السؤال المهم المطروح في هذا المجال هو : ماذا يمكن ان تكون وجهة احاديث هذا الشهر الكريم، علماً ان هذه الفرصة لاتتاح للخطباء إلاّ مرة واحدة في السنة ؟
ان من أهم الأمور، واكثرها شمولية ونفعاً، ان نحدد المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الامة تحديداً دقيقاً ونحاول معالجتها، فما هي هذه المشكلة ياترى ؟
ان البعض يزعم ان المشكلة الحقيقية في الامة انما هي مشكلة الافراد، لان المجتمع يتكون على أية حال من مجموعة من الافراد. وللجواب على ذلك نقول : صحيح ان للفرد دوراً هاماً في بناء المجتمع، ولكنه ليس الدور الوحيد. لان طبيعة العلاقات الاجتماعية ونوعيتها وكيفية بنائها، كل ذلك يلعب دوراً حاسماً في تحديد نوعية المجتمع، وسيره في اتجاه دون آخر. فالمجتمع الذي تسوده الاختلافات لا يمكنه الانتفاع من الافراد الصالحين، لان هؤلاء الاشخاص - مهما بلغوا من الصلاح، ومهما كانت نشاطاتهم واسعة ومكثفة - فان جهودهم ستتعارض مع بعضها البعض. فما فائدة الافراد الصالحين -اذن- في مجتمع يفتقر الى العلاقات الاجتماعية البناءة ؟
ان مثل هذا المجتمع يشبه الى حد كبير مجموعة من السيارات الفاخرة التي يقودها سواق مهرة، ثم تسير في شوارع ليس فيها اشارات مرور، فاذا ببعضها يسير في اتجاه والآخر يسير في اتجاه آخر، واذا بالفوضى تسود الشوارع لانه لاتوجد اشارات مرور تنظّم سيرها مهما بلغت من القوة والمتانة، ومهما بلغ سواقها من المهارة.
source : sibtayn