[وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا] «1».
ليس الزميل من يزيد على عيوب ونواقص والفرغات المعنوية للانسان ويشب النار المهلكة في محاصيل قيم الانسان وشرفه وكرامته، ان الصديق حقاً والرفيق واقعاً، هو الذي يقلل من عيوب الانسان ويزيل نواقصه ويسد فراغاته الروحية والمعنوية.
يقول الامام جعفر الصادق عليه السلام عن أحب الأصدقاء:
«أحَبُّ إخوَانى إلَىَّ مَنْ أهْدى إلىَّ عُيُوبى» «2»
. إن الانسان المنصف الطالب للسعادة، عند ما ينبههُ الصديق الشفيق إلى عيوبه، يعمل- ومن غير شك- على ازالتها ويعرج- بمساعدة رفيقه النبيل- نحو المقامات الانسانية العليا.
إن الصاحب والمعاشر الذي يخلو من الايمان والاخلاق والعمل الصالح، هو نار تحرق شجرة الوجود بجميع أغصانها وأوراقها، وفي النهاية تبعِّد الانسان في الدنيا من القيم وتقعده في الذل والهوان وتتركه في بحر من الهم والغم والأسف والندم كما أن صداقته وعشرته تصبح سبباً لابتلائه بالعذاب الأليم وتسوقه نحو جهنم- وهو بئس المكان- يتضاعف عذابه عند ما يرى صديقه السيّء قد ابتلي بالعذاب الأبدي.
______________________________
(1)- الفرقان (25): 29.
(2)- الكافى: 2/ 639، باب من يحب مصادقته، حديث 5؛ وسائل الشيعة: 12/ 25، باب 12، حديث 15547؛ بحار الأنوار: 71/ 282، باب 19، حديث 4.
نظام العشره فى المنظور الاسلامى،للعلامة انصاریان ص: 81
source : دار العرفان