القصيدة الكوثرية قصيدة في مدح الإمام علي (ع) تقع في 54 بيتاً من البحر المتدارك. أنشدها شاعر أهل البيت (ع) السيد رضا الهندي، وهي من أروع ما قيل في المقام. أمّا مضامينها فهي:
الغزل والنسيب:
يبدأ الشاعر قصيدته الكوثرية بالنسيب والغزل في أبياته الأولى، ولكن هذا الغزل لم يخرجه من دائرة العفة والأخلاق، فهو في حبّه متيم قد أشغف بجمال الممدوح، وهو ينحو في ذلك منحى شعراء أهل البيت المتقدمين عليه: كالشريف الرضي، والسيد حيدر الحلي و.... مقتبساً بعض آيات الذكر الحكيم:
قد قالَ لِثَغرِكَ صانِعُهُ إنَّا أعطيناكَ الكوثرْ
التوسل والشفاعة:
فالشاعر بعد تلك الأبيات الغزلية يتوسل بالإمام وهو مؤمن بأنّه هو الضامن والشفيع له في الدنيا والآخرة:
هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلي إن كُنـتَ تَقِـرُّ على المُنكرْ
فلقد أسرفتُ وما أسـلفتُ لنفـســي ما فيــه أعذّر
سـوَّدْتُ صحيفةَ أعمـالي ووكلـتُ الأمر إلى حَيدرْ
هو كَهفي من نُوبِ الدّنيـا وشَـفيعي في يومِ المَحشـرْ
الاحتجاج بالمواقف:
لم تخلو هذه القصيدة من الأدلة والبرهان لمن أنكر ولاية الإمام علي، فالشاعر يحتج على مخالفيه بمواقفه:
يا مَـن قـد أنكرَ من آياتِ أبي حِسَـنٍ مـا لا يُنـكرْ
إن كًنـتَ لِجًـلهِكَ بالأيـامِ جَحـدتَ مَقـامَ أبي شُـبّرْ
فأسـألْ بدراً، وأسألْ أُحداً، وسَـلِ الأحزابَ، وسَلْ خَيبَرْ
مَنْ دَبّر فيها الأمرَ؟ ومـنَ أردى الأبطـالَ؟ ومَـن دمَّرْ....
الاعتذار والتخلص:
وفي نهاية المطاف يتفنن السيدرضا بطريقته الخاصة، فينهي قصيدته باعتذار طالباً بذلك القبول:
مَنْ طَـوَّلَ فيـك مَدائـحَه عن أدنى واجِبِـها قَصًّـرْ
فاقْبـل يا كعبـةَ آمـالي من هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ
source : abna24