) تمثّل الجواز الذي يسمح للإنسان من خلاله بالمرور ببساطة دون الحاجة إلى التوقّف في أيّ موقف. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله تعالى: "وقفوهم إنهم مسئولون"(2 ) يعني عن ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).(3 )
إن المقام السامي لولاية المعصومين (عليهم السلام) هو من يسمح للمحبّ الموالي العبور بسهولة من كل موقف ليصل إلى مكانته الحقيقيّة. فمع انطلاق المحبّة والولاية في قلب المحبّ والشيعيّ الواقعي للائمة المعصومين (عليهم السلام) وتجلي ذلك في سلوكه وخُلقه فإنّه سيتجاوز المنازل البشريّة ليصل إلى مراتب الإنسانية السامية والرفيعة، وستظهر هذه الحركة الاستكمالية في عالم الآخرة حين تتضح الحقيقة الوجودية لكل شخص وتتجسم أعماله. وذلك حين مضيّه من مواقف القيامة العسيرة.
وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي تتمة كلامه المتقدم والذي يثبّت فيه (عشرة معطيات في الدنيا وعشرة معطيات في الآخرة) لمحبّ أهل البيت (عليهم السلام) حيث يقول:
وأمّا في الآخرة فلا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان ويعطى كتابه بيمينه و...(4 )
وقد صرّح الله تعالى أو أشار في آيات قرآنية كثيرة إلى الخشية والرهبة من مواقف يوم القيامة. ويشير في كلام عن هذه الأهوال إلى أشخاص لا تجد في قلوبهم خشية أو خوفاً يقول تعالى:
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ.(5 )
وقد روى الإمام الصادق نقلاً عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عزّ وجل: "من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلّا ما كنتم تعملون"(6 )؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك، فقال: الحسنة معرفه الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت، ثم قرأ عليه هذه الآية.( 7)
وقد ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) مثل هذا لأحد أصحابه وهو داوود بن رقي(8 )
إنّ الأمن والخلاص من أهوال القيامة العسيرة يعدّ من الألطاف الإلهيّة التي يحصل عليها محبي أهل البيت (عليهم السلام) يقول الإمام الرضا (عليه السلام) في ذلك:
من أحبنا أهل البيت حشره الله آمنا في يوم القيامة(9 )
إنّ هذا الأمان وكما أشرنا إلى ذلك، سيكون من نصيب الشخص المحبّ في جميع المواقف المهولة ليوم القيامة، وقد أشار إلى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ألا ومن أحبّ آل محمداً من الحساب والميزان والصراط(10 ) فمع طيّ عن المواقف المهولة ليوم القيامة فإن طريق النار سيغلق بوجه محبّي أهل البيت (عليهم السلام) وسوف لا تصيبهم خشية أو خوف وقد عدّ الإمام الباقر (عليه السلام) معطيات المحبّة في الآخرة بقوله:
ويكتب له براءة من النار(11 ) وقد ورد في أبيات منسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يخاطب فيها الحارث بن الأعوار الهمداني(12 ) قائلاً:
يا حار همدان من يمت يرنـي من مؤمن أو مـنافـق قـبـلا
يعرفـني طـرفـه وأعـرفه بعـيـنه واسمـه ومـا فـعـلا
وأنت عند الصراط معترضي فـلا تخـف عـثـرة ولا زلـلا
أقـول للنار حـين تـوقـف للعرض ذريه لا تقربي الرجلا
ذريـه لا تقـربـيه إنّ لـه حـبلا بـحبل الوصي متصلا
هذا لنا شيعة وشـيـعتنـا أعـطاني اللّه فـيهم الأمــلا
أسقيـك من بـارد على ظمأ تخاله فـي الحلاوة العـسلا
قول على لحارث عـجــب كـم ثم أعجوبة له جـمـلا.(13 )
8- قبول الطاعات
إن لله تعالى على أرضه خلفاء لا تتحقق العبودية له إلّا بمعرفتهم وحبّهم والانقياد لهم. وبدون ذلك لا تقبل طاعة من العبيد. فعن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قلقين من تبوك فقال لي في بعض الطريق ألقوا لي الأحلاس والأقتاب، ففعلوا فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم قال:
معاشر الناس مالي إذا ذكر آل إبراهيم (عليهم السلام) تهللت وجوهكم وإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حبّ الرمان؟ فوالذي بعثني بالحق نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأكبه الله عزّ وجل في النار.(14 )
وقد روى الإمام زين العابدين كلاماً يشبه هذا الكلام عن جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم (عليهم السلام) فرحوا واستبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم، والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي.(15 )
إنّ إطاعة الله تعالى لا يتحقق معناها إلّا إذا دخل المطيع في دائرة ولاية الله تعالى وانقاد إلى ولايته تعالى ومن خرج على ولاية الله، فأنه وإن كان يؤدي فعله بشكل يشابه ما يريده الله تعالى إلّا أن أعماله لا تعدّ إطاعة لله تعالى؛ لأنّ ماهية ومفهوم الانقياد لا تتحقق إلّا بعد قبول مقام قيادة القائد وقبول قيادة الله هو نفس قبول ولايته، وعندما تتجلى ولاية الله في ولاية خلفائه، فإن من البديهي أن يكون عدم قبول ولايتهم عدم قبول لولاية الله تعالى، ولأنّ أعمال منكري ومخالفي ولاية المعصومين (عليهم السلام) والتي يظهر منها الصلاح لا يمكن أن تعدّ طاعة وانقياداً لله تعالى وسوف لا ترفع إليه تعالى. وفي هذا الصدد وفي تفسير الإمام الصادق (عليه السلام) للآية القرآنية:
إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه(16 )
فقد أشار الإمام إلى صدره قائلا:
ولايتنا أهل البيت... فمن لم يقولنا لم يرفع الله له عملا(17 )
وقد ورد عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عن والده الإمام الصادق لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة دعا الأنصار وقال:
يا معشر الأنصار قد حان الفراق، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي ... ألا وإن الإسلام سقف تحته دعامة، لا يقوم السقف إلّا بها، فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار، أيها الناس الدعامة: دعامة الإسلام، وذلك قوله تعالى: " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "(18 ) فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر والتمسك بحبله، أيها الناس أفهمتم؟ الله الله في أهل بيتي...(19 )
كما إنّ من الواضح بطبيعة الحال أنّ قبول ولاية المعصومين (عليهم السلام) لا يظهر إلّا بعد المعرفة بثبوت هكذا حقّ من قبل الله على الناس ومن دون هذه المعرفة، فإنّ قبول ولاية المعصومين (عليهم السلام) لا يمكن أن تتحقق. وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال:
ألزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلّا بمعرفة حقنا.( 20)
وكما يظهر من كلام الإمام (عليه السلام) فإنّ أعمال عباد الله لا تكون مجدية إلّا إذا اقترنت بمعرفة حقوق المعصومين (عليهم السلام) ومن دون هذه المعرفة سوف لا تكون مفيدة وهي تحكي فقاعة الأعمال التي لا تقترن بالمعرفة.
ومن البديهي أيضا أن أعمال الإنسان تفقد قيمتها عندما لا تكون مقبولة من قبل الله تعالى وحينما لا تكون مقبولة فكأنّها في الحقيقة لم تؤد، فإذا لم تقبل صلاة وصيام، وحج و... شخصاً ما، فكأنّه لم يؤدّ أيّا من تلك الأعمال وقد ورد في رسالة كتبها الإمام الصادق (عليه السلام) إلى المفضل بن عمر أورد فيها:
إن الله عزّ وجل لم يبعث نبيا قط يدعو إلى معرفة الله ليس معها طاعة في أمر ولا نهي، وإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من دعا إليه، ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه وصلى وصام وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها لم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها وتجنب سيئها. ومن زعم أنه يحل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحل لله حلالا ولم يحرم له حراما وإن من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته فلم يفعل شيئا من ذلك لم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحل لله حلالا، ليس له صلاة وإن ركع وإن سجد، ولا له زكاة ولا حج، وإنما ذلك كله يكون بمعرفة رجل من الله جل وعز على خلقه بطاعته وأمر بالأخذ عنه. فمن عرفه وأخذ عنه أطاع الله، ومن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك، وإنما قيل: اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل منك ذلك بغير معرفة، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك.(21 )
إن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر المعصومين (عليهم السلام) في هذا الإطار يحكى حقيقة أنّ الولاية شرط لقبول أيّ سلوك حسن؛ إذاً فهي الأساس لجميع الواجبات والأعمال الحسنة للإنسان مهما كان كثيراً فمن دون المعرفة سوف تكون محبة ناقصة. إن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر المعصومين (عليهم السلام) في هذا الإطار يحكى حقيقة أنّ الولاية شرط لقبول أيّ سلوك حسن؛ إذاً فهي الأساس لجميع الواجبات والأعمال الحسنة للإنسان مهما كان كثيراً فمن دون المعرفة سوف تكون محبة وولاية أولياء الله تعالى محبة واهية. وهذا انّما هو ناشيء من أن الله تعالى جعل أوليائه باباً للولوج إلى ساحة عبوديته. ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في أحد أكابر بني إسرائيل قوله:
عبد الله حبر من أحبار بني إسرائيل حتى صار مثل الخلال فأوحى الله عزّ وجل إلى نبي زمانه: قل له: وعزتي وجلالي وجبروتي لو أنك عبدتني حتى تذوب كما تذوب الإلية في القدر ما قبلت منك حتى تأتيني من الباب الذي أمرتك.(22 )
فكما أن قبول طاعة الإنسان تكون رهينة بمعرفة وقبول ولاية المعصومين (عليهم السلام)، إلّا أنها أوكلت إلى محبتهم (عليهم السلام) أيضا وهذا يحكي التلازم بين هذه الثلاثة: لأنه ومن دون المعرفة، لا تنبثق محبة ومن دون المحبة لا تقبل ولاية المعصومين (عليهم السلام). فحينما تكون المعرفة، فستطرأ المحبّة وتقبل الولاية. يقول أبو حمزة الثمالي أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب في الناس خطبة قال فيها بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
إن الله اصطفى محمدا بالرسالة وأنبأه بالوحي فأنال في الناس وأنال، وفينا أهل البيت معاقل العلم وأبواب الحكمة وضياء الأمر، فمن يحبنا منكم نفعه إيمانه ويقبل منه عمله، ومن لم يحبنا منكم لم ينفعه إيمانه ولا يقبل منه عمله.(23 )
فكلام أمير المؤمنين يتناسق مع كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك حين قال:
من أحبّ عليا تقبّل الله صلاته وصيامه وقيامه(24 )
إنّ معرفة مقام ومرتبة وحق المعصومين (عليهم السلام) هو السبب لمحبتهم كما مرّ وهذه المحبّة المنبثقة من هكذا معرفة ستكون سببا لقبول ولايتهم؛ إذاً لو لم تقبل ولاية المعصومين (عليهم السلام) مع وجود المعرفة فينبغي أن يشكك في صحة تلك المعرفة. وقد سُئل محمدّ بن مسلم وهو من أكابر أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليه السلام) أحد هذين الإمامين (علیهما السلام) قال: قلت له إنّا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلك شيئا فقال:
يا محمد إنّ مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلّا دعا فأجيب وان رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فأتى عيسى بن مريم (عليه السلام) يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء له فتطهر عيسى (عليه السلام) وصلى ثم دعا فأوحى الله إليه يا عيسى إنّ عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتى منه إنه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له فالتفت عيسى (عليه السلام) فقال تدعو ربك وفى قلبك شك من نبيه قال يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فاسأل الله أن يذهب به عنى فدعا له عيسى (عليه السلام) فتقبل الله منه وصار في أحد أهل بيته كذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا.(25 )
إن محبّة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأبنائه المعصومين هو حبّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحبة رسول الله سبب لرضاه تعالى والله تعالى يجزي رضاه بجنته وهو ما أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله:
من أحبّ عليا فقد أحبني ومن أحبني رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافأه الله الجنّة(26 )
فإذا كانت العبادة سببا لرضا الله، فإنّ محبة المعصومين (عليهم السلام) ترضي الله تعالى بمستوى أعلى
9- الدخول إلى الجنّة
إنّ محبّة أهل البيت (عليهم السلام) ستؤدي بالإنسان في نهاية المطاف إلى الجنة يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حبّ آل محمدّ يوماً خير من عبادة سنة ومن مات عليه دخل الجنّة.(27 )
وكما هو ظاهر، فإنّ محبّة أهل البيت (عليهم السلام) سوف تأخذ بيد المرء إلى الجنة حين تصاحب الإنسان إلى آخر لحظة من لحظات حياته في دار الدنيا فهكذا محبّة هي من تكون سبباً لشفاعة المعصومين للإنسان عند لقاء الله تعالى، كما أن انفكاكها عن قلب الإنسان قبل الموت سوف لا يبقي سبباً لهذه الشفاعة والدخول إلى الجنّة. وقد روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) كما مرّ فيما مضى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا ...(28 )
إن دخول الجنة هو من الآثار الخاصة لمحبة المعصومين الواقعية ولا يمكن أن يدخلوا أحداً الجنّة إلّا إذا كان عارفا بحقهم. فكأن هذه المعرفة هي من تحدث اللياقة للدخول إلى الجنة، ومن دون الحصول عليها سوف لا تكون للإنسان لياقة للدخول إلى الجنة. وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
وإنما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنة إلّا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه.(29 )
ويختلف دخول الشيعة الحقيقيون للأئمة المعصومين (عليهم السلام) إلى الجنان مع دخول الآخرين، وهذا بسبب ما يمتازونه عن الآخرين.
-------------------------------------------
(1 ) الصافات: 24.
(2 ) المصدر السابق.
(3 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 39، ص 196، ح 6؛ نقلا عن الأمالي للشيخ الطوسي، ص 290، ح 564.
(4 ) المصدر السابق، ج 27، ح 12؛ نقلا عن الخصال، ج 2، ص 515، ح 1.
(5 ) النمل:98-90
(6 ) المصدر السابق
(7 ) الكافي: الشيخ الكليني، ج 1، ص 185، ح 14
(8 ) المصدر السابق، ص122، ح105.
(9 ) بحار الأنوار: للعلامة المجلسي، ج27، ص72، ح15، نقلا عن عيون أخبار الرضا، ح2، ص58، ح220.
(10 ) المصدر السابق، ج7، ص221، 1340. وقد ورد في مصادر أهل السنة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أنبأتكم على الصراط أسدّكم حبّا لأهل بيتي ولأصحابي (كنز العمال، للمتقي الهندي، ج12، ص96، ح34157).
(11 ) وسائل الشيعة، للحرّ العاملي، ح8، ص19، ح10016.
(12 ) همدان، اسم قبيلة في اليمن. لسان العرب لابن منظور، ج3، ص436، ومجمع البحرين للطريحي، ج3، ص168.
(13 ) ديوان الإمام علي (عليه السلام): ص 352.
(14 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 27، ص 171،ح 12؛ نقلا عن أمالي الشيخ الطوسي، ص 308.
(15 ) المصدر السابق، ص 172،ح 15؛ نقلا عن أمالي الشيخ الطوسي، ص 87.
(16 ) فاطر: 10.
(17 ) الكافي: للكليني، ج1، ص430، ح85.
(18 ) فاطر: 35.
(19 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 22، ص 476، ح 27.
(20 ) المصدر السابق، ج 27، ص 170، ح 10؛ نقلا عن الأمالي للشيخ الطوسي، ص 186.
(21 ) المصدر السابق، ج 27، ص 175،ح21؛ نقلا عن علل الشرائع،ج 1، ص 250، ح 7.
(22 ) المصدر السابق، ص 176، ح 23؛ نقلا عن ثواب الأعمال، ص 203.
(23 ) المصدر السابق، ج 27، ص 181، ح 31؛ نقلا عن بصائر الدرجات، ص 363، ح 7.
(24 ) المصدر السابق، ج65، ص124، ح53.
(25 ) مستدرك الوسائل: الميرزا النوري، ج 1، ص 166، ح 268؛ نقلا عن الأمالي للشيخ المفيد، ص2،ح2.
(26 ) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 65، ص 124، ح 53 ؛ نقلا عن بشارة المصطفى، ص 36.
(27 ) المصدر السابق، ج27، ص104 ، ح72. وقد ورد في مصادر أهل السنة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام) إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين. قال علي: فمحبّونا؟ قال: من ورائكم. كنز العمال، للمتقي الهندي، ج12، ص105، ح34206. المستدرك للحاكم النيشابوري، ج12، ص151.
(28 ) المصدر السابق، ص90 ، ح232؛ نقلا عن المحاسن ج 1، ص 61، ح 45.
(29 ) نهج البلاغة: خطب الإمام علي (عليه السلام)، ج 2، ص 40، 41، الخطبة، 152.
source : www.sibtayn.com