عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

فضائل الإمام الحسين الخاصة به في كتب أهل السنة

فضائل الإمام الحسين الخاصّة به * في كتب أهل السنة حكمت الرحمة وقد ملأت الخافقين ، وهي أشهر مِن أنْ تُذكر ، نورد جملة مختصرة منها تيمُّناً وتبرُّكاً ، علماً أنّه تقدّم بعض ذلك في الفضائل المشتركة أيضاً : * الفضيلة الأولى : في أنّه سيّد شباب أهل الجنّة ـ قال ابن كثير في " البداية والنهاية " : قال الإمام أحمد : حدّثنا وكيع ، عن ربيع بن سعد ، عن أبي سابط (1) ، قال : ( دخل حسين بن علي المسجد ، فقال جابر بن عبد الله : ( مَن أحبّ أنْ
فضائل الإمام الحسين الخاصة به في كتب أهل السنة



فضائل الإمام الحسين الخاصّة به

*  في كتب أهل السنة

حكمت الرحمة

وقد ملأت الخافقين ، وهي أشهر مِن أنْ تُذكر ، نورد جملة مختصرة منها تيمُّناً وتبرُّكاً ، علماً أنّه تقدّم بعض ذلك في الفضائل المشتركة أيضاً :

* الفضيلة الأولى : في أنّه سيّد شباب أهل الجنّة

ـ قال ابن كثير في " البداية والنهاية " : قال الإمام أحمد : حدّثنا وكيع ، عن ربيع بن سعد ، عن أبي سابط (1) ، قال : ( دخل حسين بن علي المسجد ، فقال جابر بن عبد الله : ( مَن أحبّ أنْ ينظر إلى سيـّد شباب أهل الجنّة ، فلينظر إلى هذا ) سمعته من رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ) (2) .

ورواه الذهبي في " السير " أيضاً عن " مسند أحمد " (3) .

قال محقّق ( السيّر ) : ( ذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 187 ، ونسبه إلى أبي يعلى ، وليس لأحمد ، وقال : رجاله رجال الصحيح ، غير الربيع بن سعد ، وهو ثقة ) (4) .

ـ أقول :

ما نقله أبو يعلى وأخذه عنه الهيثمي في " المجمع " ، يختلف قليلاً عمّا هو في " مسند أحمد " بحسب ما نقل الذهبي وابن كثير . فقد أخرج أبو يعلى بسندهِ عن ابن نمير ، عن أبيه ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمان بن سابط ، عن جابر ، قال : ( ( مَن سرّه أنْ ينظر إلى رجل من أهل الجنّة ، فلينظر إلى الحسين بن علي ) ، فإنّي سمعتُ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يقوله ) (5) .

ويظهر أنّهما رواية واحدة ، والله العالم .

وعلى كلّ حال ، فقد مرّ في الفضائل المشتركة ، أنّه تواتر النقل عن الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة .

* الفضيلة الثانية : في أنّه من الرسول وأنّ الرسول منه

ـ أخرج الترمذي بسنده إلى يعلى بن مرّة ، قال : ( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : ( حسينٌ منّي وأنا مِن حسين ) ) (6) .

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (7) ، وأحمد في " المسند " (8) ، وابن ماجة في " السنن " (9) ، والحاكم في " المستدرك  " (10) ، وغيرهم . علماً أنّ للرواية تتمّة ، يأتي التعرُّض لها في الفضائل الآتية ، قال الترمذي : ( هذا حديث حَسَن ) (11) .

قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ) ، ووافقه الذهبي (12) .

قال البوصيري في " مصباح الزجاجة في زوائد ابـن ماجة " : ( هذا إسناد حسن ، رجاله ثقات ) (13) .

قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "  : ( إسناده حَسَن ) (14) .

ومن المُستبعَد أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يريد بهذا الحديث الرابطة النسبيّة بينه وبين الحسين ( عليه السلام ) ؛ خصوصاً عند النظر إلى الشطر الثاني : ( وأنا من حسين ) ، فلا بدّ أنْ يكون الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ناظراً إلى أمرٍ أدقّ وأعمق من ذلك .

ولعلّه يشير إلى وحدة المنهج والهدف ، والروح الرساليّة التي يحملها الحسين ( عليه السلام ) في سبيل إرساء رسالة الله ، والحفاظ على أصولها ، والتي تهدف إلى إصلاح الإنسان ، وتخليصه من مستنقعات الجهل والظلام ، والرُّقي به نحو سُلّم الكمال .

* الفضيلة الثالثة : في دعاء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لمحبّ الحسين ( عليه السلام )

ـ فقد ورد عنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال : ( أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً ) .

وهذا المقطع هو إحدى تتمّات الحديث السابق ، فلا داعي لذكر تخريجاته أو تصحيحاته ؛ فإنّ عين ما تقدّم في الفضيلة الثانية مِن تخريج وتصحيح ، يأتي هنا أيضاً .

ونشير هنا إلى أنّ دعاء النبي لمحبّ الحسين ( عليه السلام ) بهذهِ الألفاظ الشريفة ، يُبيّن ـ بوضوح ـ عظمة الحسين ( عليه السلام ) ، ودرجته الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى . ومنها يتّضح حال مُبغضه ومعاديه ، بل وكذا حال محبّي أعدائه ؛ ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (الشعراء : 227) .

* الفضيلة الرابعة : في أنّه سبط من الأسباط

ـ وهو قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( حسين سبط من الأسباط ) ، وهو تتمّة الحديث المتقدّم في الفضيلة الثانية والثالثة . فإنّ الحديث كما جاء في سنن الترمذي : ( حسينٌ منّي وأنا من حُسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط ) ، فعين ما تقدّم فـي الفضيلة الثانية من تخريجات وتصحيحات ، يأتي هنا أيضاً .

لكنْ نشير إلى أنّه في بعض المصادر ورد : ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ) (15) .

وقال الهيثمي معقّباً : ( رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن ، ورواه الطبراني ، وإسناده حَسَن ) (16) .

وأمّا معنى السبط في الحديث ، فقد جاء في " لسان العرب " : ( وفي الحديث أيضاً : ( الحسين سبط من الأسباط ) ، أي أُمَّة من الأُمم في الخير ، فهو واقع على الأُمَّة ، والأُمَّة واقعة عليه ) (17) أي هو بمنزلة الأُمَّة في الخير .

وقال شارح " التاج الجامع للأصول " في كتابه " غاية المأمول ، شرح التاج الجامع للأصول " : ( والمراد هنا : أنّ الحسين ( رضي الله عنه ) في أخلاقه وأعماله الصالحة في دنياه كأمّة صالحة ، كقوله تعالى : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (النحل : 120) . ويُبعث الحسين في الآخرة له شأنٌ وجاه عظيم ، كأمّة ذات شأن عظيم ) (18) .

ونفس هذا الكلام يأتي في الإمام الحسن ( عليه السلام ) ؛ لِمَا قدمناه مِن أنّ بعض المصادر نقلتْ : ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ) .

* الفضيلة الخامسة : في محبّة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) للحسين ( عليه السلام )

ـ أخرج الحاكم بسنده إلى أبي هريرة ، قال : ( رأيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وهو حامل الحسين بن علي ، وهو يقول : ( اللّهمّ إنّي أحبُّه فأحبَّه ) ) (19) .

قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . وقد رُوي بإسناد في الحسن مثلُه . وكلاهما محفوظان ) ، ووافقه الذهبي (20) .

ـ وفي " المستدرك " أيضاً ، عن أبي هريرة ، قال : ( ما رأيتُ الحسين بن علي إلاّ فاضت عيني دموعاً ؛ وذاك أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه
وآله ) خرج يوماً ، فوجدني في المسجد ، فأخذ بيدي واتّكأ عليّ ، فانطلقتُ معه حتّى جاء سوق بني قينقاع . قال : وما كلّمني ، فطاف ونظر ، ثمّ رجع ورجعتُ معه ، فجلس في المسجد واحتبى ، وقال لي : ( أدعو لي لكاع ) ، فأتى حسين يشتدّ حتّى وقع في حجره ، ثمّ أدخل يدَه في لحية رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فجعل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يفتح فم الحسين فيُدْخِلُ فاه في فيه ، ويقول : ( اللَّهُم إنّي أحبُّه فأحبَّه ) ) .

قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ) ، ووافقه الذهبي (21) .

ـــــــــــــــــــــــ

* اقتباس وتصحيح وتحرير قسم المقالات في شبكة الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي ، مقتبس من كتاب : " أئمّة أهل البيت في كتب أهل السنة " ، تأليف : حكمت الرحمة ، الناشر : مؤسَّسة الكوثر للمعارف الإسلامية ، ط 1 ، سنة 2004 ، ص 181 ـ 186.
(1) في ( السير ) و ( مسند أبي يعلى ) : ( عبد الرحمان بن سابط ) ، وليس ( أبا سابط ) .
(2) البداية والنهاية : 8/225 ، مؤسّسة التاريخ العربي .
(3) سير أعلام النبلاء : 3/282 ـ 283 ، مؤسّسة الرسالة .
(4) المصدر نفسه : 3/282 ـ 283 .
(5) مسند أبي يعلى : 3/397 ، دار المأمون للتراث . وانظر : مجمع الزوائد : 9/187 ، دار الكتب العلميّة ، بيروت .
(6) سنن الترمذي : 5/324 ، دار الفكر .
(7) الأدب المفرد : 85 ، مؤسّسة الكتب الثقافيّة .
(8) مسند أحمد : 4/172 ، دار صادر .
(9) سنن ابن ماجة : 1/85 ، مكتبة المعارف .
(10) المستدرك على الصحيحين : 3/177 ، دار المعرفة .
(11) سنن الترمذي : 5/324 ، دار الفكر .
(12) المستدرك على الصحيحين ، ( وبذيله : تلخيص المستدرك ) : 3/177 ، دار المعرفة .
(13) مصباح الزجاجة المطبوع بحاشية السنن : 1/85 ، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع .
(14) مجمع الزوائد : 9/181 ، دار الكتب العلميّة ، بيروت .
(15) التاريخ الكبير للبخاري : 8/415 ، المكتبة الإسلاميّة ، ديار بكر . والمعجم الكبير للطبراني : 3/32 ، نشر مكتبة ابن تيمية ، القاهرة .

(16) مجمع الزوائد : 9/181 ، دار الكتب العلميّة ، بيروت .
(17) لسان العرب : 7/310 ، دار إحياء التراث العربي .
(18) غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصو

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أن آل يس آل محمد ص
المكانة العلمية للإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
منزلة العلماء
البراغماتية‌ وانتحال‌ القدسيّة‌
تهذيب الشهوة
ما هي حقيقة الموت؟
فوائد و أضرار طلع النخل
أبعاد الحضارة وماذا أعطي الاسلام للبشرية
الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) رجل الثورة ...
بكاء النبي (ص) على الحسين بسند صحيح

 
user comment