ضمان الجنة
ومن الأعمال المستحبة الأخرى التي توصّلنا الى رحاب المغفرة والعفو وقبول التوبة قراءة سورة الروم والعنكبوت. فقد روي عن أبي بصير، عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أنه قال: من قرء سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين، فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة، لا أستثني فيه أحداً، ولا أخاف أن يكتب الله عليَّ في يميني إثماً، وإنَّ لهاتين السورتين من الله مكاناً".([49]) وحقّاً فإنّ هذا أمر يثير الدهشة، فأنا حين أقرأ سورة الروم وأتعمّق فيها أقف متسائلاً عن السرّ الذي تشتمل عليه هذه السورة الكريمة والذي جعل الإمام الصادق عليه السلام يؤكّد عليها ويعتبرها مفتاحاً لدخول الجنّة، وهكذا الحال بالنسبة إلى سورة العنكبوت وأيضاً سورة الدخان التي من المستحب قراءتها في هذه الليلة. ترى ما هي أسرار هذه السور المباركة؟
أمّا بالنسبة إلى سورة الدخان؛ فإن سرّها واضح، لأنها نـزلت في ليلة القدر متحدّثة عنها وعن فضلها، ولذلك فإن تلاوتها في هذه الليلة جاءت مناسبة، وأما فيما يتعلّق بسورة العنكبوت؛ فإنها على ما يبدو توحي بأن مثل هذه الدنيا كمثل بيت العنكبوت؛ بحضاراتها ودولها وإمكانياتها وقدراتها، فهي لا قيمة لها، ولا هدف يرجى منها في حدّ ذاتها بل إنّ الآخرة هي الهدف وهي الرجاء، وعلى العكس من ذلك فإن الدنيا واهنة زائلة: «وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ» (العنكبوت/41).
source : sibtayn