عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

أخلاق سيد الشهداء عليه السلام

من صفات المعصوم القائد و الإمام الاتصاف بالخلق الرفيع ، و هذه ميزة متجسدة في خلق الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) ، باعتباره صاحب مسيرة كبرى لتركيز إسلام جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، و فيما يلي بعض ما روي عن الحسن بن علي قال (عليهما السلام) :
أخلاق سيد الشهداء عليه السلام

من صفات المعصوم القائد و الإمام الاتصاف بالخلق الرفيع ، و هذه ميزة متجسدة في خلق الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) ، باعتباره صاحب مسيرة كبرى لتركيز إسلام جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، و فيما يلي بعض ما روي عن الحسن بن علي قال (عليهما السلام) :

 

وفد أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها ، فدُلَّ على الحسين (عليه السلام) ، فدخل المسجد فوجده مصلياً فوقف بإزائه و أنشأ :

لم يخب الآن من رجاك     لم يخب الآن من رجاك
أنـت جـواد وأنت معـتـمد     أبوك قد كان قاتل الفسقه
لو لا الذي كان من أوائلكم     كانت علينا الجحيم منطبقه

قال : فسلَّم الحسين (عليه السلام) ، و قال: يا قنبر ، هل بقي من مال الحجاز شيء ؟ ، قال : نعم ، أربعة آلاف دينار. فقال : هاتها قد جاء من هو أحقٌّ بها منّا ، ثم نزع برديه ولفَّ الدنانير فيها ، و أخرج يده من شقِّ الباب حياءً من الأعرابيِّ و أنشأ:

لو لا الذي كان من أوائلكم     لو لا الذي كان من أوائلكم
لو لا الذي كان من أوائلكم     لو لا الذي كان من أوائلكم
لكنَّ ريب الزمان ذو غير     والكف منِّي قليلة النفقه

قال : فأخذها الأعرابيُّ و بكى ، فقال له : لعلك استقللت ما أعطيناك . قال : لا ولكن كيف يأكل التراب جودك ؟ ، و ولى و هو يقول: مطهرون نقيات جيوبهم ، تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا :

الامام الحسين عليه السلام     علم الكتاب وما جاءت به السور
من لم يكن علوياً حين تنسبه     فماله في جميع الناس مفتخر

و من أخلاقه (عليه السلام) ، مرَّ الحسين بمساكين يأكلون في الصفة . فقالوا: الغداء ، فنزل ، و قال : " إن الله لا يحب المتكبرين " ، فتغدّى معهم ، ثم قال لهم : " قد أجبتكم فأجيبوني " ، قالوا : نعم ، فمضى بهم إلى منزلـه ، فقال للرباب : " أخرجي ما كنت تدّخرين " .

قال أنس : كنت عند الحسين (عليه السلام) ، فدخلتْ عليه جارية فحيته بطاقة ريحان ، فقال لها : " أنت حر لوجه الله " ، فقلت له : تجيئك جارية تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟ ، قال: " كذا أدّبنا الله " ، قال الله : " و إذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردُّوها " ، و كان أحسن منها عتقها.

عن علي بن موسى ، عن آبائه (عليهم السلام) : " أنّ الحسين بن علي دخل المستراح ، فوجد لقمة ملقاة ، فدفعها إلى غلام له ، فقال : يا غلام اذكرني هذه اللقمة إذا خرجت ، فأكلها الغلام ، فلما خرج الحسين ، قال : يا غلام اللقمة ، قال : أَكلتها يا مولاي ، قال : أنت حر لوجه الله تعالى ، فقال له رجل : اعتقته يا سيدي ؟ ، قال : نعم ، سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) ، يقول: من وجد لقمة ملقاة ، فمسح منها ما مسح و غسل منها ما غسل و أكلها ، لم يسغها في جوفه ، حتى يعتقه الله من النار ، و لم أكن لأستعبد رجلاً أعتقه الله من النار " .

رويَ أنّ أعرابياً من البادية قصد الحسين (عليه السلام) ، فسلَّم عليه فرد (عليه السلام) ، فسأله حاجة ، و قال : سمعت جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، يقول: إذا سألتم حاجةً فاسألوها من أحد أربعة ، إما من عربي شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن ، أو ذي وجه صبيح ، فأما العرب فشرفت بجدك ، و أما الكرم فدأبكم و سيرتكم ، و أما القرآن ففي بيوتكم نزل ، و أما الوجه الصبيح ، فإنّي سمعت جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، يقول : إذا أردتم أن تنظروا إليّ ، فانظروا إلى الحسن و الحسين ، فقال الحسين له : ما حاجتك؟ ، فكتبها على الأرض ، فقال له الحسين: سمعت أبي علياً (عليه السلام) ، يقول قيمة كل امرئ ما يحسنه ، و سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فأسألك عن ثلاث خصال ، فإن أجبتني عن واحدة فلك ثلث ما عندي ، و إن أجبتني عن اثنتين فلك ثلثا ما عندي ، و إن أجبتني عن الثلاث فلك كل ما عندي ، وقد حملت إليَّ صرة مـختومة ، و أنت أولى بها(عليه السلام) فقال : سل عما بدا لك ، فإن أجبت و إلاّ تعلمت منك ، فأنت من أهل العلم و الشرف ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

فقال الحسين: (عليه السلام)أي الأعمال أفضل؟

قال: الإيمان بالله والتصديق برسوله.

قال: (عليه السلام)فما نجاة العبد من الهلكة؟

قال: الثقة بالله.

قال: (عليه السلام)فما يزين المرء؟

قال: علم معه حلم.

قال: (عليه السلام)فإن أخطأه؟

قال: فمال معه كرم.

قال: (عليه السلام)فإن أخطأه ذلك؟

قال: فقر معه صبر.

قال: (عليه السلام)فإن أخطأه ذلك؟

قال : فصاعقة تنزل عليه من السماء فتحرقه ،

فضحك الحسين (عليه السلام) ، و رمى له بالصرّة و فيها ألف دينار ، و أعطاه خاتمه و فيه فص قيمته مائتا درهم ، و قال: " يا أعرابي أعط الذهب إلى غرمائك ، و اصرف الخاتم في نفقتك ، فأخذ ذلك الأعرابي وقا ".

هذه الأخلاق العالية لم تصدر من إنسان عادي ، بل هي أخلاق الأنبياء و الأوصياء ، و إنّها لدليل على أهليته للإمامة و الخلافة و الرئاسة.


source : alhassanain
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

وصايا الامام الإمام السجاد عليه السلام
المحاسن 1
طائر الانسان
فی اقل ما تنعقد به الجماعة
آداب النبيّ (صلى الله عليه وآله) والتأسّي به
المصالح ومقتضيات الحكم
الاستيلاء على منصب الخلافة بالقوة هو الذي أوجد ...
الحصار في شعب أبي طالب(عليه السلام)(1)
أيديولوجيا النظريات الغربية السياسية والعقيدة ...
كيف نتحدّث إلى زينب عليها السّلام في زيارتها

 
user comment