جار الامام جعفر الصادق عليه السلام
كان للامام الصادق عليه السلام جار جنب بيته وكان الامام شغوفاً بحبّه سمع الامام يوماً أن جاره عازم على بيع داره بمائة ألف درهم في حين أنّ البيت لم يُقدّر بأكثر من أربعين ألف درهم.
دعاه الامام عليه السلام فسأله عن سبب عرض الدار للبيع؛ فقال للامام: أعاني من مشكلة مالية أجبرتني على بيع الدار، قال الامام عليه السلام: يقال ان دارك تقدر بأربعين ألف درهم فلم تريد أن تبيعها بمائة ألف درهم؟ فقال وعينه تذرف دمعاً: يابن رسول اللَّه أنا شيعي وأحبكم ولا أرضى أن ابتعد عنكم لحظة واحدة إلّاانني أعاني من مشكلة مالية دعتني أن أفارقكم! إن القيمة الاسمية للدار أربعون ألف درهم ولكن استلمت ستين ألف درهم اضافي لحق جيرتكم.
إن الامام الصادق عليه السلام- الذي كان متخلّقاً بخلق اللَّه وخلق النبي صلى الله عليه و آله وآبائه الكرام- رأى نفسه ملزماً بأن يكافئ المحبة بالمحبة وأن يقدر الآخر
__________________________________________________
(1)- بحار الأنوار: 42/ 179، باب 124.
نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 60
بحبه ووداده ويطبق قاعدة:
[هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ] «1».
في حق جيرانه ومواليه؛ فقال له: بعني دارك! قال الرجل: اهبه لك عن طيب نفس! إلّاأنّ الامام كان مصراً على أن يبتاعه؛ قال صاحب الدار:
لأجل اصرارك على الابتياع أبيعك بالسعر الاسمي- أربعين ألف درهم-!
قال الامام عليه السلام: اشتريه منك بالسعر الذي عينته للآخرين- مائة ألف درهم-!
فأمر غلامه أن يأتي بمائة ألف درهم لصاحب الدار، فأتى بالمبلغ وسلمه أياه!
حينما عزم الرحيل عن الامام عليه السلام خاطبه الامام: زائداً على المبلغ الذي دُفع إليك، ملكتك الدار نفسها.
أجل؛ إنّ الانسان ينتفع روحياً ومادياً بجليسه الفاضل الكريم في الدنيا وفي الآخرة حيث تصله الفيوضات الالهية في جوار موقعه ومرتبته؛ كما انّه يهدر عمره ويضيعه ويفقد قيمته الانسانية فيلقي بنفسه في ذلّ الدنيا وعذاب الآخرة حينما يجاور الجليس السيّء السافل.
source : دار العرفان