عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

نصرة المسيح للامام المهدي عليهما السلام

إن من الطبيعي أن تعم العالم المسيحي تظاهرات شعبية، وفرحة عارمة، ويعتبرون نزول السید المسيح لهم في مقابل ظهور الامام المهدي عليه السلام في المسلمين مهم وانجاز عظیم .
نصرة المسيح للامام المهدي عليهما السلام
إن من الطبيعي أن تعم العالم المسيحي تظاهرات شعبية، وفرحة عارمة، ويعتبرون نزول السید المسيح لهم في مقابل ظهور الامام المهدي عليه السلام في المسلمين مهم وانجاز عظیم .
ومن الطبيعي أن يزور المسيح عليه السلام بلادهم المختلفة، ويظهر الله تعالى على يديه الآيات والمعجزات، ويعمل لهدايتهم إلى الإسلام بالتدريج والنفس الطويل، وأن تكون أول الثمرات السياسية لنزوله تخفيف حالة العداء في الحكومات الغربية للإسلام والمسلمين وعقد اتفاقية الهدنة بينهم وبين الإمام المهدي عليه السلام التي تذكرها الروايات.
وقد تكون صلاته خلف المهدي عليه السلام على أثر نقض الغربيين معاهدة الهدنة والصلح مع المهدي عليه السلام وغزوهم المنطقة بجيش جرار كما تذكر الروايات، فيتخذ المسيح عليه السلام موقفه الصريح إلى جانب المسلمين، ويأتم بإمامهم.
أما كسر الصليب وقتل الخنزير فلا يبعد أن يكون بعد غزو الغربيين للمنطقة وهزيمتهم في معركتهم الكبرى مع المهدي عليه السلام.
كما ينبغي أن ندخل في الحساب التيار الشعبي الغربي المؤيد للمسيح عليه السلام والذي يكون له تأثير ما على الحكومات قبل معركتهم الكبرى مع الامام المهدي علیه السلام، وتأثير حاسم بعدها.
وأما حركة الدجال، فالمرجح من أحاديثها أنها تكون بعد مدة غير قصيرة من قيام الدولة العالمية على يد المهدي عليه السلام وعموم الرفاهية لشعوب الأرض، وتطور العلوم تطوراً هائلاً، وأنها حركة يهودية إباحية أشبه بحركة الهيپز الغربية الناتجة عن الترف والبطر
أجمع المسلمون على أن روح الله عيسى المسيح على نبينا وآله وعليه السلام ينزل من السماء إلى الأرض في آخر الزمان، وبذلك فسر أكثر المفسرين قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً). (1)، وقد نقله صاحب مجمع البيان عن ابن عباس وأبي مالك وقتادة وابن زيد والبلخي، وقال: واختاره الطبري.
وروى تفسيرها بذلك في البحار:14/530، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا، فلا يبقى أهله ملة يهودي ولا نصراني إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي).
وأحاديث نزوله في مصادر الفريقين كثيرة منها الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (كيف بكم (أنتم) إذا نزل عيسى بن مريم فيكم وإمامكم منكم). (2)
وأورد ابن حماد في مخطوطته من ص159 إلى ص162نحو ثلاثين حديثاً تحت عنوان: (نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته) وتحت عنوان: (قدر بقاء عيسى بن مريم عليهما السلام بعد نزوله).
منها، ص162الحديث المروي في الصحاح وفي البحار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزيرة، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) وفيها: ( إن الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى. أولاهم بي عيسى بن مريم، ليس بيني وبينه رسول، وإنه لنازل فيكم فاعرفوه، رجل مربوع الخلق، إلى البياض والحمرة. يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية. ولا يقبل غير الإسلام، وتكون الدعوة واحدة لله رب العالمين).
وقد ورد في عدد من روايات ابن حماد نزوله عليه السلام في القدس، وفي بعضها عند القنطرة البيضاء على باب دمشق، وفي بعضها عند المنارة التي عند باب دمشق الشرقي. وفي بعضها باب لد بفلسطين.
كما أورد في بعضها أنه يصلي خلف المهدي عليه السلام، وأنه يحج إلى بيت الله الحرام كل عام، وأن المسلمين يقاتلون معه اليهود والروم والدجال. وأنه يبقى في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفاه الله تعالى ويدفنه المسلمون.
وورد في رواية عن اهل البيت عليهم السلام أن الإمام المهدي عليه السلام يقيم مراسم دفنه على أعين الناس، حتى لا يقول فيه النصارى ما قالوه، وأنه يكفنه بثوب من نسج أمه الصديقة مريم÷ويدفنه في القدس في قبرها.
والمرجح في أمر نزوله عليه السلام أن قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً). يدل على أن الشعوب المسيحية واليهود جميعاً يؤمنون به، وأن الحكمة من رفعة إلى السماء وتمديد عمره أن الله تعالى ادخره ليؤدي دوره العظيم في هداية أتباعه وعباده، في مرحلة حساسة من التاريخ يظهر فيها المهدي عليه السلام ويكون النصارى أكبر قوة في العالم، ويكونون أكبر عائق أمام وصول نور الإسلام إلى شعوبهم العالم، وإقامة دولته وحضارته الإلهية.
غاية الأمر أن حركة الأعور الدجال تكون متطورة ذات أبعاد عقيدية وسياسية واسعة، حيث يستعمل الدجال وسائل العلوم في ادعاءاته وشعوذاته، ويتبعه اليهود الذين هم في الحقيقة وراء حركته، ويستغلون المراهقين والمراهقات، وتكون فتنته شديدة على المسلمين.
وينبغي التثبت والتحقيق في الروايات التي تذكر أن المسيح عليه السلام هو الذي يقتل الدجال، لأن ذلك من عقائد المسيحيين المذكورة في أناجيلهم، ولأن المجمع عليه عند المسلمين أن حاكم الدولة العالمية يكون الإمام المهدي عليه السلام ويكون المسيح عليه السلام معيناً له ومؤيداً.
وقد وردت الروايات عن اهل البيت عليهم السلام بأن الذي يقتل الدجال هم المسلمون بقيادة الإمام المهدي عليه السلام.

اتفاقية الهدنة بين الإمام المهدي عليه السلام والغربيين:

وأحاديث هذه الهدنة كثيرة، تدل على أنها اتفاقية صلح وعدم اعتداء وتعايش سلمي.
ويبدو أن غرض الإمام المهدي عليه السلام منها أن يفتح المجال لعمله وعمل المسيح عليه السلام أن يأخذ مجراه الطبيعي في هداية الشعوب الغربية وتحقيق التحول العقائدي والسياسي فيها، لتكتشف زيف حكوماتها وحضارتها.
ونلاحظ في روايات هذه الهدنة الشبه الكبير بينها وبين صلح الحديبية الذي عقده النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع قريش على عدم الحرب لمدة عشر سنين وسماه الله تعالى الفتح المبين، حيث مالبث جبابرة قريش أن نقضوا عهدهم مع المسلمين وكشفوا عن نواياهم، فكان ذلك دافعاً للناس أن يدخلوا في الإسلام، ومبرراً للقضاء على قوة المشركين وكفرهم.
وكذلك لا يلبث الرؤساء الغربيون أن ينقضوا عهدهم مع المسلمين ويكشفوا عن طغيانهم، ويغزوا المنطقة بنحو مليون جندي كما تذكر الروايات، فتكون المعركة الكبرى معهم، التي يظهر من وصف الروايات لها أنها أعظم من معركة فتح القدس.
ففي الحديث النبووي الذي رواه الجميع قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (بينكم وبين الروم أربع هدن، الرابعة على يد رجل من آل هرقل، تدوم سنين (سنتين) فقال له رجل من عبد القيس يقال له السؤدد بن غيلان: من إمام الناس يومئذ؟ فقال: المهدي من ولدي)(3)
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة، فيغدرون بكم في حمل امرأة، يأتون في ثمانين غاية في البر والبحر، كل غاية اثنا عشر ألفاً، فينزلون بين يافا وعكا، فيحرق صاحب مملكتهم سفنهم، يقول لأصحابه قاتلوا عن بلادكم، فيلتحم القتال، ويمد الأجناد بعضهم بعضاً، حتى يمدكم من بحضر موت اليمن، فيومئذ يطعن فيهم الرحمان برمحه، ويضرب فيهم بسيفه، ويرمي فيهم بنبله، ويكون منه فيهم الذبح الأعظم) (4)
ومعنى: (يطعن فيهم الرحمان برمحه.. الخ.) أنه تبارك وتعالى يمد المسلمين بملائكته وإمداده الغيبي عليهم.
ويبدو أن هدفهم من إنزال قواتهم البحرية بين يافا وعكا، أو بين صور وعكا، كما في بعض الروایات هو استرجاع فلسطين مجدداً وإعطاؤها لليهود، وأن تكون القدس هدفاً عسكرياً مبرراً لحملتهم.
وقد ورد في الرواية التالية أن إنزال قواتهم يشمل طول الساحل من عريش مصر إلى أنطاكية في تركية، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: ( فتح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح لم يفتح له مثله منذ بعثه الله تعالى فقلت له: يهنيك الفتح يا رسول الله قد وضعت الحرب أوزارها. فقال: هيهات هيهات، والذي نفسي بيده إن دونها يا حذيفة لخصالاً ستاً.. وذكر آخرها صلى الله عليه وآله وسلم فتنة الروم وغدرهم بالمسلمين بثمانين راية، وأنهم ينزلون ما بين أنطاكية إلى العريش). (5)
وقد ورد في أحاديث نزول عيسى عليه السلام أن الحرب تضع أوزارها عند ذلك.
ويؤيده واقع صراعنا وحروبنا مع الروم التي لم تضع أوزارها، ولن تضع أوزارها حتى يظهر المهدي وينزل عيسى عليه السلام، وينصرنا الله تعالى على الروم في مرحلة طغيانهم العالمي.
روى ابن حماد في ص136: (في فلسطين وقعتان في الروم، تسمى إحداهما القطاف، والأخرى الحصاد) أي تكون الثانية كاسحة أكثر من الأولى.
وتشير الرواية التالية إلى أن معركة المهدي عليه السلام مع الغربيين تكون غير متكافئة، وأن ميزان القوة يكون لصالحهم في الظاهر، ولذلك ينضم إليهم بعض ضعاف القلوب من العرب، ويقف آخرون على الحياد، فقد روى ابن حماد في ص12، عن محمد بن كعب في تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)، قال: الروم يوم الملحمة. وقال: قد استنفر الله الأعراب في بدء الإسلام فقالت: (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا) فقال: (سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ). يوم الملحمة فيقولون كما قالوا في بدء الإسلام، فتحل بهم الآية: (يعذبكم عذاباً أليماً).
وقال صفوان: حدثنا شيخنا أن من الأعراب من يرتد يومئذ كافراً، ومنهم من يولي عن نصرة الإسلام وعسكره شاكاً.
فالمرتدون هم الذين يقفون إلى جانب الروم، والمتولون هم الواقفون على الحياد، وعذابهم الأليم على يد المهدي عليه السلام بعد انتصاره على الروم.
وروى ابن حماد في ص131 حديثاً يوازن أجر شهداء هذه المعركة بأجر شهداء بدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير قتلى تحت ظل السماء مذ خلق الله تعالى خلقه، أولهم هابيل الذي قتله قابيل اللعين ظلماً، ثم قتلى الأنبياء الذين قتلهم أممهم المبعوثة إليهم حين قالوا: ربنا الله ودعوا إليه، ثم مؤمن آل فرعون، ثم صاحب ياسين، ثم حمزة بن عبد المطلب، ثم قتلى بدر، ثم قتلى أحد، ثم قتلى الحديبية، ثم قتلى الأحزاب، ثم قتلى حنين، ثم قتلى تكون بعدي تقتلهم خوارج مارقة فاجرة، ثم ارجع يدك إلى ما شاء الله من المجاهدين في سبيله، حتى تكون ملحمة الروم، قتلاهم كقتلى بدر.
ولا بد أن يكون تعبير قتلى الحديبية في الرواية تصحيفاً أو إضافة، لأن مصادر السيرة لم تذكر وقوع حرب وقتلى في الحديبية.
أما في مصادرنا الشيعية عن اهل البيت عليهم السلام فقد نصت على أن أفضل الشهداء عنه الله تعالى هم أصحاب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام والشهداء مع الإمام المهدي عليه السلام.
أما وقت الحملة الغربية الأخيرة على بلادنا فتذكر الروايات أن مدة الهدنة معهم تكون سبع سنين، ولكنهم يغدرون وينقضونها بعد سنتين، وبعضها يذكر أنهم يغدرون بعد ثلاث سنين.
ففي مخطوطة ابن حماد ص142 عن أرطاة قال: (يكون بين المهدي وطاغية الروم صلح بعد قتله السفياني ونهب كلب، حتى يختلف تجاركم إليهم وتجارهم إليكم، ويأخذون في صنعة سفنهم ثلاث سنين.. حتى ترسي الروم فيما بين صور إلى عكا، فهي الملاحم).
وقد تقدمت الرواية التي تذكر أنهم يغدرون في حمل امرأة، أي بعد تسعة أشهر من توقيع الهدنة، والله العالم.
المصادر :
1- النساء:159
2- البحار:52/383 ورواه البخاري:2/256، وروى غيره في باب: نزول عيسى عليه السلام
3- البحار:51/80
4- مخطوطة ابن حماد ص141
5- ابن حماد ص 118

source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما ورد بشأن ولادته (عج)
من رأى الإمام المهدي ( عليه السلام )
الخاتمة
دعاء معرفة الإمام المهدي ( عليه السلام )
رسالة الإمام المهدي (عج) إلی الشیخ المفید(ره)
قدرة الإمام المهدي ( عليه السلام ) على تغيير حركة ...
نصرة المسيح للامام المهدي عليهما السلام
أحاديث.. في الإمام المهديّ 3
كرامات الإمام المهدي ( عليه السلام ) في مسجد ...
مقدمات في طريق إثبات ولادة الإمام المهدي (عج)

 
user comment